الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

العلاجات البديلة لمرض السكري

الغذاء قبل الدواء
لمعالجة داء السكّري!

تبني نمط حياة صحية يتعدى بفوائده معالجة السكّري
إلى معالجة ضغط الدم والكوليسترول وأمراض كثيرة

الإفراط في تناول النشويات والسكّريات وزيادة الوزن
وضعف النشاط الجسدي أهم مسببات داء السكّري

العقدة الصفراء وحبة البركة أكثر فعالية بأضعاف
في خفض سكر الدم وليست لهما أي مضاعفات جانبية

مستخلص أوراق الزيتون زاد إنتاجية
خلايا إفراز الأنسولين في البنكرياس بنسبة 28%

إن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط الجسدي بانتظام واجتناب الوزن الزائد والتدخين يمكن أن تمنع أو تؤخر الإصابة بمرض السكّري المتأخر (Type II) .
(منظمة الصحة العالمية، نشرة إعلامية كانون الثاني 2015)

معظم أطباء الغدد الصماء الذين يهتمون بأعراض داء السكّري ينصحون مرضاهم غالباً، خصوصاً عندما تكون أعراض المرض في بداياتها بالاهتمام بوزنهم وبغذائهم وبإدخال الرياضة البدنية أو رياضات المشي والسباحة إلى نمط حياتهم، وكثيراً ما سمعنا طبيباً يقول لمريضه خفض وزنك 10كيلوغرامات ولن تحتاج بعد ذلك إلى دواء السكّري!!
هذه النصيحة المعتادة من الأطباء تضع اليد على نقطة أساسية في موضوع السكّري قلما تلقى الإهتمام اللازم، وهي أن السكّري مرض يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة التي نعيشها، وهو يعني بالتالي أن إجراء تعديلات إيجابية في نمط حياتنا سيرتد بنتائج إيجابية فورية على هذا المرض الذي بات من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم وبات مصنفاً في المرتبة السابعة بين الامراض الخطرة التي تسبب الموت.
في ما يلي تعرض «الضحى» لبعض الخيارات التي بدأت تطرح كعلاجات رديفة لمرض السكّري، أي علاجات مساعدة كما تطرح وجهة نظر الطب لجهة أهمية تبني حياة نشطة وممارسة الرياضة وتبديل نظام الغذاء باتجاه خفض السكّريات واعتماد حمية حقيقية باعتبار ذلك جزءاً أساسياً من أي برنامج لاحتواء مرض السكّري. وتجدر الإشارة إلى أن المقالة تقتصر على التوجيه ولا تعطي رأياً طبياً قاطعاً لأنه حتى العلاجات الرديفة تختلف باختلاف حالة السكّري إذ هناك حالات يكفي فيها فعلاً الحمية لتراجع معدلات سكر الدم إلى مستويات طبيعية وهناك حالات أكثر استعصاء تكون ناجمة عن مضاعفات أو تفاقم أعراض السكّري وهذه الحالات قد لا يكفي فيها النظام الغذائي أو تناول مكملات غذائية، لذا يجب على مريض السكّري أن يعرض نفسه على الطبيب المختص وأن يحصل على تقييم دقيق لحالته وأن يدخل أي عناصر غذائية أو نظام علاج متكامل ضمن نصيحة الطبيب. ولكل حالة لبوسها كما يقال فلا يجوز التعميم. وقد يؤدي ترك العلاج الصيدلاني فجأة إلى مضاعفات تضرّ كثيراً ولا بدّ بالتالي من مقاربة متدرجة ودائماً مع فحص معدل السكّر ومراقبة نتائج أي علاج بإشراف الطبيب.في ما يلي خلاصة الدراسة.
«الضحى»

لقد تزايدت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة الأبحاث العلمية التي تؤكد أن مرض السكّري يمكن شفاؤه أو على الأقل السيطرة عليه من دون أدوية السكّري الكثيرة، وأن هذا الأمر ممكن عبر مجموعة تدابير متكاملة تجمع بين التخلص من الوزن الزائد والحمية عن النشويات والسكّريات وإدخال الرياضة والجهد الجسدي وتبني نظام تغذية غني بالخضار والفواكه وأخيراً الاستعانة بعدد من المكملات الغذائية ولاسيما العقدة الصفراء أو مستخلصها والحبة السوداء والقرفة والزنجبيل وهذه العناصر الغذائية ثبتت فعالياتها في تعديل مستوى السكّر في الدم في تجارب مخبرية وطبية موثقة، وهذه المكملات يمكن تناولها في البدء إلى جانب دواء السكّري لكن يمكن التدرج في استعمالها مع النظام الغذائي والرياضي بهدف التخفيف التدريجي من الاعتماد على الأدوية حتى الوصول إلى التخلص منها بصورة كلية.
لماذا هذا التركيز على ضرورة السعي لمواجهة أعراض السكّري عبر تبديل نمط الحياة بدلاً من الاعتماد المفرط على الأدوية الرائجة؟
لأن الأبحاث العلمية أثبتت أيضاً أن جميع أدوية السكّري لها مضاعفات جانبية وأنها قد تتسبب على المدى الطويل بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهنا، فإن مريض السكّري هو عملياً بين خيارين : خيار السهولة وبالتالي الاعتماد على المتفورمين أو غيره من الأدوية لكن من دون السعي الى تبديل نمط تغذيته أو أسلوب حياته، أو خيار العلاج الذاتي عبر ترك الاعتماد على الأدوية والسعي لبذل كل ما هو مطلوب لمعالجة أعراض السكّري بصورة طبيعية، علماً أن العلاج عبر تبديل نمط الحياة لا تقتصر فوائده على كبح جماح السكّري بل تمتد إلى منح المريض صحة ممتازة وربما تحقيق تقدم مواز في معالجة ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو غيره من أعراض اختلال التوازن في نظام الجسم وفي نطام المناعة.
تجدر الملاحظة أننا نتحدث هنا عن مرض السكّري المتأخر Type II diabetes الذي يصيب الأشخاص في مرحلة متقدمة من عمرهم وغالباً بعد بلوغهم الاربعين، (علماً أن المرض أصبح يصيب أشخاصاً في سن أصغر فأصغر) ونحن لن نشمل في هذا المقال أعراض السكّري المبكر TypeI الذي يصيب الأطفال وهو مرض خلقي يكون فيه جسد الطفل غير قادر على إفراز الأنسولين بصورة كافية مما قد يجعله مرتهناً بالعلاجات الصيدلانية ولاسيما حقن الأنسولين. وسبب التركيز على مرض السكّري المتأخر أنه يمثل أكثر من 95.8% من الحالات في الولايات المتحدة وكذلك في العالم، كما إنه بطبيعته يمكن بصورة أفضل السيطرة عليه بتبديل نظام الحياة بينما لا يمكن أن يتم الشيء نفسه في حال السكّري المبكر الناجم عن نقص الأنسولين الأمر الذي يفرض تدخلاً دوائياً ولاسيما حقن الأنسولين بصورة منتظمة.

” أدوية السكّري تدّر المليارات للشركات الصانعة وأكثر العلاجات الصيدلانية لها مضاعفات جانبية  “

الحمية عن السكريات والحلويات من أهم عناصر أي برنامج لمعالجة السكّري
الحمية عن السكريات والحلويات من أهم عناصر أي برنامج لمعالجة السكّري

ماذا نصاب بالسكّري؟
هناك مؤكداً ما يمكن اعتباره الاستعداد الوراثي للإصابة بمرض السكّري لدى فئة من الناس الذين قد يكون لبعضهم، تحسُّس تجاه بروتينات معينة في حبّة القمح على سبيل المثال أكثر من البعض الآخر وبدرجاتٍ متفاوتة، وهذا ما يُجيز القول إنّ هناك «مكوِّناً وراثياً جينياً» وراء الإصابة بـداء السكّري المبكر Type I أو أي مرض آخر. لكنّ الإقرار بوجود أسباب وراثية وراء الاستعداد الطبيعي» للإصابة (susceptibility) بأي مرض لا يعني أنّ الجينات هي التي «تُسبِّب» المرض.
إن الطب الحديث يحدّد مجموعة من العناصر أو المعطيات التي تساهم في الإصابة بمرض السكّري وكلها تقريباً عناصر يمكن اجتنابها وهي:
1. الاستهلاك المكثّف للُسعرات الحرارية Calories
2. ضعف النشاط البدني ونقص التمارين الرياضية
3. استهلاك «الحلويات «المخبّأة» وهي أطعمة غنية جداً بالسكّر من دون أن يكون مذاقها حلواً لكنّها تجعل الدم متشبعاً بالسكّر، ومن هذه الأطعمة المعجّنات والحبوب والبسكويتات، وكذلك السكّر الزائد، والأسوأ من ذلك شراب محلّى الذرّة العالي الفروكتوز High-fructose corn syrup HFCS أو الحلويات على أنواعها.
4. الزيوت والدهون المهدرجة
5. النقص في الأملاح المعدنية، ولاسيّما المغنيزيوم والكروميوم والزنك، وأحماض الأوميغا 3 الدُّهنيّة Omega 3 amino acids التي نجدها في أطعمة مثل بذر الكتّان والجوز وبعض أنواع الأسماك.
6. التعرُّض للمواد الكيميائية، بما في ذلك التلوُّث البيئي الناجم عن الاستخدام الكثيف للمبيدات الكيميائية والعقاقير وأنواع الأدوية المتوافرة في السوق..
7. الإفراط في الطعام ولا سيما النشويات والأطعمة الحلوة، إذ عندما نأكل ما يتجاوز حاجة الجسم منها تُخزَّن الطاقة الفائضة على شكل «الغليكوجين» (Glycogen) وكدهون مُشبَعة (Saturated fats). ومن خلال الاستهلاك المُفرِط للطعام لفترة طويلة لدرجة لا يعود للجسم معها أي حيّز لتخزين تلك السُعرات غير المُستخدَمة، تظهر حالة مقاومة الإنسولين ومن ثم البدانة وهي سبب أساسي للإصابة بالسكّري.
لذلك، فإن الحدّ من استهلاك السعرات الحرارية، ولاسيّما من مصادر النشويات أو الكربوهيدرات، يغدو عندئذ ذا أهمية حاسمة لمنع تطوُّر داء السكّري أيضاً التمارين الرياضية ضرورية جداً لمساعدة الجسم على استخدام السكّر المخزَّن عبر حرق السُعرات الحرارية المستهلكَة. فللتمارين الرياضية تأثير مضاد للأكل الزائد، حيث تزيد عدد مُستقبِلات الإنسولين في خلايا العضلات وتُضاعِف حساسية الجسم للإنسولين بما يُريح البنكرياس من عبء الإنتاج المتواصل للإنسولين، كما إنّ التمارين تساعد على إطلاق هرمونات كابحة للشهية وناقلات عصبية تُسهِم في منع الشراهة بتناول الطعام. وتؤثر النشويات عموماً على فرز الإنسولين لأنّها محتوية على معدّلات عالية من السكّر، مقارنة بالبروتينات والدهون. فالنشويات أو الكربوهيدرات تجعل الدم يغدو أكثر حلاوة مقارنة بما تفعله البروتينات أو الدهون التي تتفكّك ببطء في الجسم، بمعزل عن الإنسولين.
بإختصار، إنّ عملية التمثيل الغذائي Metabolism في الجسم البشري غير مصمّمة لدخول كميات كبيرة من النشويات، والسكّر، والمحلّيات sweeteners والدهون المنتجة صناعياً. فنحن بحاجة إلى الفواكه والخضار، والبذور والثمار والمكسّرات، وإلى مصادر غنية جداً بالبروتين. وثمة أدلّة علمية تُثبت أنّ «البروتينات السكّرية» (Glycoproteins) في الحبوب النشوية المعروفة
بالـ «لكتينات» (lectins) يمكن أن تؤثر في منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم هرمونات الجسم ويمكنها خصوصاً أن تعطل عمل التأثيرات الكابحة للشهية، وهذا هو أحد الأسباب وراء توليد الخبز والمعجنات وحبوب الفطور التجارية (cereals) والبسكويتات الهشّة (crackers) وغيرها رغبة مُلِحّة متواصلة لتناولها، كما إنّ «لكتين» القمح له تأثير ضار أيضاً على «مُستقبِلات الإنسولين» في الجسم وهو ما قد ينتج منه زيادة الوزن المرتبطة بمقاومة الإنسولين، وهذا يُوضِح السبب وراء استخدام حبوب «اللكتينات» في إطعام الماشية التي يُراد تسمينها للذبح..!!
كما ثبُتَ أنّ «شراب الذرّة المحلّى» الغني بالفركتوز والسكّر المكرّر يُسبِّبان مقاومة للإنسولين في الفئران والبشر. وهناك أكثر من 70 تأثيراً صحياً معاكساً آخر مرتبطاً بإستهلاك السكّر المكرّر، كما إنّ الزيوت المهدرجة تُخفِّض بشدّة استجابة العضلات والدهون في الجسم للإنسولين، فيما تُضاعِف أحماض «أوميغا 3» الدُّهنيّة من تلك الاستجابة.

حقائق أساسية عن السكري

السكري مرض مزمن يحصل عندما يفشل البنكرياس في إفراز الأنسولين بكمية كافية أو عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بصورة فعالة لتنظيم معدل السكر في الدم.
إن الفشل في معالجة أعراض السكري سواء بالعلاجات الدوائية أو الطبيعية أوبالإثنين معاً يمكن أن يتسبب بأمراض ومضاعفات خطيرة من أهمها أمراض القلب والشرايين والفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم والجلطات وتقهقر صحة العينين والأطراف ولاسيما القدمين.
وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فقد توفي 1.5 مليون شخص في العالم سنة 2014 نتيجة لمضاعفات مرض السكري، كما إن 9% من سكان العالم فوق الـ 18 عاماً مصابون بالسكري.
يبقى القول إن إحصاءات مرضى السكري تخفي الحجم الحقيقي للمشكلة والتي تبدو على حقيقتها عندما ندخل في إحصاءات الأشخاص الذين هم على شفير الإصابة بالمرض ويدعون Pre-diabetic وهؤلاء يبلغ عددهم عموماً أضعاف عدد المصابين في المرض. ففي الولايات المتحدة بلغ عدد المصابين بالسكري في العام 2012، 29.1 مليون شخص أي نحو 9.1% من السكان، لكن في السنة نفسها كان من لديهم الاستعداد للإصابة بالسكري المتأخر وصل عددهم إلى 86 مليون شخص (أي ما يعادل 27% من السكان أو أكثر من 50% من المواطنين البالغين).
هناك نوعان أساسيان من السكري هما:
أولاً: مرض السكري المبكر Diabetes Mellitus Type I وسبب هذا الداء عدم قيام البنكرياس بإفراز الأنسولين بكمية كافية، الأمر الذي يتطلب حسب الأطباء استخدام حقن الأنسولين للحفاظ على حياة المريض. أما أسباب هذا المرض غير معروفة بعد. ومن أبرز أعراضه التبول الزائد لدى الطفل، اضطراب النظر والتعب الشديد والعطش الدائم والجوع وخسارة الوزن، ويمكن لهذه الأعراض أن تحصل فجأة.
ثانياً: مرض السكري المتأخر Diabetes Mellitus Type II هذا المرض يصيب 95% من الناس الذين يعانون من مرض السكري في العالم. وفي هذه الحال فإن البنكرياس يفرز الأنسولين بصورة طبيعية لكن خلايا الجسم تبدو غير قادرة على الاستفادة منه لتعديل معدلات السكر في الدم. ومن أهم أسباب السكري المتأخر، زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي وعدم القيام بنشاط جسدي بصورة منتظمة، وحتى تاريخ قريب فإن السكري المتأخر كان يحصل لدى الأشخاص البالغين بعد سن معينة لكنه أصبح يظهر الآن لدى أشخاص في سن الشباب بل في سن المراهقة أو أقل!!

ثمار التوتيات تساعد على خفض سكّر الدم
ثمار التوتيات تساعد على خفض سكّر الدم

حلقة مفرغة
تُظهِر البيانات المالية الشهرية للشركات الأميركية حجم الأرباح الهائلة التي تحققها الشركات المُصنِّعة لعقاقير داء السكّري وتلك المتّصلة به، فشركة «ميرك» (Merck)، على سبيل المثال، سجّلت أرباحاً صافية بنحو 11,7 مليار دولار بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس العام 2012، وذلك بفضل المبيعات العالية لمُنْتَجَيها الخاصَين بداء السكّري «جنوفيا» (Januvia) و«جانوميت» (Janumet). وكذلك شأن شركة «سانوفي» (Sanofi) مع «لانتوس» (Lantus)، وشركة «نوفارتيس» (Novartis)، وشركة «نوفا نورديسك» Nova Nordisk وهذه الأخيرة برزت في وجهها مجموعة لحماية المستهلك تناشد «إدارة الغذاء والدواء» (FDA) الفيدرالية الأميركية حظرَ دوائها الخاص بداء السكّري للإشتباه بتسبُّبه بسرطان الغدة الدرقية، والتهاب البنكرياس وتعقيدات صحية أخرى.
وكلّ من تلك الشركات الصيدلانية ومثيلاتها تُخصِّص ميزانيات للإعلان عن عقاقيرها بمليارات الدولارات وهي تفوق ميزانياتها المخصّصة للأبحاث بكثير. ويتبدّى للمشاهد اللبيب أمام شاشات الفضائيات أو شبكة الإنترنت أنّ معظم تلك الإعلانات تُروِّج لأطعمة مُعالَجة صناعياً وعقاقير صيدلانية في آن معاً! ولا عجب في ذلك إذ إنّ العديد من عمالقة الصناعة الصيدلانية يملكون حصصاً في شركات إنتاج الأطعمة المُصنِّعة المعالَجة صناعياً! وكأنّنا أمام معادلة تسويقية بسيطة: من جهة تتولى شركات كبرى الترويج للأطعمة المُعالَجة صناعياً والمسببة لأمراض منها السكّري ومن جهة ثانية شركات أدوية عملاقة تسارع إلى إنتاج أدوية للأمراض التي تسببها الأطعمة المصنعة وعلى رأسها السكّري وتجني الارباح الطائلة من ذلك!!
طبيب فنلندي يرسم الطريق
تعتبر مساهمة الدكتور الفنلندي آنتي هيكيلا (Antti Heikkilä) في مجال المعالجة الطبيعية للسكري مساهمة أساسية، إذ أصدر قبل سنوات كتاباً أثار ضجة كبيرة في الأوساط العلمية إذ تناول هذا المرض لأول مرة باعتباره مرضاً قابلاً للشفاء من خلال تطبيق برنامج متكامل يشمل تبديل نمط التغذية، كما تناول سُبل معالجة داء السكّري طبيعياً وغذائياً وتبنّي خطوات مكمّلة في مجال الصحة الجسدية والنفسية. وقد أبدى الدكتور هيكيلا شكوكاً أساسية في فعالية المقاربة الدوائية لمرض السكّري مثبتاً مدى الخطوة التي تمثلها المضاعفات الجانبية لتلك الأدوية والتي لا تعالج المرض بقدر ما تحاول الحدّ من أعراضه. أصدر هيكيلا كتابه تحت عنوان «العلاج الغذائي لمرض السكّري»: Nutrition Therapy Of Diabetes، وقد جوبه هذا العالم على الفور بتحرُّك سريع وعنيف من الجسم الطبي ومختلف المؤسّسات الطبية في فنلندا التي حاولت منع صدور الكتاب.
ففي هذا الكتاب المهم أثبت الدكتور هيكيلا أن في إمكان المصاب بمرض السكّري أو الذي يملك استعداداً للإصابة به أن يوقف تطور المرض أو أن يتعافى منه من خلال خطوات ثلاث أساسية:
1. تجنُّب الأطعمة المُصنَّعة والمعالَجة صناعياً المُضرّة بالصحة
2. انتهاج نمط حياة أكثر نشاطاً أي نظام حياة صحي
3. البحث عن بدائل علاجية طبيعية شفائية كبديل عن العقاقير الصيدلانية المستندة إلى معالجة الأعراض بدلاً من معالجة الأسباب..
في الوقت نفسه، أثبتت الأبحاث العلميّة «وجود مخاطر حقيقية للإعتماد كلّياً على العلاجات الصيدلانية في محاولة الحدّ من عوارض داء السكّري»، وهو ما يفرض البحث في البدائل الطبيعية التي أُجريت حولها أبحاث سريرية معمّقة وهذا على الرغم من أن نتائج تلك الأبحاث لم تعمم أو تنشر بشكلٍ واف، وهناك المئات من الدراسات حول 180 مادة طبيعية أُخضِعت للبحث العلمي الرصين لاستبيان قدرتها العلاجية لهذا المرض أو حتى قدرتها على منع حدوثه. وتوصلت جميع تلك الدراسات إلى تحديد قاعدة جوهرية للعلاج الطبيعي للسكري تنطلق من تغيير نمط الحياة مع اتّباع العلاجات الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في علاج السكّري.
من أبرز تلك الدراسات، واحدة نُشرت في العام 2013 في النشرة الطبية (Diabetes Care) وهي نشرة متخصصة في مرض السكّري تصدرها «الجمعية الأميركية لداء السكّري» (ADA), وقد أكّدت تلك الدراسة أنّ مُستَخلص «العقدة الصفراء» أو «الكُركُم» Curcumin أثبت نجاحه بنسبة 100 في المئة في مساعدة من لديهم الاستعداد للإصابة بالسكّري Pre-diabetics على اجتناب الإصابة بالمرض، وذلك عبر فترة علاج تصل إلى تسعة أشهر، وربّما يُعتبر ذلك أحد الاكتشافات الطبية الأكثر أهمية في زماننا لكونه أثبتَ أنّ علاجاً طبيعياً مستنداً إلى نوع من التوابل التي عرفتها الحضارات منذ آلاف السنين بإمكانه منع تطوُّر مرض مهدِّدٍ للحياة يُصيب مئات الملايين عبر العالم.
وتظهر أهمية هذه النتائج عند مقارنتها بالحقائق العلمية التي أخذت أنّ الأدوية المخصّصة لعلاج داء السكّري تزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 43 في المئة وتزيد مخاطر أمراض القلب المُميتة بنسبة 64 في المئة. وتخلُص تلك الدارسات، بالإثبات العلمي في حدِّ ذاته، إلى أنّ العلاجات الصيدلانية غالباً ما تكون أسوأ من المرض الذي يُفترض بها أن تُعالجه!
ومع ازدياد الاهتمام بالعلاجات العشبية والنباتية، نكاد نقرأ كلّ أسبوع دراسة سريرية جديدة تُثبت فعالية الطب البديل في علاج أو منع أمراض مزمنة مثل داء السكّري. وبالطبع لن يتوقع أحد أن تقدم الصناعة الصيدلانية على استثمار ما بين 1 و 12 مليار دولار من رأس مالها للحصول على مصادقة «إدارة الغذاء والدواء» (FDA) على مُستخلص العقدة الصفراء أو الكُركُم لعلاج داء السكّري المتأخر كما تفعل مع عقاقيرها الكيميائية لأنّ المواد الطبيعية ليست بحاجة إلى براءة اختراع، وتركيبات الطبيعة هي ملك الجميع، وفي تصرُّف الجميع، ولا تخضع لتحكُّم شركة أو تكتُّل شركات ولا تأثيرات جانبية سلبية لها. وهذه الأبحاث التي نتحدث عنها متوافرة على الإنترنت تنتظر من يقرأها ويتمعن في نتائجها وتوصياتها. ومن أولى بقراءة تلك الأبحاث من المرضى والمهتمين بصحتهم واجتناب المضاعفات الجانبية الخطيرة للأدوية؟ إلى جانب العقدة الصفراء باتت هناك دراسات وأبحاث واسعة أظهرت كلها الفائدة الكبيرة في معالجة السكّري لعدد من الأعشاب والتوابل، وفي ما يلي تعريف موجز بسبعة من تلك العناصر الغذائية:

ضعف عمل البنكرياس هو السبب الأساسي لأعراض السكّري
ضعف عمل البنكرياس هو السبب الأساسي لأعراض السكّري

“الجمعية الأميركية للسكري أثبتت أن العقدة الصفراء فعّالة
100 % في مساعدة من لديهم استعداد للإصــــابة بالسكّري على اجتناب الإصابة بالمرض”

“أكثر من 450 دراسة على حبة البركة أثبتت فعاليتها في خفض مستوى سكر الدم بصورة لافتة”

الطبيب الفنلندي أنتي هيكلا أحدث ثورة بالتركيز على المقاربة الغذائية لمرض السكري
الطبيب الفنلندي أنتي هيكلا أحدث ثورة بالتركيز على المقاربة الغذائية لمرض السكري

البدائل الطبيعية السبعة
1.حبّة البركة
غرامان فحسب من «حبّة البركة» أو «الحبّة السوداء» تُخفِّض مقاومة الإنسولين! ففي دراسة أُجريت العام 2010 في كلّية الطب التابعة لـ «جامعة الملك فيصل» بمدينة الدمام، المملكة العربية السعودية، شملت 94 مريضاً بداء السكّري، أعطى الباحثون إمّا غراماً أو غرامين أو ثلاثة غرامات يومياً من حبّة البركة لهؤلاء المرضى لمدة ثلاثة أشهر، ليجدوا أنّه مع جرعة الغرامين يومياً خفّضت حبّة البركة بشكلٍ كبير معدّل سكر الدم على الريق ومقاومة الإنسولين. أمّا جرعة الثلاثة غرامات يومياً فلم تأتِ بفوائد إضافية.
وفي دراسة أخرى أُجريت العام 2011 في «مركز أبحاث السكّري» التابع لـ «جامعة مونتريال» الكندية، واستُخدِم فيها أيضاً غرامان من حبّة البركة أو الحبّة السوداء، تمّ التوصُّل إلى نتائج مشابهة، وتبيَّن أنّ التأثير المضاد للسكري للحبّة السوداء يعود إلى قدرتها على تحسين الحساسية للإنسولين. وكانت دراسة مماثلة أُجريت العام 2002 في «جامعة غيفو» (Gifo University) اليابانية، وقبلها في «جامعة الكويت» عام 1991، وفي العديد من الجامعات التركية، وخرجت بنتائج مشابهة. منذ 40 سنة وحتى اليوم، أجريت أكثر من 450 دراسة حول هذه الحبة المباركة لاستكشاف وإثبات خصائصها الشفائية.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّه يمكن استخدام زيت بذور حبّة البركة وهو أقوى مفعولاً ولاسيّما على الريق، ويمكن تناول نصف ملعقة شاي صغيرة ممزوجة بزيت الزيتون. ويمكن تناول حبّة البركة بالتزامن مع الدواء الصيدلاني الموصوف، ويُفضَّل أن يُرافق ذلك بنظام غذائي مناسبٍ لداء السكّري.
فلطالما حظيت حبّة البركة أو الحبّة السوداء لآلاف السنين بتقديرٍ كبير من ناحية فائدتها الطبية وخصائصها الشفائية ووُصِفَت لعلاج العديد من الأمراض من بينها «ألزهايمر»، و«الشقيقة» (ميغراين)، والربو والحساسية. وقد جاء في الحديث الشريف في تكريم هذه النبتة نقلاً عن أبي هريرة (ر) عن رسول الله (ص) أن الحبّة السوداء: «شفاءٌ من كلِّ داء إلَّا السام (أي الموت)» وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
2.العقدة الصفراء أو الكُركُم
وجدت دراسة متخصصة في العام 2009 أن «الكُركمين» (curcumin)، وهو العنصر الفعّال في تابل العقدة الصفراء أو الكُركُم (turmeric)، كان أكثر فعالية ما بين 500 إلى 100,000 مرّة من الدواء الموصوف «ميتفورمين» (metformin). وفي دراسة أخرى شملت 240 بالغاً في المرحلة التي تسبق داء السكّري (pre-diabetic state) أُعطي للمرضى إمّا 250 ملليغراماً من مادة «الكُركمين» أو حبّة العلاج الوهمي placebo كلّ يوم. وبعد تسعة أشهر، لم يُسجِّل أيٌّ من أولئك الذين تناولوا «الكُركمين» إصابة بداء السكّري مقابل 16.4% من المجموعة التي تناولت حبّة العلاج الوهمي وبعبارةٍ أخرى، كانت مادة «الكُركمين» أكثر فعالية بنسبة 100% في منع الإصابة بداء السكّري.
3.الزنجبيل
في دراسة مماثلة، قُسِّم 88 مصاباً بداء السكّري إلى مجموعتين، تلقى أعضاء واحدة منهما يومياً حبّة علاج وهمي Placebo ازدادت نسبة سكر الدم على الريق لديها بنسبة 21%. وفي دراسة أخرى، أثبت الباحثون أنّ 1,600 ملليغرام من الزنجبيل يومياً تُحسِّن ثمانية مؤشرات لداء السكّري من بينها الحساسية للإنسولين.
4.القِرفة
تُعتبر القِرفة (cinnamon) من أقدم التوابل وأكثرها شعبية. وقد استُخدِمت منذ آلاف السنين لنكهتها ومذاقها ولفائدتها الطبية. لكن للقرفة فائدة كبرى لم تكن معروفة من قبل وهي أنها تُعيد مستويات سكر الدم في داء السكّري من «النوع 2» إلى معدّله الطبيعي عبر تحسين القدرة على الاستجابة للإنسولين. فثمة تحاليل أوّلية لثماني دراسات سريرية تُظهر أنّ القرفة أو مستخلصاتها تُخفّض مستويات سكر الدم على الريق.
فالقرفة تعمل من ناحيةٍ أولى عبر إبطاء معدّل إفراغ المعدة بعد تناول الطعام. ففي إحدى الدراسات، تناول المشاركون كوباً من مهلّبية الأرز بالحليب مع ملعقة صغيرة من القرفة أو بدونها وتبيّن أنّ إضافة القرفة أبطأت معدّل إفراغ المعدة ما بين 37% و 34.5% كما أبطأت بشكل كبير ارتفاع مستويات سكر الدم. إنّ ما يقل عن نصف ملعقة شاي من القِرفة يومياً يُخفِّض مستويات سكر الدم لدى مرضى داء السكّري.
5. توت العليق والفراولة والعُنبيّات
أظهرت الدراسات مدى احتياج الجسم لكمية أقل من الإنسولين لتوازن معدّل «سكر ما بعد الوجبة» (After-meal glucose) في حال تمّ تناول ثمرات توت العليق أو الفراولة أو العُنبيّات (berries). ففي دراسة شملت نساء يتمتّعن بصحةٍ جيدة في فنلندا، طُلِبَ من المشاركات تناول الخبز الأبيض وخبز الجاودار (rye) مع، أو من دون، ثمرات توت العلّيق أو الفراولة المهروسة، وكان النشاء في الخبز كافياً لرفع مستويات «سكر ما بعد الوجبة» عالياً.
لكنّ الباحثين وجدوا أنّ إضافة مزيج من ثمرات الفراولة والعُنبيّات وتوت العليق والكرانبري cranberry والثمرات المشابهة إلى الخبز خفّضت بشكلٍ كبير ارتفاع الإنسولين ما بعد الوجبة لدى المشاركات.
6. مُستخلص أوراق الزيتون
أثبت باحثون في «جامعة أوكلاند» الأميركية أنّ مُستخلص أوراق الزيتون يُخفِّض مقاومة الإنسولين ويرفع إنتاج الإنسولين في البنكرياس، وذلك في دراسة شملت 46 رجلاً من ذوي الوزن الزائد تمّ تقسيمهم إلى مجموعتين. تلقّت الأولى كبسولات تحتوي على مُستخلص أوراق الزيتون فيما تلقّت الأخرى حبّات علاج وهمي Placebo وبعد 12 أسبوعاً، خفّض مُستخلص أوراق الزيتون مقاومة الإنسولين بنسبة وسطية بلغت 15%، كما زاد إنتاجية الخلايا المُنتِجة للإنسولين في البنكرياس بنسبة 28%. ولفتَ الباحثون إلى أنّ هذه النتائج تُقارن من ناحية تخفيض مقاومة الإنسولين بمفعول العلاجات الصيدلانية الشائعة.
7. مُستخلص بذور العنب
قارنت دراسة مخبرية غير سريرية جديدة نشرتها دورية مختصة بـ «التواصُل والإشارات بين خلايا الجسم» Cell communication and signaling بين التأثيرات العلاجية لمُستخلص بذر العنب (ويُدعَى كيميائياً proanthocyanidins ودواء «ميتفورمين»، وتفوُّق هذا المُستخلص في أدائه من ناحية تحفيز الحساسية للإنسولين.
فقد اكتشف باحثون هنود أنّ مُستخلص بذر العنب ودواء «ميتفورمين» عملا بآلياتٍ مختلفة لخفض سكر الدم ورفع الحساسية للإنسولين في فئران مخبرية تمّت تغذيتها بطعام عالي السُعرات الحرارية غني بالسكّر والدهون، وقد تفوَّق مُستخلص بذر العنب بتحسين معايير صحية أخرى.
ومُستخلص الـ Proanthocyanidins هو نوع من «الفلافونيدات Flavonoids الموجودة في العديد من النباتات، وبشكلٍ مكثّف جداً في الكاكاو والقِرفة وبذور العنب وقشرته، وتُعرَف بخصائصها المضادة للأكسدة Antioxidant والعديد من الفوائد الفيزيولوجية المساعِدة على مكافحة الأمراض. وخرج هؤلاء الباحثون بنتيجة مفادها أنّ هذه الأدلّة تظهر بأنّ مُستخلص بذر العنب واعدٌ جداً ويمكن أن يغدو بديلاً طبيعياً لدواء «ميتفورمين» وعاملاً مساعِداً على مكافحة داء السكّري.
هناك أيضاً مادتان كثُرَت في الآونة الأخيرة الدراسات التي تتحدّث عن فائدتهما في مكافحة داء السكّري، وهما طحالب «سبيرولينا» (spirulina) وملح «بربرين» (berberine) القَلَوي.

الأنسولين الصناعي ليس مماثلا للأنسولين الطبيعي
الأنسولين الصناعي ليس مماثلا للأنسولين الطبيعي

مخاطر الأنسولين الصناعي

الأنسولين الصناعي ليس مماثلا للأنسولين الطبيعي
الأنسولين الصناعي ليس مماثلا للأنسولين الطبيعي

حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي كان الإنسولين المستخدم لعلاج الحالات المتقدمة من مرض السكّري Type II يستخرج من بنكرياس الخنزير وقد أثبت هذا الأنسولين أنه أقرب شيء يمكن الحصول عليه من الإنسولين البشري. لكن مع تطور علم الجينات وتعديل الخصائص الوراثية للنباتات بدأت شركات تصنيع الأدوية في العالم بتطوير انسولين صناعي Synthetic روجت في حملاتها الدعائية أنه شبيه Bioidentical بالأنسولين البشري وتمّ استخراج هذا الإنسولين من التعديل الوراثي للخميرة Yeast أو لجرثومة
الـ E-coli أو غيرهما من الخلايا الحيّة، وبسبب رواجه والأرباح الكبيرة التي يحققها عمدت شركات تصنيع الأدوية بمجرد تطوير الإنسولين الصناعي إلى سحب الإنسولين الطبيعي المستخرج من بنكرياس الخنزير (والذي هو أقرب شيء إلى الإنسولين البشري) من السوق بحيث بات من الصعب على مريض السكّري الحصول عليه في الولايات المتحدة وفي الكثير من اسواق العالم وبات مجبراً بالتالي على شراء الإنسولين الصناعي أو الكيميائي.
لكن مع الأسف فقد أثبتت الابحاث العلمية بما لا يقبل الشك أن الإنسولين الكيميائي المتداول اليوم تحت أسماء تجارية مختلفة لا يشبه الإنسولين البشري إلا بصورة جزئية وأنه تبين عدم مطابقته للتركيبة المعقدة للإنسولين البشري. بناء على تلك الحقيقة أجريت دراسات علمية معمقة أثبتت أن الإنسولين الكيميائي قد يعطي بعض النتائج في خفض مستوى السكّري لكنه يزيد من جهة ثانية خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الشرايين وقد يحمل خطر التسبب بأنواع من السرطانات، بل إن الدراسات أظهرت أن الإنسولين الصناعي قد يقود إلى حالة معروفة بإسم السكّري المضاعف وهو من جهة تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين ومن جهة ثانية زيادة مقاومة الجسم للإنسولين مما يعني أن حقن الإنسولين الصناعي له مخاطر تفوق كثيراً الفائدة المحدودة في خفض مستوى سكر الدم.

خاتمة
كل الأبحاث العلمية الرصينة تُبيّن أن مخاطر العلاجات الدوائية لمرض السكّري تفوق مساوئ المرض الذي يُفترض بها أن تعالجه، وأن من الأفضل كثيراً في مواجهة هذا المرض اللجوء إلى صيدلية الطبيعة وأعشابها وثمارها وبذورها وأوراقها ومُستخلصاتها وذلك كبديل شاف وآمن ولا يحمل أي مضاعفات جانبية. لندع الطبيعة تُعيد توازن ما اختلَّ في نظامنا البديع، وتُصلِح ما أفسدته المقاربات الكيميائية الوحيدة الجانب في جسومنا.

تناول الفواكه غير مضر بمريض السكّري!

سلة فاكهة .. كل باعتدال ولا تخف
سلة فاكهة .. كل باعتدال ولا تخف

أثبتت أبحاث متزايدة جرت في السنوات الأخيرة مدى خطأ التوصية الطبية التقليدية بضرورة اجتناب مرضى داء السكّري لتناول الفواكه على اعتبار أنها تحتوي على سكريات الفاكهة. فقد أجرى باحثون من قسم التغذية في «مستشفى ويست جوتلند» (West Jutland) في الدانمارك اختباراً حول استهلاك الفواكه شمل 63 رجلاً وامرأة شُخِّصَت لديهم حديثاً الإصابة بداء السكّري، بعد توزيعهم عشوائياً على مجموعتين. إحدى المجموعتين سُمِحَ لها بتناول أكثر من حبّتَي فاكهة في اليوم، في حين أنّ الأخرى اتّبَعت النصيحة الطبية التقليدية الشائعة بعدم تناول أكثر من حبّتَي فاكهة يومياً.
وقد تمّ وضع سجل باستهلاك الفواكه لدى المشاركين يومياً على مدى ثلاثة أشهر، وكذلك جرى اختبار مخزون السكّري لدى المرضى قبل هذه التجربة وبعدها، وكذلك الوزن ومحيط الخصر، وجرى تحليل النتائج.
ووجدَ الباحثون أنّ لا فرقَ يُذكر في مخزون السكّري ومقدار فقدان الوزن وحجم الخصر لدى أولئك الذين تناولوا فواكه أكثر مقارنةً بأولئك الذين تناولوا فواكه أقل وخرجوا بهذه الخلاصة:
إن خفض تناول الفواكه كجزءٍ من علاجٍ طبي غذائي تقليدي لمرضى مرشحين بالاصابة بمرضً داء السكّري (Type II) لم يكن له تأثيرٌ على مخزون السكّري، وفقدان الوزن أو محيط الخصر، لذا يوصي الباحثون الآن بعدم تقييد المرضى المصابين بداء السكّري من النوع الشائع (أي Type II) بتناول الفواكه.
وفي الواقع، بعد تحليل تلك البيانات عن كثب، تبيّن أنّ أولئك الذين تناولوا كمية أكبر من الفواكه سجّلوا فقداناً للوزن وانحساراً لمحيط الخصر أكثر بقليل من أولئك الذين تناولوا كمية أقل.
والسبب وراء إثبات خطأ النصيحة بالتقليل من استهلاك الفواكه لدى مرضى السكّري هو أنّ الطب التقليدي أخفقَ في فهم أهمية استهلاك الألياف التي تشتمل عليها الفواكه. فقد أخذوا في الاعتبار مستويات السكّر في الفاكهة لكنهم لم يدخلوا في حسابهم الأثر الفعال للألياف الموجودة في الفاكهة في خفض مستوى السكّر في الدم. ومعلومٌ أيضاً أن الفواكه تحتوي على عددٍ من «السكّريات المتعدّدة» (polysaccharides) ذات السلسلة الطويلة، على غرار «البيكتن» (pectin)، التي أثبتت أنّها تُوازِن سكر الدم وتُخفّض مستوياته.
إن توصل الباحثين إلى تبرئة الفاكهة من تهمة زيادة معدل السكّر في الدم وأن الفواكه لا تُشكِّل أي تهديد لمرضى داء السكّري اعتبر كشفاً علمياً كبيراً قلب المفاهيم التي كانت سائدة لسنوات طويلة. واللافت أن أبحاثاً أجريت قبل ذلك بعقدين أو أكثر من الزمن كانت قد خرجت بالنتيجة نفسها. إذ نشر باحثون في مدينة مينيابوليس الأميركية في مطلع التسعينات من القرن الماضي بحثاً في الدورية المتخصّصة «مجلة الكلّية الأميركية للتغذية» شمل سبعة رجال مصابين بداء السكّري جرت تغذيتهم بثمرات موز ذات مستويات نضج مختلفة، أي متفاوتة الحلاوة، وأثبتت الدراسة أنّ لا تأثير لنِسَب الحلاوة على مستويات السكّر والإنسولين لدى هؤلاء المرضى، ليوصوا بالتخلّي عن المفهوم التقليدي القائل بالإبتعاد عن الفاكهة.
وفي الواقع، تحتوي كلّ ثمرة على ألياف ذائبة في الماء (soluble) وغير ذائبة (insoluble) بما يناسب القناة الهضمية. وتتراوح مستويات الألياف في الفواكه المعروفة بين ثلاثة غرامات لكلّ 100 وحدة حرارية وصولاً إلى سبعة أو ثمانية غرامات لكلّ 100 وحدة حرارية ولاسيّما في توت العلّيق (Raspberry) والتوت البرّي (Blackberry) (نحو كوب) والبرقوق أو الخوخ المجفّف والتين. أمّا التفاح أو الإجاص فتحتوي على ما يُقارب أربعة غرامات.
ويُوصي معظم خبراء التغذية بتناول ما بين 30 و40 غراماً من الألياف يومياً، فيما يكتفي البعض بـ 25 غراماً وهي ما تشتمل عليه الفواكه إلى جانب الحبوب والبذور. إنّ الألياف تُثبت مخبرياً وسريرياً يوماً بعد يوم مدى أهميتها في الحفاظ على توازن سكر الدم، وتخفيض الكوليسترول، والوقاية من الأمراض الخطرة.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading