بلدة كبيرة؛ هي اليوم مركز ناحية تتبع لمنطقة (قائمقاميّة) صلخد، يتبع لها عدد من القرى هي: خازمة والشعاب، وقيصما والهويّا والحريسة وشعف وبَهَمْ وأبو زريق وتل اللوز وطليلين. ارتفاعها عن سطح البحر 1360 م.
وقيل في سبب تسميتها أنّ المَلَح في اللغة بياض يخالطه السواد، ومَلُح الشيء، أي حَسُنَ وبهج منظرُه (1)، تقع البلدة فوق أرض صخرية بازلتية ضيقة على شكل جزيرة بين فرعي وادي راجل الغربي ووادي راجل الشرقي (وادي أبو الدجاج) تحيط بها سهول خصبة وتكثر في أراضيها الزراعية الحجارة التي تحافظ على رطوبة التربة صيفاً، تبعد 14 كلم باتجاه الشرق من صلخد، مساكنها القديمة مبنية من الحجارة البازلتية وتعود إلى عصور الأنباط والسلوقيين والرومان والبيزنطيين أما البيوت الحديثة فمبنية من الإسمنت المسلّح وتمتد البلدة الحديثة بكافة الاتجاهات حول القرية الأثرية القديمة (2).
وتشكل بموقعها عقدة مواصلات تصلها بالعديد من القرى المجاورة فإلى الغرب منها طريق رئيس مُسَفلت لم يُرَمَّم منذ نحو25 سنة، يصلها بعرمان، فصلخد، فالسويداء، فدمشق. وإلى الشمال الغربي طريق يصلها بقرية قَيْصَما فـمزرعة احْبِكة وقرى الجبل العالية، وإلى الشمال طريق يصلها بالهويّا فالحريسة فشعف..، وإلى الشرق طريق يصلها بقرية الشعاب البدوية فالبوادي باتجاه الأردن والعراق… وإلى الجنوب طريق يصلها بقرية خازمة الغنية بالمياه الجوفية. وقد كانت ملح قديما مُنْطَلقاً ومَلفى لقوافل الجمال التجارية التي تصلها بالعراق ونجد والحجاز في العصور العربية الغابرة.
يقول الباحث الآثاري، د.علي أبوعساف: «إنها من القرى الهامة في المنطقة وتُعرف باسم ملح الصّرّار، مركز إداري قديم تتبعه الخِرَب المنتشرة حوله، وقد ترك الأنباط كتابة منقوشة في ساكف (عتبة أو حِنْت) وأخرى في تمثال، وفي العصر البيزنطي الغساني نقش الصليب وغيره في سواكف الأبواب أيضاً وفيها البرج، وهو الأهم، وكذلك البِرَك (3)…
زارها الرحالة والمبشر الأيرلندي وليم رايت عام 1874 فقال: «إنها على شكل مربع غير منتظم تحيطها أسوار جزء منها َمُهدّم وعلى هذه الأسوار بعض الأبراج العظيمة… وترتفع إلى ستين قدماً.. خمسة من هذه الأبراج كانت بحالة مقبولة.. كانت الخرائب محشورة بعضها ببعض.. وهناك عدد من القناطر العالية جداً بين الخرائب.. رأينا على كثير من السواكف صلباناً يونانية.. أحد النقوش مُهدى للإله ذي الشّرى أحد الآلهة (النبطيّة) التي كانت تُعْبَد في باشان.. يسكن خرائب ملح الصرّار عدد كبير من الدروز وبعض المسيحيين. كان شيخهم أبو محمّد حسين بن نجم الأطرش شيخ عرمان (4)…».
ومن الخِرَب التابعة لملح حالياً مزرعة مَجدل الشّور: موقع قديم كان يحيط به سور، أي إنّه موقع حصين وقد أُطلق عليه اسم مجدل أي حصن. تستند البيوت على السور أي أن الجدار الخلفي لبعض البيوت هو السور. البيوت القديمة متهدمة أو مُجدّدة وتوحي بأن الموقع كان هامَّاً ويعود إلى العصر النبطي، ويذكر الباحث الجغرافي الأستاذ فوزي الباسط أنَّ فيها آثاراً لمعبد روماني تحول إلى كنيسة مسيحية في عهد الغساسنة (المتداخل مع العصر البيزنطي). وقد تحولت الكنيسة إلى مسجد في العصر العربي الإسلامي وهي الآن آثار خربة (5).
ومن المواقع التي كانت تتبع لمَلَح فيما مضى:
خازمة: يبدو أنها كانت قرية أثرية مزدهرة ذات شوارع مستقيمة متقاطعة على جوانبها الأرصفة وفيها أطلال بيوت جيدة مزخرفة وكنيسة مزدوجة تدل على أنّها من العصر الغساني.
دير النصراني: حصن عسكري بيزنطي تحوّل إلى دير مازال فيه برج إلى الشرق من ملح.
صافية ملح: خربة قديمة تتبع لملح، تقع بين بلدتي ملح وامتان وتحت آثارها أطلال تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وما قبله، فهي من المستوطنات القديمة وقد بقيت مأهولة في العصور التي تلت…
براق: جنوب ملح على وادي أبو الدّجاج مسافة 4 كلم خربة أثرية هامة تم تدميرها من قبل لصوص الآثار والباحثين عن الذهب مطلع الثمانينيات وفيها العديد من الآبار المحفورة في الصخر التي لم تزل قيد الاستخدام إلى زمننا هذا وفيها مغاور طبيعية في الحجر الرملي.وقد أنشئ فيها سد حديث فاشل بسبب سوء التقدير الهندسي لبنائه.
إحياء عمران ملح على يد المعروفيين
شهدت المنطقة في القرنين الأخيرين من العهد العثماني تدهوراً في التحضُّر فقد أدى ضعف الدولة العثمانية في تلك الفترة إلى عيث شديد للقبائل البدوية فيها بحيث خلت تقريباً من السكان قبل قدوم العائلات والعشائر المعروفيّة إلى الجبل.
وقبيل الثلث الأخير من القرن التاسع عشر نحو عام 1866 أخذ العمران ينتشر فيها وأولى العائلات الدرزية التي أحيت عمران ملح ، كانوا سلمان بَلَّان وأسرته وسليمان الملحم وأسرته ومحمّد أبودهن وأسرته وآل الباسط والحسن من الدروز وآل أبو جمرة من المسيحيين قدموا إليها من قريتي عرى والمجيمر الواقعتين جنوب غرب السويداء ببضعة عشر كيلو متراً، (وقد لحق بهم آل رزق فيما بعد، قادمين من قرية عنز) (5).وصادف وصول العائلات الأولى إلى مشارف القرية الخربة آنذاك مع أول الليل، فلم يجرؤوا على الدخول إليها خيفة من أرجال الغزو البدوية الذين كانوا يتخذون الخرائب مكمناً لهم، فحرسوا موقع مبيتهم الليلي جيداً وانتظروا حتى الصباح، وبعثوا بالرّواد لاستكشاف المكان أوّلاً، وأوصَوْهم أن لا يدخلوا الخرائب إن كانت أعالي الأبراج خالية من الطيور التي اعتادت أن تحطّ عليها لأن ذلك يعني وجود كمائن في المكان…
كانت ملح في قديمها بلدة عامرة ذات شأن، وكان فيها سبعة أبراج أثرية تعود لأيام الرومان، لمراقبة البادية المترامية الأطراف إلى الشرق والجنوب منها. كانت الطيور هاجعة في أعالي أبراجها، فدخلوا إليها يجوسون في خرائبها ليتأكدوا من خلوّها من الكمائن، ومن ثم عادوا يبشّرون ذويهم بأمان المكان؛ فدخلوها مع أسرهم آمنين، وتوزّعوا في دورها الأثرية التي لم ينل منها الخراب بعد!…
ملح؛ فتيل الثورة العامية وبيرق النصر في حروب الجبل
ولم تلبث ملح نحو عشرين عاماً حتى غدت تلعب دوراً اجتماعيّاً وسياسيّاً رائداً في حياة مجتمع جبل الدروز (كما كان يدعى آنذاك)، فبنتيجة نشاط مزارعيها وفلّاحيها ومرابعيها من العامة أولئك المتضامنين مع سائر نظرائهم من المقرن القبلي ومعظم قرى الجبل انعقد أوّل اجتماع للعامة في جبل الدروز بهدف تشاوري ثوري ضد هيمنة مشايخ الإقطاع في نيسان عام 1888 في خربة المجدل المجاورة والتي لم تزل إلى اليوم تحمل اسم مجدل الشَّوْر، وقد نتج عن ذلك المؤتمر ما دُعي بـ: «الثورة العامِّيَّة»؛ التي شملت معظم حواضر الجبل ومُنِع مشايخ الإقطاع على إثرها من ترحيل الفلاحين وتم انتزاع نصف مُلكيتهم التي وزعت على الفلاحين الثائرين بحيث لم يبقَ لهم سوى ثُمن مساحة كل قرية بدلاً من الرّبع، وإلى ذلك يشير الأديب الأستاذ عادل رزق فيذكر بأن «صالح غزالي وصالح رزق من ملح، وصالح الحلبي وإسماعيل العطواني من عرمان وحمد العيسمي وقاسم الدبيسي من امتان كانوا من اللجنة الممهّدة لذلك الاجتماع ومن مجموعة وجهاء العامة الـ 82 الموقعين على بيان انتفاضة العامية»…
كما ساهمت ملح إلى جانب أهالي عرمان وصلخد وغيرها من قرى المقرن القبلي والشرقي في دحر الحملة العثمانية في ما عُرف بموقعة خراب عرمان عام 1896،.وتتالت بعدها مساهمات فرسان ورجال ملح في معارك الجبل ضد العثمانيين والفرنسيين حتى لُقِّب بيرق ملح بنتيجة بطولات فرسانها ورجالها بـ «بيرق النصر!». كان بيرق ملح في طليعة بيارق المقرن القبلي التي اكتسحت حملة القائد الفرنسي «مارتان» في موقعة الكفر عام 1925 وأبادتها في وقت لا يتجاوز الـ 45 دقيقة وقد أذهلت العالم حينها؛ لسرعة المقاتلين في تحقيق نصر ساحق على قوة عسكرية منظمة من قبل مقاتلين بأسلحة تقليدية خفيفة معظمها سيوف وبلطات وفؤوس…
وقد بلغ عدد شهداء ملح في معارك الثورة السورية الكبرى عام 1925 ـ 1927 وحدها 107 شهداء، وفيهم يقول الشاعر الشعبي صالح عمار أبو الحسن:
سربةْ ملَـحْ تشبه ليــوث القَسْوَرَة | باب الكرم والجود ينبوع الفِــرا |
في كل عَركَه في مُقَدّمة الرِّجال | خَلُّوا ينــابيـــع الــدِّما تتفـجَّــــرا |
بيرق ملح عَ الكَفِر لمَّا انُّو مشى | لوحوشها وطيورها اِرموا العشا |
وبْيارق المقرن القبلي تصاولوا | حـالاً بقلب فرنسا كان سـمّ وفشـا (6) |
السكّان في بلدة ملح:
يبلغ عدد السكّان حاليّاً حسب سجلات البلدة 15000 ألف نسمة لكن عدم وجود تنمية متوازنة دفع نحو أكثر من 46 بالمئة من السكان إلى النزوح والهجرة، فالمقيمون فيها عددهم 8000 نسمة، يتوزّعون على (74) كنية، غالبيتهم من الموحدين الدروز، وهم:
آل أبو إسماعيل، وأبو زيدان وأبو ترابة وأبو رافع وأبو معلّا وأبو دهن وأبو شهدا وأبو علوان والبيّاع وأيوب والأطرش وبلّان والباسط (أصلاً أبو خزام)، والتيماني، وجودية، والجبر، والجمّال (زين الدين)، وجابر، وجمول، وحامد، والحاصباني والحكيم، والحلبي، والحلح، وخشيفي، وخير، وذياب ، والذيب، ورستم، والسكّر، والسلمان، وسيف، والشاهين، وشروف، وشهاب الدين، والشوفي، وصافي، والصالح ، وصعب، وصيُّور، والصفدي، وطلب، والطير، وعبد الباقي، والعطواني، والعربيد، وعظيمي، وعقل، وعلّوم، وعماشة، وعيد، وغزالة، والغزال، والقنطار، وكمال، وكيوان، وكحّول، ومسعود، ومعروف، والملحم، وملّاك، ومنذر، وذياب، ورزق ومكنّى، وهذبا، ونخلة، وفرج وقد خرج منها إلى خازمة آل رزق (بعد أن هدم الفرنسيون بيت المجاهد يحيى رزق ومضافته كما هدموا بيت المجاهد علي الملحم ومضافته) وتبعهم العديد من عائلات ملح على أعقاب وقائع الثورة السورية الكبرى أواسط ثلاثينيات القرن العشرين.
وهناك عائلات مسيحية هاجر قسم منهم من ملح عام 1951 بسبب المحل، وبقي منهم في ملح آل أبو جمرة وبديوي، والبسِّيط والحداد.وعددهم نحو 70 نسمة(7).
وكان بين السكان شخص سني واحد يعمل بيطاراً للخيول أصله من حي الميدان في دمشق هو إبراهيم القسطي، (وله موقف مُشرِّف في ملح إبّان حملة الشيشكلي على الجبل عام 1954 إذ صرخ بوجه العقيد صلاح الشيشكلي الذي وجه الرشاشات لقتل عدد من رجال ملح محتجّاً على ذلك العمل الإجرامي، وبالفعل استجاب الشيشكلي لطلبه على مضض، وتوقف عن تنفيذ نيته بذلك..) وشخص يهودي واحد كان يتعاطى التجارة، ويُدعى بـ: حسين اليهودي، هجر البلدة عام 1948 ولم تزل دكّانه إلى الآن خَرِبة في الشارع العام من ملح.
وممّا يجدر ذكره أنّ نحو 80 بالمئة من سكان ملح تعود بأصولها لأسر مهاجرة من لبنان خلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين.
الدوائر الرسمية في ملح:
البلدية:
يعود إنشاء البلدية في ملح إلى عهد الانتداب الفرنسي أواخر العشرينيات من القرن العشرين المنصرم، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي الحالي للبلدة 500 هكتار أي (5000 دونم)، منها ثمانية حدائق مساحتها الإجمالية 21 دونماً
ويعمل في البلدية 24 موظفاً وموظفة بين مهندسين ومساعدين فنيين وإداريين لمتابعة شؤون البلدية …
وتبلغ أطوال الشوارع المعبدة 39 كلم،.وشبكة مياه الشرب في البلدة 43 كلم، أمّا شبكة الصرف الصحي فطولها 24 كلم.
الوحدة الإرشادية الزراعية:
لما كانت الزراعة بالأصل تشكل المصدر التقليدي لاقتصاد البلدة قبل الاغتراب وقبل الوظائف الحكومية التي تشكل روافد إضافية للحياة المعاشية فيها، فقد عَنيت الحكومات المتتابعة في العمل على توجيه المزارعين إلى الأساليب الحديثة في الزراعة فأُنشئت الوحدة الإرشادية الزراعية في البلدة التي تقدم:
1ـ الخدمات الاستشارية المجانية للمزارعين.
2ـ تقوم بإحصاء الثروة النباتية من أشجار مثمرة وغيرها.
3ـ تَرْفع الخطة الإنتاجية لمديرية الزراعة وتتضمن الخطة المساحات المزروعة بالمحاصيل الحقليّة والخضار من مروية وبعلية.
4ـ إعطاء شهادات المنشأ لتسويق محصولَيِّ القمح والشعير.
5ـ إقامة ندوات زراعية لتوعية المزارعين وتقديم الإرشادات الزراعية بشكل موسمي ودوري لمواعيد الرش ومكافحة أمراض وآفات الأشجار والمحاصيل.
6ـ العمل بموجب خطّة نشاطات موسمية خلال العام من حيث توجيه المزارعين إلى مكافحة أمراض وآفات النباتات والتوجيه باستخدام المبيدات بشكل علمي.
إقامة بيانات عملية تدريبية (يوم عمل) على تقليم وتطعيم الأشجار بشكل عملي للمزارعين المدعوين في مواعيد زمنية مناسبة.
7ـ وفي المجال البيطري يقدّم الطبيب البيطري المختص في الوحدة استشارات مجانية لمربي الأبقار والأغنام والماعز والمواشي والطيور..
8ـ تنفيذ حملات لقاح للأبقار والماعز والأغنام مجّاناً.
9ـ إقامة ندوات بيطرية وتنفيذ بيانات عمليّة تدريبية لمعالجة أمراض الحيوانات.
مكافحة الطفيليات الخارجية التي تصيب الأغنام والماعز لمزارعي البلدة في مغطس الوحدة الإرشادية…
وتتألف الوحدة الإرشادية الزراعية في ملح من مبنى حكومي خاص مُخدّم بالكهرباء والماء ووسائل الاتصال يعمل به ثلاثة عشر موظفاً وموظفة منهم: 3 مهندسون زراعيون وطبيب بيطري وآخرون مساعدون فنيون في التخصصات الزراعية.
المستوصف: يعمل به 19 موظفاً بين طبيب وممرضين لتقديم الخدمات الطبية مجاناً للمواطنين من البلدة وسائر قرى الناحية بالإضافة إلى سائقين للمناوبة على سيارة الإسعاف العاملة في المستوصف، ويقدم المستوصف خدمات طبيّة متنوعة تتعلق بتقديم اللقاحات المجانية والتضميد وتنظيم الأسرة ورعاية الحوامل ومتابعة مرضى السكري…
مركز الهاتف: ويتضمّن 2344 خطّاً للهاتف، منها 1943 خطوط مركبة و115 بوابة انترنت، ويرأسه مهندس اتصالات وموظف جباية واثنان من عمال التركيب والصيانة ومستخدمة للعناية بالمركز.
المدارس:
الشيخ المرحوم أبو حسن عارف حلاوي معلّماً في ملح
يذكر المعمرون من أهالي البلدة بمودّة أنّ الشيخ المرحوم أبو حسن عارف حلاوي كان من قدامى المعلمين في ملح خلال الثلث الأول من القرن الماضي وكان قد اشترى أرضاً في ملح استفاد منها فترة من الزمن ومن ثم باعها لآل رزق قبل عودته إلى لبنان…
حاليّاً؛ توجد في البلدة مدرسة ثانوية صناعية وثانوية عامة وإعدادية وثلاثة مدارس وروضة أطفال عامة وروضتا أطفال قطاع خاص.
وفي البلدة مكتبا تكسي للخدمات داخل وخارج البلدة، عدد السيارات العاملة فيها 15 سيارة تكسي خدمات أجرة.
الزراعة في بلدة ملح:
بلغ المساحة العقارية الإجمالية لأراضي البلدة 147000 دونم ومتوسّط أمطارها في السنوات العشر الأخيرة نحو 220 ملم3.
ويغلب على الزراعة فيها نمط الزراعة المعيشية الاستهلاكية، فما من تصنيع زراعي بالمفهوم الحديث للمنتجات الزراعية فيها، إذ يزرع منها سنوياً 13300 دونم بالقمح غرب وشمال البلدة ممّا يلي الجبل، و20000 دونم بالشعير شرق وجنوب البلدة ممّا يلي البادية، كما يزرع الحِمَّص في 2400 دونم،
الأشجار: الزيتون 2800 شجرة، العنب 6480 شجرة وقد تراجعت زراعة العنب في الكروم بعد عام 1976 إثر إنشاء سد أبو زريق الذي تسبب بحجز مياه الأمطار عن وادي راجل ممّا جعل الأهالي يقتصرون على زراعة العنب في الحدائق المنزلية، بعد أن خسروا المياه التي كانت تصلهم عبر الوادي..
أشجار متنوعة: التين: 445 شجرة، اللوز والتوت وغيرها 2000 شجرة.
الجرارات في البلدة:
يبلغ عدد الجرارات في البلدة 145 جرّاراً متوسط قدرات الجرار الواحد 70 حصاناً بالإضافة إلى 60 فرّامة (عزَّاقة)، و20 مرشَّة ميكانيكية.
تربية الحيوان: الأبقار الحلوب: 175 رأساً، منها ما يربى في 3 مزارع تستوعب 110 بقرات، والباقي تُربَّى في حظائر قرب المنازل.
الأغنام: عددها 1500 رأس منها نحو 900 رأس تُربّى في مزرعتين، والباقي في حظائر فردية داخل البلدة.
الماعز: 800 رأس تربى في حظائر فردية داخل البلدة.
المياه في ملح:
كانت ملح؛ القرية النبطيّة ـ السلوقيةـ الرومانية ـ البيزنطية ـ الأثرية الأولى التي يُرجّح أنّ عمرانها الأوّل يعود لما قبل الأنباط كما يشير الأستاذ الجغرافي الباحث فوزي الباسط أبو خزام؛ تعتمد على مياه الشتاء بالدرجة الأولى التي يتم جمعها في الآبار والبرك، التي عُرِف منها سبع برك أهمها مطخ الحداد ومتوسط عمقه نحو أربعة أمتار، وقد شوهدت فيه بقايا أعمدة وأحجار منحوتة يُرَجّح أنها بقايا لمعبد آلهة المياه، بالإضافة إلى بركة الغنم والبركة المالحة وبركة السورية وبرك أُخرى صغيرة يُرجّح أنها كانت أصلاً مقالع لحجارة البناء…
كما كانت ملح قبل إنجاز سدّ جبل العرب عام 1976 تستقي بالإسالة السطحية من مياه وادي راجل الذي يأتيها من القمم الجبلية العالية إلى الشمال الغربي منها ومن مسيل مياه ينابيع مزرعة «احبكة» (التابعة لبلدة الهويا) على مسافة نحو 5 كلم، فتفيد في سقاية الكروم والمحاصيل الحقلية، ولم تزل بقايا الأقنية الرومانية في خراج البلدة ماثلة إلى الآن في العديد من المواقع، ولكن مياه الإسالة انقطعت عنها بسبب شح كميات الأمطار في معظم سنوات القرن العشرين، يضاف إلى ذلك انخفاض مناسيب المياه الجوفية السطحية التي تغذي ينابيع احبكة، وزيادة الاستهلاك المائي من قبل أهالي الهويا وقيصما الذين أخذوا يحفرون آباراً جوفية حول الينابيع الأمر الذي أوقف تدفق المياه من احبكة باتجاه ملح.
وإلى أن أعيد إعمارها على يد عائلات الموحدين الدروز عام 1866، هناك ما يدل على وجود بقايا من ينابيع قديمة تغلب عليها الملوحة في الجانب الشرقي من القرية القديمة، تمتد على خط يتجه شمالاً إلى قرية قيصما على مسافة نحو 2 كلم منها، فموقع ينابيع «احبكة» النقية على مسافة نحو 3 كلم.من قرية قيصما شمالاً…
أما اليوم فإنّ البلدة تعتمد على تأمين مياه الشرب من الآبار الجوفيّة في قرية خازمة المجاورة لها ومن سد أبو زريق عند اللزوم.
التنمية الزراعية وآفاقها في البلدة:
بالنظر لوقوع أراضي ملح في منطقة الاستقرار الثانية الصالحة للزراعة من جهة الشمال والغرب بينما تقع معظم أراضيها الشرقية والجنوبية في منطقة الاستقرار الثالثة التي تصلح للرعي أكثر منها للزراعة، وخاصة فإن الآلاف من الدونمات من تلك الأراضي تتصل بالبادية شرق وجنوب ملح ومنها أراضي قرية خازمة (بنت ملح) وهي أراضٍ غنية بالمياه الجوفية ممّا يفتح أفقاً واسعاً لزراعة مروية وتربية أغنام على نطاق واسع وبالتالي إنتاج زراعي وخضري قابل للتصدير وإنتاج حيواني من تربية الأغنام والأبقار والماعز ينتظر الاهتمام من الجهات الرسمية المعنية في الدولة ومن المستثمرين في القطاع الخاص ممّا يحسن مداخيل المزارعين ويرفع من مستوى معيشتهم، كل هذا ينتظر توفر النوايا الحسنة لتثبيت الإنسان في منطقة يتهددها التهجير وغياب الأمن وعدم الاهتمام بحاجات المواطنين الحيوية.
دور العبادة: في البلدة مجلس / مسجد عبادة للموحدين المسلمين الدروز، وكنيسة للروم الأرثوذكس.
المراجع:
1. الصغير، سعيد، بنو معروف في التاريخ، ص:381.2.
2. نصر، إسماعيل متعب، السويداء بين الزمان والمكان، ص 204.
3. أبو عساف، علي، الآثار في جبل حوران، ص 164.
4. رايت وليم، مغامرات بين خرائب باشان، ص 133ـ 134، تر: كمال الشوفاني.
5. رزق، عادل، مقابلة في 20 تموز 2020.
6. عْمار أبو الحسن، صالح، ديوان شعر شعبي، ص 9.
7. الأطرش، يوسف حسن، مقابلة 15 حزيران 2020.