الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الوصايا الفيثاغورسية

الوصــــــــايا

موجز التعليم الفيثاغورسي
على لسان بعض كبار تلامذة الحكيم

الحلقة الأخيرة

هذا هو القسم الأخير من هذه السلسلة عن حياة وتعليم الحكيم فيثاغوراس وعن الأثر الهائل الذي تركه عبر شخصيته الفذّة ومذهبه وأتباعه على العرفان اليوناني عبر الأزمنة والعصور.
اختلف فيثاغوراس عن بقية حكماء تلك الفترة الذهبية بأنه لم يقتصر على الجلوس للتعليم أو التحاور مع مريديه، بل في اهتمامه ومنذ عهد مبكر من حياته بتحويل تعليمه إلى رسالة، وإلى معتقد يضع الأسس للسلوك الفردي والإنساني ويرسم الطريق للأخلاق القويمة وللمجاهدة المؤدية إلى الحقيقة وإلى الخلاص الروحي. وسبق القول إن العناية قدرت لهذا المذهب أن يتجسّد بنظام نموذجي تمّ تطبيقه في منطقة كروتونا والعديد من نواحي جنوب الجزيرة الإيطالية حيث ازدهرت الفيثاغورسية بعد هجرتها من ساموس في اليونان. وقد أتاح المثال العملي والتكريم اللذان حظيّ بهما فيثاغوراس وأتباعه للدعوة أن تغرس جذورها عميقاً في النفوس وأن يتتلمذّ عليها مئات المريدين البارزين والدعاة الذين نشطوا في نشر التعليم الفيثاغورسي حتى بعد المحنة التي تعرضت لها الطائفة في كروتونا.
وفي هذه الحلقة الثالثة والأخيرة حول فيثاغوراس والفيثاغورسية نعرض لخلاصة ثمينة من التعليم الفيثاغورسي كما نقله تلامذة الحكيم عنه في عصره وفي العصور التي تلت المحنة، وقد قسمنا هذه التعاليم أو الوصايا إلى قسمين:
القسم الأول: يتعلق بما يمكن اعتباره “الإلهيات”، أي تعليم الفيثاغورسية حول المفاهيم الكلية الكبرى مثل الله والحكيم والإيمان وآداب السلوك وسُبل التدرج الروحي.
القسم الثاني: يمكن اعتباره متعلقاً بـ “المعاملات” أو الأخلاقيات. وقد اخترنا في هذا المجال مقتطفات حول رأي الفيثاغورسيين في قدسية الأسرة وفي واجبات المرأة الفاضلة ودورها.
ويذكر هنا أن الإرث العام لهذه الجماعة غني جداً، وقد ساهم فيه عدد كبير من التلامذة البارزين للحكيم كما ساهمت فيه أيضاً نساء صالحات كن يتمتعن باحترام كبير وسط المجتمع الفيثاغورسي، لكن يجب القول إن أكثر الوصايا والحكم المعروضة تعود في أصلها إلى الحكيم، وهي غالباً ما تمثل ما سمعه المريدون المقربون مباشرة منه. ومن أبرز دلائل القوة الهائلة لفيثاغوراس هي الطريقة التي طبع فيها تفكير الألوف من المريدين والتابعين وأنتج نهجاً واحداً متسقاً على صعيدي الفكر والعمل. وهذه الوحدة التامة في الفكر والعمل هو ما مكّن الفيثاغورسية من التحول إلى مذهب وإلى مسلك ونظام اجتماعي ساد لفترة غير وجيزة وأثبت فعاليته في الإدارة الرشيدة للمجتمع.

[su_accordion]

[su_spoiler title=”القسم الأول: الحكمة وآداب الطريق” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

سكتوس الفيثاغورسي (300 قبل الميلاد)
الله، العقل،الحكيم وآداب الطريق

الله هو النور الذي لا يمكنه أن يتصل بضده (أي الظلمة)
إن أكبر تعظيم لله هو أن تعرفه وأن تتشبه به

من أقوال سكتوس الفيثاغورسي

1. إهمال الأشياء الصغيرة ليس أبداً من الصغائر في الحياة.
2. الحكيم والذي يحتقر الثروة هما أكثر الناس تشبهاً بالله.
3. لا تبحث في اسم الله لأنك لن تجده. لأن كل شيء يعطى اسماً إنما يتلقى الاسم من جهة تعلوه في المكانة. فهناك شخص ينادي وآخر يسمع النداء. من هو إذاً ذاك الذي يمكنه أن يعطي اسماً لله. وحتى اسم “الله” لا يدل على حقيقته وإنما يدل على صورة الله في فكرنا.
4. الله هو النور الذي لا يمكنه أن يتصل بضده (أي الظلمة).
5. إن في ذاتك شيئاً مشابهاً لحقيقة الله لذلك إجعل من نفسك معبداً له تمجيداً لهذا الذي فيك منه.
6. مجِّد الخالق فوق جميع الأشياء لعلّه يأخذ بناصيتك ويجعلك تحت حكمه.
7. كل شيء تمجده فوق جميع الأشياء يكتسب سلطاناً عليك، لكن إذا وضعت نفسك تحت سلطان الله فإنك بذلك ستعطى سلطاناً فوق جميع الأشياء.
8. إن أكبر تعظيم لله هو أن تعرفه وأن تتشبه به.
9. لا يوجد في الكون إطلاقاً ما هو شبه لله، لكن الله يرضى ويحب أن تسعى المخلوقات الدنيا لأن تتشبه به.
10. الله غني حقيقة عن كل شيء والرجل الحكيم مفتقر إليه وحده. لذلك، فإن من يستغني عن كل شيء ويقنع بالقليل الضروري فإنما يتشبه لهذه الجهة بمن هو غني عن كل شيء.
11. اسعَ بكل قواك لكي ترتفع في عين الله ولا تمد نظرك إلى ما متع الله به غيرك من الخلق.
12. الحكيم الذي لا يحصل على حقه في التعظيم من الناس أثناء حياته يشتهر وتعرف حقيقته بعد موته.
13. كل لحظة لا تفكر فيها في المعبود هي وقت ضائع من عمرك.
14. العقل الراجح هو آلة الله.
15. العقل الخرب هو آلة الشيطان.
16. اخضع لما هو حق لمجرد أنه حق.
17. لن تخفى عن عين الله عندما تعمل سيئة ولا حتى عندما تحدث نفسك بها في خاطرك.
18. أساس التقوى هو العفاف لكن قمتها هو محبة الله.
19. أدعو الله أن يعطيك ما ينفعك لا ما يسرك.
20. كل ما تتمنى من جارك أن يؤديه لك من حق الجيرة أده أنت له.
21. كل ما أعطاك الله لا يمكن لأحد أن يأخذه منك.
22. لا تفعل ولا حتى تفكر بخاطرك بفعل ما لا تريد لله أن يعلمه عنك.
23. قبل القيام بأي عمل اذكر الله لعل نوره وحكمته يسبقان قوتك.
24. ذكر الله نور القلب.
25. أكل الطعام الحيواني لا ضير فيه لكن الأفضل هو الامتناع عنه.
26. لا يمكن أن ينسب لله أي شر.
27. لا يجب أن تمتلك ما يزيد على حاجة جسدك وقوتك.
28. وامتلك تلك الأشياء التي لا يمكن لأحد أن يأخذها منك.
29. استحوذ على ما هو ضروري طالما بقي ضرورياً.
30. اسأل الله من العطايا ما يليق بقدسه أن يمنح لعباده.
31. العقل الذي فيك هو النور الذي يقود حياتك.
32. اسأل الله ما ليس في استطاعة البشر أن يمنحوك إياه.
33. لا ترغب في أن تحصل من دون جهد على الأشياء التي لا بدّ من جهد للحصول عليها.
34. لا تشغل فكرك في مراضاة الناس.
35. من الخطأ أن تهمل العمل على ما ستحتاجه بقوة بعد أن يزول الجسد.
36. لا تطلب من الشرف ما لا يمكنك الحفاظ عليه إلى الأبد بعد أن تناله.
37. عوِّد نفسك (بعد تعرفها على صفات الربوبية) على أن تقوم بما يجعل منها ربانية أيضاً.
38. أي شيء يمكن لإنسان شرير أن يأخذه منك أنظر إليه كهباء لا قيمة له.
39. يكبر الرجل في عين الله عندما يعتبر معالي الأمور ما يعتبره الله كذلك.
40. كل ما هو سطحي هو ضرر لنفسك.
41. الذي يعمل لمعالي الأمور لا يمكن أن يميل قلبه إلى صغائرها.
42. عقل الحكيم هو دائماً في حضرة الحق.
43. والله مقيم في عقل الرجل الحكيم.
44. الرجل الحكيم له حقيقة دائمة لا تتغير ولا تتبدل.
45. لا توجد رغبة يمكن إشباعها ، وكل رغبة هي لذلك في حالة افتقار.
46. العلم بالله والتشبه به وحدهما كافيان لنيل السعادة الأبدية.
47. تجرّع الكذب كما تتجرّع السمّ.
48. لا شيء تتفرد فيه الحكمة مثل تفردها بالحقيقة.
49. إذا كنت حاكماً على الناس فتذكر أن الرب حاكم عليك.
50. تذكر دوماً أن هدف الحياة هو أن تعيشها وفقاً لمرضاة الخالق.
51. الأهواء الفاسدة هي أول طريق الأحزان.
52. الأفكار الآثمة هي مرض الروح لكن الظلم وجحود الخالق موتها.
53. تعامل مع الناس كما لو كنت بعد الله الموكل على جميع الأشياء.
54. الذي يسيء معاملة البشر يسيء معاملة نفسه.
55. فكّر في أن تكون مفيداً حتى لأعدائك.
56. اصطبر على كل شيء في سبيل أن تعيش حياتك بما يرضي الله.
57. تكريمك للرجل العاقل هو تكريم لنفسك.
58. في جميع أعمالك اجعل الله دوماً نصب عينيك.
59. قد تحجم عن الزواج من أجل أن تكرّس حياتك كلها لتكون مع الله، لكن إن كنت خبيراً في مصارعة النفس وراغباً في مجاهدتها فاتخذ زوجة وأنجب منها الذرية.
60. أن نعيش عمراً محدداً هو في الحقيقة خارج قدرتنا لكن أن نعيش عيشاً صالحاً هو في مقدورنا بالتأكيد.
61. لا تسمح بأن يقدم أحد في حضورك على القدح في أهل الصلاح والحكمة أو اتهامهم.
62. إن كنت راغباً في أن تعيش حياة ناجحة فاجتنب الكثير مما لا يمكنك فيه أن تسبق الجميع.
63. كل كأس يداوي عطشك تذوقه كما لو كان طعمه حلواً كالعسل.
64. اهرب من السِّكْر كما تهرب من الجنون.
65. لا خير يأتي من الجسد.
66. اعتبر أنك قد تعرضت لعقوبة كبيرة في كل مرة تحصل فيها على غرض شهوتك، لأن الشهوة لا يمكن أن ترضى بالحصول على أغراضها.
67. اذكر ربك دوماً باعتباره الشاهد على أعمالك.
68. الرجل الشرير لا يتجه فكره إلى العناية الربانية.
69. الرجل الحق هو ذاك الذي في داخلك يمدك بالحكمة.
70. الرجل الحكيم يشترك في صفات الله.
71. حيث توجد الحكمة فيك يوجد خير ما فيك.
72. كل ما لا يؤذي الروح لا يؤذي الإنسان.
73. كل من يطرد ظلماً وعدواناً رجلاً حكيماً من صحبته فهو يقدّم لضحيته بهذا الظلم أفضل خدمة لأنه بذلك يحرره من قيوده.
74. السبب الوحيد لاكتئاب الإنسان وخوفه من الموت هو الجهل بحقيقة الروح.
75. لن يمكنك اكتساب العقل قبل أن تقتنع بأنك تمتلكه أصلاً.
76. عندما تدرك بأن جسدك إنما هو مجرد وعاء للروح فإنك ستعنى به وتبقيه طاهراً.
77. المطبوع على الفساد ينجذب بطبيعة نفسه إلى الأرواح الفاسدة.
78. لا تحدث عن الله من هو غير أهل لذلك.
79. هناك مخاطرة حقيقية في الكلام عن الله حتى في الأمور التي قد تكون صحيحة.
80. أي تأكيد حول حقيقة الله هو من إلهام الله.
81. إياك ثم إياك أن تتحدث عن الله للدهماء من عامة الناس.
82. من لا يعبد الله لا يمكن أن يعرفه.
83. من هو جدير بالوقوف بين يدي الحق هو بالضرورة من أخيار البشر.
84. من الأفضل أن تحوز القليل بدلاً من امتلاك الكثير الذي لن تنفع به أحداً.
85. الذي يعتقد بوجود الله لكن ينكر محبته لا يختلف أبداً عن رجل لا يؤمن بوجود الله.
86. أفضل تعظيم لله هو أن تأخذ طريق التشبه به بأكبر قدر ممكن.
87. من لا يؤذي أحداً لا يمكنه أن يخاف من أحد.
88. لا توجد الحكمة في من يمشي باستعلاء في الأرض.
89. أن تكذب هو أن تخدع الآخر وتخدع نفسك.
90. اعرف الله واعرف ذاك الذي في داخلك يعرف الله.
91. ليس الموت سبباً في فساد الروح بل هي الحياة الفاسدة.
92. إذا عرفت ذاك الذي صنعك عرفت نفسك.
93. لا يمكن لإنسان أن يحيا وفقاً لما يأمر به الله ما لم يكن متواضعاً حقاً.
94. الحكمة الربانية هي العلم الحقيقي.
95. إياك أن تتحدث عن الله إلى نفس نجسة.
96. الرجل الحكيم هو في معية الله والله في معية روح الرجل الحكيم.


97. رعية الملك هم مصدر سعادته، كذلك فإن الله يبتهج بالرجل الحكيم. والحاكم لا ينفصل عن من يحكمهم كذلك فإن الله لا ينفصل عن روح الرجل الحكيم بل ينصره وييسِّر حياته.
98. الرجل الحكيم أمره كله في يد الله ولهذا السبب فهو مبارك على الدوام.
99. المعرفة الحقيقية بالله تجعل الرجل في حاجة للقليل من الكلام.
100. استخدام الكلام الكثير في الحديث عن الله يحجب الكثير من حقيقة الموضوع.
101. من يعرف الله لا يمكن أن يلهيه طموح كبير لهذه الدنيا.
102. العالِم العفيف والحكيم هو النبي المبشر بحقيقة الله.
103. عود نفسك على التطبع دوماً باتجاه الربوبية.
104. عقل الحكيم مرآة الحق.

مختارات من الحكم الفيثاغورسية
كما سجلها ستوبيوس

• لا تقل القليل بكلمات كثيرة بل قل الكثير بكلمات قليلة
• تخلّق بالعفاف لأنه أكبر مصادر القوة وصحة الجسد
• عندما يفتح العاقل فمه ينساب جمال الروح من كلماته

1. لا تسمح حتى بمجرد التفكير بفعل ما لا يجب فعله.
2. اعتنِ بقوة الروح أكثر من اعتنائك بقوة الجسد.
3. كن على ثقة بأن الأعمال التي تتطلب جهداً تسهم أكثر من الملذات في تكوين الشخصية الفاضلة.
4. كل انفعال للنفس هو من أشد القواطع أمام خلاصها.
5. قال فيثاغوراس إن من الصعب جداً أن يختط الإنسان مساراً في الحياة ثم يضيف إليه مسارات عدة أخرى في الوقت نفسه.
6. قال فيثاغوراس إن من واجب الإنسان أن يعيش أفضل حياة ممكنة لكنه قال أيضا إن الثروة أساس هش للسعادة أما الجاه فهو أكثر هشاشة والجسد أيضاً، والمُلك والألقاب كل هذه أمور فارغة ولا قوة لها إطلاقاً. ما هي إذاً الأسس المتينة للحياة المثلى؟ إنها الحكمة وكرم النفس والثبات على الطريق. فهذه الفضائل لا يمكن لأي عاصفة أن تهزها. قانون الله تعالى هو أن الفضيلة هي الأمر الوحيد الذي يمنح القوة وأن كل الأمور الأخرى عبث.
7. كل أوجه الحياة مثلها مثل الأوجه العديدة لتمثال رائع يجب أن تكون جميلة.
8. احرق البخور للإله وقدم الاحترام والتمجيد لأهل الفضيلة والصلاح.
9. إن من الواجب الدفاع عن المظلومين الذين يتهمون زوراً بارتكاب جرائم، ومن الواجب أيضاً أن تقدم المديح لأولئك الذين يقدمون الكثير في مجال البرّ.
10. لا يقال عن الحصان أنه أصيل بسبب ما يوضع عليه من الزينة بل بما يظهره في الميدان من قوة وأصالة، كذلك فإن الرجل لا يعطى المقامات بسبب ثروة يمتلكها بل بسبب أصالته وكرم نفسه.
11. عندما يفتح العاقل فمه ينساب جمال الروح من كلماته.
12. قال فيثاغوراس إن أكثر الناس يقرون بأن الحكمة هي أثمن الأشياء في الحياة لكنْ قليلون هم الذين يجاهدون حقاً للحصول على هذا الكنز.
13. عليك باجتناب الخمر وأن تكون مستعداً للإيمان، لأن اليقظة والتصديق هما عماد الحكمة.
14. من الأفضل لك أن تجعل سريرك عشب الحقل على أن تنام على سرير من ذهب قلقاً مشوشاً.
15. قال فيثاغوراس: لا تشعر بالإفتقار لأي شيء يمكن للنعمة أن تمنحك إياه أو تحرمك منه.
16. انظر باحتقار إلى جميع الأشياء التي لن تكون في حاجة إليها عند تحررك من الجسد وجاهد لأن تكتسب تلك الأشياء التي ستحتاجها عند انعتاق الروح. واذكر الله دوماً واسأله العون.
17. قال ديموفيليوس: من المستحيل إخفاء الدناءة في السلوك القويم كما يستحيل إخفاء النار المشتعلة في الثوب.
18. الريح تزيد النار اشتعالاً لكن العشرة تزيد المحبة.
19. الله يحب أولئك الذين ينتفضون في وجه الظلم.
20. قال أريستوكزينوس الفيثاغورسي: إن حاجات الجسد الضرورية متاحة لأي كان من دون إرهاق. لكن متاع الدنيا التي تتطلب الكثير من الجهد والضنك لتحصيلها هي حاجات الشهوة لا الجسد، وهي وليد فساد الرأي.
21. قال أريستوكزينوس: تحدث فيثاغوراس عن الشهوة بهذه الكلمات: الشهوة متعددة الأشكال ويلازمها الجهد في جميع الأحوال. بعض الشهوات يتم اكتسابها بالتعود أو التطبع وبعضها الآخر مستبطن بالغريزة. والشهوة هي اندفاع في النفس ورغبة في الإشباع كما أنها بنت الحواس أو نتيجة الفراغ كما أنها نتيجة الوهم. وأنواع الشهوة الثلاث الأكثر فساداً أو انحرافاً هي الشهوة الفاسقة والشهوة العارمة والشهوة الشاذة. والشهوة غير لائقة في كل مظاهرها كما أنها غالباً ما تكون فظة ومثيرة للبلبلة. وحتى لو لم تكن كذلك فإن الشهوة تتميز بالطيش والإلحاح ، وفي المقام الأخير فإن الشهوة قد تنشأ في الوقت الخطأ أو تتركز على الموضوع غير المناسب.
22. قال فيثاغوراس: لا تحاول أن تغطي أخطاءك بالجدال بل جاهد لإصلاحها بتأنيب النفس.
23. قال فيثاغوراس: كما أن من الصعب جداً مداواة المرض إذا تم إخفاؤه أو التمويه على وجوده فإن من أصعب الأمور مداواة النفس العليلة التي يكابر صاحبها ويصر على إخفاء علته.
24. أن تمتلك حساماً غير قاطع أمر لا جدوى منه مثل استخدام حرية التعبير في غير محلها.
25. قال فيثاغوراس: أكرم من ينتقدك بالنصح لا من يمدحك. واهرب من المتملقين كفرارك من عدوك.
26. حياة الإنسان الجشع أشبه بمأدبة في مأتم. فعلى الرغم من احتوائها على كل ما هو مرغوب إلا أنه لا أحد يشعر بالسرور حولها.
27. قال فيثاغوراس: تخلّق بالعفاف لأنه أكبر مصادر القوة وصحة الجسد.
28. قال فيثاغوراس: عبد الشهوات لا يمكن أن يكون حراً.
29. قال فيثاغوراس: معاقرة الخمر والسكر هي الطريق نحو الجنون.
30. سئل فيثاغوراس: كيف يمكن لمدمن الخمر أن يقلع عن إدمانه؟ أجاب بالقول: يمكنه ذلك إذا استذكر كيف تكون عليه حاله وأفعاله عندما يكون ثملاً.
31. قال فيثاغوراس: ما لم يكن لديك شيء أفضل من الصمت فمن الأفضل لك أن تبقى صامتاً.
32. أفضل لك أن ترمي بحجر دون هدف من أن تنطق بكلمة لا فائدة منها.
33. قال فيثاغوراس: لا تقل القليل بكلمات كثيرة بل قل الكثير بكلمات قليلة.
34. سئل فيثاغوراس: كيف ينبغي للفرد أن يتصرف عندما يقع عليه الظلم من بلده؟ فأجاب: كما يتصرف الولد تجاه أمه.
35. الحكيم يجد في كل بقعة من بقاع الدنيا مقاماً مناسباً له لأن الروح المنعتقة وطنها العالم بأسره.
36. قال فيثاغوراس: أول ما يدخل المدن الرفاهية ويتبع ذلك التخمة ثم يتبع التخمة الفسق ثم يتبع الفسق الفجور ثم يتبع كل ذلك دمار المدينة على أهلها.
37. قال فيثاغوراس: أفضل المدن هي التي يسكنها أفضل الرجال.
38. قال فيثاغوراس: الذين لا يوقعون القصاص بشرار الناس يودون فعلاً إيقاع الأذى بخيار الناس.
39. قال فيثاغوراس: كما أن من غير الممكن ضبط الفرس من دون لجام كذلك من الصعب ضبط الثروة من دون التعقل في الإنفاق.
40. صاحب المال المغرور بنفسه هو أشبه بحصان السباق المندفع في ميدان مليء بالمنزلقات.
41. الرجل الحكيم يحتمل الفقر بالرضى والاتزان.
42. قال فيثاغوراس: احفظ حياتك وإلا فإنك ستنفقها في الأحزان والهموم.
43. في كلام لفافورينوس عن الشيخوخة قال: عليّ أن أذكر بأن أفلاطون وفيثاغوراس كلاهما لم ينظرا إلى الكهولة باعتبارها نهاية للحياة الحاضرة بل باعتبارها بداية لحياة جديدة ومباركة.
44. يقول فيلالاوس عن فيثاغوراس إن الحكماء القدماء والكهنة أكدوا دوماً أن الروح متحدة بالجسد كنوع من العقوبة وأنها دفنت في البدن كما يدفن الميت في القبر.
45. يقول فيثاغوراس: “أي شيء تراه في اليقظة هو الموت وأي شيء تراه في النوم هو الحلم”.

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”القسم الثاني: قدسية الأسرة والمرأة الفاضلة” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

لا يجوز إيذاء الوالدين سواء بالقول أو بالفعل، وبغض النظر عن مكانتهما في الحياة سواء أكانت عظيمة أو وضيعة فإن الواجب طاعتهما. وعلى الأولاد أن يبقوا معهما وأن لا يتخلوا عنهما أبداً وأن يطيعوهما إلى حد الخضوع لهما حتى ولو أصابهما أو أحدهما الخرف ومهما نابهما من زمانهما من أمراض البدن أو النفس أو من الابتلاءات الأخرى في الصحة والمال والسمعة والمكانة الاجتماعية. وهذا الالتزام التام بالأهل يقبل عليه الرجل الورع بكل رضى وسرور. أما ذاك الذي يحتقر والديه فإنه سينال أشد العقاب من الله في حياته وفي موته، وسيحتقره الناس وسيلقى تحت التراب جنباً إلى جنب مع السفهاء والمارقين أشد العقاب من قبل ملائكة الموت التي يختص عملهم بالتدقيق في هذا النوع من الأعمال.
وعلينا أن نجل والدينا في حياتهما وبعد موتهما، وأن لا نعارضهما في شيء يقولانه أو يعملانه. وحتى إذا ما فقدا التمييز بسبب كبر السن أو المرض فإن علينا أن نهوّن عليهما ونواسيهما لكن دون أي تذمر أو تأفف أو عداء لأنه لا توجد جريمة أو إثم في الحياة يفوق عقوق الوالدين وعدم احترامهما من قبل الأولاد.

حول رسالة المرأة

فينتس ابنة كاليكراتيس (400 ق.م.)

على المرأة أن تكون صالحة ومتواضعة، لكنها لن تبلغ ذلك من دون الفضيلة والتي ترفع قيمة صاحبتها. وفضيلة العين هي النظر وفضيلة الأذن هي السمع وأول الفضائل التي يجب أن تتمتع بها المرأة هي الاستقامة لأنها بهذه الصفة يمكنها أن تحب وتكرّم زوجها.
قد يعتقد البعض أنه لا يليق بالمرأة أن تنخرط في شؤون الفلسفة كما أنه لا يليق بها أن تركب الخيل مثلاً أو أن تخطب في الناس. وأنه على الرغم من وجود أعمال مخصصة لكل من الرجل والمرأة فإن هناك أيضاً وظائف مشتركة بينهما. بالنسبة لما يعود لكل من الجنسين فإن وظيفة الرجل أن يقود الجيش وأن يتولى الشأن العام ويخطب في الناس بينما وظيفة المرأة أن تعتني بالمنزل وأن تخدم الزوج والأسرة كما أن عليها التحلي بالجَلَد والإنصاف ورجاحة العقل.
لكن في ما يتعلق بما هو مشترك، فإن على الرجل والمرأة كليهما أن يصونا الجسد والروح. وكما أن صحة البدن مفيدة لهما فإن صحة الروح مهمة لكليهما. وفضيلة الجسد هي في الصحة والقوة والنشاط والجمال. لكن أهم فضائل المرأة هو الاستقامة. وهذه الفضيلة تتبدى في خمسة أشياء:
أولاً: الحرص على قداسة الرابطة الزوجية والسرير الزوجي.
ثانياً:طريقة التزين واللباس.
ثالثاً: في تنقلها خارج المنزل.
رابعاً: في الابتعاد عن الطقوس الماجنة للعامة.
خامساً: الاعتدال والحيطة في تقديم الأضاحي.
لكن بين هذه الفضائل فإن أهمها هو عدم تدنيس السرير الزوجي وعدم التطلع إلى أي رجل سوى الزوج. إن استهتار المرأة بهذا الواجب يعتبر إثماً عظيماً تجاه الله الذي أمر بحفظ الأنساب كما أنها تخون عهدها الذي التزمت بموجبه بإقامة علاقة شرعية مع الزوج الهدف منها الشراكة في الحياة وإنجاب الأولاد. كما أن تدنيس الرابطة الزوجية يؤذي الجماعة وقوانينها لأنه يضحي باستقرارها في سبيل ملذات عابرة وسلوك وقح وغير مقبول، وهذا السلوك الشائن يحكم عليه بالموت كما أن الله لا يغفره.
أما في ما يتعلق بزينة المرأة فإن لباسها يجب أن يكون أبيض وبسيطاً ومحتشماً. ولكي يكون ثوب المرأة كذلك يجب ألا يكون شفافاً أو ملوناً أو مصنوعاً من الحرير وأن لا يكون باهظ الثمن. بذلك تجتنب المرأة الصالحة الاقتداء بالنساء الفاسدات والسطحيات. ولا يجوز للمرأة لبس الذهب والجواهر لأنها غالية الثمن وتعكس حب الظهور ومحاباة الدهماء، بل أن الحكم الرشيد في أي مدينة يجب أن يقضي بإخراج صانعي المجوهرات منها.
إن على المرأة أيضاً أن تزين وجهها ليس بالمساحيق أو الحمرة بل بالنور الطبيعي للرداء الأبيض الذي تضعه ويزينها بالحشمة بدلاً من فنون الزينة. بذلك فإنها ستكسب الشرف لنفسها ولزوجها.
بالنسبة للتنقل خارج المنزل فإنه لا يجوز للمرأة ترك منزلها قبل الفجر أو بعد المغيب أو دخول السوق قبل أن يكون عامراً بالناس على أن يكون في رفقتها على الأقل خادم أو إثنان.

واجبــــات المـــرأة الفاضلـــة

الفيثاغورسية بريكتيون (430 ق.م)

المرأة الفاضلة يسرّها ما يسرّ زوجها ويكدّرها ما يكدّره، وهي توافقه في أمور المنزل وتستقبل ببشاشة جميع الأقارب والأصدقاء الذين يقدمون لصحبته أو ضيافته.

لا يجوز للمرأة ترك منزلها قبل الفجر أو بعد المغيب أو دخول السوق قبل أن يكون عامراً بالناس على أن يكون في رفقتها على الأقل خادم أو إثنان

على المرأة أن تمثل تناغماً بين الحصافة وضبط النفس، ويجب أن تكون متحمسة لإكتساب الفضيلة وأن تنفر من الشهرة الفارغة، حتى إذا أصبحت زوجة كانت مثال السلوك الحسن تجاه زوجها وأولادها وأسرتها. وعليها أن تكون وفية لزوجها وأن تحاذر الوقوع في الزنى لأن فيه دمار كل رابطة بين الرجل والمرأة.
عليها أن تدرب جسدها على الاعتدال في الطعام واللباس والاستحمام وتصفيف الشعر وارتداء الحلي. إذ يكفي للطعام والماء أن يسدا الجوع والعطش، وهو ما يمكن تأمينه من أشياء بسيطة ومتوفرة بسهولة. كما أن في إمكان المرأة حماية نفسها من البرد عبر ارتداء أكثر الثياب بساطة، ومن الإثم أن يأكل السالك من أطعمة مستوردة من بلدان بعيدة يتم شراؤها بأغلى الأثمان، كما أن من الحماقة البحث عن الثياب الباهظة الثمن واللماعة والموشاة باللون الأحمر وغيره من الألوان الثمينة.
إن الجسد نفسه لا يطلب منا سوى حمايته من البرد والعري وهذا كل ما يحتاجه. وبسبب الجهل والحمق يطلب الرجال توافِه الأمور والفضول. لا يجوز للمرأة التزين بالذهب أو الجواهر المستقدمة من الهند أو أي بلد آخر ولا أن تتفنن في جدل أو تصفيف شعرها ولا أن تتعطر بالعطور العربية ولا أن تصبغ وجهها بحيث يزداد بياضاً أو احمراراً ولا أن تكحل حاجبيها أو جفونها ولا أن تصبغ شعرها عندما يبدأ الشيب بالظهور ولا أن تكثر الاستحمام. لأن المرأة التي تفعل كل ذلك إنما هي مسرفة وتسعى لاجتذاب الأنظار. على العكس من ذلك فإن الجمال الناجم عن سمو الروح والاستقامة وحده يجلب السرور للمرأة الأصيلة.
ولا ينبغي للمرأة أن تبحث عن الثروة أو الجاه أو صداقة كبار القوم أو حاشية الحكام. وعلى روحها أن تأنف هذه الرغائب ولا تحلم بها لأن هذه الأمور ضررها أكثر بكثير من نفعها ولأنها تسوق المرء في طريق الضلال والمِحَن، والخيانة والحسد والنميمة وتقضّ بالتالي مضاجع أصحابها وتحرمهم هناء العيش.
على المرأة الفاضلة أن تعيش مع زوجها برضى تام وأن تصطبر على مصاعب العيش التي قد تصيب الزوج سواء كان ذلك في خسارة تجارة أم في ارتكاب الحماقات، وسواء كان الزوج مريضاً أو مخموراً أو حتى غير وفيّ، وعليها أيضاً أن تتحمل غضب الزوج أو تقتيره أو شكواه من سوء حاله أو غيرته وأي أخطاء قد تكون في طبعه. كل ذلك باصطبار تام ومع دوام الاحترام والطاعة للزوج.
عليها أيضاً أن لا تحب زوجها فقط بل أولادها وأقاربها وخدمها وجميع أفراد عائلتها، وعليها أيضاً أن توافق رأي زوجها في أمور المنزل وأن تستقبل ببشاشة جميع الأقارب والأصدقاء الذين يقدمون لصحبته أو ضيافته، وما لم تكن مفتقدة للمودّة فإن المرأة الفاضلة يسرّها ما يسرّ زوجها ويكدّرها ما يكدّره.

[/su_spoiler]

[/su_accordion]

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading