الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

رزنامة الزراعات الربيعية

إزرع حقلك بعقلك

دليلك إلى زراعة خضار الصيف

في ســــــــــؤالاً و جــــــــــواباً

إزرع خضارك ولو على قطعة أرض صغيرة أو على سطح المنزل
أو تبقى مرتهناً بخضار السوق المحشوة بالمبيدات والهرمونات

الري بالتنقيط عملية سهلة توفر الكثير من الوقت
وتخفف استهلاك المياه وتعطي نتائج أفضل للخضار

السماد العضوي المختمر هو الأفصل على الإطلاق
وأهم مصادره الماعز والدجاج المنزلي المغذّى طبيعياً

«الضحى» التي جعلت هدفها منذ العدد الأول إعلاء مكانة الزراعة والحث على أساليب العيش الطبيعية والصحية تقدّم في هذا العدد دليلاً مفصلاً لكل مهتم بالتحضير لخضار الصيف في حديقة المنزل أو على نطاق أوسع وربما تجاري. وهذا الدليل مهم كما سنلاحظ لأن الزراعة علم ولا بد فيها من اتباع قواعد معينة للنجاح، وكثير من المزارعين الذين ينعون أحياناً فشل موسم البندورة أو تلف البستان بسبب الأمراض أو ضعف الإنتاجية يجب أن يلوموا أنفسهم وليس الأرض أو الطبيعة لأن الأرجح هو أنهم لم يتبعوا الأسلوب العلمي واتكلوا على نصيحة من هنا أو هناك أو اعتمدوا على القليل الذي يعرفونه وقد يكون خاطئاً من الأساس، ويجب أن ندرك أنه في الزراعة إذا كان لديك المياه وإذا كانت التربة خصبة فإن في إمكانك أن تضمن الحصول على موسم وفير لكن دائماً إذا اتبعت القواعد العلمية.
كيف نطبق هذه المبادئ ونجعل من أنفسنا مزارعين منزليين أو نحول الأسرة كلها إلى الاهتمام بالارض والحديقة وخضارها؟ هل النجاح في زراعة البستان صعبة أم يمكن اكتسابها تدريجياً؟
كثيرون ربما يتهيبون الأمر وليست لديهم الثقة في أنهم سينجحون وسيجنون بالفعل محصولاً جيداً. ومن أجل كسر حاجز الخوف وتبسيط الأمور وعرض المبادئ العلمية بأسلوب يفهمه الجميع تقدّم «الضحى» في ما يلي دليلاً مفصلاً حول زراعة بستان الخضار الربيعية والصيفية وذلك على شكل 12 سؤالاً وجواباً على الشكل التالي:

السؤال 1: لماذا يجب أن أتولى زراعة الخضار الصيفية في بستاني؟ أليس من الاسهل شراؤها من دكان الحي؟
الجواب: لا يوجد في الحقيقة أي محل خضار أو بقالة ينتج بضاعته بنفسه فهم يشترون من سوق الجملة ومن هذا السوق تأتي إليه البضائع يومياً من مختلف المناطق ومن المستحيل إلا في حالات قليلة أن تعرف مصدر البضاعة، وحتى لو عرفتها لن يكون في إمكانك أن تعرف كيف تمت معاملتها ونوع المبيدات السامة التي استخدمت في رشها وهل تم قطافها بعد فترة التحريم التي تحظر تناول الخضار قبل مضي مدة معينة أم ضمنها، إلى آخر ما هنالك من محاذير. من أجل زيادة الإيضاح نذكر حادثة حصلت في قرية في الشوف، إذ دعا أحد المزارعين أصدقاءه إلى غداء في الحديقة ومد على شرفهم طاولة عامرة وحدث أن رأى أحد الضيوف بستاناً للبندورة مثقلاً بالثمار الكبيرة فتوجه ليقطف منها، فما كان من المضيف إلا أن أسرع نحوه وحذره بالقول: لا تقطف من هذه!! وقد تعجب الضيف لكن المضيف أوضح له : «هذه البندورة للسوق وليست للأكل» وسآتيكم بعد قليل ببندورة من عندي. شرح الضيف بعد ذلك كيف يروي البندورة من خزانات يتم فيها خلط المواد الكيماوية والهرمونات والمبيدات ويتم ريها بالمحلول بواسطة التنقيط الأمر الذي يفسر مسارعة المضيف لتحذير ضيفه من تناولها!!
التعليق: هذا يحدث في قرية في الشوف وليس في آخر الدنيا! والرجل عندما يقول «هذه البندورة للسوق» فما الذي يعنيه بـ «السوق»؟ إنه يعني محلات الخضار ربما في القرية نفسها أو في القرى المجاورة أو على الطريق العام، أي أنه يعني المستهلك من أبناء المنطقة. وهو يمنع ضيوفه من استهلاك خضاره خوفاً عليهم لكنه لا يتورع عن إرسال البضاعة نفسها إلى محلات القرية أو جوارها أي إلى أهله واقاربه وأصدقائه الذين سيأتون الدكان لشراء بندورته المحرمة.
هل يعتقد أحد أن هذا المزارع حالة معزولة؟ بالتأكيد لا فالمزارعون جميعاً أصبحوا يريدون تحقيق أكبر ربح ممكن وبأي طريقة، وهم تعلموا من بعضهم كيف يحشون الخضار بالكيماويات والهرمونات ويحمونها بالمبيدات السامة. هذه هي على الأرجح حال الأكثرية من الخضار التي تأتي من سوق الجملة، وقد تكون بعض الخضار التي تأتي من منتج مستقل أو صغير أفضل حالاً لأنه لا يملك التقنيات والخبرات المستخدمة في الزراعات الواسعة، لكنها لن تختلف إلا بدرجة محدودة وفي جميع الحالات فإن المشكلة تبقى في أن المستهلك لا يعرف ماذا يأكل وماذا يقدّم لأطفاله وأسرته.
لا بديل إذاً عن أن تزرع حقلك بعقلك كما يقال لأن ذلك بات الشرط الأساسي لحماية صحتك وصحة أسرتك من السرطان ومن الأمراض المعوية والمعدية الكثيرة. إن زراعة بستان الخضار قرب المنزل هو بوليصة تأمين على الصحة بكل معنى الكلمة. لكن لزراعة الخضار المنزلية فائدة صحية ثانية لا تقل أهمية وهي أن العمل في البستان وفي الزرع والعناية بالشتول ومكافحة الآفات هو في حد ذاته رياضة جسدية وروحية وهو يدخل البهجة في النفس ويساعد على التخلص من هموم الحضارة المادية الضاغطة. والزراعة يمكن بهذا المعنى أن تكون جزءاً من روتين يومي قد لا يتطلب إلا بعض الوقت في نهاية الأسبوع وربما نصف ساعة أو ساعة بين الحين والآخر في متابعة البستان وحاجاته. ونحن ننصح بأن يتم تعريف الأطفال بالزرع وأن يغرس في نفوسهم حب الارض وأن يدربوا على العمل ويشاركوا في القطاف لكي يحسوا بالمتعة فيدخل حب الارض في قلبهم وهم صغار.
العمل في بستان الخضار يمكن ان يكون أيضاً مصدر اكتشاف دائم لأن الزراعة علم وثقافة ومن لا يزرع حقله بيده لن يمكنه أن يكتسب علم الأرض وأن يصبح مزارعاً ويحصّل الخبرة تدريجياً، والخبرة تحررنا من الارتهان للدكان وقد أصبحنا جميعاً رهائن الدكان رغم أننا محاطون بالطبيعة وبالأرض التي عمل عليها أبناؤنا وأكلوا من ثمارها، لكن أصبحنا لا نحب القيام بجهد وبات التلفزيون والسهر أكثر أهمية لنا من استنشاق أوكسيجين الطبيعة وتأمل عجيبة الخلق في متابعة نمو الشتول ونموها ثم قطف الجنى الكثير الذي تقدمه. وإذا بقينا على إهمالنا فسنبقى أسارى السوق وقد يداهمنا المرض ومصائبه.

” الزراعة البعلية طريقتها سهلة وهي تعطي نباتات مقاومة للآفات وثماراً لذيذة قابلة للحفظ لمدة أطـول  “

السؤال 2: كم أحتاج من الأرض لكي انشئ بستاناً، إذ ليست لدي أرض كافية؟
جواب:دونم واحد أو حتى نصف دونم (500 م2) أكثر من كاف لزرع كل شيء، وإذا لم يكن لديك هذه المساحة ازرع أي قطعة أرض متوافرة مهما صغرت، ولو كانت جلاً واحداً إزرعها، وعندها عليك أن تقرر أي أنواع الخضار هي الأهم بالنسبة لك أو لأسرتك ويجب أن تعطيها الأولوية. ازرع النعناع والبقدونس والبصل الأخضر وخمس أو عشر شتلات بندورة وربما خمس شتلات مقتي أو خيار وستكون لديك خضار الصيف الأساسية. حتى لو لم تكن لديك الأرض لكن لديك سطح المنزل حوِّل السطح إلى حديقة مصغرة من خلال بناء أحواض. أعرف جاراً لنا كان سطح منزله أشبه بحديقة وكان يزرع خضاره في أحواض بسيطة بناها حول محيط سطح المنزل وكان مكتفياً فعلاً بل كان لديه فائض.

بستان-شمام-يتم-ريّه-بنظام-التنقيط-وقد-مُدّت-الأنابيب-تحت-الشتلات
بستان-شمام-يتم-ريّه-بنظام-التنقيط-وقد-مُدّت-الأنابيب-تحت-الشتلات

السؤال 3. كيف أجهز الأرض لزراعة خضار الصيف؟
الأمر ليس معقداً . إذا كان في متناولك عزاقة أو فرامة وإذا كانت الأرض خصبة يمكنك أن تقلب التربة بالفرامة من أجل نزع الحشائش وتمهيد الأرض. إذا كنت شاباً وترغب في أن تكسب بعض اللياقة البدنية من زرع الخضار تناول الشوكة وانكش التربة بنفسك ولو على مراحل إلى أن يصبح الجل جاهزاً.
متطلبات بيئية: من المفضل الإبتعاد عن الأراضي التي تجمع مياه الأمطار في فصل الشتاء وتستمر في الرطوبة الزائدة خلال فصل الربيع مما يعيق العمليات الزراعية ويؤخر مواعيد الزرع وبالتالي الإنتاج ويخفض المحصول. ويجب أن يكون موقع الأرض مكشوفاً ومعرضاً للشمس على درجة كافية لأن الأماكن الظليلة كما في الأودية تكون أكثر رطوبة ولا تصلها الشمس بصورة كافية خلال النهار وهذان العاملان يخفضان المحصول ونسبة العقد في الإزهار كما يؤديان الى تكاثر وإنتشار الأمراض التي تصيب الخضار من جذورها حتى ثمارها.
الدورة الزراعية: هناك قاعدة مهمة عند تقسيم الارض وتعيين أوجه استعمال كل جزء منها وهو تجنب زرع الصنف نفسه في ذات المكان وإلا فستحصل على إنتاج ضعيف أو تتسبب بحصول الآفات للمحصول، أو سيكون عليك استخدام الأسمدة بوفرة وربما المبيدات لأن الشتول ستضعف مناعتها. هذا المبدأ يسمى بـ «الدورة الزراعية» وهو يقضي أن تبدل مكان صنف الخضار فلا تعود إلى زرعه في المكان نفسه إلا بعد سنتين، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على صنف بعينه بل على فصيلة كاملة مثل الباذنجانيات التي تضم الباذنجان والبندورة والبطاطا والفليفلة وهذا يعني أنه في المكان التي تكون قد زرعت فيه البندورة لا يمكنك ليس فقط زرع البندورة بل يفضل أيضاً عدم زرع البطاطا أوالباذنجان أوالفليفلة لأن هذه كلهامن فصيلة واحدة وتحتاج للعناصر الغذائية نفسها، ولهذا وإن لم تكن ذاكرتك قوية فإنه من الأفضل أن تحتفظ بسجل تدوّن فيه أماكن زرع كل نوع من الخضار في موسم سنة معينة بحيث يمكنك العودة إليه في الموسم التالي لتعيّن أين يمكنك زرع هذا الصنف من الخضار أو غيره لكي تكون متبعاً لقاعدة المداورة أو الدورة الزراعية.
أهمية عامل الحرارة: تختلف الخضار في أمور عديدة ومن هذه الأمور تأثر نموها وعقد الإزهار ومحصول الثمار سلباً أم إيجاباً بمعدلات الحرارة . فمن الخضار ما ينمو بصورة مثالية في حرارة معتدلة أو أعلى نسبياً، ومن هذه الخضار تلك التي تعطي ثمارها في فصل الصيف مثل البندورة والكوسا والخيار، ومنها ما يحتاج حرارة معتدلة الى باردة نسبياً، مثل البطاطا والملفوف واللذين يفضلان معدلات تتراوح ما بين 15 و33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد على 33 درجة مئوية فإنها توقف نمو النباتات وتمنع عقد إزهارها كما ان إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب يؤدي الى انخفاض المردود الإقتصادي لهذه الزراعة.

بذور-خيار-مهجنة-لا-يمكن-زرعها-إلا-لموسم-واحد--لاحظ-أن-الظرف-يحتوي-على-30-بذرة-فقط
بذور-خيار-مهجنة-لا-يمكن-زرعها-إلا-لموسم-واحد–لاحظ-  أن-الظرف-يحتوي-على-30-بذرة-فقط

السؤال 4. كيف أحضر الشتول اللازمة للموسم ؟
أصبح الكثير من المزارعين يعتمدون على شراء الشتول من السوق، وهذا حل سهل ويمكن الأخذ به إذا كنت لست خبيراً بتأصيل البذور ولا تريد تحمل عناء تكثير الشتول في بستانك. إذا كنت راغباً في استنبات الشتول بنفسك (وهذا هو الحل الأفضل) فيمكنك القيام بذلك بأكثر من طريقة.
الطريقة الأسرع والأفضل هي أن تشتري البذور الجاهزة التي تباع كمظاريف وهي عادة من مصادر موثوقة ومستوردة من الخارج. لكن تأكد من أن البذور ليست مهجنة ولموسم واحد. وعادة يمكن التأكد من ذلك إذا لم تجد على الظرف الرمز: F1 والقانون في أوروبا يفرض على شركة البذور أن تضع هذا الرمز في حال كانت البذور لموسم واحد. إذا كان الأمر لا يزعجك فلا بأس لكن يجب أن تعلم أنه سيكون عليك أن تشتري البذور نفسها في العام المقبل لأنه لن يمكنك الاحتفاظ بها من محصولك لانها لن تنبت جيداً. في بعض الحالات فإن الظرف نفسه قد يبقى منه بذور يمكن استخدامها في السنة التالية فاحتفظ بما تبقى من البذور في مكان مخصص لحفظ بذور الموسم ولا تهدرها أو ترميها.
استخدام بذورة السنة السابقة: يمكن عادة استخدام بذور السنة السابقة لزرع المشاتل وهذا ينطبق بصورة خاصة على البندورة البلدية والعمانية وهذه لم يتم تهجينها بعد ويجب أخذ البذور من الفروع السفلى القريبة من الجذع لأنها تنتج شتولاً قوية ومحصولاً أفضل. ويمكن الاحتفاظ ببذور المقتي البلدي والشمام والبطيخ (عندما لا تكون البذور الأصلية مهجنة أي لموسم واحد)، لكن مع الأسف الكثير من البذور أصبحت بصورة عامة مهجنة ويجب شراؤها كل سنة من محل المستلزمات الزراعية.

بذور-الفليفلة-تحتاج-20-يوما-أو-أكثر-لتنبت
بذور-الفليفلة-تحتاج-20-يوما-أو-أكثر-لتنبت

لسؤال 5: هل أزرع البذور في أكواب تورب أم ألقيها في التربة مباشرة؟
جواب: يتوقف ذلك على نوع الشتول
بالنسبة لمساكب البقدونس والرشاد أو الروكا أو السلق أو الهندباء أو غيرها من الخضار الورقية يمكن إلقاء البذور في المساكب المجهزة بعد تسميد تربتها وستجد أن الخضار قد نبتت في مدة قصيرة نسبياً، واظب على ري المساكب بصورة معتدلة إلى أن تصل إلى مرحلة النمو المطلوب وعندها يمكنك البدء بقطف الأوراق واستخدامها في السلطات أو في الطبخ.
بالنسبة لشتول البندورة والباذنجان والفليفلة يمكن صنع المشتل باستخدام بقعة صغيرة يتم تحضير تربتها جيداً وتسميدها عضوياً وتلقى البذور في التربة ويتم ريّها رياً خفيفاً إلى أن تنبت وتصبح شتلات جاهزة للنقل إلى الأثلام. لكن من الأفضل أن تزرع البذور في أكواب بقطر 8 إلى 10 سم مملوءة بالتربة الخفيفة أو بالتورب أو بخليط من الإثنين. لكن يجب الانتباه إلى أن بذور الباذنجان والفليفلة تأخذ وقتاً طويلاً ربما 20 يوماً لكي تنبت فلا تقنط وترمي بالأكواب معتقداً أن البذور غير صالحة، فقط اصبر وواظب على ترطيب وري الأكواب وستفاجأ في يوم بالنبتات الصغيرة تخرج من تحت التربة. إن إحدى ميزات الزرع بالأكواب هي أنه في إمكانك في الوقت المناسب نقل الشتلات إلى الأثلام دون الحاجة إلى تظليلها وحمايتها من الشمس لأن الشتلات تمتلك جذوراً ماصة قوية ويمكن أن تتابع النمو في التربة الجديدة من دون أي عناء. ويمكن في مرحة إنبات البذور تغطية الأكواب في البدء بقطعة من النايلون بهدف حفظ الرطوبة وزيادة الحرارة، الأمر الذي يسرّع الإنبات.
اما الشتول التي تقلع من المشاتل (المساكب في الأرض او الصناديق) لتزرع في الحقل فإنها تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي الى تأخير عودتها إلى النمو مدة أسبوع على الأقل وذلك لأنها تحتاج إلى تكوين جذور ماصة جديدة تعوض ما خسرته في عملية القلع، لهذا تحتاج هذه الشتول الى تظليل بعد الزرع مباشرة حماية لها من الشمس إلى أن تكون قد ثبتت جذورها وأصبحت قادرة على أن تعتني بنفسها ومن الأفضل أن تختار يوماً بارداً أو غائماً لإنجاز عملية القلع ونقل الشتول إلى مكانها في الأثلام، كما يمكنك من أجل تخفيف خسارة الجذور الماصة استخدام منكوش في قلع الشتول مع محاولة الحصول على الشتلة وعلى التربة التي تحيط بها وضمنها الجذور الماصّة، وعندها فإن الشتلة ستكون أقوى احتمالاً عند نقلها إلى مكانها الثابت لكن ينصح دائماً بالتظليل بضعة أيام.

رمد-أوراق-الخضار-قاتل-لكن-يمكن-الوقاية-منه-بالتعفير-بالكبريت-الأصفر
رمد-أوراق-الخضار-قاتل-لكن-يمكن-الوقاية-منه-بالتعفير-بالكبريت-الأصفر

ألفبــاء الزراعة البعلية

الزراعة البعلية تقنية عظيمة الفائدة اقتصادياً وصحياً وقد أتقنها أجدادنا يوم لم تكن هناك شبكات مياه وكانت عين الضيعة هي المصدر العزيز في بعض الحالات.
لكن توافر المياه بسبب التقدم الاقتصادي جعلنا نعتمد بصورة متزايدة على الزراعة التقليدية وننسى طريقة الزراعة البعلية وننسى ايضاً الفوائد الكبيرة للزراعة البعلية وخصوصاً مقاومة الخضار البعلية للآفات وإمكان حفظها لمدة أطول وأخيراً طعمها اللذيذ والغني وفوائدها الصحية.
هناك مجموعة من النباتات تنمو بعلاً وتعطي انتاجاً غنياً بالمواد الغذائية والفيتامينات والمواد المعدنية الضرورية لجسم الانسان. اهم هذه النباتات التي يمكن إنتاجها بعلاً أي من دون الحاجة إلى الري هي البندورة والمقتي والشمام والبطيخ، أما الطريقة فهي كالتالي:
– حراثة عميقة بواسطة السكة على عمق 45 سم تقريباً ثم حراثة سطحية بواسطة الفرامة على عمق حوالي 15سم لتنعيم سطح الارض وتكسير الكتل الترابية.
– حفر جور بقطر 50 × 50 وعمق 50 سم او خنادق بأطوال مختلفة عرض 50 سم وعمق 50 سم ووضع السماد العضوي المخمر فيها وخلطه مع تراب قاعها.
– يجب زراعة هذه الجور او الخنادق في وقت أبكر بحوالي 3 اسابيع، اذا سمحت الظروف المناخية ويجب ري الجور مباشرة ثم تروى بعد اسبوع وتترك لمدة اسبوعين على الاقل، وبعد ذلك يطمر ساق النبات بارتفاع حوالي 15 سم بالتراب المخلوط بالقليل من السماد العضوي المخمر ثم تروى وتترك لمدة 4 اسابيع ليعاد طمر ساقها كما في المرة السابقة وتروى.
بعد اسبوعين تطمر بالتراب من دون سماد أو ري..

” يجب عدم ترك الشتول المستنبتة في الكبايات لأكثر من اسبوعين لأنها ستضعف وتصبح عاجزة عن النمو في التربة كما يجب  “

الكوسا والمقتي واليقطين ..
النباتات التي تكون بذورها كبيرة نوعاً ما مثل الكوسا، اللوبياء، الفاصوليا، الخيار، اليقطين، المقتي، البطيخ، الشمام، لا تحتاج إلى بذرها في اوان خاصة ومن الأفضل أن تزرع في الأرض مباشرة في حفر مخصصة يتم تسميدها بعناية لأنها سريعة الإنبات خصوصاً إذا كان الطقس ملائماً مثل المناطق المتوسطة الى الساحلية. أما في المناطق الجبلية العالية فيستحسن ولتسريع عملية الإنتاج إستخدام مستوعبات البلاستيك من حجم متوسط (قطر 8-10 سنتم) لتتسع لكمية أكبر من التراب وتسمح بتكوين كتلة جذور كثيفة ومتفرعة، لكن يجب الانتباه لعدم ترك الشتول في الصواني والكبايات لأكثر من اسبوعين خصوصاً النباتات ذات البذور الكبيرة، لأنه اذا تركت في الكبايات تضعف وتصبح غير قادرة على الإستمرار لأنها تكون قد استهلكت جميع المواد الغذائية المتواجدة في تربة المستوعب البلاستيكي..

الملفوف والبروكولي والقنبيط
هذه الخضار يفضل زرع بذورها في التربة والانتظار حتى تكبر الشتول حتى حجم معين قبل نقلها إلى مكانها لأن جذور الملفوف والبروكولي والكرنب والقنبيط قوية وتحب النزول في التربة، وهناك بذور يفضل غرسها في مكانها وعدم نقلها مثل الفاصوليا واللوبياء لأن جذورها وتدية تنزل عمودياً في التربة ولا تحب الأكواب.

المكافحة-بالسم-تقتل-النحل-وأهم-الأعداء-الطبيعيين-للآفات----هنا-إم-علي-سيري-تقتات-على-المن-الضار-بالخضار
المكافحة-بالسم-تقتل-النحل-وأهم-الأعداء-الطبيعيين-للآفات—-هنا-إم-علي-سيري-تقتات-على-المن-الضار-بالخضار

السؤال 6: ما هو التوقيت الأمثل للبذار ثم لغرس الشتول؟
أوقات زراعة المشاتل اي ( تنزيل البذور في المساكب او الأواني الخاصة ) تختلف بحسب ارتفاع المنطقة عن سطح البحر. ففي المناطق المنخفضة نسبياً (تحت 700 متر) تزرع البذور خلال شهر شباط فإذا زرعت البذور في تراب الحقل تبذر في اوائل شباط، اما اذا كانت المساكب مخلوطة مع السماد العضوي المخمر او المصنع مثل الدوبالين فتزرع البذور في منتصف شباط، وإذا اراد المزارع زرع البذور في تراب جاهز ( التورب ) يكون في اواخر شباط لأن التورب يسهل عملية الإنبات وبسرعة أكثر من التربة الحقلية.
في المناطق المرتفعة التي تعلو أكثر من 700 م عن سطح البحر وقد تصل إلى 1200 متر أو أكثر يبدأ البذر من أوائل شهر آذار وحتى نهايته حسب الإرتفاع عن سطح البحر وحسب انواع التراب المستخدم كما في الفقرة السابقة. فالبذر في التربة يجب أن يبدأ باكراً بينما يمكن تأخير إنزال البذور قليلاً عند استخدام التورب والدوبالين والمخصبات لأنها توفّر بيئة ملائمة للإنبات السريع. لا تستعجل الموسم فتحاول أن تسبق الطبيعة لأن هبوب بعض الرياح الباردة أو سقوط الحرارة فجأة في بعض ليالي شباط أو آذار قد يؤذي الشتول ويسبب تلفها.
بعض البذور تصبح شتولاً جاهزة للزرع في الأرض بعد بذرها بشهر مثل الخس، الملفوف، القنبيط، والبروكولي وبعضها قد يستغرق نمو شتوله شهراً ونصف الشهر مثل البندورة، أما الفليفلة والباذنجان فيحتاجان الى نحو الشهرين..

السؤال 7: هل التسميد ضروري؟ وما هي الطريقة المتبعة؟
إذا كان في متناولك سماد عضوي أقلب التربة مع سماد عضوي لكن انتبه إلى سماد الماعز لأنه ما لم يكن متخمراً (نكوب) فسيؤدي إلى نموّ الكثير من الحشائش حول خضارك وسيزيد ذلك من عبء التعشيب. إذا كنت لا ترغب في أن تنتهي إلى هذه الحال اشتر السماد العضوي المعقم من شركة الأدوات والأسمدة الزراعية وهو مستورد عادة من أوروبا ويزن الكيس منه 25 كلغ ويكلف عادة ما بين 16 و18 ألف ليرة وهذا السماد الذي يأتي على شكل حبيبات جيد ومعقم ولا ينتج عنه ظهور أي أعشاب أو تشجيع نمو الحشرات. لكن الأرض نفسها فيها بذور أعشاب وهذه ستظهر لا محالة لكن من السهل تعشيبها ونزعها من حول الشتول عندما تكون في بدايتها، والتعشيب أسهل بعد ريّ المساكب أو الأثلام بالمياه بيوم أو يومين.
تحتاج الخضار الى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيماوية. بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج الى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل البقدونس، الخس، الرشاد،. تحتاج الى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوطاس، كما إن الخضار التي تعطي ثماراً مثل البندورة والبطيخ والبطاطا، تحتاج الى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج الى الفوسفات أكثر في مرحلة الإزهار والى البوطاس في مرحلة نمو الثمار والدرنات لزيادة حجمها ونضجها.
المشكلة أن العديد من المزارعين يفرطون في استخدام الأسمدة الكيماوية للخضار اعتقاداً منهم أن ذلك يحسن الإنتاج، لكن السماد الكيماوي يجب استخدامه بمعدلات قليلة ومن الأفضل مع إضافة السماد العضوي للحفاظ على صحة التربة وعدم إفقارها من المواد العضوية والبكتيريا النافعة. على العكس من ظن المزارع، فإن الإفراط في التسميد الكيماوي يؤدي الى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وترسبه في الثمار وتلفها في وقت قصير ويضر بالصحة ويؤدي الى ضعف المناعة وزيادة نسبة الاصابة بالامراض القلبية والسرطانية، كما إن السماد الكيماوي يترسب في التربة كأملاح معدنية ويؤدي الى قتل الكثير من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، وهي التي تساعد النباتات على امتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للإمتصاص من قبل الجذور. وإذا بقي المزارع مصراً على استخدام السماد الكيماوي فإن عليه أن يعلم أن اقصى حاجات الخضار الموسمية غير المعمرة من السماد الكيماوي الذواب مثل (20-20-20 + عناصر صغرى) هي حوالي 25 غراماً في الشهر (ما يعادل نصف فنجان قهوة).
اما السماد الحيواني العضوي المخمر خصوصاً الماعز والدجاج البلدي الذي يعتمد في غذائه على المواد التي لا تدخل فيها المركبات العلفية والكيماوية، فإنه من اهم المواد التي تضاف الى التربة وهو يلعب دوراً هاماً في تحسين خواص التربة ويساعد في الحفاظ على الرطوبة والحرارة، وله دور أساسي في تكاثر الكائنات الحية الدقيقة في التربة التي تساعد على تفكيك وتحليل وتحويل المواد الغذائية للنبات، إضافة الى إحتوائها على نسبة لا يستهان بها من العناصر الغذائية خصوصاً العناصر الكبرى منها. وتحتوي الأسمدة الحيوانية المأخوذة من روث الماعز والخيل والغنم على الآزوت اكثر من البوطاس والفوسفات. أما سماد الدجاج، فيحتوي على عنصر الفوسفات اكثر من العناصر الأخرى. يبقى عنصر البوطاسيوم فإنه متوفر في رماد الحطب لكن يستحسن ان يوضع مستقلاً وليس مع الأسمدة الحيوانية لأنه يتأكسد ويفقد السماد قيمته الغذائية، ونحن لم نأت عمداً على ذكر سماد الأبقار لأن أكثرها أبقار مزارع وروثها يحمل الكثير من بقايا الهرمونات والمضادات الحيوية التي يتم خلطها بالعقل المقدم لها أو من آثار الحبوب المعدّلة جينياً مثل الصويا والذرة التي تستخدم في صنع الأعلاف، ورغم أنه مفيد للتربة إلا أن سماد بقر المزارع له آثاره الجانبية ويمكن استخدامه فقط في حال عدم توافر مصادر الأسمدة العضوية الطبيعية.
لذلك فإن هذه الأسمدة هامة جداً وتعوض عن الأسمدة الكيماوية ولا تضرّ بالصحة على الإطلاق.

“الإفراط في استخدام السماد الكيماوي يعطي نتائج عكسية ويؤدي إلى فساد الثمار وإفقار التربة ونشر الأمراض”

“«تعطيش» شتول الخضار ضروري في مرحلة النمو الأولى لأنه يجبرها على تكوين كتل جذرية قوية وفي عمق التــــربة ويحفز نموّهـــا الورقـــــي والثمــــري”

السؤال 8: ما هو «التعطيش» هل هو حقاً ضروري؟
جواب: نعم ضروي ويجب القيام به بعد أسبوع من اشتداد عود شتول البندورة والخيار والمقتي والكوسا واليقطين والفليفلة والباذنجان والبطيخ والشمام وغيرها. عموماً كل هذه الشتول يجب أن يقطع عنها الري لمدة أسبوع إلى عشرة أيام لكي تجبر الشتلة على البحث عن الرطوبة في عمق التربة وتكبير كتلة الجذور الماصة. لهذا غالباً ما نفاجأ أن تعطيش الشتول يؤدي إلى نموها وتزايد كثافة الأوراق والأغصان بسرعة لأنها في الحقيقة اضطرت بحكم غريزة البقاء وعندما شعرت بتوقف إمداد المياه السطحي إلى تنمية كتلة جذورها وإلى التغلغل في عمق التربة، باتت أقدر على امتصال المغذيات من التربة وهذا ما يفسر سرعة نموها.
لهذا فإن خطة الري للشتول في مرحلة النمو الأولية يمكن أن تستخدم هذا المبدأ بحيث نعود الى التعطيش قليلاً إذا كان الطقس ملائماً وغير حار لكي نجبر الشتول على التمدد داخل عمق التربة ثم نعود فنعطيها كميات وفيرة من المياه وهذه الطريقة تؤدي إلى نتائج جيدة في تنمية حجم الشتلة وزيادة أغصانها. على العكس فإن الري الزائد وغير المتباعد سيؤدي إلى تكوّن جذور ماصة كثيرة بالقرب من سطح التربة وعندها فإن المزارع سيضطر على المواظبة على الري بوتيرة متكررة لأن الشتلة تكون سريعة التأثر بحرارة الشمس فتذبل لأن جذورها الماصة السطحية ستطلب المياه دوماً وفي هذا تكلفة أكبر كما إن نوعية الإنتاج تتأثر وقد يتأثر عقد الإزهار كثيراً بسبب ذلك.
لكن مع بدء الإزهار والعقد وبعد أن تكون طريقة التعطيش قد أدت إلى نبتة قوية وعميقة الجذور يفضل المواظبة على الري بوتيرة واحدة وفق حاجة كل نوع من الخضار كما سنأتي على شرحه في الفقرة التالية لأن الشتلة تكون دخلت مرحلة الإنتاج وتحتاج إلى معاملة مستقرة ووتيرة منتظمة.

السؤال 9: ما هي وتيرة الري للخضار الصيفية؟
جواب: جميع نباتات الخضار تحتاج الى الري، ولكن بمعدلات تختلف بين صنف وآخر, وهذا الأمر مهم لكن الكثير من المزارعين لا يعرفونه فهم لذلك يقومون بري الخضار في وقت محدد (كل ثلاثة أيام مثلاً) دون اعتبار لواقع أن بعض الخضار يحتاج إلى الري بوتيرة اقل وان بعضها الآخر يحتاج للري بوتيرة أعلى. على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 لتراً من المياه في الاسبوع عند مرحلة جني المحصول، أما نبتة القثاء (المقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 لترات مياه إسبوعياً، والخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالمياه والسماد وتعطي إنتاجاً وفيراً وذا جودة عالية.

حروق-الأوراق-الناجمة-عن-التسميد-الكيماوي-الزائد---ينصح-بالتزام-التعليمات-لأنها-لم-توضع-عبثا
حروق-الأوراق-الناجمة-عن-التسميد-الكيماوي-الزائد—ينصح-بالتزام-التعليمات-لأنها-لم-توضع-عبثا

السؤال 10: ما هي فائدة الري بالنقطة وكيف يمكن تنفيذ هذه الطريقة؟
ري الخضار بالتنقيط جزءأساسي من اي زراعة خضار ناجحة وله فوائد عظيمة يمكن أن نلخصها بالتالي:
1.الفائدة الأهم هي توفير الوقت على المزارع نفسه فالري بالخرطوم مثلاً وهو الطريقة الشائعة في كثير من الحدائق يستغرق وقتاً وقد يؤذي المزروعات لأن المزارع يجرّ الخرطوم الثقيل من مكان إلى آخر وقد يؤدي ذلك إلى سحق بعض الشتول. وبصورة عامة فإن الري بالتنقيط في بستان بمساحة دونم واحد يمكن أن يوفر ما بين ساعتين وثلاث ساعات وهو الوقت الذي يستغرقه ري الشتول كل مرة بينما الري بالتنقيط يحتاج فقط إلى فتح سكر المياه المخصص للخط المعني مع جهاز توقيت ينبهك إلى إقفال السكر أو تحويل المياه إلى خط آخر من خلال فتح سكر ثان وإقفال الأول. لذلك وبدلاً من أن تضيع الوقت أو يضيع عامل الحديقة الوقت في نقل الخرطوم وانتظار عملية الري حتى اكتمالها، فإن في إمكانك أن تقوم بعمل آخر وكذلك يمكن لعامل البستان أن ينهمك بعمل منتج في الوقت الذي تتم فيه عملية التنقيط.
2.الفائدة الثانية هي توفير المياه وتوزيعها بصورة متساوية بين جميع الشتول مع ضبط كمية المياه التي تحصل عليها كل شتلة لأن هناك طريقة لاحتساب كم لتر يصل إلى الشتلة في ربع ساعة مثلاً ويمكنك تعيير النقاطات بحيث تحصل الشتلة على الكمية المقررة ضمن وقت معين. أما في الري بالخرطوم فإنه من الصعب تقدير كميات المياه التي تصل إلى كل شتلة وعلى الارجح سيكون هناك هدر لأن الري الجرّ غالباً ما يتسرب منه الكثير على جوانب الثلم أو يضيع بعضه في حفر قرب جدران الدعم .
3.الفائدة الثالثة هي إيصال المياه إلى عمق الجذور وتشجيع الشتول على تنمية جذور ماصة عميقة وهذا يساعد على مباعدة فترات الري. أما في حال الري بالخرطوم فإن المياه لا تتسرب عميقاً إلا في حال صرف كميات كبيرة وهذا يهدر المياه أو يؤدي إلى ضياع قسم كبير منها بالتبخر كما إن التربة تتلبد بري الخرطوم بينما تبقى جيدة غير ملبدة ولا تجمع المياه على سطحها وهذا يخفض كثيراً نسبة التبخر.
طريقة الري بالنقطة: سهلة جداً لكن تحتاج إلى بعض المشورة ممن يطبقونها أو من مرشد زراعي أو مهندس مياه. وليس هذا مجال التفصيل فيها، وربما نخصص مقالاً لها في عدد قادم، لكن يمكنك التوجه إلى محل المستلزمات الزراعية وسيقدمون إليك الإرشادات اللازمة. لكن من المهم أن يكون لديك خزان مياه مرتفع عن مستوى الأرض المزروعة مخصص لشبكة التنقيط. ويمكن توفير خزان أو أكثر بتثبيتهما على منصة من الإسمنت أو الحديد بالعلو المطلوب وهذه الخزانات تصبح المصدر الاساسي الذي يغذي أنابيب التنقيط. ومن الأفضل أن ترسم خريطة الشبكة على الورق وأن تقيس المسافات وعدد الشتول في كل خط وأن لا تبدأ بشكل عشوائي، لأنك ستحتاج إلى خط أساسي ربما بقطر إنش أو أكثر وإلى خطوط تنقيط وهذه تأتي مع نقطة كل 25 سنتم أو كل 40 سنتم، وهناك أنابيب تنقيط بقطر ربع إنش يمكن أن تثبت فيها رؤوس رش صغيرة يتم تعييرها لكن على العموم تستخدم هذه في حال تباعد الشتول (مثل اليقطين أوالبطيخ حيث يمكن للشتلة أن تبعد متراً عن الأخرى) وبالتالي لا يمكن هنا الري بنقاطات الـ 25 سنتم لأن المياه ستذهب هدراً خارج الشتلة.
السؤال 11: ما هي طريقة الري بـ «شوربة السماد العضوي» وما هي فوائدها؟
جواب: شوربة السماد العضوي يمكن الحصول عليها بعدة طرق منها أن تملأ ثلث برميل كبير سعة 200 لتر بسماد حيواني (ماعز وسماد الدجاج البيتي أو غيرها) وأن تملأ البرميل بعد ذلك بالمياه وأن تغطيه. وإذا كان لديك رماد من بقايا وجاق الحطب فيستحسن أن تضيفه إلى الخليط وأن تحرك المزيج كل يومين أو ثلاثة.
بعد عشرة أيام يمكن أن تأخذ من مياه البرميل مرشة ماء وتسقي بها الشتول. وستجد الفرق في مدة قصيرة على شكل شتول قوية ونامية ومقاومة للآفات كما ستجد الفارق في المحصول. هذه الطريقة أفضل بكثير من الأسمدة الكيماوية لمن يرغب في الحصول على موسم خضار وفير.
إذا كانت لديك شبكة للري بالنقطة يمكن خلط السماد العضوي بالماء في خزان مياه سعة متر مكعب أو مترين على أن يوضع السماد في أكياس خيش سميكة تمنع تسريب المواد الصلبة إلى أنابيب الري بالنقطة لأنها قد تسدها. ويمكن استخدام فلتر عند مخرج المياه قبل انسيابها إلى الانابيب. وكذلك يمكن عندها الري بالنقطة من «شوربة» السماد العضوي وستحصل على نتائج هائلة وهذه الطريقة ليست معقدة لكن فوائدها كبيرة على المحصول.

السؤال 12: كيف أكافح الآفات التي تصيب الخضار؟
جواب: على عكس ما يعتقد كثير من المزارعين فإن جميع الآفات التي قد تصيب خضار الحديقة يمكن أولاً الوقاية منها عبر اتباع أساليب الزراعة والعناية السليمة كما يمكن عند حصولها التخلص منها بالأساليب العضوية أو الطبيعية ولا تحتاج لكل هذه الأصناف من المبيدات التي يتم رشها على الخضار.
المشكلة هنا مشكلة ثقافة أو قلّ غياب الثقافة الزراعية او استسهال المزارع استخدام المبيدات بدلاً من سبل الوقاية أو اتباع طرق المكافحة الطبيعية وغير الضارة بالبيئة أو صحة المزارع وعائلته. وبسبب نقص الثقافة فإن المزارع غالباً ما يأخذ عينة من الزق المصاب إلى محل المستلزمات والأدوية الزراعية ويسأل عن العلاج ويكون الجواب إعطاءه أصنافاً من المبيدات يسارع إلى تجربتها وقد تفيد أو لا تفيد.
بدلاً من ذلك يمكن أولاً اتباع طرق وقاية أولية من الآفات مثل:
1.مراعاة أن تكون ارض المشتل جيدة الصرف
2.تجنب الري الزائد عن حاجة النبات لتقليل الرطوبة حولها
3.تجنب الزراعة الكثيفة حتى يدخل الهواء والشمس بين النباتات
4.تجنب الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية لأنه يضعف النبات ويجعله سريع العطب وقابلاً للإصابة بالأمراض لأن النبتة التي تنمو على السماد الطبيعي تكون أقوى وأكثر مقاومة.
5.تجنب استخدام المبيدات الكيماوية قدر الإمكان لأن المبيدات تقتل الأعداء الطبيعيين للآفات والحشرات، ونعطي على سبيل المثال حشرة المن التي تفتك بالمزروعات، هذه الحشرة لها أعداء طبيعيون مثل الكوكسينال (إم علي سيري) أو أسد المن. وكلنا يذكر كيف كانت إم علي سيري تملأ الحقول. يومها لم تكن هناك هجمات من حشرة المن لأن الأعداء الطبيعيين كانوا يفتكون بها قبل أن تتكاثر. أما الآن فإن استخدام المبيدات بدأ يقضي على إم علي سيري وغيرها من أعداء المن الطبيعيين. ولو تركنا الطبيعة على حريتها فإن هذه الحشرات ستتكاثر في البيئة وستؤدي إلى الحد من مضار حشرة المن وغيرها من الأمراض.
وسائل المكافحة
إذا لم تفلح سبل الوقاية الطبيعية في الحد من الآفات فإنه من الأفضل أن نعالج الآفات بالوسائل الطبيعية أولاً، هذه الوسائل ناجعة وتفيد حقاً وثانياً لأننا باستخدامنا وسائل مكافحة طبيعية نساهم في عودة الأعداء الطبيعيين إلى الأرض ومساهمتها في مكافحة الآفات. من أهم سائل الوقاية الطبيعية التي أثبتت نجاحها وأكثرها شيوعاً مايلي:
بالنسبة لحشرة المن: تذاب أربع ملاعق طعام من مسحوق الحر الشديد اللاذع (قرن الغزال أو فليلفة الزينة الصغيرة وهي لاذعة جداً) في 15 لتر مياه ويضاف إليها كوب من خل التفاح وكوب من مقطر الصعتر أو نصف رأس ثوم يسحق ويضاف بعد تصفيته بشاشة إلى المياه، كما تضاف كمية من برش الصابون وهذه الخلطة نافعة جداً في القضاء السريع على كل أنواع المن بما في ذلك المن القطني وهو صعب المراس ولا تنفع فيه المبيدات أحياناً.
تعفير الخضار
بالنسبة لأمراض الخضار الفطرية العديدة مثل الرمد الصديدي أو لفحة الأوراق فإن الطريقة المثلى هي التعفير بمزيج يتألف من كيلوغرام من كبريت الزهرة (الأصفر) مع 200 غرام أوكسيد النحاس أو «الجنزارة.»
يعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات والتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز الى أجزاء نبات الخضار لامتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها، فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة نوعاً ما، بين الآفة وجدار قشرة النبات..
وهذه المعالجة تبدأ في أولى مراحل النمو وقبل العقد ويجب أن تكرر مرتين على البندورة و«الصحرا» أي مزيج خضار الكوسا والمقتي والخيار والبطيخ والشمام واليقطين ومثيلاتها. وهنا لا بدّ من تنبيه المزارع إلى خطأ الفكرة الشائعة القائلة بأن أفضل وقت للتعفير هو «على الندى» في الصباح الباكر فهذا الخطأ الشائع مضر جداً بالنباتات لأنه يجعل المزيج الكبريتي يلتصق بأجزاء النبتة فيحرقها بينما تبقى بعض الأجزاء غير معفرة فتصاب بالآفات المختلفة. كما إنه من غير المستحسن تعفير الخضار في جو حرارة مرتفعة تزيد على 32 درجة مئوية أو في الايام العالية الرطوبة. ويستخدم في التعفير منفاخ جيد التصميم أو فردة كلسات نسائية نايلون يوضع فيها المزيج ويهز فوق النبتات فتنزل منه سحابة خفيفة من المسحوق يحملها الهواء فتستقر بطبقة رقيقة على مختلف أجزاء النبتة.
يعتبر التعفير الكبريتي نوعاً من المعالجة العضوية لأن الكبريت والجنزارة كلاهما منتجين طبيعيين ولا يضاف إليهما أي مبيد كيماوي، لكن يمكن أن ندخل ضمن أساليب المكافحة العضوية الطريقة التي أوردناها في معرض الحديث عن سبل مكافحة المن. فالخلطة المستخدمة لمكافحة حشرة المن يمكن أن يضاف إليها 100 غرام كبريت غروي في حال إصابة بعض النباتات بأمراض فطرية، وهذه الخلطة صالحة للإستعمال على كل الخضار على سبيل الوقاية أو العلاج عند حصول الإصابة.

تربة-تم-تحضيرها-لزرع-الخضار-فحرثت-قليلا-وأضيف-إليها-الكمبوست-والسماد-العضوي-وتم-وضع-علامات-تشير-إلى-نوع-الخضار-في-كل-ثلم
تربة-تم-تحضيرها-لزرع-الخضار-فحرثت-قليلا-وأضيف-إليها-الكمبوست-والسماد-العضوي-وتم-وضع-علامات-تشير-إلى-نوع-الخضار-في-كل-ثلم

” تعفير الخضار بمزيج الكبريت والجنزارة طريقة فعالة للوقاية من الفطــــــريات ومعظم الآفات التي تصيب موسم الخضـــار  “

إلى ما سبق يمكن أن نضيف:
المكافحة الميكانيكية: وهي إزالة النباتات المصابة خصوصاً بالفيروس وحرقها، وكذلك إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة والعمل على تقليل الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خصوصاً في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع). وتضم المكافحة الميكانيكية أيضاً زراعة نباتات عطرية وطبية مثل الصعتر، النعناع البري، الخزامة، والقصعين في الحقول والحدائق والبساتين. جميع هذه النباتات لها تأثير جيد على أنواع العناكب مثل الأكاروز والحلم.
ويمكن أن ندخل ضمن أساليب المكافحة الميكانيكية التعشيب، وهو ازالة وقلع (شلط وليس قطع) النباتات المزاحمة على الغذاء وهذه النباتات تكون برية او من بذور وأجزاء خضار الموسم السابق جميعها تعتبر نباتات مزاحمة ويجب ازالتها في بداية نموها، لأنها تمتص كمية لا يستهان بها من المياه وتتسبب بجذب الأمراض والحشرات المضرة بالمحصول كونها إنتقلت إليها من النباتات التي كانت مزروعة في الموسم السابق. ان الكثير من نباتات الخضار والنباتات البرية الضارة تصاب بآفات مشتركة، لذلك يجب ان لا نبقي اي نبتة غير المحصول المزروع تجنباً من انتقال الأمراض والحشرات الى الخضر.
ومن أساليب المكافحة الميكانيكية نزع ديدان الملفوف والقنبيط والبروكولي التي تسببها الفراشة البيضاء باليد عندما تكون في بداية انتشارها على الأوراق، وهذه يمكن اكتشافها بسهولة عندما نبدأ برؤية ثقوب متفاوتة الحجم على الأوراق أو تعريقة بعضها، وجمع الديدان باليد أو بواسطة ملقط لا يستغرق وقتاً وهو أفضل بكثير من رش الشتول بالمبيدات لأن هذه تدخل إلى نظام النبتة وقد تبقى آثارها فيها فتدخل نظامنا الغذائي وتصيبنا بأضرار لا نعرف مداها. وإذا كان عندك دجاج فإنه سيحب كثيراً تلك الديدان عندما تلقي بها إليه.
المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعيين للآفات الضارة مثل حشرات أسد المن و«أم علي سيري» المتوفّرة بكثرة في الحقول التي لا تستخدم فيها المبيدات الكيماوية.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading