لو قال لنا قائل قبل ستة أشهر لا أكثر أن نصف سكان الكرة الأرضية (3.5 مليار إنسان) سيلتزمون الحجر المنزلي، طوعاً، ومن دون أن يكون هناك حرب عالمية تجبرهم على ذلك؛ لقلنا هو يهذي.
ولو قالوا لنا أن أكثر من 500 مليون تلميذ وطالب في بلدان العام كافة سيهجرون صفوفهم وقاعات محاضراتهم وينزوون في منازلهم، وأماكن الحجر الأخرى؛
وأن الأنظمة الصحية في البلدان الأكثر تطوراً تقنياً (وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) ستكون غير مستعدة بما يكفي للتعامل الناجح مع وباء يظهر دون سابق إنذار؛ وأن الناس، كل الناس، ستمتنع عن مصافحة بعضها بعضاً، بل لا تقترب من بعضها البعض؛ أو لو قالوا لنا أخيراً، وهو الأكثر مدعاة للحزن والدهشة، أن الناس لن تتمكن من دفن موتاها، وفق الطقوس التي كرّست منذ مئات السنين، وعلى النحو الذي يليق بمقام الموت؛ أو ما اصطلح على تسميته «موتٌ بلا وداع» (وهو لا يليق أبداً بوداع من نحب!!!)
لو قالوا لنا ذلك، أو بعضه، قبل بضعة أشهر فقط، فمن كان ليصدّق القائل أو القول ذاك؟
أجل، إنها الكورونا المستجدة، بل جائحة «الكورونا»: واقع أغرب من الخيال!
أجل، هذا ما فعله الفيروس غير المرئي «سارس كوفيد - 19»، بالبشر، بل في أقسام الكرة الأرضية الأكثر تمدناً وحضارة تقنية، والأوفر تمتعاً بشبكات الأمان الصحي والاجتماعي...
This content is locked
Login To Unlock The Content!