الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 19, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

وصية الشاعر رشيد نخلة ويوم وطني حافل في الباروك

الشاعر والأديب رشيد نخلة
الشاعر والأديب رشيد نخلة

زارني رجل دين مثقف تغزر ذاكرته بالمآثر الشعبية من بلدة الباروك وقال لي:«لقد أعجبني كتابك «مآثر وعبر» فوددت أن أقدم مساهمة متواضعة في تدوين تراثنا المجيد وحفظ القيم التي تميّز قومنا، وأنا أتحدث عن واقعة كنت شاهداً عليها وهي حرية بأن تحفظ في خزانة الذاكرة وأوراق الزمن، قال:

« كنت أواخر طفولتي، عندما توفي ابن بلدتنا الشاعر الكبير رشيد بك نخلة، ذلك الشاعر الخالد بشعره ووطنيته. والواقع إذا استعرضنا تاريخ نشاطه الأدبي الشعري، نرى أنه كان يجمع الإثنين معاً، الشعر الفصيح والشعر الزجلي، وإن يكن بحق قد تربّع على عرش إمارة الشعر الزجلي الشعبي لأمد طويل..

ومما يذكره الشاعر رشيد نخلة في مذكّراته عن الشعر الزجلي، يقول إنه زار لبنان وسوريا سنة 1914 الشاعر الفرنسي الشهير (موريس بارس)، والتقاه في بلدته الباروك، فقال: « الآن عرفت ما كنت أجهله. أنتم جماعة الشعراء الشعبيين تعيشون في بيوت الناس وذاكرتهم اليومية، أما نحن فنعيش في كتبهم ومكتباتهم الأنيقة، فلا عجب أننا نرى أنكم أشدّ حرارة وأكثر شعبية منّا».

 وعند وفاة الرئيس حبيب باشا السعد، ثاني رئيس للجمهورية اللبنانية، أقيم له مأتمٌ حاشدٌ في بلدته عين تراز، أمّته وفود غفيرة من جميع المناطق اللبنانية، وكان من جملة تلك الوفود، وفد العرقوب (القرى المحيطة ببلدة الباروك)، تتقدمها بيارق القرى المتداولة آنذاك، وخلفها الشاعر الكبير رشيد نخلة، يحوطه رتل كبير من الشباب، يرددون الندب. وعند مثول الوفد أمام النعش، توقف الشاعر وقال:

لبنــــــــــــان لــويـــــــــــــــن مـــــــــــــــفارقــــــــهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ولـميــن مدشّــــــر فيالقهـــــــا

ولأجلــك العرقــــــوب صــــارت تنكّـــــــس اليــــوم بيارقـهـــــــا

فنُكّسـت البيارق، وساد الصمت التزاماً بقول الشاعر.

أمّا عن حياته في بلدته الباروك ومنطقة الشوف، فيقول الشيخ المذكور أنّ الشاعر كان على أوثق الروابط مع جميع العائلات على اختلاف انتماءاتها ومعتقدها، ولا سيّما مع زعيمة دار المختارة آنذاك السيدة نظيرة جنبلاط كذلك مع مشايخ آل عماد وآل أبو علوان وسواهما، حتى أنه أوصى في وصيته الشهيرة قائلاً: «أرجو من رجال الكنيسة المحترمين أن لا يقيموا الصّلاة عن راحة نفسي إلاّ في الباحة العامة لبلدة الباروك» وقصده من ذلك أن يتمكّن الجميع من الحضور والمشاركة وأن يكون مأتمه احتفالاً وطنياً خصوصاً لأهل الباروك.

ويكمل الشيخ فيقول: «لم يزل أمام مخيلتي مشهد لا يبرح ذاكرتي وهو عندما وقف المطران أوغسطين بستاني أمام سطوح آل أبو علوان ونادى على الجميع قائلاً:

«بناء على وصية الفقيد الكبير، تحذير، تحذير!! يمنع منعاً باتاً حمل النعش إلاّ من قبل دروز الباروك فقط».

وهكذا تمكّن دروز الباروك من حمل نعش من حمل معهم.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading