الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

فلسفةُ تهذيب الحواسّ الخمس

إنْ شئتَ أن تحيا الحياةَ سَليما

في كُلِّ آفاتِ الحواسِ عليما

إحذرْ حواسَكَ أن تكون عقيمةً أو أن تُسلِّمها الهوى تسليما
فَلَرُبَّ عَيْنٍ جابهتْ من نظرةٍ كُلَّ الشرورِ فلن تعودَ قويما
والعينُ قبلَ النُّطقِ فيها مَضرَّةٌ فاحرِصْ عليها كي تكونَ حكيما
أمّا اللسانُ فقدْ يكونُ بهــــالكٍ إحذرْ لسانَك في القفا تذميما
إنَّ اللسانَ لفي الحقيـــقةِ ثروةٌ لو قيَّمـــوه في المـَــلا تقييما
لكنَّ أخطاءَ اللســانِ فداحــةٌ قد تعتريكَ وإنْ تكون عظيما
فاجعل لسانكَ تحت عقلٍ نَيِّرٍ فالعقلُ لا يرضى اللسانَ أثيما
قد يصبحُ المرءُ المُوَحِّدُ سيِّداً لو نطقه ُ بالخيرِ كان كريما
واللّمس ُ يبقى للحواسِ قوامُها إذ يجعلُ الكفَّ النّظيفَ حليما
لا تلمـــسِ القِرشَ الحرامَ لأنَّهُ قد حرّم الله الــــــرِّبا تَحْريما
والسَّمعُ للإنسانِ فَخٌ مُشْــــــرَكٌ فاحذرْ سَماعاً للبذيِء سَقيما
شَمُّ المُخَدِّرِ يبقى عاراً فاضـحاً المرءُ يصبحُ بالهُدى معدوما
لولا حواسَك هُذِّبت بعنــــايــةٍ رمضانُ يُضفي رونقاً وصياما
إنَّ الصِّيامَ لَفي الحقيقةِ واجبٌ والمرءُ يكسَبُ في التُّقى إقداما
أمّا الزكاةُ فلا تسلْ عن دورِها دورٌ عظيمٌ جَوْهَرَ الإسلاما
وكذا الصلاةُ فكــم تنقِّي أنفُساً فيها المـــُــوَحِّدُ ينجلي إلهاما
إنَّ الصـــــــلاةَ لِغَيرِ الله باطــــلةْ وحّـِــــدْ إلاهاً واحداً عَلاَّما
هذِّب حواسَكَ، والفرائضَ صُنْ عُلاً اللهُ يرزقْكَ الــــــحياةَ نَعيما

معركة المزرعة

غضبُ السويداء

قالوا السويداءُ تَبكي، قلتُ لا عجَبُ

فجُرحُـها بـالـغٌ، والقــلـــبُ مُــكتـــــئبُ

لكنَّ أهلَ الفدى والسَّيفِ لو دَمعــوا فالـدَّمــعُ يَستنهِضُ الأبطالَ كي يَـثِبــــوا
يا حبَّذا جبلُ الثَّوراتِ من جَـــــبَلٍ وحــــــبَّذا الــــدينُ والأخـلاقُ والأدبُ

يا قلعةً شمختْ، يا دوحـــةً خصُبَتْ

رجـــالُكِ الصِّيـدُ مـا هانــوا وما تَعِــبوا
حُسامُكِ العقلُ، والتوحيـدُ شَفرتُــه مَن هاجموا هُوجِموا، مَن غالبوا غُلِبوا
إنْ مُسَّتِ الأرضُ إنَّ الأرضَ غاليــةٌ صخورُها السُّود بُــركانٌ ويــَلتــــــــهبُ
وإنْ يُمَسَّ الحِمى والعِرضُ قُلْ خطرٌ يُهــدِّدُ الأرضَ، بـــل قُــلْ إنـــَّه الغضَبُ
حُــيِّيتُمُ يـــــا بني مـعروفَ، وَحدتُكم تـــــرُدُّ كَــيدَ العِــدى، والـــــغَدرُ يَنقلبُ
لمَّــــا تَسـلَّلَ فـــي اللّيــلِ الذئابُ إلى قـلبِ العــــرينِ، وظَنُـــــّوا أنّـهم كَسِـبوا
وفجـــَّروا في بيــوتِ الطُّهرِ حِقدَهُمُ حتى غَــــدَتْ بـــدَمِ الأطفـالِ تَخْتَضِبُ
وأرعبــــوا الآمنينَ، الآمناتِ، ومَـنْ قــــدِ اطمأنُّوا إلى تطميــنِ مَن نَصَبـوا
أَبيتُــــمُ الضّيمَ، ثُــرتُمُ مثلَ عاصفةٍ هـبَّتْ عليــهِم، فَــدَبَّ الــذُّعرُ وارتَعبوا
أمَــا دَرَوْا أنَّكم أهلُ سُلطانٍ وثورتِه ومنكُمُ الأُســـدُ يُسْــتَجدى لـــها لَـــقَـبُ
وأنَــّكم أمَّــــةُ التّــوحـيدِ، لو ظُلِمَتْ يــــوماً، فَدَوْماً لها في النّائـبــــاتِ أبُ
وأنَّكم، لــو سكنتُم في تواضُــــــعِكم كالجــــمرِ، يخشاهُ مَــن يدنو ويقتـربُ
وأنَّكم يا حُمـــــاةَ العِرضِ من قِـدَمٍ كنتُـــمْ جبـالاً ومنـكم تُنْهـلُ الكـــتُبُ
وأنَّكم، إنْ تحـــــدَّى القهرُ شــيخَكمُ استعانَ بِــاللهِ، فانقـــــادتْ له السُّـحُبُ
هلْ داعشٌ غيرُ مَنْ مِنْ قبلُ قد هُزِموا لمَّا رجالُ السُّويدا السُّمرُ قد ضَربــــوا
ابراهيمُ باشا وميشو والغُزاةُ ومَـن قــــد جرَّبـوا سيفَهم، لكنَّهم جَرِبوا
كم هاجمٍ عادَ أو ما عادَ مُرتَعِبــاً أو مَيِّتاً مـــا حمى إسلامَـهُ الكَذِبُ
لمَّا اعتدَوْا أرسلَ الرحمنُ رَحْمَتَه:  هنا النَّشامى، هناك الخَيلُ والشُّهُبُ
تَحـــوَّلَ القُصَّرُ الحِمْلانُ ألْـــــوِيَةً  منَ السِّباعِ، فَـمَن لم يُقتَــلوا هَربــُوا
في الفكـــرِ أسئلةٌ عمَّنْ أساءَ لكُـم من أضمرَ السُّوءَ، مَن خانوا ومَن لَعِبوا
وفي الفـــؤاد اعتزازٌ أنَّ نخوتَكم  لِجَـــدِّ جَـــدِّ بنــي معـــــــروفَ تَنتسِـبُ
مَن يُنكرونَ عليكم أنَّ ثورتَـــكم  أصابتِ المجـــــدَ هُـمْ في الثـورةِ الذَّنَبُ
والداعشيَّةُ حالٌ عمرُها قِـصَرٌ  وأهـــــلُ حَــوْرانَ أهلوكم وإنْ سُـــلِبوا
قوموا انهضوا وادفِنوا المَوتى على أمـلٍ فالحقُّ أكبـــرُ حالاً ممَــّن ارتكبـــوا
إنَّا نُصلِّي لكم يا أهلَنـــــا وبِنــــا  حُـــزنٌ عميقٌ، ومنَّـا الدّمعُ يَنســكبُ
دعاؤُنا من صميم الـــرّوحِ نُرسِلُه  وفــــي القلـــوبِ حماسٌ جَحــفَلٌ لَجِبُ
إسلامُنـــا رحمةٌ، إيمانُنـــا قِيـَمٌ  توحـيـــدُنـــا صِـــلـــةٌ بــالله تُحتَسَــبُ
مَن يَنْهجِ الدِّينَ إجرامــاً، فليس لــهُ  في الـــــدِّيـــنِ شأنٌ، وإنَّ اللهَ مُـرتقِــبُ
سينصُرُ الحقُّ مَن ضحَّوْا ومَن صبـــروا ويَرفـــعُ اللهُ مَن لِلّهِ قـــــد ذهبــوا

السويداء والمحنة

قِفْ في السُّوَيْدا ءِ خَفِّفْ منْ مَآسيها
وقُلْ سلاماً، وفاخِرْ في أهاليها
وانْظُرْ إليها بعَيْنِ العزِّ مُبْتَسِماً
قد فاحَ حاضِرُها مَجْداً وماضيها ..
تَزاحَمَ الشَّوْكُ في بَيْدائها وأتى
دَواعشاً، غَدَرَتْ سُكْنى ضواحيها
جاؤوا إليها خَفافيشاً مُزَنَّرةً
بالكفرِ والحقدِ كي يَرْموا معاليها
جاؤوا بليلٍ وتحتَ الشمسِ قد سُحِقوا
تحتَ النِّعالِ كعُشْبٍ يابسٍ فيها ..
لكنّهم هَرَبوا منْ فَرْطِ خَشْيتِهم
وقد كَواهم لهيبٌ من مباديها
عادوا عُراةً زَئيرُ الأُسْدِ يُرْعبُهم
خَرُّوا كلاباً على مَرْمى مبانيها
عادوا فَراراً بأنْفاسٍ مُقَطَّعَةٍ
مثلَ الثعالبِ لم  تَخْدُشْ مواشيها
عادوا عِجافاً بلا قَمْحٍ ولا عَسَلٍ
فالنّحْلُ هَبَّ لكي يحمي خوابيها
عادوا حُفاةً فلا فازوا ولا شربوا
ماءُ البسالةِ ما خانَتْ مجاريها ..
عَيْنُ السويداءِ ما زاغَتْ ولا غَمُضَتْ
حتى  اسْتَراحَتْ وقد ولَّى أعاديها
إنَّ العيونَ ولو سالَتْ مَدامعُها
على الشهيدِ فَكَأْسُ النَّصْرِ يُحْييها
إنَّ العيونَ ولو سالَتْ مَدامعُها
على الشهيدِ فَكَأْسُ النَّصْرِ يُحْييها
تَجْري النّساءُ الى الهَيْجا بلا كَلَلٍ
مثلَ الرّجالِ بلا خَوْفٍ يُحاذيها
تَأْبى الحياةَ إذا اهْتَزَّتْ كرامتُها
فالموتُ عِزٌّ وعندَ الضَّيْمِ يُرْضيها ..
أَهْلُ السّويدا على التَّوْحيدِ قد فُطِروا
ليسوا وَقوداً لأحقادٍ تُغَذّيها
ليسوا خِرافاً، فأهلُ البَغْيِ  تَأْكلُها
ولا فُتاتاً وأيدي الشَرِّ تَرْميها
إنَّ السّويدا كراماتٌ مُجَوْهَرَةٌ
تَقْري الضّيوفَ وللأوطانِ تبنيها
فَتُكْسَفُ الشمسُ إنْ بانَتْ عمائمُها
ويُخْسَفُ البدرُ إنْ سَلَّتْ مَواضيها
عانَتْ مَراراً منَ الـحَمْقى وقد صَمَدَتْ
تبكي الرّجالَ ولا الطُّغْيانُ يُبْكيها
فلا تَسَلْني إذا في يَوْمها انتصرتْ
” سُلْطانُ” حَتْماً بِساحِ الحقِّ راعيها
يا رَحْمةً  أَمْطِري غَيْثاً على الشُّهَدا
لولا الضّحايا لَـما ضاءَتْ لياليها

هلمي يا نفس نؤوب

أفاضَ الجلالُ بدفْقِ العِلَلْ
تجلّى البهاءُ بفيضٍ أضاءَ
بحُبٍّ أَشاحَ كنوزَ الخفاءِ
تبدَّى الهيامُ بكونٍ فَتيقٍ
بقُدسِ انبثاقِ جَلالَ السَّناءِ
وغنَّتْ شُموسٌ بسحرِ الجَلاءِ
بعُشقِ التَّجلِّي خُلِقنَا نفوساً
بجذوةِ نارٍ تَشِفُّ اتّقَاداً
وغنَّى الكِيانُ سُموّ الجمَالِ
وهَسَّ ابتهَالاً شِغَافُ الفؤادِ
سَكِرْنا لكأسٍ طهورَ المزاجِ
وُشقَّ حِجابُ وشاحِ النُضَارِ
وجُلنا ثنايا مرايا الوجود
غدونا نطوفُ مَحجَّ البُروجِ
هذيُّ اللآلئُ تسمو انجذاباً
تسامَى الفؤادُ بسبْعٍ طِباقٍ
هو الحُبُّ حقّاً صلاةُ القديرِ
هو الحُبُّ دوماً بُراقُ القلوبِ

هو الحُبُّ خمرٌ وطِيبٌ هَرِيقٌ
هو الحُبُّ أَنَّى تراءَى الشُّهودُ
فهَلاَّ ذَكرتِ بقبْسِ النشوءِ
خُلِقْتِ ضَياءً يُنادِي صفائي
هَلُمِّي يا نفسُ نُعِيدُ الحياةَ
هَلُمِّي نُثيرُ هُجُوعَ الأَمَانِي
هُوذا الحَّنِينُ يعودُ إلينا

فعَمَّ الوجـــودَ بنـــورِ الأَزلْ
مرايــــــــا الــوجـودِ دِراراً أُوَلْ
بنبْضِ الهُيولى وخفْقٍ جَلَلْ
وَباحَ الإلهُ بسرِّ العُقَلْ
تهادَى الوجودُ بأبهَى الحُلَلْ
وهامَ السَّديمُ بسرِّ المُقل
ببدءِ الزَّمَانِ وحُكْمِ الأَجَلْ
تُسَبِّحُ فينا حُضورَ الأَمَلْ
فتُهْنَا نَطوفُ بُروجَ الجَذلْ
سُجوداً لثَمنَا تُخومَ القِبَلْ
بروْحٍ ورَاحٍ يُديمُ الثَمَلْ
رُقِيّاً عرجنا سماءً كُحَلْ
نُحِيلُ غُبارَ الضِّواءِ كُتَلْ
تُحِفُّ بنا نيِّراتٌ شُعَلْ
وشوقاً تدورُ ابتغاءَ الكمَلْ
ترنَّمَ في قُدْسِها وابتهَلْ
بكافٍ ونونٍ يصُوغُ الجُمَلْ
لِواحٍ الحبيبِ يسوقُ القَفَلْ
أراقَ العَليُّ، فكان المَثَلْ
خِبَاءُ الحُضورِ وسِرُّ الجَدَلْ
ببدءِ الزَّمانِ ذُهِلنَا وَجَلْ
وروحاً تُناجِي مَعينَ المَسلْ
لوَجْدٍ توانَى كَبَدرٍ أَفَلْ
ونُحْيي الهَّيَامَ برغَدِ العَمَلْ
فهَيَّا نَؤوبُ لعُشْقٍ أَثَلْ

فلسطينُ لا وعدٌ سلاك ولا عهدُ

فلسطينُ لا وعدٌ سلاك ولا عهدُ
تربّعتِ فوق الدهر شعبًا وموقعًا
فلسطين ما عقّ البنون وكم سموا
فأنّك بحرٌ لا تجفّ مياهُهُ
فليس لبحرٍ أن يَمِلَّ مقامَهُ
فلسطين ما زال المحبّون مثلما
ألا أنت إسمٌ فاعلٌ ومضارعٌ
ومملكةٌ للحبّ أنتِ وللإبا
ولولا سنا كوفيّةٍ عُرِفتْ بهم
فلسطين أضناك الزمان بخُدعةٍ
فما لدخول القدس كانت وصيةٌ
فما هو إلّا وعد بلفورهم لهم
ألا لمْ يزل للقدس وجهُ عروبةٍ
ترقُّ بيوت القدس حين نزورها
بأحجارها شوقٌ وعطف أمومةٍ
فلسطينُ بعض العشق يولده الأسى
تفرّعتِ في الأرض انْتظارًا وموعدًا
دنا منكِ قلب الحرّ حتّى كأنّما
وكم منْ شهيدٍ في ترابكِ قد ثوى
فلسطينُ إنّ الدهر ذو دُوَلٍ وما

ولا ملّ لحدّ من هواكِ ولا مهدُ
وشمسًا تعادى تحتها الحرّ والبردُ
بعشقٍ تساوى عنده الجمع والفردُ
إذا ما اسْتقرّ الموج فيه ولا يبدو
إذا شدّهُ جزرٌ وقلّ به المدُّ
عهدت، ندامى أدمنوكِ وما ارْتدّوا
به حركات الدهر ليس لها حدُّ
ومن ثورة القسّام ثوّارك امْتدّوا
لما ميّزتهم عن جماعاتها الأسدُ
وسطرٍ به اسْتقوى على ضادك الضدُّ
بما جاء، إذ قال ادْخلوها، ولا وعدُ
وأوهامهم في كلّ أرضٍ لها شدّوا
نقبّلهُ خدًّا، ونحن له خدُّ
ويهفو إلينا من نوافذها الودُّ
ونحن يتامى نحو أحضانها نعدو
وبعض الأسى مولوده الصبر والكدُّ
وأصبحتِ رمزًا للحداد لمَنْ حدّوا
مسافة بُعدٍ عنكِ ليس بها بُعدُ
تسابق لِاسْتقبالِهِ المجدُ والخلدُ
تضيعُ بلادٌ ذُخرُ أبنائها الرشدُ


نبذه عن الشاعر مفيد قويقس:

مفيد قويقس
من مواليد قرية يركا الفلسطينية الجليلية، قضاء عكا، هذه البلدة التي احتضنت أكثر من خمسين ألف لاجئ من شعبنا الفلسطيني ايام النكبة والتشريد. ومع أن عدد سكان يركا لم يتجاوز الالفي نسمة بتلك الفترة فقد أعلن سكان يركا التحدي وأقرّوا أن لا نزوح عن هذا الوطن. وصمدت يركا واستطاع معظم اللاجئين العودة لديارهم وبلداتهم والبقاء في أرض فلسطين (تاريخ فلسطينيّ موثّق) وما زال الكثيرون من ابناء شعبنا يروون الرواية تلك.
مفيد قويقس كان له الظهور المتواصل عبر المنابر والصحف والمسيرات الشعبية في اواخر السبعينيات والثمانينيات وكان مشاركًا وبكثافة بالنشاطات الادبية مع شعراء المقاومة آنذاك.
وكان له الاصدار الاول في تلك الفترة (على ضفاف جرحي نما الزيتون والغار).
عاد للساحة الادبية وبقوة منذ سنوات وأصدر ديوان ” الغضب ” الذي كتب مقدمته الشاعر سامي مهنا رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48.

ومما كُتب في المقدمة
مفيد قويقس من الاسماء الوطنية الصادقة قولًا وفعلًا، وهو سليل عائلة عريقة قدمت للوطن والقضية الفلسطينية الشهداء والسجناء السياسيين ومنهم المبعدون عن الوطن مدى الحياة.
وفي المقدمة ايضًا كتب سامي مهنا:
مفيد قويقس لا يترك مجالاً للشك بعد اي قصيدة او حتى بيت شعر يكتبه انه أحد الشعراء المبدعين المتمكنين العارفين المتعمقين بالأصول والجذور العميقة للشعر العربي الاصيل، وهو أحد فرسانه اصالةً وتجديدًا ورغم تمسكه المقصود بالشعر العربي الكلاسيكي الذي يجيده كأحد جهابذته القدامى، الا انه اثبت تمكنه العالي بقصيدة التفعيلة بصيغتها الحداثية بل استطاع ان يكون حداثيًا بامتياز.
وفي المقدمة أيضًا
مفيد قويقس شاعر قومي بامتياز، وممن يرون الوطن العربي مجاله الانتمائي الطبيعي، فينشد دمشق وبغداد كما يرتّل لفلسطينه، ويفرح وينشد ويغنّي لكل المساحات الممتدة من التاريخ الى الجغرافيا ومن الجغرافيا الى دروب المستقبل الذي يتوخاه كشاعر حالم بمستقبل عربي أفضل.

أطلق على مفيد قويقس شاعر الجماهير لقوة القصيدة ولجمال الإلقاء فله إلقاء مميز بايقاعه وكأنه ينشد الشعر غناء.
هو عضو في الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48 حاز على عدة أوسمة وشهادات تقدير من كثير من المنتديات الادبية العربية في فلسطين.

صدر للشاعر
֍ على ضفاف جرحي نما الزيتون والغار
֍ الغضب
֍ ذاكرة وانتظار
֍ العشريات (لم يوزّع بعد)
֍ مذاقات ملونة (لم يوزّع بعد)
֍ الشعر بعض من وطن (ديوان يحوي قصائد مختارة منها ما نشر ومنها لم ينشر بعد).
معظم قصائد مفيد قويقس للأرض والوطن العربي الكبير والانسان اينما كان، وكلها متوجة بفلسطين بقدسها بزيتونها بكامل ترابها.

مفيد قويقس – الجليل، يركا، فلسطين

شاعر في مواجهة القدر

تتقدّم أسرة مجلة الضحى من فضيلة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وأحد كتّاب المجلة الدائمين بأحر التعازي القلبية بالفقيد الغالي ريبال سامي أبي المنى.

راجين من الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده بالرحمة والرضوان وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان.


الشّاعرُ الشَّيخ سامي أبي المُنى شاعرٌ غزير الشّاعرية تتميّز معظم قصائده بعمود شعريٍّ عالٍ وبِغنًى فكريٍّ حافل بالمعاني التّوحيديّة والوطنيّة اللبنانيّة والعروبيّة والإنسانيّة الشّاملة، وببلاغة فِطريّة، وبالصور الفنّيَّة التي تأتي عفوا بلا ما تكلّف أو تصنّع…
هو رئيس اللجنة الثقافيّة في المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدّروز وأمين عام مؤسّسة العرفان التّوحيديّة وعضو في أكثر من هيئة للحوار منها هيئة الحوار الإسلاميّ المسيحيّ …
فُجِعَ الشاعر الشيخ بابنه ريبال (25) سنة في 19 نيسان 2018 بعد صراع مرير مع مرض عُضال لأكثر من سنة؛ ولما كان الشّعر وليدًا للمشاعر والعواطف على تنوّعها فقد كتب الأب قصائد عديدة في المناسبة الأليمة قبل وفاة الابن وبعدها… هنا سنتناول إحداها قبل الوفاة بنحو شهرين. في تلك الفترة من شهر شباط حيث كان الشّاعر يلازم ابنه في ساهرًا إلى جانبه في مَشفى عَيْن وزَيْن…
في هذه القصيدة التي اختار لها الشاعر عنوان “حُلُمٌ تَجَلّى” نَجِدُهُ الأبَ الذي يحلُم بشفاء ابنه الشاب من المرض العضال الذي ألمّ به، هذا الشاب الشيخ التقي النّقي الذي يحلم الأبُ الشّاعر له أن يراه يكمّل مسيرة الرّجولة في حياته معافًى ومميّزًا “قولًا وفكرا” يرعى والده في خريف العمر، سندًا له .. ويمضي الوالد في حلمه، فيتفاءل بشفاء ولده “غدًا تشفى وربّ الكون شافٍ…، غدًا ترتاح من داءٍ…” لكنّه من جانب آخر يرى التّراجُع والذبول المُتنامي يعصف بجسم الابن الذي أنهكه الدّاء الوبيل؛ فيرى ما يُشير إلى إنّ روح ابنه تحاول التفلّت من الجسد الشّفيف؛ ذلك الماعون الدنيويّ الذي يتهاوى يوماً بعد يوم، بل وساعة بعد ساعة، يقول ” هَنيئاً بانتصار الروح راحت تحلّق في فضاء الحقّ نَسرا” ولكنّه ينوس متأرجحا بين اليأس والأمل؛ فيخاطب الابن المريض قائلًا “لَئِنْ وَهَنَ القَميصُ فَثِقْ بِرَبٍّ يعينك للشّفاء…” غيرَ أنّه يؤوب أخيراً إلى التّسليم بقضاء الله المحتوم وقَدَرِهِ، إذ يُيْقِنُ باستحالة شفاء الابن الحبيب فَيَخْتُم بقوله “هنيئاً نِلْتَ بالتّوحيد عِزًّا وبُشرى يا حبيبَ القلبِ بُشرى”.
القصيدةُ غنيّةٌ بالعاطفة الأبويّة الجيّشة، ومُفْعَمَةٌ بالمعاني التّوحيديّة التي تنطوي على ثقافة الأب المُشبعة بمفاهيم التّوحيد والرّضى والتّسليم بقضاء الله وقدره…
وفما يلي نصّ القصيدة:

حلم تجلى

حَـبيـبي أَنْـــتَ يـا رِيبـــالُ صَــبْرا
قـَضى الرّحمنُ أن تــحظى بِــداءٍ
فَــكَمْ مِــنْ مِحنَةٍ تــــأتي اختيـــارًا
علــى أَمَـــلِ الشّــفاء أراك تَــدعو

بُـنَـيَّ حَــلِـمْتُ أَن أَلــقـاكَ وجْــهًا
بُنيَّ حَلِمتُ أنْ أُعْطـــاكَ نَجْـــــلًا
بُـــنَيَّ حَلِمْتُ أن تَــرعى خَريـفي
بُنَــيَّ حَــلِمْتُ أنْ تَبــــقى وَتَـرقى
بُـنَيَّ رَجَـــوْتُ مُنْــذُ الـبدء طفـلًا
وفي رَيْعـــــانِ عُمْرِكَ في شبابٍ

حَبيبي أيُّــــــها الغــالي الــمُفَــــدّى
نشـأتَ على المبـــــادئ مُطْمئنًّــــا
وكُنتَ المُــــرْتجى مُذْ كُنتَ غُصناً
رأيْتُـــكَ في هُـــــــدوء واتّـــــزانٍ
وصِرْتَ لأصــــدقائِكَ خَــيْرَ خِــلٍّ
وَعِشْـتَ مُوَحِّـــــدًا والإنسُ بـــــادٍ

حَبيبي كَم نَرى الأحلامَ وَمْضًا
تُرى كـمْ كُنتَ تَحْلُمُ يـا حـبيبي
هُـــوَ القَدَرُ المَريرُ قَضاه رَبّي
فصارَ شفاؤكَ الحُلُمَ المُرَجَّــى
وصِرْتَ الفِضَّةَ البيضاءَ تَزْهو
وَوَحْهًـــــا بالخُسُوفِ بَدا ولَكِنْ
أيـــا ريبــــال قَدْ مُيّـــــِزتَ فينـا

متى الجَسَدُ اصْطَلى بالنّار حِيْنًا
وقد يُبْري الجُسومَ الـداءُ يومـــاً
غَــــدًا تَشفى وربُّ الكون شافٍ
غـــدا تـرتـــاح مِـنْ داءٍ وتَرقـى
وتـلبِـسُ بالسّــعادة ثـَوْبَ نُـــورٍ

هَنيئًا أنتَ في أَرقى اتّصــالٍ
هنيئًا بانتصار الرُّوحِ راحتْ
لَئِن وَهَنَ القَميصُ فَثِقْ بِرَبٍّ
ولا تَيْأَس فَقَــــدْ نـاجيت ربًّا
هنيئًا نِلْتِ بالتَّوحيـدِ عِـــــزًّا

لـقد أُهْـــدِيتَ مـن باريــك أَمْرا
فَـــلَمْ تَسـخَطْ وقُــلْتَ اللهُ أَدرى
فَتَــغدو مِنْحَـــةً أَولى وأحرى
رَضِـيًّـا طائــعًا سِـــرًّا وَجَـهْرا

نَــدِيًّــا مُـنْصِـــفًا قَـــوْلًا وَفِكْرا
يُتــــــَوِّجُ سِيرَتي عِزًّا وَفَخرا
أخًا يَحْنــــو إذا أَسْنَدْتُ ظَهْرا
لِتَكْتُبَ مَجْدَنا سَطْرًا فَسَطْرا
صَبِيًّـــا يافِعًـــا وفتًى أَغَــرَّا
رَبيعيٍّ رَجَـوْتُ النُّــورَ بَدْرا

أيا كَبِدي لكَ الأكبــاد تُشـرى
فَكُنْتَ طُموحَنا وازددتَ قَــدْرا
نَمَوْتَ على التُّقى شِبرًا فشبرا
رَزينًـــــا عاقلًا صلبـاً وحُـرّا
وقُـــدوتَهُمْ ولَو سَبقوكَ عُمْرا
وزادَكَ مَصْهَرُ الآلامِ سـِـحْرا

قُبَيْــلَ الفَجْــر ثُمَّ تَضِيع فَجْرا
وكَم كُنَّا وَفاضَ الشَّوق نَهــرا
وَنَحْــنُ لمـا قَضاه الله أَســرى
وصارَ طُموحُنـا شَهْراَ فَشَهْرا
صَــفاءً كُلّمــا واجهتَ جَمْــرا
يُـضـيء كَرامَـــةً ويَشِعُّ بِشرا
ونِلْتِ بِما اصطفاك الله أ جْرا

فإنّ الـــرّوح بالأنوار تُبرى
ويَبـرأُ منــه مَنْ داواهُ سِـــرّا
يُحوّل ترب هذا الكون تبرا
إلـى حيث المشيئة أن تُسرّا
وذا حُلُمٌ تَجلّى صـارَ نَصْـرا

وَلَيْلُ الخَوْف يُوشِكُ أنْ يمُـرّا
تُحَلّقُ في سماءِ الحَقِّ نَسْـــرا
يُعِيْنُك للشّفاء فَكُنْ مُصِــــرَّاّ
رحيمًا قادرًا إنْ شــــاءَ أَبْــرا
وبُشْرى يا حبيبَ القلبِ بُشْرى

مختارات من رباعيات جلال الدين الرومي

مختـارات من ربــاعيـات

شاعــر الصوفيــة الأكبــر جــلال الــدين الـرومــي

هذه مختارات شعرية من رباعيات جلال الدين الرومي (المتضمنة في الجزء الثامن من مصنفه النفيس “ديوان كبير” ) وقد تمت ترجمتها من الفارسية إلى اللغة الفرنسية على يد أيڤا دوفيتري ميوروفيتش وجمشيد مرتزافي في العام 1987. وترجمت هنا من الفرنسية بصورة راعت إلى حدٍ كبير المعنى الأصلي. وكما نلاحظ، فإن الرباعيات تتميز بين مؤلفات الرومي ليس فقط في قالبها الشعري المتمثل بأبيات قصيرة تتضمن المعنى الروحي في صور موجزة وبليغة، بل تتميز أيضاً في تركيزها الخاص على العلاقة بين الشاعر ومطلوبه وهو الحق جل وعلا، كما أنه أيضاً- وفي معارج الاختبار- المعلم أو المرشد باعتباره دليلاً إلى الحق وإلى عالم الأسرار والانعتاق الروحي. إنه طريق المجاهدات الوعر والمليء بالإمتحانات والمزالق والندم والتوبة والشوق المضني. وفي هذا الطريق تعتبر الرابطة الخاصة بين المريد وبين مراده أمراً أساسياً، بل لب الموضوع في جميع الحالات لأن المرشد يصبح في نظر المريد هو الطريق والأمل ووعد الخلاص والفرح الأرفع فتصبح حياة المريد بالكلية متعلقة بتلك العلاقة كما لو أنها روحه ومرتكز وجوده. وفي هذه الحال، فإن المريد غالباً ما يخضع لإمتحانات القربة، كما يخضع لإمتحانات البعد حيث يتوقف غيث النعمة وتختفي الحضرة في لعبة القبض والبسط فيصيب المريد عندها ما يصيبه من آلام الفرقة والحنين والندم واستذكار المعاصي والغفلات.
في هذه الأبيات الجميلة يعرض جلال الدين الرومي لعدد من الأحوال والمشاعر التي تشرح ما يصيب المريد في مجاهداته، والتي تنسكب شعراً رقيقاً زاخراً بالعفوية والإخلاص والرمزية، وهي ميزات يكاد ينفرد بها شعره ومختلف الأعمال الشعرية التيٍ أصدرها في حياته.هذه مختارات شعرية من رباعيات جلال الدين الرومي (المتضمنة في الجزء الثامن من مصنفه النفيس “ديوان كبير” ) وقد تمت ترجمتها من الفارسية إلى اللغة الفرنسية على يد أيڤا دوفيتري ميوروفيتش وجمشيد مرتزافي في العام 1987. وترجمت هنا من الفرنسية بصورة راعت إلى حدٍ كبير المعنى الأصلي. وكما نلاحظ، فإن الرباعيات تتميز بين مؤلفات الرومي ليس فقط في قالبها الشعري المتمثل بأبيات قصيرة تتضمن المعنى الروحي في صور موجزة وبليغة، بل تتميز أيضاً في تركيزها الخاص على العلاقة بين الشاعر ومطلوبه وهو الحق جل وعلا، كما أنه أيضاً- وفي معارج الاختبار- المعلم أو المرشد باعتباره دليلاً إلى الحق وإلى عالم الأسرار والانعتاق الروحي. إنه طريق المجاهدات الوعر والمليء بالإمتحانات والمزالق والندم والتوبة والشوق المضني. وفي هذا الطريق تعتبر الرابطة الخاصة بين المريد وبين مراده أمراً أساسياً، بل لب الموضوع في جميع الحالات لأن المرشد يصبح في نظر المريد هو الطريق والأمل ووعد الخلاص والفرح الأرفع فتصبح حياة المريد بالكلية متعلقة بتلك العلاقة كما لو أنها روحه ومرتكز وجوده. وفي هذه الحال، فإن المريد غالباً ما يخضع لإمتحانات القربة، كما يخضع لإمتحانات البعد حيث يتوقف غيث النعمة وتختفي الحضرة في لعبة القبض والبسط فيصيب المريد عندها ما يصيبه من آلام الفرقة والحنين والندم واستذكار المعاصي والغفلات.
في هذه الأبيات الجميلة يعرض جلال الدين الرومي لعدد من الأحوال والمشاعر التي تشرح ما يصيب المريد في مجاهداته، والتي تنسكب شعراً رقيقاً زاخراً بالعفوية والإخلاص والرمزية، وهي ميزات يكاد ينفرد بها شعره ومختلف الأعمال الشعرية التيٍ أصدرها في حياته.

1.
في حال الفرقة بعيداً عن غبار أعتابك
ها نحن دوماً في بكاء وارتجاف
مثل الشمعة التي تذوب في دموعها
ومثل العود الذي نصنع من شكواه أغان حزينة
2.
لن أفقد الأمل إن خطر لك أن تنساني
أو أن تتخذ من بعدي خليلا آخر
سأحتفظ بحزني وبحنيني إليك ما حييت
هناك دوماً أمل كبير في غياب الأمل
3.
معشوقي لا يريد أن أتحدث عن الاتحاد
لقد حطم قلبي بقسوته
لكن ما أن انكسر القلب حتى وجدت نفسي على أعتابه
معشوقي يحب أن يجد قلب المحب كسيرا
4.
بفضل جمالك اختفى الشر من نفسي
لم يعد هناك ولو قترة من حزن أو تعب
فيض مجدك يملأ جنبات الكون
حتى يصبح الكل أميرا ولا يبقى أي درويش
5.
من أين جئت بالحزن؟ أليس السكّر رفيقك؟
أم أن السكّر أمامك لكنك لست مشتريا؟
أم أنك غافل عن كل هذا وتسأل نفسك؟
أم أنك تعلم لكنك لا تلقي بالا؟
6.
دفعت بقلبي إلى درب الأحزان
ومن أجلك أنت حللت قيود الفؤاد
واليوم حمل لي النسيم بعضا من عطرك
فأردت أن أشكره فأهديته هذا الفؤاد
7.
اليوم يوم سحاب ومطر
لا بد لذلك من اجتماع الأصدقاء
لأن الصديق يجلب السرور إلى الصديق
كما تفعل مرجة الزهور المتفتحة في الربيع
8.
وا أسفاه لكل هذا الطغيان في داخلي
يا نفس، أسمع آلاف الصيحات تأتي منك
لكن الرب يقول “انظر ما قدمت يداك”
بئس هذه الليلة ، إن أصل كل تعاسة هو في نفسي
9.
ذاك الذي لا يملك في هذا العالم نصف رغيف
ولا مأوى له إلا في كهف صغير
لا يسأل الناس شيئا ولا يسأله الناس عن شيء
قل له “هنيئا لك” لأنه أوتي حظا عظيما
10.
كل صنوف الخير والشر ظاهرها وباطنها
إنما يأتي بأمر الله قضاءه وقدره
كم بذَلت نفسي من الجهد، لتسمع هاتفا يقول
أن فوق عملك عملا آخر
11.
موسم السعد يوم يتحد المرء بالحبيب
عندما يموت الجسد تنبعث الحياة في مصباح القلب
لابتسامة البرق انهمرت دموع السحاب
وبدمع السحاب المنهمر ارتسمت البهجة على وجه البستان
12.
إن كنت بعيدا عن ظلال العاشقين
فإن الشمس ستصيبك فتقع مريضا
فأركض أمام العاشقين وخلفهم مثل الظل
لعلك تصبح في يوم قمرا أو شمسا متألقا بالنور
13.
لقد تأخرت بنا الخطى وسط هذا الخلق
ولم نجد من وفائهم لا عطرا ولا صباغا
فاحرص على أن تكون مخفيا عن أعين الخلق
كما الماء في الحديد أو كما النار في الحجر
14.
قلت لي: تعال إلى النعيم وهذا الربيع الضاحك
فهناك الأنوار والخمر والحور العين
لكن إن لم تكن أنت هناك فأي قيمة للمكان
وإن كنت هناك فما حاجتنا بكل تلك الأشياء
15.
في الربيع وقع الفراق بيني وبين من أحب
فأي معنى الآن لكل تلك البهجة وهذا العيد
كأن الحديقة بدل الخضرة امتلأت أرضها بالشوك
وكأن السحاب بدل الماء بات يمطر أحجارا
16.
في الاتحاد وجهه الجميل زهرتي الباسمة
في الفراق صورته هي معدن قلبي ويقيني
ها أنا وقلبي في نزاع دائم بسببه:
كل منا يقول هذا المحبوب محبوبي
17.
قلبي أصابه الحزن والسقم بسبب افتراقنا
وبسبب هذا الحزن عيني تسكبان دمعا من الدم
ألمي شديد مثل آلام النزع ومفارقة الروح للجسد
لكن كم كنت سأحزن لو لم يصيبني كل هذا الحزن
18.
أيها الصديق، أصبحنا بالصداقة قريبين منك
حيث تضع قدميك نكون نحن التراب
لكن كيف يجوز في طريق هذا الحب
أن نرى العالم بك ولا نراك
19.
أيها الباحث عن طريق للفرار منه
وفي اعتقادك أنك تسير نحو الهدف
إن الملِك هو الذي يجذبك إليه
ملِك ملوك الدراويش في مقدوره أن يجذب إليه الجبال

ثلاث قصائد لـ يوسف أمري

ثــلاث قصائـد لـ يونــس أمــري
شاعــر الحـب والوحـدة الإنسانيــة باللـــه

بين يدي الحبيب أكتب شعري إجلالاً وتـــذللاً
تعـــال وانظـــر إلى مـــا نالـــني مـــن أثـــر العشـــق

يحتل الشاعر الصوفي يونس أمري بين الشعوب الناطقة بالتركية مكاناً يكاد يكون مشابهاً للموقع الذي يحتله حافظ الشيرازي. فهذا الدرويش الذي عاش زاهداً كل حياته، كان مفعماً أيضاً بالحب الروحي الذي أنفق حياته في التعبير عنه بأعذب الأشعار. عاش في الأناضول التركية في القرن الثالث عشر الميلادي وذاع صيته وأصبح لشعره الرقيق واختباره الروحي وتمجيده للوحدة الإنسانية والحب تأثير كبير على الثقافة التركية، بل والعالمية إلى يومنا هذا.

وبسبب شهرته وأثره في الأدب التركي والعالمي تحول يونس أمري إلى موضوع لندوات ومؤتمرات عالمية تبحث في شعره وفلسفته ولغته الشعرية، وأدخلته منظمة اليونيسكو ضمن قائمة أعظم الشخصيات الثقافية في العالم، بل وأعلنت العام 1991 «السنة العالمية لـ يونس أمري» وتمت ترجمة أعماله إلى لغات عدة حول العالم.
على الرغم من الشهرة التي يحظى بها اليوم، فإن حياة يونس أمري يحيط بها الغموض، وكل ما يُعرف عنه أنه كان درويشاًَ سائحاً في الأرض قبل أن ينضم إلى مجموعة من الدراويش وجد بينهم المرشد الكامل الذي يرقيه في مراتب المعرفة. ويقال إن أمري أمضى عقوداً طويلة في خدمة الدراويش عبر قطع الحطب وجبله إلى الزاوية على سبيل العبودية لله. وبسبب حياته البسيطة حتى وفاته فإن الكثير من وقائع حياته وتجربته بقيت غير معروفة، وحلت محلها بعد ذلك مجموعة كبيرة من القصص والأساطير التي رفعت الشاعر إلى مرتبة القداسة وحاكت القصص الكثيرة والغريبة أحياناً التي استهدفت إظهار مكانته الجليلة لدى أهل الأناضول التركية وما نسب إليه من عجائب وكرامات. هناك قصة عن لقاء أمري بشاعر الصوفية الأكبر جلال الدين الرومي وانبهاره الشديد، لكن ليس معروفاً إن كان أمري اتبع طريقة ذلك الشاعر، وإن كان مؤكداً أنه اتخذ له شيخاً ومرشداً.
وصف نفسه يوماً بهذه الأبيات:
أنا يونس أمري درويش الأحزان
أثخنتني الجراح من الرأس وحتى الأقدام
بين يدي الحبيب أكتب شعري إجلالاً وتذللاً
تعال وانظر إلى ما نالني من أثر العشق
يتّسم شعر أمري بفلسفة تشدد على وحدة البشر والحب الإنساني وتشكو من التفرقة والتأثير السلبي للتعصب، بل إنه يفرق في شعره غالباً بين دين الحب والوحدة الإنسانية في الله وبين أولئك الذين يحكمون على الآخرين ويفرقون بين الناس باسم اختلاف العقائد، لأنهم لا يفهمون حقيقة الإيمان ويتعلقون بظاهره فحسب.
في ما يلي ثلاث قصائد لـ يونس أمري منقولة عن الترجمة الانكليزية للنص التركي:

إبحث عنه في داخلك

إن عزمت على أن تمسح
كل هذا الصدأ عن القلوب
فقم بنشر هذه الكلمات
فهي بحق مختصر الحياة

«من لا يرى
شعوب الأرض كلها كخلق واحد
هو عاص لله حتى ولو رأى فيه
بعض أهل الورع قديساً»

أصغي أيضاً, فإن لي رأياً
في ما يسمونه الشرائع والقانون
الشرائع سفينة
والحقيقة هي البحر

مهما كانت ألواح السفينة
سميكة ومتلاصقة
فإنها لا بدّ ستتحطم وتتبعثر
إن هاج البحر وماج

جنوني هو عشق الحبيب
وحدهم المحبون يدركون مغزى كلامي
الإثنينية يجب أن لا تكون
الله وأنا العبد يجب أن لا نعيش متفرقين

الله يتخلل هذا العالم الكبير
لكن حقيقته سر مخفي على الجميع
إن أردت البحث عنه فأنظر في داخلك
فأنت لست كياناً منفصلاً عنه

لست بناظر لدين أحد من الناس
كما لو كان خصماً لاعتقادي
والحب الحق لا بدّ أن يسود
عندما تتحد العقائد كلها في الحقيقة الكاملة

الناس أطلقت عليّ اسم «الصوفي»
لكن لي مع ذلك عدوّ: الحقد
ليس في قلبي كدر أو كره لأحد
لأن هذا الوجود في نظري واحد

عندما يختبر الإنسان
الحب الحق
لا بدّ سيترك التعصب
للعقائد وروابط الأوطان

وأنتم لا تنفكون عن التذكير بالعقائد
وتدعون الناس إلى ما تسمونه النعيم
وماذا في النعيم. بضعة حوريات؟
أقول الحق: ليس هذا مرادي

رباه
لم كل هذا القدر من الكلام
وما الحكمة من كل هذا الجدل
حول حفنة من تراب؟

كلمــــة واحــــدة

في إمكان كلمة واحدة أن تضيء
وجه رجل يعرف معنى الكلمات
الكلمة التي تنضج في عالم الصمت
تختزن قوة كبيرة على الفعل

الحرب يمكن وقفها بكلمة
وهناك كلمات تداوي الجراح
وكلمات يمكنها أن تبدل السم
إلى عسل مصفى

دع الكلام ينضج في داخلك
ولا تدع مجالاً للخواطر المرتجلة
هلم وافهم ذلك الكلام
الذي يحول المال والثروات إلى تراب

اعلم متى يمكنك النطق
ومتى يتعين عليك الصمت
كلمة واحدة تقلب سعير جهنم
إلى جنات ثمانية

اتبع طريق القوم ولا يغرنك
كل ما تعلمته في السابق وكن يقظاً
فكِّر قبل أن تنطق
فلسان الحمق قد يدمغ روحك بالسواد

يونس! قل الآن شيئاً أخيراً
عن قوة الكلمات:
فقط كلمة «أنا»
تقطعني عن الله

الإنسان الحقيقي

لن تكون إنساناً حقيقياً على الطريق
إن لم تكن بسيطاً متواضعاً
وإن نظرت باستعلاء إلى أي مخلوق
فسيتم دفعك إلى أسفل الدرجات

إن ارتفعت نفسك فإنك سترفع بعيداً عن هذا الطريق
لا فائدة من كتم ما أنت فيه
لأن ما في جوفك يظهر لا محالة في سيمائك

حتى ذلك العابد ذو اللحية البيضاء
ذلك الذي يُظهر الحكمة في محيّاه
لو تجرأ فكسر قلب إنسان
ما الفائدة من حَجِّه إلى مكة؟
إن كان عديم الرحمة
فما الغاية من وجوده؟

قلبي هو عرش المحبوب
والمحبوب هو مقصود قلبي
كل من يكسر قلباً لإنسان
فلن يجد طريقاً إلى الله
لا في هذا العالم
ولا في غيره

الذين يعرفون لا يتكلمون إلا نادراً
لكن الضواري منهمكة دوماً بسيل من الكلام
كلمة واحدة تكفي من في قلبه العلم الحق

إن بحثت عن المعنى في الكتب المقدسة فهو ذا:
كل ما كان نافعاً لك تقاسمه مع غيرك

كل من يأتي إلى هذه الدنيا يهاجر منها
وكل من شرب خمر الحب يفهم قولي

يونس! لا تنظر باحتقار إلى هذا العالم

أبق ناظريك مسمرتين على وجه الحبيب
لأنك عندها لن ترى الصراط
في يوم الحساب العظيم

الأرض

أشكـــــــــو إليـــــــكِ ولا أُصغـــــــــي لشكــــــــــــــــــــــــــــواكِ فتغمـــــريــــــن بلطــــــــــــــــفٍ قلبـــــــــــــــــيَ الشاكـــــــــــــــي
تُعطـــــينَ وجهــــــــــَكِ عــن حــــــــبٍّ وعــــــــــــن كَــــــــــــرَمٍ وتشبعـــيـــــــــنَ المـــــــــــــلا مِـــــــــــن خيــــرِك الزاكــــــــــــــي
يـــــا أمَّنـــــــــا الأرضَ، لـــــــــــو تبديــــــــــــــنَ غاضبـــــــــــــةً فالصيــــــــفُ يُشــــــــرقُ حتمــــــــــــاً مــــــــــن نوايَـــــــــــــــاكِ
يــــــا أُمَّنــــــــــــــــا الأرضَ، مـــــــــــا أحـــــــــلاكِ باسمــــــــــةً يـــــــــــجري الجمـــــــــالُ ربيعـــــــــاً مـــــن مُحيـــــــــــــــّــــــاكِ
يــــــا أُمَّنــــــا الأرضَ، مـــــــــــا أغنـــــــــــاك فاضلـــــــــــــــــةً تستــــــــولديـــــــن الغـــنـــــى مـــن طُهــــــــــــرِ أحشــــــــــــــاكِ
ظَفِـــــــــــرتِ بالنـــــــــور مــــــــن شمــــــــسٍ ومـــــن قمـــــــــر ومِـــــن نجــــــومٍ ترامــــــــــــت نحـــــــــــو مرمـــــــــــــــــــــــــــاكِ
وزادَكِ الليــــــــلُ سحــــــــراً، إذ غفـــــــــــــــــوتِ ولــــــــــــــم تستــــــــــــرحْ فــــــــــــي دورةِ الأيّــــــــــــــــــــامِ عينــــــــــــــاكِ
أنــــــــتِ الجمــــــــــــالُ وأنــــــــــــتِ الخيـــــــــرُ أجمعُــــــــــــــهُ والحـــــــــــــــقٌّ والعـــــــــدلُ بعـــــــــضٌ مـــــــــن سجايــــــــاكِ
*****
يـــــــا أرضُ، يـــــا مخـــــــــــزَنَ الأســــــــرارِ، يـــــــا وطنـــــــــاً أعيـــــــشُ فيـــــــــــــــه علــــــــــــى وردٍ وأشـــــــــــــــــــــــواكِ
هنـــــــــــــاكَ سهـــــــــــلٌ وهـــــــــــــــذا ساحــــــلٌ، وهنـــــــــا وادٍ يُســـــــــــــابقُ سفحــــــــــــاً فـــــــــــــوق مجــــــــــــــــــــراكِ
هنـــــــــــاك نبــــــــــعٌ مشـــــــــى نهـــــــــراً، جــــــرى نغمــــــــاً يُحيــــــــــــي التُــــــــــــرابَ ويَــــــــــــروي مـــــــــــــاؤُه فَـــــــاكِ
هنـــــــــــا السهــــــــــــولُ اخضــــــراراً طاب موسِمُهَـــــــــــــــا هُنــــــــــــا الهِضَـــــــــابُ، وصــــــوتُ الريــــــحِ نـــــــــــــــاداكِ
هنــــــــــــا الزهــــــــــــورُ عطــــــــــــوراً والنـــــــدى أمـــــــــــلاً وكـــــــــــــلُّ نبتــــــــــــــــةِ طيـــــــــبٍ فـــــــــي زوايـــــــــــــــــاكِ
هنــــــــــــا الثمـــــــــــــارُ، هنـــــــا الأشجــــــــــــارُ باسقـــــــةً هنــــــــــــا الطيـــــــــــــــورُ صـــــــدىً مــــــن روحِ نجـــــــــواكِ
وذاك بحــــــــــــــــــــــــــــــــرٌ وآفـــــــــــــــاقٌ ومتّســـــــــــــــــــــــعٌ مــــــن الفضــــــــــــــــاءِ، وجَــــــــــــذبٌ دون أســــــــــــــــلاكِ
النحــــــــــــلُ يجــــــــــــني ويبنـــــــــــــي الشــــــــــــهدَ مملكــــــةً واللهُ مملكـــــــــــــــــــــةَ الإنســـــــــــــــــــــــانِ ســـــــــــــــــــــــوّاكِ
ومثلُـــــــــــــه أنـــــــــــــــــــــتِ، للأكـــــــــــــوانِ مــــــركزُهــــــــا وكـــــــــــــلُّ مــــــــــــا فـــي البــــــــــــَرَايَـا طــــــــوعُ يُمنـــَــــــاكِ
فـــي كـــــــــــــلِّ نبـــــــــــضٍ ولـــــــــــونٍ حكمـــــــــــةٌ لَمَعَــــت مـــــــــن خالــــــــــــقِ الكــــــــــــونِ تَــــــروِي سِــــــرَّ معنـــــاكِ
*****
هويّتــــــــــــي أنـــــــــتِ، عنوانــــــــــي، كيــــــــــــــانُ أبــــــــــي ولــــــــــــونُ وجهــــــــــــي انعكــــــاسٌ مـــــــن مرايـــــــــــــــاكِ
حبّــــــي، سلامــــــي، انتمائــــــي، منــــــــــكِ مُنطلَقـــــــــــي حتـــــــــى أعـــــــــــــودَ إلى أحضـــــــــــانِ مـــــــــــــــــــــــأواكِ
وُلــــــدتُ مــــــن نعمـــــــــــــةِ الرَّحمــــــــــــــــَـنِ، تغمــــــــــــرُني مــــــن تُربَــــــــــــةِ المهــــــــــــدِ حتّــــــــــــَى اللحـــــــدِ كفــّــاكِ
وفـــــــــي رحابــــــــــــكِ أحيـــــــــــــا العُمْــــــرَ مُرتجيــــــــــــــاً وأستمــــــدُّ وُجُـــــــــــــــــــودِي مــــــــــــن عطايــــــــــــــــــــاكِ
وحّــــــــــــدتُ ربــــــــّي، وبالتوحيــــــــدِ قَــــــد مُزجـــــــــت روحـــــــي بروحـــــــــــكِ، مــــــــــــــــا وحّـــــــــدتُ لـــــولاكِ
وقـــــــــــادني فـــــــــي طريــــــــــق المجــــــــــدِ معتَقـــــــــــدي، لـــــــولاه مــــــــــــا صُنـــــــــــتُ مجــــــــــــداً فــــي ثنايـــــــــاكِ
فأنـــــــــــــــتِ لا شـــــــــيءَ مـــن دونــــي، ولســتُ أنـــــــــــا شيئـــــــــــــاً إذا لــــــــــــم تصـــــــــــــنْ عيـــــــنيَّ جفنــــــــــاكِ
*****
زُرعـــــــــــتُ فـــــــــــي تُربَــــــــــــة الأجـــــــــدادِ مؤتَمنــــــــــاً على الثّغــــــــــــور، بثغـــــــــــــــــرٍ ضاحــــــــــــكٍ باكـــــــــــي
هَزئـــــــــــتُ بالـــــريــــــح إنْ هبـــــــــــّت علـــــــى جبلــــــــي ولــــــــــــم تهــــــــــــزَّ الريـــــــــــــاحُ الهـــــــــــــوجُ مبنــــــــــــــاكِ
شـــــــــــدّت جــــــذوري كيــــــانَ العُــــــربِ فـــي بلـــــدي، ومـــــــــــــن تنـــــــــــــوخٍ ومــــــــــــن لَخــــــــــــْمٍ زرعنــــــــــــاكِ
كالسّنديـــــــــــان جذوعــــــــــاً، ليــــــــــس يكســــــرُهـــــــــا غـــــــــــازٍ مـــــــــــن الجـــــــــــــنِّ أو بــــــــــــــــاغٍ تحـــــــــــدَّاكِ
كــــــــــالأرز فــــــــــوق ذرى البــــــــــــاروك منتصِبــــــــــــــــــاً يحكــــــــــــــــي بفخـــــــــــرٍ وإيمــــــــــــــــــانٍ حكايـــــــــــــــــاكِ
كالكـــــــــرم، كالتــــــــــين والزيتـــــــــــــــون، ذا بلـــــــــــــــــــــدٌ حـــــــــــرٌّ أمـــــــــــينٌ، وفـــــــــــي الأديـــــــــــــــــان ذكــــــــراكِ
يــــــــــــــــــــا أرضُ، لا تحـــــــــزني إن داولَـــــــــــــــــــتْ دُوَلٌ، فـــــــــي القلــــــــب تَبقـــــــــــِينَ مهمـــــــا الدهـــــــرُ أدمــــاكِ
إنّــــــــــــــــــا سقينــــــــــــــــــاكِ فــــي التاريـــــخ مـن دمِنـــــــــا وإن عطشـــــــــــــــــــــتِ لأمجـــــــــــــــــــادٍ سقينــــــــــــــــــاكِ
*****
يـــــــــــا أرضُ، إن فُقـــــــــــدتْ منّــــــــــــــا مُروءتُنـــــــــــــــــــا إيّـــــــــــــــــــــــــاكِ أن تَفقــــــــــدي الآمــــــــــالَ، إيّــــــــــــــــــاكِ
فلعنــــــــةُ الديـــــــــــنِ، بعـــــــــــد المـــــــوتِ، تلحقُنـــــــــــــــا، مـــــــــن كــــــــــــــلِّ حبَّـــــــــة تُــــــــرْبٍ، إن غدرنـــــــــــــــــاكِ
ورحمـــــــــــــــــةُ الله للأحفـــــــــــــــــــــــــادِ واصلـــــــــــــــــــــةٌ إن تبـــــــــقِ دومــــــــــاً كمـــــــــا يومـــــــــــــاً ورثنـــــــــــــــــاكِ
يـــــــــــا أرضُ، أنـــــــــــتِ كتــــــــــــابٌ منـــــــــــزَلٌ، قــــــــدرٌ ونحـــــــــن فيـــــــــكِ حـــــــــروفٌ، قـــــــــد كتبنـــــــــــــــــــاكِ
وديعــــــــــــــــــــةُ الله والإســــــــــــــلامِ نحــــــــــــــنُ هنـــــــــــا، مـــــــــن سَالِـــــــــــــفِ الدّهـــــــــــــرِ والأيـــــــــــــامِ جئنــــــاكِ
وأنـــــــــــتِ فينـــــــــــا، مـــــــــــن الأجــــــــــــدادِ، مُودعــــَــةٌ أمانــــــــــــــــــــةً، برمـــــــــوش العــــــــــــــــــينِ نرعـــــــــــــــــــاكِ
إن بِعــــــــتُ أرضــــــــي، إذاً قــــــد بعـــــــتُ مُعتَقـــــــدي، عـــــــــــــارٌ علينـــــــــــــا إذا، يـــــــــــــا أرضُ، بعنــــــــــــــــاكِ
وإن عشقتُــــــــــــكِ، ذا عِــــــــــــــــــــــزٌّ وذا شَــــــــــــــــرَفٌ، وأطهــــــــــــــرُ العشــــــــــــــقِ، حقّــــــــــــــاً، إن حمينــــــــــاكِ
*****
كــــــم عَالــــــــمٍ غــــــــاص فــــي الأعمـــــــاق مُكتشِفـــــــاً! كــــــــــــــم عابــــــــــدٍ عاشـــــــــقٍ قـــــــــد راح يهـــــــواكِ!
كــــــم عامــــــــلٍ صـــــــــــبَّ مــــن أوتــــــــــــاره عرَقــــــــــاً! كــــــــــم زارعٍ فــــــــــــــي الحقــــــــــول السُّمـــــــــرِ غنـــــّاكِ!
كــــــم ثائـــــــــرٍ شـــــــــقَّ صخــــــراً منـــــكِ! كـــــم بطـــــلٍ قــــــــــــــد عـــــــــاش مُستشهــــداً واختــــار لُقيَـــــــــــــاكِ!
لـــــــــــو خيّرونـــــــــــي وحـــــــــــدُّ السيـــــــــف فــي عُنُقـي َبِعــــــــــــــتُ روحــــــــــــــي فـــــــــدىً واختــــرتُ مثــــــــواكِ
ولـــــــــــو بَنـــــــــَوا لــــــــي قصــــــــــــورَ العـــــــزّ من ذَهــــَبٍ بنيــــــــــــــتُ بيتــــــــــــــي سلامـــــــــــــاً فــــي حنايــــــــــــاكِ
*****
يــــــــا أرضُ، مهمـــــــا تغــــــــاوى الشعـــــرُ فـــــــي غَـــــــزَلٍ لا يبلــــــــــــــغُ الوصــــــــــــــفُ بعضــــــــــــــــــاً مـــن مزايــــاكِ
إن كـــــــنـــــــــتُ بالأمِّ قـــــــــــــد شبَّهتــــُــــــــكِ شَغَفـــــــــــاً يظـــــــــــــــلُّ أغنــــــــــــــى مــــن التشبيـــــــــــــــه مغـــــــــــزَاكِ
إن ضمَّــــني صدرُهــــــــا حَيّـــــــــــــــــاً وأنعَشَنــــــــــــــــــــي فلـــــــــــــــن يُطيــــــــــقَ رُفـــــــــــــــاتَ الجســـــــــــــــــمِ إلاّكِ.

يوسف إمري

ثــلاث قصائـد لـ يونــس إمــري

شاعــر الحـب والوحـدة الإنسانيــة باللـــه

بين يدي الحبيب أكتب شعري إجلالاً وتـــذللاً
تعـــال وانظـــر إلى مـــا نالـــني مـــن أثـــر العشـــق

يحتل الشاعر الصوفي يونس إمري بين الشعوب الناطقة بالتركية مكاناً يكاد يكون مشابهاً للموقع الذي يحتله حافظ الشيرازي. فهذا الدرويش الذي عاش زاهداً كل حياته، كان مفعماً أيضاً بالحب الروحي الذي أنفق حياته في التعبير عنه بأعذب الأشعار. عاش في الأناضول التركية في القرن الثالث عشر الميلادي وذاع صيته وأصبح لشعره الرقيق واختباره الروحي وتمجيده للوحدة الإنسانية والحب تأثير كبير على الثقافة التركية، بل والعالمية إلى يومنا هذا.

وبسبب شهرته وأثره في الأدب التركي والعالمي تحول يونس إمري إلى موضوع لندوات ومؤتمرات عالمية تبحث في شعره وفلسفته ولغته الشعرية، وأدخلته منظمة اليونيسكو ضمن قائمة أعظم الشخصيات الثقافية في العالم، بل وأعلنت العام 1991 «السنة العالمية لـ يونس إمري» وتمت ترجمة أعماله إلى لغات عدة حول العالم.

على الرغم من الشهرة التي يحظى بها اليوم، فإن حياة يونس إمري يحيط بها الغموض، وكل ما يُعرف عنه أنه كان درويشاًَ سائحاً في الأرض قبل أن ينضم إلى  مجموعة من الدراويش وجد بينهم المرشد الكامل الذي يرقيه في مراتب المعرفة. ويقال إن إمري أمضى عقوداً طويلة في خدمة الدراويش عبر قطع الحطب وجبله إلى الزاوية على سبيل العبودية لله. وبسبب حياته البسيطة حتى وفاته فإن الكثير من وقائع حياته وتجربته بقيت غير معروفة، وحلت محلها بعد ذلك مجموعة كبيرة من القصص والأساطير التي رفعت الشاعر إلى مرتبة القداسة وحاكت القصص الكثيرة والغريبة أحياناً التي استهدفت إظهار مكانته الجليلة لدى أهل الأناضول التركية وما نسب إليه من عجائب وكرامات. هناك قصة عن لقاء إمري بشاعر الصوفية الأكبر جلال الدين الرومي وانبهاره الشديد، لكن ليس معروفاً إن كان إمري اتبع طريقة ذلك الشاعر، وإن كان مؤكداً أنه اتخذ له شيخاً ومرشداً.

وصف نفسه يوماً بهذه الأبيات:
أنا يونس إمري درويش الأحزان
أثخنتني الجراح من الرأس وحتى الأقدام
بين يدي الحبيب أكتب شعري إجلالاً وتذللاً
تعال وانظر إلى ما نالني من أثر العشق
يتّسم شعر إمري بفلسفة تشدد على وحدة البشر والحب الإنساني وتشكو من التفرقة والتأثير السلبي للتعصب، بل إنه يفرق في شعره غالباً بين دين الحب والوحدة الإنسانية في الله وبين أولئك الذين يحكمون على الآخرين ويفرقون بين الناس باسم اختلاف العقائد، لأنهم لا يفهمون حقيقة الإيمان ويتعلقون بظاهره فحسب.
في ما يلي ثلاث قصائد لـ يونس إمري منقولة عن الترجمة الانكليزية للنص التركي:

إبحث عنه في داخلك

إن عزمت على أن تمسح
كل هذا الصدأ عن القلوب
فقم بنشر هذه الكلمات
فهي بحق مختصر الحياة

«من لا يرى
شعوب الأرض كلها كخلق واحد
هو عاص لله حتى ولو رأى فيه
بعض أهل الورع قديساً»

أصغي أيضاً, فإن لي رأياً
في ما يسمونه الشرائع والقانون
الشرائع سفينة
والحقيقة هي البحر

مهما كانت ألواح السفينة
سميكة ومتلاصقة
فإنها لا بدّ ستتحطم وتتبعثر
إن هاج البحر وماج

جنوني هو عشق الحبيب
وحدهم المحبون يدركون مغزى كلامي
الإثنينية يجب أن لا تكون
الله وأنا العبد يجب أن لا نعيش متفرقين

الله يتخلل هذا العالم الكبير
لكن حقيقته سر مخفي على الجميع
إن أردت البحث عنه فأنظر في داخلك
فأنت لست كياناً منفصلاً عنه

لست بناظر لدين أحد من الناس
كما لو كان خصماً لاعتقادي
والحب الحق لا بدّ أن يسود
عندما تتحد العقائد كلها في الحقيقة الكاملة

الناس أطلقت عليّ اسم «الصوفي»
لكن لي مع ذلك عدوّ: الحقد
ليس في قلبي كدر أو كره لأحد
لأن هذا الوجود في نظري واحد

عندما يختبر الإنسان

الحب الحق
لا بدّ سيترك التعصب
للعقائد وروابط الأوطان

وأنتم لا تنفكون عن التذكير بالعقائد
وتدعون الناس إلى ما تسمونه النعيم
وماذا في النعيم. بضعة حوريات؟
أقول الحق: ليس هذا مرادي

رباه
لم كل هذا القدر من الكلام
وما الحكمة من كل هذا الجدل
حول حفنة من تراب؟

كلمــــة واحــــدة

في إمكان كلمة واحدة أن تضيء
وجه رجل يعرف معنى الكلمات
الكلمة التي تنضج في عالم الصمت
تختزن قوة كبيرة على الفعل

الحرب يمكن وقفها بكلمة
وهناك كلمات تداوي الجراح
وكلمات يمكنها أن تبدل السم
إلى عسل مصفى

دع الكلام ينضج في داخلك
ولا تدع مجالاً للخواطر المرتجلة
هلم وافهم ذلك الكلام
الذي يحول المال والثروات إلى تراب

اعلم متى يمكنك النطق
ومتى يتعين عليك الصمت
كلمة واحدة تقلب سعير جهنم
إلى جنات ثمانية

اتبع طريق القوم ولا يغرنك
كل ما تعلمته في السابق وكن يقظاً
فكِّر قبل أن تنطق
فلسان الحمق قد يدمغ روحك بالسواد

يونس! قل الآن شيئاً أخيراً
عن قوة الكلمات:
فقط كلمة «أنا»
تقطعني عن الله

الإنسان الحقيقي

لن تكون إنساناً حقيقياً على الطريق
إن لم تكن بسيطاً متواضعاً
وإن نظرت باستعلاء إلى أي مخلوق
فسيتم دفعك إلى أسفل الدرجات

إن ارتفعت نفسك فإنك سترفع بعيداً عن هذا الطريق
لا فائدة من كتم ما أنت فيه
لأن ما في جوفك يظهر لا محالة في سيمائك

حتى ذلك العابد ذو اللحية البيضاء
ذلك الذي يُظهر الحكمة في محيّاه
لو تجرأ فكسر قلب إنسان
ما الفائدة من حَجِّه إلى مكة؟
إن كان عديم الرحمة
فما الغاية من وجوده؟

قلبي هو عرش المحبوب
والمحبوب هو مقصود قلبي
كل من يكسر قلباً لإنسان
فلن يجد طريقاً إلى الله
لا في هذا العالم
ولا في غيره

الذين يعرفون لا يتكلمون إلا نادراً
لكن الضواري منهمكة دوماً بسيل من الكلام
كلمة واحدة تكفي من في قلبه العلم الحق

إن بحثت عن المعنى في الكتب المقدسة فهو ذا:
كل ما كان نافعاً لك تقاسمه مع غيرك

كل من يأتي إلى هذه الدنيا يهاجر منها
وكل من شرب خمر الحب يفهم قولي

يونس! لا تنظر باحتقار إلى هذا العالم

أبق ناظريك مسمرتين على وجه الحبيب
لأنك عندها لن ترى الصراط
في يوم الحساب العظيم

بيارق العز – قصيدة الدكتور عبدي صياح الأطرش

بيارق العز

هذا نص القصيدة التي ألقاها الدكتور عبدي صياح الأطرش في احتفال جمع بيارق جبل العرب في صرح المغفور له سلطان باشا الأطرش المناضل العربي والقائد العام للثورة السورية الكبرى.

يـــــــــــابــــــــــيرقَ العــــــــزّ ويــــــــــــا رمــــــــــــــزَ الفِــــــــــــــدا يـــــــــــــــــامَــــــــنْ حــللــــــــــــت مـكــرّمـــــــــــاً وممجّــــــــدا
رفـــــــــــرفْ وخبّـــــــــــــــــرْ فالمشـــــــــــــــاعرُ لَوْعـــــــــــــــــة ترنـــــــــــــــــــــو لخفقــــــــــــــــــــــكَ دونَ أن تـتــــــــــــــــردّدا
وانفــــــــــــَحْ بعِــــطــــــــــــرٍ قــــــــد تـعَمّـــــــــــــدَ بالدّمــــــــــــا واحـــــــــــكِ الملاحــــــــــمَ والكفـــــــــــــــاحَ المُنـــــــــــــجدا
خـــــــــذني إليــــــــك ؛ إلــــــــــــى الفِخــــــــار وغَطّـــــــــــني لأشــــــــمّ مجــــــــــــداً فــــــــي النــفـــــــــــوسِ مُوَسّــــــٍــــــدا
وأضـــــــــــمَّ حمّـــــــــالَ االحميّـــــــــــــةِ فــــــــي الوغـــــــــــــــى يَــــــــــــــــرِدُ الصّعـــــــــــــــابَ مقاومـــــــــــاً ومُسَــــــــــــــدَّدا
حمَــــــــــــلوكَ فــــــــي جَفــــــــنِ الوطيــــــــسِ وودّعــــــــــــــوا ثَــــــــــــــــــوبَ الـــحيــــــــــــــــــــاةِ إرادةً وتـــــجَلُّــــــــــــــــــدا
هـــــــــــذا شهيــــــــــــــــــــدٌ خالــــــــــــــدٌ فــــــــي خُلــــــــدِه أعظِــــــــمْ بــــــــــــهِ شـــــهمــــــــاً وَأكــــــــرِم مَحــــــــــــــــتِدا
ضحّــــــــــى فأضحــــــــــــى للبيــــــــــــــــــــارق لونـَـــــــــــــــها بــــــــل عطرَهــــــــا المعـــــــــــطارَ فــــــــي صــــدرِ النـــــّدا
يتلــــــــوه مــــــــن بــــــــــــاع الحيــــــــــــــــــاةَ رخيصــــــــــــــــــةً ومضــــــــــــى سخيـــــــــــــــــاً بــــــــل أبيّـــــــــــاً ســــــــــيّدا
طــــــــوبى لهــــــــم أوفُــــــــــــوْا ولســـــــــــــتُ مبـــــــــــالغــــــاً إن قـــــــــــــلتُ فيهـــــــــــم مــــــــا يليــــــــقُ ويُقتـــــــــــــــدى
فتراهــــــــــــمُ سلّــــــــــــــــــــوا الصـــــــــــــــوارمَ وانتــــقَــــــــــوْا شــــــــرَفَ الشهـــــــــادةِ دون أن يخشـــــــــــوا الــــــــــــرّدى
ليــــــــظــــلّ هامــــــــُك فــــــــي الجهـــــــــــاد مُجلّيـــــــــــــــــــاً وتــــــــــــــــــــظلَّ مرفـــــــــــــــوعاً ورمحـــــــــــاً صــــــــــــامدا
كُــــــــــــــــرمى لأرضٍ فــــــــــــــــي الخواطــــــــر والحشــــــــــــا طابــــــــت بنــــــــــــــــا وطنـــــــــــــــاً وطابـــــــــت مــــَوْرِدا
جبــــلــــت ثراهـــــــــــــــا بالـــــــــــــــــــدماء جليّـــــــــــــــــــــةً وغــــــــــــدت طـــــــــــــــريقاً للجــــــــــــــــــهاد مُعبّـــــــــــــدا
هــــــــــــذي البيــــــــــــارقُ يــــــــــــا ” قُريَّــــــــــــا ” نخــــــــوةٌ تنخــــــــــــو الـــعــــــــــروبةَ كــــــــي تــــــــــذودَ وتصمـــــــدا
والذكريــــــــــــــــــاتُ الهاتفــــــــــــــــــــاتُ بِرَوْعِنــــــــــــــــــــــــا توصــــــــــــي ليُصنـــــــــــــــعَ مــــــــن صداهـــــا مِصعـــــدا
والصّــــــــرحُ أصبــــــــــح فــــــــي رحابِــــــــــــك قـــــبلــــــــــةً ولســــــــــــــوفَ يـــــــــــبــــــــقى للبطــــــــولــــــــةِ مقعــــــــــدا
وضريـــــــــــــح ” سلــــــــطانِ ” العـــــــــــروبةِ قــــــــد غـــدا فــــــــي معجــــــــمِ التـــاريــــــــخِ تـــــــــاجــــاً عَسْـــــجــــدا
وتحيطـــــــــــــــــــهُ غُــــــــــــــــررُ البيـــــــــــــارقِ والقنــــــــــــــــا منقوشـــــــــــــــــةٌ بقلوبنـــــــــــــــا طــــــــــــــولَ المـــــــــــــــدى
فــــتعيــــــــشُ فــــــــي شَمــــــــــمِ المناظـــــــــــــــرِ شائقــــــــــاً تستــــــــــــافُ ذِكْــــــــــــــــراً زاهــــــــــــــــــراً ومــــُــــــــــوَرّدا
وتحــــــــــــــسُّ أنّــــــــــــــــــــــــك فــــــــي المــــــــــــــــواردِ واردٌ والشّعــــــــــــــــرُ يفخــــــــــــــــــــرُ بالمفاخــــــــرِ مُنشــــــــــداً

قصائد