فلسطينُ لا وعدٌ سلاك ولا عهدُ
تربّعتِ فوق الدهر شعبًا وموقعًا
فلسطين ما عقّ البنون وكم سموا
فأنّك بحرٌ لا تجفّ مياهُهُ
فليس لبحرٍ أن يَمِلَّ مقامَهُ
فلسطين ما زال المحبّون مثلما
ألا أنت إسمٌ فاعلٌ ومضارعٌ
ومملكةٌ للحبّ أنتِ وللإبا
ولولا سنا كوفيّةٍ عُرِفتْ بهم
فلسطين أضناك الزمان بخُدعةٍ
فما لدخول القدس كانت وصيةٌ
فما هو إلّا وعد بلفورهم لهم
ألا لمْ يزل للقدس وجهُ عروبةٍ
ترقُّ بيوت القدس حين نزورها
بأحجارها شوقٌ وعطف أمومةٍ
فلسطينُ بعض العشق يولده الأسى
تفرّعتِ في الأرض انْتظارًا وموعدًا
دنا منكِ قلب الحرّ حتّى كأنّما
وكم منْ شهيدٍ في ترابكِ قد ثوى
فلسطينُ إنّ الدهر ذو دُوَلٍ وما
ولا ملّ لحدّ من هواكِ ولا مهدُ
وشمسًا تعادى تحتها الحرّ والبردُ
بعشقٍ تساوى عنده الجمع والفردُ
إذا ما اسْتقرّ الموج فيه ولا يبدو
إذا شدّهُ جزرٌ وقلّ به المدُّ
عهدت، ندامى أدمنوكِ وما ارْتدّوا
به حركات الدهر ليس لها حدُّ
ومن ثورة القسّام ثوّارك امْتدّوا
لما ميّزتهم عن جماعاتها الأسدُ
وسطرٍ به اسْتقوى على ضادك الضدُّ
بما جاء، إذ قال ادْخلوها، ولا وعدُ
وأوهامهم في كلّ أرضٍ لها شدّوا
نقبّلهُ خدًّا، ونحن له خدُّ
ويهفو إلينا من نوافذها الودُّ
ونحن يتامى نحو أحضانها نعدو
وبعض الأسى مولوده الصبر والكدُّ
وأصبحتِ رمزًا للحداد لمَنْ حدّوا
مسافة بُعدٍ عنكِ ليس بها بُعدُ
تسابق لِاسْتقبالِهِ المجدُ والخلدُ
تضيعُ بلادٌ ذُخرُ أبنائها الرشدُ
نبذه عن الشاعر مفيد قويقس:
مفيد قويقس
من مواليد قرية يركا الفلسطينية الجليلية، قضاء عكا، هذه البلدة التي احتضنت أكثر من خمسين ألف لاجئ من شعبنا الفلسطيني ايام النكبة والتشريد. ومع أن عدد سكان يركا لم يتجاوز الالفي نسمة بتلك الفترة فقد أعلن سكان يركا التحدي وأقرّوا أن لا نزوح عن هذا الوطن. وصمدت يركا واستطاع معظم اللاجئين العودة لديارهم وبلداتهم والبقاء في أرض فلسطين (تاريخ فلسطينيّ موثّق) وما زال الكثيرون من ابناء شعبنا يروون الرواية تلك.
مفيد قويقس كان له الظهور المتواصل عبر المنابر والصحف والمسيرات الشعبية في اواخر السبعينيات والثمانينيات وكان مشاركًا وبكثافة بالنشاطات الادبية مع شعراء المقاومة آنذاك.
وكان له الاصدار الاول في تلك الفترة (على ضفاف جرحي نما الزيتون والغار).
عاد للساحة الادبية وبقوة منذ سنوات وأصدر ديوان ” الغضب ” الذي كتب مقدمته الشاعر سامي مهنا رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48.
ومما كُتب في المقدمة
مفيد قويقس من الاسماء الوطنية الصادقة قولًا وفعلًا، وهو سليل عائلة عريقة قدمت للوطن والقضية الفلسطينية الشهداء والسجناء السياسيين ومنهم المبعدون عن الوطن مدى الحياة.
وفي المقدمة ايضًا كتب سامي مهنا:
مفيد قويقس لا يترك مجالاً للشك بعد اي قصيدة او حتى بيت شعر يكتبه انه أحد الشعراء المبدعين المتمكنين العارفين المتعمقين بالأصول والجذور العميقة للشعر العربي الاصيل، وهو أحد فرسانه اصالةً وتجديدًا ورغم تمسكه المقصود بالشعر العربي الكلاسيكي الذي يجيده كأحد جهابذته القدامى، الا انه اثبت تمكنه العالي بقصيدة التفعيلة بصيغتها الحداثية بل استطاع ان يكون حداثيًا بامتياز.
وفي المقدمة أيضًا
مفيد قويقس شاعر قومي بامتياز، وممن يرون الوطن العربي مجاله الانتمائي الطبيعي، فينشد دمشق وبغداد كما يرتّل لفلسطينه، ويفرح وينشد ويغنّي لكل المساحات الممتدة من التاريخ الى الجغرافيا ومن الجغرافيا الى دروب المستقبل الذي يتوخاه كشاعر حالم بمستقبل عربي أفضل.
أطلق على مفيد قويقس شاعر الجماهير لقوة القصيدة ولجمال الإلقاء فله إلقاء مميز بايقاعه وكأنه ينشد الشعر غناء.
هو عضو في الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48 حاز على عدة أوسمة وشهادات تقدير من كثير من المنتديات الادبية العربية في فلسطين.
صدر للشاعر
֍ على ضفاف جرحي نما الزيتون والغار
֍ الغضب
֍ ذاكرة وانتظار
֍ العشريات (لم يوزّع بعد)
֍ مذاقات ملونة (لم يوزّع بعد)
֍ الشعر بعض من وطن (ديوان يحوي قصائد مختارة منها ما نشر ومنها لم ينشر بعد).
معظم قصائد مفيد قويقس للأرض والوطن العربي الكبير والانسان اينما كان، وكلها متوجة بفلسطين بقدسها بزيتونها بكامل ترابها.
مفيد قويقس – الجليل، يركا، فلسطين