السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

مؤتمر فيينا

متّحدون لمناهضة العنف بإسم الدين

مؤتمــــر فيينا العالمي يدعـــــو
إلى احترام التعددية والحريات

في سياق الحملة الدولية لمناهضة الغلو وأشكال العنف التي ترتكب بإسم الدين نظّم مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لقاءً عالمياً في مقر المركز في العاصمة النمساوية فيينا شارك فيه المئات من الشخصيات الدينية والفكرية والثقافية بهدف الاتفاق على موقف موحد بين المشاركين، وانعقد اللقاء في 18 و19 تشرين الثاني تحت شعار:»متّحدون لمناهضة العنف بإسم الدين» وتلقت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الدعوة للمشاركة في اللقاء وقد شارك في أعماله  كل من قاضي المذهب الشيخ غاندي مكارم و رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى الذي ألقى كلمة في المشاركين في الجلسة الثانية التي انعقدت تحت عنوان»دور المؤسسات الدينية والمجتمع المدني في بناء السلام» .
وفي البيان الختامي الذي أصدروه، أكّد المشاركون شجب الصراعات أينما وقعت، خاصة الأحداث المؤلمة والخطيرة التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في العراق وسوريا، كما أعلنوا رفضهم القاطع لكل أشكال العنف، ولاسيما التي ترتكب بإسم الدين، وبراءة الإسلام الحنيف مما يتعرض له المسلمون من تشويه لتعاليم دينهم وقيمهم، ودورهم الحضاري، وأعلن المنتدون إدانتهم لكل ما يتعرّض له المواطنون في العراق وسوريا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأكّد المشاركون في بيانهم الختامي على أن كلّ مكوّن ديني أو عرقي أو ثقافي أو لغوي في هذه البلدان هو عنصر أصيل في تاريخها وعامل في بناء مستقبلها بالشراكة الكاملة على أسس المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، ودعا البيان إلى الحفاظ على هذا التنوُّع في المجتمعات العربية، والذي يشكل إرثاً حضارياً وميزة ثقافية.
شجب الصراعات
وألقى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى كلمة أعلن فيها عن دعم الموحدين الدروز لأهداف المؤتمر وشجبهم لاحتدامَ الصراعِات المذهبية والدينية والعرقية وطغيانَ العنف والتسلُّط السياسي او الكبت الاجتماعي.
النموذج اللبناني
وشدد الشيخ أبي المنى على النموذج المتقدم للتعايش بين الديانات والثقافات الذي يمثله لبنان والجبل خصوصاً، حيث يعيش المسيحيّون حياةً مشتركة مع أخوانهم ومواطنيهم المسلمين، وعلى الأخصّ الموحّدين الدروز، مؤكداً أنّ العنفَ والصدام ومحاولات الإلغاء والتهميش والتحجيم لا تُجدي، وأنّ التعاطي الإيجابي الواقعي والتوافق أجدى وأنفع، وأن التنوَّع الذي مَنَحنا إياه الخالقُ تعالى هو عاملُ غنىً للمجتمع، أراده اللهُ تعالى، بقوله: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ».
وأكد أبي المنى أنّ صيغةَ العيش المشترك تظلُّ السمةَ الأساسيةَ الأرقى في المجتمع التعدُّدي، وهي صيغةٌ ضامنة يجب الحفاظُ عليها وتحصينُها وتطويرها، وذلك لا يكون إلّا بالحوار وتبادل الخبرات، وتنمية روح الصداقة والمحبة وهو ما يأتي في صلب توجُّه طائفة المسلمين الموحدين الدروز، التي تجد نفسها في الموقع الوسطيّ اللاحم للكيان الوطني والضامن للعيش المشترَك.
وقال إنّ الدين، بنظرنا، ليس غايةً، بل هو وسيلةٌ لخدمة الإنسان ومساعدته لتحقيق إنسانيتِه، والتوحيدُ هو الطريقُ الأفضلُ لفَهم الذات وفَهم الآخر والمصالحة مع الله ومع الناس، وبالتالي لبناء السلام.
وأكد أنّ ما يحصل في كلٍّ من سوريا والعراق وغيرِهما من البلدان المجاورة يساهم في تعميق الهوة وتقوية المتاريسُ المذهبية والدينية فيما المطلوبُ هو تغذيةُ المؤمنينَ بالروحانية والعقلانية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام حرية التعبير والمعتقد.

وقال إن الشرق الجامعِ للأديان التوحيدية كان دائماً هدفا أساسيٍّا في لعبةِ الأُمم، لذلك فإننا نجد أنفسَنا كالقابضِ على جمر التناقضات المتراكمة، فإمّا أن نُحوّلَ التنوّعَ نوراً يُضيء العالَم بأسره، وإمّا أن نُشعلَه ناراً تَحرقُ الجميع، لذلك فإننا نرى ما يراه المؤمنون المتنوّرون في كل مكان، من أنّ المجتمعاتِ المتنوِّعة، كمجتمعاتنا، والتي تضمّ المجموعات الدينية أو الإثنية القليلة العدد نسبياً، ونحن منها، لا يمكن أن ترتاحَ أو تطمئنَّ إلّا  باندماجها في ثقافةٍ وطنيةٍ موحِّدة وحضارةٍ جامعة، وفي ظلّ  جوٍّ من الحرية الدينية تعيش فيه خصوصياتِها وتقاليدَها، ويشعرُ فيه أبناؤها أنهم مواطنون متساوون، في دولة الخير والإصلاح، دولة المواطَنة الجامعة التي تحترم الدين وتتناغم معه بدل أن تعزله، فتستمدّ روحيتها من روحه، دولة ترعى الجميعَ في ظلّ ثقافة القانون وحكم العدالة.

مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران
دعوة إلى الاحترام المتبادل وإدانة التكفير

عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران بين 7 و9 كانون الثاني 2015 بحضور مئات الشخصيات الدينية والعلمية من إيران والعالم الإسلامي ولبت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الدعوة للمشاركة في المناسبة ، فحضر عنها رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى والشيخ فاضل سليم. ألقى الشيخ أبي المنى كلمة في الجلسة العمومية الثانية للمؤتمر، أكد فيها دعم الموحدين الدروز لكل مظاهر الوحدة الإسلامية وعلاقات التسامح والتعاون بين المذاهب مشددا على رفض العنف وأشكال التطرف ونزعات التكفير؛ كما أجرى الشيخ أبي المنى عددا من المقابلات مع وسائل الإعلام الإيرانية والاسلامية. وعلى هامش المؤتمر، كما قام وفد مشيخة العقل بزيارات واتصالات تعارف ومجاملة شملت زيارة السيد جواد الشهرستاني في مدينة قمّ (ممثل السيد السيستاني، وصهره) للاطمئنان على صحته وتأكيد التواصل مع مؤسساته الثقافية.
تبنى المؤتمر لهذا العام شعارا لأعماله «لأمة الإسلامية الواحدة:التحديات والآليات» وكان قد افتتح المؤتمر الرئيس الإيراني الدكتور الشيخ حسن روحاني بكلمة جامعة شدد فيها على ضرورة تحقيق الوحدة والتلاحم بين ابناء الامة الاسلامية، موضحا اهمية التعريف بالاسلام الرحماني للمسلمين وغير المسلمين كدين يسر وحلم وليس كدين تطرف وعنف.
يهتم مؤتمر الوحدة الإسلامية بحكم رسالته بالتقريب بين المذاهب والجماعات الإسلامية وبصورة خاصة بالتقارب الشيعي السني باعتباره المرتكز الأهم المأمول لقيام الوحدة بين المسلمين وتوحيد مواقفهم إزاء التحديات التي تواجههم على اكثر من صعيد. وقد تم التأكيد مجددا من قبل المؤتمر على تقارب المذاهب الإسلامية التي تؤمن بأركان الإسلام وأصول الإيمان ، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة وعلى أن الاختلاف السياسي لا يجوز أن يستغل الاختلافات العقدية أو التاريخية أو الفقهية, كما أكدّ المؤتمر محافظته على هذه الروحية، بالحث على وجوب احترام المسلمين بعضهم لبعض، وترك البحث في الأمور الخلافية للعلماء والخبراء مؤكدا على عدم جواز الانتقاص من كرامة آل البيت الطاهرين أو أمهات المؤمنين أو الصحابة الكرام أو أئمة المسلمين، وعدم جواز استباحة المساجد ودور العبادة وكذلك الحسينيات والزوايا والمراقدن تحت أي مبرِّرٍ أو شعار. ونبه المؤتمر إلى خطورة انتشار السلوكيات المادية المنحرفة وحالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به.
ودعا المؤتمر العالم الاسلامي وشعوب المنطقة لتوحيد صفوفها في مواجهة حركات التطرف والتكفير ودعم إيجاد حلول سلمية للنزاعات في عدد من البلدان الإسلامية.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading