متّحدون لمناهضة العنف بإسم الدين
مؤتمــــر فيينا العالمي يدعـــــو
إلى احترام التعددية والحريات
وقال إن الشرق الجامعِ للأديان التوحيدية كان دائماً هدفا أساسيٍّا في لعبةِ الأُمم، لذلك فإننا نجد أنفسَنا كالقابضِ على جمر التناقضات المتراكمة، فإمّا أن نُحوّلَ التنوّعَ نوراً يُضيء العالَم بأسره، وإمّا أن نُشعلَه ناراً تَحرقُ الجميع، لذلك فإننا نرى ما يراه المؤمنون المتنوّرون في كل مكان، من أنّ المجتمعاتِ المتنوِّعة، كمجتمعاتنا، والتي تضمّ المجموعات الدينية أو الإثنية القليلة العدد نسبياً، ونحن منها، لا يمكن أن ترتاحَ أو تطمئنَّ إلّا باندماجها في ثقافةٍ وطنيةٍ موحِّدة وحضارةٍ جامعة، وفي ظلّ جوٍّ من الحرية الدينية تعيش فيه خصوصياتِها وتقاليدَها، ويشعرُ فيه أبناؤها أنهم مواطنون متساوون، في دولة الخير والإصلاح، دولة المواطَنة الجامعة التي تحترم الدين وتتناغم معه بدل أن تعزله، فتستمدّ روحيتها من روحه، دولة ترعى الجميعَ في ظلّ ثقافة القانون وحكم العدالة.
مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران
دعوة إلى الاحترام المتبادل وإدانة التكفير
عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران بين 7 و9 كانون الثاني 2015 بحضور مئات الشخصيات الدينية والعلمية من إيران والعالم الإسلامي ولبت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الدعوة للمشاركة في المناسبة ، فحضر عنها رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى والشيخ فاضل سليم. ألقى الشيخ أبي المنى كلمة في الجلسة العمومية الثانية للمؤتمر، أكد فيها دعم الموحدين الدروز لكل مظاهر الوحدة الإسلامية وعلاقات التسامح والتعاون بين المذاهب مشددا على رفض العنف وأشكال التطرف ونزعات التكفير؛ كما أجرى الشيخ أبي المنى عددا من المقابلات مع وسائل الإعلام الإيرانية والاسلامية. وعلى هامش المؤتمر، كما قام وفد مشيخة العقل بزيارات واتصالات تعارف ومجاملة شملت زيارة السيد جواد الشهرستاني في مدينة قمّ (ممثل السيد السيستاني، وصهره) للاطمئنان على صحته وتأكيد التواصل مع مؤسساته الثقافية.
تبنى المؤتمر لهذا العام شعارا لأعماله «لأمة الإسلامية الواحدة:التحديات والآليات» وكان قد افتتح المؤتمر الرئيس الإيراني الدكتور الشيخ حسن روحاني بكلمة جامعة شدد فيها على ضرورة تحقيق الوحدة والتلاحم بين ابناء الامة الاسلامية، موضحا اهمية التعريف بالاسلام الرحماني للمسلمين وغير المسلمين كدين يسر وحلم وليس كدين تطرف وعنف.
يهتم مؤتمر الوحدة الإسلامية بحكم رسالته بالتقريب بين المذاهب والجماعات الإسلامية وبصورة خاصة بالتقارب الشيعي السني باعتباره المرتكز الأهم المأمول لقيام الوحدة بين المسلمين وتوحيد مواقفهم إزاء التحديات التي تواجههم على اكثر من صعيد. وقد تم التأكيد مجددا من قبل المؤتمر على تقارب المذاهب الإسلامية التي تؤمن بأركان الإسلام وأصول الإيمان ، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة وعلى أن الاختلاف السياسي لا يجوز أن يستغل الاختلافات العقدية أو التاريخية أو الفقهية, كما أكدّ المؤتمر محافظته على هذه الروحية، بالحث على وجوب احترام المسلمين بعضهم لبعض، وترك البحث في الأمور الخلافية للعلماء والخبراء مؤكدا على عدم جواز الانتقاص من كرامة آل البيت الطاهرين أو أمهات المؤمنين أو الصحابة الكرام أو أئمة المسلمين، وعدم جواز استباحة المساجد ودور العبادة وكذلك الحسينيات والزوايا والمراقدن تحت أي مبرِّرٍ أو شعار. ونبه المؤتمر إلى خطورة انتشار السلوكيات المادية المنحرفة وحالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به.
ودعا المؤتمر العالم الاسلامي وشعوب المنطقة لتوحيد صفوفها في مواجهة حركات التطرف والتكفير ودعم إيجاد حلول سلمية للنزاعات في عدد من البلدان الإسلامية.