كم نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى ذكر فضائل المشايخ الأسياد رضي الله تعالى عنهم ونفعنا ببركاتهم، علّنا نستلهم بركتهم ونقتدي ببعض مآثرهم لتبقى ذكرًا وقدوة لمن يأتي بعدهم بخاصة في هذا الزمن الذي كسدت فيه الفضائل وقلّ الإخلاص ووهنت فيه القوى.
فالهدف الحقيقي والقصد الأول هو خلاص النفوس من أدرانها وإعزاز دين الإسلام وتوطيد دعائم الإيمان وإيضاح الطريق لأهل التوحيد والإيقان.. ومهما بذلنا من الجهد وقدمنا من العزم وشحذنا ذاكرتنا وذاكرة المعاصرين والمعاشرين، فلن نتوصل إلّا إلى القليل النادر من درر ذلك البحر الزاخر لأنّ هذا الوميض الظاهر الحسيس يعجز عن تعبير سر الباطن النفيس، فهل يمكن للعين أن تتذوق كل ما تراه مهما بالغت في النظر والتدقيق...