الكلام على التزوير الإسرائيلي صحيح، لكنه لا يفاجئنا، ولا يتضمن جديداً. لكن المفاجىء حقاً، إنما كان التبنّي السريع من الإعلام الغربي للسردية الإسرائيلية، إلى أقصى حد، ودون مراجعة أو نقد - رغم أن ذلك مفهوم أيضاً ويفسّر للمرة الألف طبيعة الكيان الصهيوني باعتباره منصة غربية استعمارية استيطانية في الشرق، وبخاصة في قلب العالم العربي.
المفاجىء حقاً هو التخلي السريع من أهم شبكات الإعلام التلفزيوني الغربي عن أبسط قواعد الإعلام المعروفة، والمكرسة في مدوّنات ملزمة أخلاقياً ومهنياً وأحياناً قانونياً لكل أداة إعلامية. كلها اختفت في لحظات، لأن الموضوع إسرائيل! على عتبة مصلحة إسرائيل (والعداء للعرب) تصبح كل المدونات الأخلاقية والمهنية، وعنواناها الحياد والموضوعية، في الخارج، ولا من يسأل عنها...