الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الضّحى بين العُنوان والمُحتوى
رسالة من سماحة شيخ العقل في سوريا الشيخ حمّود الحنّاوي إلى أسرة مجلة «الضّحى»

بسم الله الرحمن الرحيم

تيمُّنًا بالذِّكر المبارَك ما جاء في الكتاب المُحكَم: وَٱلضُّحَىٰ(1) وَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ(2)مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ(3)وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ(4)وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ(5)صدق الله العظيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين على عظمته نتوكّلُ وبجلالته نستعينُ، ونصلّي ونسلِّم على أشرف خلقه أجمعين.

من نِعَم مولانا العليّ القدير أنْ حملت «الضّحى» المجلَّه الفصليّة مُحْتَوًى يُقْرَأُ من عُنوانه. فمُنذ عشرات العقود وهي ولّادة، يتنفّس من خلالها التاريخ، ومَنْ يمتلكُها في حَوْزَته مُنْذُ صدور عددها الأوّل يدرك حقيقة وجدانيّة أهميّة الدّور الذي أدّته في بيئة الموحدين الدّروز مُنذُ تأسيسها بشكل خاص، وعلى الصّعيد الوطني بشكلٍ عام، وقد انعكس مردودُها الفكري على جميع شؤون حياة النّاس في شتّى المجالات الدينيّة والوطنيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة والعلميّة والفكريّة، حيث تتبلوَرُ على صفحاتها ثقافات الشعوب وعلومهم وحضاراتهم، وهي بحدّ ذاتها مشروعٌ حيويٌّ مشكِّلٌ لأنماطٍ واعيةٍ تُعبِّر عن مسيرة المُجتمعات من خلال مكوِّناتها التي تبلورت فيها صفاتُها وخصائصُها المتشكِّلةُ عبرَ الزَّمن والتي بدورها تُسْهمُ في بروز شخصيتها الإعتبارية، وتحدّد هُوِّيَّتَها وتستعرضُ حياتَها اليوميّة وحاجاتِها وتصبغها بطابَعِها حسب عوامل تكوينها، وأصول مقوّماتها المستقبلية التي تُعرَفُ بها كوجود يساهم في بناء حضارة مدنيّة قائمة على الأفضليّة في التَّميُّز البشريّ، حيث تقوم الحضارة على المعادلة الأخلاقيّة في تكوين المجتمعات واستقرارها وضمان استمرارها لتأخذَ مكانَها بين الأُمم والشُّعوب. وهنا يتوقَّف تحديد الشخصيَّة وبروزها حسب المُعطَيات التي تملكُها وتقدّمها للحياة.

ونحن اليوم كطائفة مُوَحِّدة تحكُمنا الإنتماءات للمكوّنات التي فرضتها الأحداث الدَّوْليّة على الأمّة وطالتنا أسبابُها ودوافعُها ونتائجُها، فغَدَوْنا تحت هُوِّيَّات لا تسمحُ لنا الخوض في مجالاتها حسب الخصائص المُلزمة بأدبيّات النُّظُم والإستقلال والقوانين التي تدعونا إلى احترامها والتقيُّد بها وبأنماطها المحكومة بالظروف لكلِّ مُكَوَّنٍ نحن فيه، والذي بدوره لم يقدِّم الوسيلة التي تحترم تلك الخصائص حيث ننظر إلى خصائصها نِظْرَةً واقعيّة وموضوعية لأنّها حالة بنائية ضرورية تلتقي فيها تلك الخصائص كلوحة فسيفسائية تحقّق جمال المجتمع بألوانه المنسجمة بترابط وطني يقوم على العدل، والإحترام المُتَبادَل وبها تتكامل الشخصيّة الوطنية ضمن كلِّ مكوَّنٍ حيث يتمُّ التعاون البنائي لكلّ فئات الشعب وشرائحه وتعدّدِيّاته. من هنا جاءت «الضّحى» منطلقةً من الفكرة التوحيدية على وجه الخصوص والعموم بالتَّنسيق بين المحتوى الذي يقوم على الرابط الوثيق في تأدية المطلوب بوضع المسألة الوطنية والإنسانية في محتواها، وجعلها قضية أساسية، وهذا ما حصل.

وبكلّ تأكيد وحسب متابعتنا لمحتويات «الضّحى» المتنوعة وإخراجها المُمَيَّز ومستواها الرفيع وليس على الصعيد اللّبناني فحسب، بل انطلقت لِتَعْبُرَ الحدود عربيًّا وإسلاميًّا ومسيحيًّا وإنسانيًّا، والدليل على ذلك تلك العناوين المتنوّعة والثَّرِيَّة في طرح خصائص أهلِها وتعميم دورهم الحضاري والفكري والدُّخول إلى التاريخ من أوسع أبوابه.

وبِدَوْرِنا وبشكلٍ خاص ومن خلال موقعنا في مشيخة عقل الطائفة الدرزيّة في الجمهوريّة العربية السورية نَرى أنّ كلَّ إنجازٍ حضاريّ يخدم مؤسّساتنا في أيّ بلد شقيق هو انجازٌ لنا جميعًا.
إنّنا وبكلِّ تقدير، نَغْبط أهلنا وإخوتنا في لبنان ونخصّ القائمين والمشرفين على مجلَّة «الضّحى» ونقدِّر جهودهم قائلين لهم إنّ الاهتمامَ المعرفي والإعلامي يستحقُّ كامل الاحترام لأنَّنا أحوج ما نكون إليه في مواجهة صعوبة زماننا وإخراجنا من ضيق الأزمات الفكريّة والمضلَّلة، وتلاقُح التقليد الأعمى، والإستهداف الذي يتناولنا أينما ثُقِفْنا على امتداد تواجدنا.

فالواجب علينا أن نقدّر العواقب بالوقوف على الحقائق المصيريّة المبنيّة على تغليب العقل والحكمة في مواجهة الأعداء التي تعترضنا لأنّنا أدرى بشعابنا، وأعرف بأوضاعنا، وما يدور على الساحة يدعونا إلى ضبط النفس والعمل الدؤوب على وحدة الكلمة والمحبّة واتّقاء الفورة وقمع الفتنة، واتِّخاذ الحيطة والحذر.

ونُهيب بكلّ وسَط إعلامي أن يتواصل مع الأكفاء من قادتنا وشيوخنا وأهل الفضل والعِلم ليقوم كلٌّ من جانبه بمواجهة ما يعترضنا من تطوُّرات ومفاجآت.

ولنعلم جميعًا أنَّ من خصائصنا إملاءات حدّدها المولى تعالى مُنْذُ النُّشوء والتكوين، وقدّمها لنا على كفّة الوعي بمعادلة الحقائق المبنيّة على الصّدق والمعرفة في مطابقةٍ بين آداب الحياة والمسالك الروحانيّة وبها تستقيم لنا الحياةُ الصّالحة.

هذا ما نـأملُه من مجلَّة «الضّحى» ومن كلِّ وسط إعلاميٍّ أن تبقى كما عوَّدتنا دائمًا، فهي إصدارٌ قيّمٌ، وكتابٌ دَوْرِيٌّ مفتوحٌ أثرى المكتبة التوحيديّة، وتُحْفَةٌ تاريخيَّةٌ ذاتُ هدفٍ نبيلٍ، وهي اسمٌ على مُسَمًّى؛ ذهبيةُ المُحتَوى غنيَّةُ المضمون.

شكرًا للقائمين عليها.

واللهُ وليُّ التَّوفيق.

الدين نعمة،
لكنّ الطائفيّة نقمة!

قرأنا واستمعنا بين نهاية شهر آذار ومطلع شهر نيسان (2024) وبمناسبة احتفال اللبنانيّين بعيدي الفصح المجيد والفطر المبارك (أعادهما الله على الجميع بالخير والبركة والسلام)، لنوعٍ من الخطاب الذي ساوى، وبنيّة حسنة على الأرجح، بين الدين والطائفة. ولأنّ ذلك ليس بالأمر الجديد في الحياة السياسية اللبنانية الحديثة، إذ وقع فيه مع الأسف، وفي الخمسين سنة الأخيرة على وجه الخصوص، رجال دنيا، ودين؛ وحتّى بعض المفكرين اللبنانيين أيضاً الذين أخفقوا في التمييز بين المفهومَين: الدّين والطائفة، وتالياً بين الإيمان الديني و«التحزّب» الطائفي.

لذلك، يبدو إيضاح الفارق الكبير بين المفهومين (ولو بإيجاز) ضرورياً. وربما يفي بالغرض ومن دون الدخول في بيان نظري بالمفهوم، القول أن أخبر البشر قاطبة بـ «أفضال» الطائفية، والنفخ في بوق الطائفية، هم اللبنانيون، على ما رأوا وذاقوا، جميعاً، في الخمسين سنة الأخيرة من تاريخهم الحديث؛ الحقبة التي أخفق فيها الدين ورجال الدين، بعامةٍ، ونجحت بالمقابل، أيّما نجاح، الطائفية والطائفيون.

نكتفي في هذه العجالة ببعض المقارنات المتصلة بالمفهوم لا أكثر.
الدين من السماء؛ هي هبة، نعمة، يتوافق معها العقل «الصحيح» بالتأكيد، وتخاطب الإنسان بعامة، كل إنسان؛ في كل زمان ومكان.
أمّا الطائفة فمن الأرض؛ «جماعة» سياسية أو اجتماعية؛ لا علاقة لها بالعقل؛ ومقفلة على الأفراد المنتمين إليها بالولادة.
الدين إعلان انتصار النور على الظلمة، والمعرفة على الجهل.
الدين إعلان انتصار البشر أخيراً على الطبيعة المتوحشة.
الدين إعلان انتصار الإنسان على الحيوان فيه.
إنتصار العقل في الإنسان على الغريزة فيه.
إنتصار ذاته السامية (البذرة الإلهية) على ذاته الدنيا ( سلة مهملات الدنيا الزائفة والتقدّم المادي، والحضارة الإستهلاكية التي بتنا أسرى لها منذ بداية الثورة التجارية-الصناعية
مُذ خرجت من أوروبا من العصر الوسيط، وما سمّيّ بعصر الظلمات – والحضارة التجارية/المالية/الصناعية/ بمفهومها المادي والتقني والإستهلاكي ربما استحقت نفسه أكثر من سواها!

الدين تطويع للدنيوي والمادي في خدمة الله، وطاعته، والإنسان في مفهومه السامي؛
أمّا الطائفية فاستخدام ماكر لكلمة الله في خدمة الدنيوي والمادي؛
الدين حرية وانعتاق من قيود الماضي والحاضر والمحيط؛
أما الطائفية فاستعباد وعبودية، واستتباع القوي للضعيف؛
الدين وعي ومعرفة؛ كلمة طيّبة؛
أما الطائفية فعمىً عن الحقيقة، جهلٌ ؛ وغفلةٌ موردها الغرور؛
الدين اعترف بالآخر، اتصالٌ به، وحوار معه؛
أمّا الطائفية فضيقٌ بالآخر، بل محاولةٌ في شطبه وإلغائه؛
الدين محبة؛
الطائفية كراهية؛
الدين سماواتٌ وأرضون وآياتٌ من الجمال بلا حدود؛
أمّا الطائفية فريحٌ سَمومٌ، وجوه شيطانية تحاول ارتداء أقنعةً ملائكية؛
الدين حوارٌ مع الآخر بالحسنى من أجل حياةٍ أرقى؛
أمّا الطائفية فصراعٌ مع الآخر حتى الموت، وربما بهدف الموت؛
الدين قِيَمٌ وتجرّدٌ وتنزّهٌ حتى المطلق؛
أمّا الطائفية فاتّجارٌ ومصالح وسمسرة وحصص ومنافع ومقايضة وسمسرة شخصية، أو جمعية؛

بكلمة واحدة:
الدين لله،
أمّا الطائفية فللشّيطان!

دارُ المعروف وبني معروف:
صرحُ المحبةِ والرحمةِ والأخوَّة

كلمة سماحة شيخ العقل في إفطار دار الطائفة 4-4-2024

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيِّد المرسَلين وعلى آله وصَحبه الطيِّبين وعلى أنبياءِ الله الطاهرين أجمعين،
دولةَ رئيس مجلس الوزراء، ممثِّلَ دولةِ رئيس مجلس النوَّاب، سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية أخي الشيخ عبد اللطيف دريان، أصحابَ السماحة والغبطة رؤساءَ الطوائف الروحيين وممثليهم المحترمين، أصحابَ الفخامة والدولة والمعالي والسعادة الوزراءَ والنوَّابَ والسفراءَ والقادةَ والمدراء، أصحابَ الفضيلةِ والسيادةِ القضاةَ والشيوخَ والآباء، الأصدقاءُ الأعزَّاء، أصحابَ الأيادي البيضاء،

أيُّها الضيوفُ الكرام،

يُسعدُنا، باسم مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحِّدين الدروز، وباسم أصحاب الدار، أن نستضيفَكم في حضرة شهرِ رمضانَ المبارَك، قادةً روحيين ورسميين وقاماتٍ وطنيةً ونُخَباً اجتماعية، مُجتمعين بين فُصحٍ وفِطرٍ، على اختلاف مذاهبِنا وتنوُّعِ مظاهرِنا، إخوةً في الوطنية وفي الإنسانية، وإخوةً في القيم الأخلاقيةِ والثقافيةِ والتاريخية وفي العلاقاتِ الإجتماعيةِ والعملية، وإخوةً في الإيمان، لقوله تعالى: «إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة».

هذه المناسبةُ الدينيةُ الإجتماعيةُ بامتياز، أردناها، وبالتنسيق معَ القائدِ المفضال وليد بك جنبلاط، لقاءً وطنيَّا وروحيّا جامعًا، على صورة هذه الدار وأهلِها، التي ما كانت يومًا، ولا كانوا، إلّا صلةَ الوصل لا الفصل، وعنوانَ الجَمع لا المَنع، دارَ المعروف وبني معروف، وصرحَ المحبةِ والرحمةِ والأخوَّة، التي لا تستقيمُ حياةٌ إلَّا بتلازمِها معًا ولا يقومُ بناءٌ وطنيٌّ واجتماعيٌّ إلّا بها، كثلاثيّةٍ مقدَّسة: المحبةِ المسيحية والرحمةِ الإسلامية والأخوَّةِ التوحيديةِ الإنسانية، وتلك هي ركائزُ الهرَمِ الأعلى وقواعدُ البناء الأمتنِ الأقوى.

أيُّها الإخوةُ والأحبّة،

نُرحِّبُ بكم أجملَ ترحيبٍ في ليلةٍ من ليالي هذا الشهرِ الفضيل، الذي قال عنه الرسول (ص): «شهرٌ هو عندَ الله أفضلُ الشّهور، عملُكم فيه مقبول، ودعاؤُكم فيه مُستجاب»، كيف لا؟ ونحن نعيشُ أجواءَ ليلة القَدرِ المبارَكة، والتي هي خيرٌ من ألفِ شهر، «سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، معاً نُصلِّي ومعاً ندعو، دُعاءً مُستجابًا بحَولِ الله وقوَّتِه، على أملِ أن نُطهِّرَ ذواتِنا من العناد، ودولتَنا من الفساد، ووطنَنا من الأعداء، وأن تُصانَ الأرواحُ والأرضُ والحقوق، وتُحفَظَ الكرامةُ ويَعُمَّ السلامُ في منطقتِنا العربيةِ المشرقية.

صحيحٌ، أيُّها الإخوة، أنَّ المشهدَ مأساويٌّ، ولونَ الحياة يكادُ يُصبحُ بلون الدماء والدمار، وقادةَ العدوِّ الغاشمِ إلى مزيدٍ من الجنون والإجرام، وكأنّ لغةَ العقلِ في إجازة، والزمانَ إلى نهاية، والعالَمَ إلى زوال، لكنَّ الحقيقةَ غيرُ ذلك، فالحقُّ موجود والأملُ معقودٌ على أهل العقلِ والحكمةِ وعلى دُعاةِ السلام في كلِّ مكانٍ وزمان، والمسؤوليةُ، وإن كانت مُلقاةً بالدرجة الأُولى على الدول الكُبرى صانعةِ القرار، إلَّا أنَّ كلَّ دولةٍ من دُولِنا مَعنيَّةٌ بصيانة شعبِها ومعالجةِ أوضاعِها وحمايةِ كَيانِها، وكلَّ أُمَّةٍ جديرةٌ بصَوغِ وحدتها وصَونِ ثقافتِها ووجودِها، ولا يجوزُ لأيٍّ منّا أن يتخلّى عن مسؤوليتِه، كبُرَ مقامُه أم صغُر، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيّتِه، كما قال الرسولُ (ص).

فلْنعملْ معًا بمسؤولية، وبروح ركَّاب السفينة، وسفينتُنا الوطنيةُ واحدة، معًا نغرقُ إذا ما تصارعْنا وتفرّقنا، ومعًا ننجو إذا ما تعاونّا وتطلّعنا إلى الأمام، وإنْ كان القبطانُ مغيَّبٌاً منذ سنةٍ ونيِّف، فهذا أمرٌ غيرُ مُطَمئن، إلَّا أننا جميعًا معنيُّون بسلامةِ السفينة ومسؤولون عن ركَّابِها، أوَّلاً بأوَّل، تربيةً وثقافةً وعملاً منتِجاً وتشريعاً وانتخاباً وإدارةً وتنفيذاً، في مهماتٍ متنوِّعةً، لكنَّها متكاملة، تحتضنُ قضيَّةً واحدة، هي قضيّةُ لبنانَ الوطنِ الرسالة، وذلك هو مضمونُ الشراكةِ والرعاية، وتلك هي سُنَّةُ الحياة الوطنيّة، وهذا هو سبيلُ الخلاص.

أيُّها الأحبَّةُ، أيُّها الأعزّاء،

أَجدُها مناسبةً للتعبير عمَّا يجولُ في خواطرِنا، كقادةٍ روحيين، ولا أظنُّ أحداً منَّا يعارضُ أحدًا، وإنْ كُنّا لم نُفلِحْ حتى الآنَ في عقد قِمَّةٍ روحيَّةٍ منتظَرةٍ بسبب تسارُعِ المستجِدّات، لكنَّها قائمةٌ باستمرارٍ في ما بينَنا، وما زِلنا نُشرِّعُ الأبوابَ لها ولأيِّ لقاءٍ جامعٍ يُترجِمُ حقيقةَ وحدتِنا الروحيةِ والإجتماعيةِ والوطنية ومضمونَ رسالتِنا الأخلاقيةِ والإنسانية، وقد آلينا على أنفسِنا في لقاءاتِنا الثنائيةِ التي عقدناها أن نعملَ معًا لتمتينِ روابطِ العيشِ الواحدِ في ما بينَ عائلاتِنا الروحية، ولتهيئة المُناخاتِ الإيجابية في البلاد وفتح الطريق أمامَ المسؤولينَ للتلاقي الفعَّال والتعاون الصادق من أجل إنقاذ الوطن والنهوض بالدولة.

إننا نَحمَدُ الخالقَ عزَّ وجَلّ على نعمةِ الإيمانِ التي تجمعُنا، وعلى المعاني العميقة التي تتضمّنُها حقيقةُ كونِنا أبناءَ هذا الوطنِ الحضاريِّ الجامعِ وهذا النموذجِ الأرقى للتنوّع في الوحدة، والذي له حقٌّ علينا بأن نفَهمَه بعمقٍ وأن نُحسِنَ إدارتَه والاستفادةَ منه، وأن نَرفضَ الأصواتَ المناديةَ بأيّةِ صيغةٍ من صيَغِ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي، وأن نتحمّلَ مسؤوليةَ الحفاظِ على ميثاقِه وعلى رسالتِه الإنسانيةِ الراقية وعلى وجودِه.

لقد طالبْنا مراراً باحترام الدُّستور والإسراعِ في عمليات الانتخاب والتعيين وفقَ الأصولِ الدُستورية، وبأكبرِ قَدرٍ مُمكنٍ من التفاهمِ والإتفاق، صونًا للدولةِ من التفكُّكِ القاتلِ، وحمايةً للمؤسَّساتِ من الشلَلِ الكُلِّي، رافضين التسويفَ والإنتظارَ ووضعَ الفيتواتِ الداخلية والإستسلامَ للتسوياتِ الآنيّة، التي وإن كانت جميلةً أحيانًا، إلّا أنَّها غالباً ما تكونُ محكومةً لا تُنتج سوى حلولٍ ضعيفةٍ ومسؤولينَ محكومين، وقد بات التفكُّكُ الداخلي مدعاةً للتوغُّل الخارجي، وكأنَّ لبنانَ أضحى عدوَّ نفسِه؛ فالخارجُ، وإن كان مهتّمًّا بنا عبرَ لجنةٍ خماسية أو اتصالاتٍ فرديّة أو مبادراتٍ ثنائيةٍ أو ثلاثيّة، لكنْ لا يتوهمنَّ أحدٌ أنّنا في رأسِ قائمةِ اهتماماتِه لكي ننامَ على حرير الوعودِ والإنتظارات والأوهام، وكأنّنا لسنا المعنيين بإنتاج الحلول وإنقاذ الوطن.

لقد طالبنا ونطالبُ المسؤولين، وكلٌّ من مكانِه وعلى قَدرِ مكانتِه، وبالرَّغم من الفراغ المؤلمِ في سُدّة الرئاسةِ الأُولى، طالبنا بضرورة الإهتمامِ بالوضع المعيشي والإجتماعي باعتباره أولوية، والمبادرَةِ إلى استنباطِ الحلول المُمكنة للتخفيفِ من مُعاناة اللبنانيين والحدِّ من هُجرة الأدمغة والطاقات، شاكرينَ المجلسَ والحكومةَ على بعض الإنجازاتِ الضرورية التي حالتْ دون تمكُّنِ اليأس منَ الشعب، وهذا هو الحدُّ الأدنى المطلوب، وربَّما هذا هو الحدُّ الأقصى المُمكنُ في ظلِّ هذه الحالةِ غيرِ الطبيعيةِ التي تعيشُها البلاد.

ولقد نبَّهنا، كما نبَّه سوانا، إلى جملةِ مخاطرَ وتحدّيات، لعلَّ النزوحَ السوريَّ في طليعتِها، بما يتبعُه من تفلُّتِ الحدود وعملياتِ التهريب، وهو ما يستدعي توحيدَ الرؤية حولَ كيفيةِ التعاطي معَ النازحينَ واللاجئين بما يَكفلُ سلامةَ لبنانَ أولاً من الإنعكاسات السلبية، اقتصاديًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، وما يَحفظُ كرامةَ النازحينَ واللاجئينَ وأمنَهم المُرتجى وعيشَهم المقبولَ من جهةٍ ثانية.

كما نبَّهنا، وما زلنا نُنبِّهُ إلى خطورة استقواءِ أيِّ مجموعةٍ وطنيةٍ على أُخرى مهما كانت الدوافعُ والمبرِّرات، فلبنانُ لا يُبنى إلَّا على قاعدةٍ أخلاقيّةٍ ذهبيّةٍ ثابتة، تقضي بأن تُحافظَ كلُّ عائلةٍ روحيةٍ على شريكتِها في الوطن، لا على نفسِها فحسب، وهذا ما يتطلَّبُ العملَ لتعزيز ثقافةِ المواطَنة كبديلٍ عن أيةِ ثقافةٍ فئويّة، بالإضافةِ الى تعزيز ثقافة الإنتماء الوطنيّ وثقافةِ الدّفاع عن النفس والتصدّي لأيِّ اعتداءٍ على الوطن، انطلاقًا من وحدةٍ داخليةٍ مُحصَّنةٍ بجيشٍ قويٍّ وإرادةٍ شعبيَّةٍ متماسِكة تشكِّلُ جميعُها قوَّةَ ردعٍ لمَن يحاولُ استباحةَ الكَيان، ولا تُغرِقُ الوطنَ في مغامراتٍ غيرِ محسوبة ومنازعاتٍ داخليةٍ وأزماتٍ لا طاقةَ له على تَحمُّلِها.

ولقد أكّدنا، على صعيدٍ آخرَ، على ضرورة الإعتماد على النفس، وتحفيزِ اللبنانيين الميسورين والمغتربين ورجالِ الأعمالِ المقتدرين، للإستثمار في لبنانَ والمشاركة في رفعِ نسبة الإنتاج المحلّي والإكتفاءِ الذاتي، بالإضافة إلى أهميّةِ استثمارِ أراضي الأوقاف التابعةِ للطوائف بما يُحقِّقُ الغايةَ منها ويؤكِّدُ الواجبَ الدينيَّ تجاهَها، وبما يساعدُ في تأمين فُرَصِ العملِ للشبابِ اللبناني والمساهمة في عملية النهوض الإقتصادي.

كما دَعونا معًا إلى التصدّي لخطرٍ لا يقلُّ شأنًا عن أيِّ خطرٍ سياسيٍّ أو أمنيٍّ أو اقتصادي، وهو خطرُ التفلُّتِ الأخلاقي وانتشارِ ثقافةِ هدمِ الأصول، وهو ما يتعارضُ معَ ثقافتِنا وتقاليدِنا الشريفة، فشدَّدْنا معَ إخوانِنا الرؤساءِ الروحيين على أهميّةِ احتضانِ المبادرات التربويةِ والثقافية والإجتماعية التي تهدفُ إلى صونِ الأسرة والقيم، وهذا ما بدأناه معَ وزارةِ الثقافةِ مشكورةً، وما نُصِرُّ عليه معَ وزارة التربية ومؤسساتِ المجتمعِ الأهلي.

دولةَ الرئيس، أصحابَ السماحة والغبطة، أيُّها الكرام،

لقد اعتدْنا وإيَّاكم أن ندعوَ إلى اعتمادِ الحكمةِ والشُّورى في اتّخاذِ القرارات الوطنية، وفي التعاطي معَ القضايا المرتبطةِ بالنزاعات الإقليمية، بما يكفَلُ عدمَ فصلِ لبنانَ عن محيطِه العربيّ وعن قضايا الأمّة، وعدمَ انحيازه إلى محاورَ متنازِعةٍ تُعرّضُه لحروبٍ ومواجهاتٍ مدمِّرة، وقد رفعنا منذ البدايةِ شعارَنا القائلَ بـ «الحِيادِ عن كلِّ ما يُفرِّقُ والإنحيازِ إلى كلِّ ما يَجمعُ»، على أملِ تطبيق اتّفاق الطائف بأكمله، وتأسيس مجلسِ الشيوخ الذي يتولّى هذه المهمّةَ دُستوريًّا، راجينَ أن يكونَ صمودُ الجنوبِ وألمُ الجنوبيين ودمُ الشهداءِ الميامين حافزًا لنا للتيقُّظِ والتفاهم وصيانةِ الدولة، وأن يكونَ وجَعُ الناس المعيشي دافعًا لنا لتبنّي المبادراتِ الواقعيّةِ والمعالجات الجَديّة.

أخيرًا، وليس آخرًا، فإننا نُكرِّرُ تضامنَنا معَ غزَّةَ المظلومة، وإدانتَنا للعدوانِ الإسرائيليِّ الهمجيّ على الشعب العربيِّ الفلسطيني واستباحةِ أرضِه واغتصابِ حقوقِه وانتهاكِ كرامتِه وممتلكاتِه ودماءِ أطفالِه ونسائه وشيوخِه، كما نَدينُ الإعتداءاتِ السافرةَ المتكرِّرةَ على جَنوب لبنانَ وعلى الشعب اللبنانيِّ وعلى قواتِ «اليونيفيل» مؤخَّراً، ونُحمِّلُ المسؤوليةَ للمجتمعِ الدولي وللدولِ صاحبةِ القرار بالعملِ لوقفِ هذه الإعتداءات والقفزِ فوقَ القراراتِ الأُمميةِ والمواثيقِ الدوليةِ المتعلقةِ بحقوق الإنسانِ والشعوب، مُطالبينَ بردعِ العُدوانِ وقَطعِ سُبُلِ دعمِه، وإيجادِ الحلول النهائيةِ العادلة للقضية الفلسطينية، لتكونَ للفلسطينين دولتُهم الموحَّدةُ والمستقلّةُ والكاملةُ السيادة.

إخواني، أيُّها الأفاضل،
تلك هي بعضُ أفكارٍ ومواقفُ واقعيةٌ نتلاقى جميعُنا على مضمونِها، إذ هي بمحلِّ ما كان يتوجَّبُ علينا إصدارُه في أيِّ لقاءٍ أو قِمَّةٍ روحيةٍ مُحتمَلة، وها قد تلاقى شهرُ الصَّومِ الإسلاميِّ والفطرُ السعيدُ بزمنِ الصومِ المسيحيِّ والفصحِ المجيد، وكأنَّ هذا التلاقي يحثُّنا على فطرٍ دستوريٍّ وقيامةٍ وطنية، أو كأنّه أشبهُ بقِمَّةٍ روحيةٍ اجتماعيةٍ ووطنية، كان لنا شرفُ استضافتِكم فيها اليومَ على مائدةِ الخيرِ والبركة، علَّنا نفتحُ من هنا؛ من دار الطائفةِ الجامعة، وبأيديكمُ المتشابكة، أبوابَ التفاهمِ والإنقاذِ والأملِ الذي ينتظرُه اللبنانيُّون، راجينَ منَ الله سبحانه وتعالى الرحمةَ والعَون، ومتمنين لكم أيامًا سعيدة وأعيادًا مجيدة.

كلُّ عامٍ وأنتم بخير، لكم منَّا كلُّ الشكرِ والتقدير، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.

التجذيف عكسَ التيّار!

بخلاف مواسم معارض الكتاب المعروفة في العالم العربي (وهي لفترة أسبوعين لا أكثر في السنة)؛ فإنّ حال الكتاب، والصحافة الورَقية عموماً، لا يسعد أشدّ المتفائلين بين من تبقّى من قرّاء الكتاب والصحافة الورقية في كل عاصمة عربية تقريبًا، عدا القليل جداً، حيث لا تزال صناعة الكتاب والصحافة الورقية تلقى دعماً مادياً رسمياً.

مُحزنٌ بحق، أن تمرّ بغير عاصمة ومدينة عربية فتجد في المجمع التجاري مئة، وأحياناً ألف زاوية تجارية، تعرضُ ما يخطر أو لا يخطر ببال من الماركات التجارية الإستهلاكية المحلية، أو العالمية الباهظة الثمن؛ ولا تجد زاويةَ واحدة تعرض الكتب والمجلات الثقافية! نقول حرفياً: لا زاوية واحدة تعرض كتباً – عدا الأجنبي النوعي الذي يباع بأسعار خيالية وبالدولار واليورو. وقد لا تجد في الغالب حتى صحيفتك اليومية.

كان يقال غالباً: القاهرة تؤلّف، بيروت تطبع، وبغداد تقرأ!

هذا أيّام زمان. تغيّر كلّ شيء مع موجة العولمة التجارية الإستهلاكية التي ضربت بلدان العالم العربي منذ أواخر القرن الماضي. لا صحة للزّعم أنّ ثمن الكتاب هو سبب هجرة الناس له. فثمن أسخفِ سلعة في المراكز التجارية (الأيس كريم، أي ساندويش، مثلاً) أعلى سعراً من أغلى كتاب! ثمن الكتاب، أو ثمن المجلة الرّصينة، ليس السبب.

فلنبحث عن السبب في «زمن التفاهة» الذي بات مسيطراً في معظم مجالات الحياة العربية الحديثة. لا يشغل الكتاب والمجلة الرصينة مكانة ذات شأن في ثقافة الجمهور العربي اليوم. لم تعد المكتبة الخاصة أثمنَ ما في المنزل. وما عاد الناس يسألون عن آخر كتاب قرأتَه.

لكن هل جعلنا ذلك أكثر سعادة؟ حقائق «سلّم السعادة» المنشورة لا تقول ذلك. لقد بتنا أكثر استهلاكاً لنفايات الغرب والصين، ولكن ليس أكثر سعادةً. كان ديكارت يقول: وحدها الأمم السعيدة تقرأ! نحن لا نقرأ، والسعادة ليست لنا، مع الأسف.

و«الضحى» ليست استثناء. نتصل من أجل اشتراك سنوي (رمزي) بعشرات النُخب المهنية والإقتصادية والشخصيات المعنوية، فلا نحصل على اشتراك عشرة بالمئة من هؤلاء.

نحن في «الضّحى» نجذّف عكس التيار السائد؛ ربما هذا هو الصحيح.

طب الطوارئ في أيام الحرب

يختلف عمل أقسام الطوارئ في المستشفيات أيام الحرب عن أيام السلم. في أيام الحرب تستقبل أقسام الطوارئ عدداً كبيراً وعادة دفعات عدّة من المرضى في نفس الوقت. الإصابات تكون مختلفة الخطورة، وهنا يأتي دور الفريق الطبي والإداري في المستشفى للقيام بما يلي.

يتم تصنيف الإصابات حسب خطورتها وفرز المصابين على المناطق:
المنطقة الحمراء، وهي الإصابات الخطرة وتعطى الأولوية لهؤلاء المصابين، لأن التأخير في مباشرة العلاج والإسعافات تعرّض حياتهم للخطر، إذ أنّ الوقت وسرعة العلاج حاسم بالنسبة إلى حياتهم ووضعهم الصحي.
المنطقة البرتقالية، الإصابات ذات خطورة عالية وهي بالخطورة أخفّ من المنطقة الحمراء.
المنطقة الصفراء، يتم إرسال المرضى إلى المستشفى والذين هم بحاجة إلى علاج طارئ
المنطقة الخضراء، حيث يوجد الحالات المستقرّة.
وأخيراً الحالات الميؤوس منها، أو الموت السريريّ.
تقييم الفرز يعتمد على تقييم الضرر في الأعضاء الحيوية للحياة؛ الدماغ، جهاز التنفس، القلب والأوعية الدموية، الوعي، التنفس، النزيف إلخ.

العناصر المهمة في خطة الطوارئ عديدة وتشمل:

– إمكانيات المستشفى وتجهيزاتها (أسرّة، تجهيزات غرف العمليات، المعدات الطبية، بنك الدم والأدوية، إلخ.).
– الطاقم الطبي ذات الاختصاصات الطبية الجراحية المتنوعة المطلوبة.
– الطاقم الإداري المساعد.

مِن الأسس:

– حماية الطاقم الطبي.

– تنظيم الفوضى التي تحدث عادة عند وصول عدد كبير من الإصابات دفعة واحدة، بالإضافة إلى وصول عدد كبير من الأقارب أو المرافقين.

– متابعة المرضى حسب التشخيص المعطى لكل مصاب.

– دقة التنظيم تلعب دور مهم في إنقاذ الأرواح.

خلال الأعمال الحربية، الإصابات تكون في أنحاء مختلفة من الجسم. أخطرها في منطقة الرأس، الرقبة الصدر والبطن، والتي تسبب أكبر نسبة من الوفيات.
إصابات الأطراف شائعة أيضا والسبب الرئيسي للوفاة يكون عادة النزيف الحاد من الشرايين الرئيسية أولاً وثانياً من الكسور المتعددة والتي تسبب نزيف وصدمة للجسم.

النزيف:

الإسعافات الأولية في مرحلة ما قبل المستشفى تكمن في وقف النزيف إذا كان من الأطراف عبر الضغط على الجرح وربط الساق أعلى من مكان الجرح النازف، والأفضل كتابة تاريخ وساعة شد الربطة على الساق لأن أنسجة الساق والعضلات تحتمل عدم وصول الدم لمدة أقل من ٦ ساعات قبل أن تصاب بالغرغرينا.
كما يجب الإسراع في نقل المصاب إلى أقرب مستشفى لكي يتم تقييم حالته من قبل فريق الفرز الطبي وتقديم العلاج الطارئ له.

درجات خسارة الدم (النزيف)

– الدرجة الأولى
خسارة ٧٥٠ ملل. من الدم (أي 15% من كمية الدم الموجودة في الجسم): لا تحتاج إلى تعويضها بإعطاء المريض دم.

– الدرجة الثانية
خسارة ما بين ٧٥٠ ملل – ١.٥٠٠ ملل. (أي 15% – 30% من كمية الدم الموجودة في الجسم): تتميز بتسارع ضربات القلب وانخفاض في ضغط الدم، وشحوب الجلد واهتياج المريض.

– الدرجة الثالثة
خسارة ما بين 1،500 ملل. – 2،000 ملل. (أي 30% – 40% من كمية الدم الموجودة في الجسم): ازدياد ضربات وتسارع دقات القلب، هبوط أكثر للضغط، تقلّ كمية البول عند المصاب، وبداية دخول المصاب في حال الصدمة.

– الدرجة الرابعة
خسارة أكثر من 2،000 ملل. (أي أكثر من 40% من كمية الدم الموجودة في الجسم): برودة الجسم الشحوب الكبير للجلد، بداية فقدان الوعي أو فقدانه، يسبقه ازدياد الاهتياج عند المصاب.
إنّ أولى الأولويات تكمن في تأمين وصول الأوكسيجين إلى الرئتين وعدم انسداد مجاري التنفس، وتأمين المؤشرات الحيوية للجسم. ومه هنا يأتي الدور الأساسي للفرز الطبي للمصابين حسب خطورة الإصابة، والتي يتم تقييمها عدة مرات من خلال مراقبة المؤشرات الحيوية، وتحديد الأولوية للذين سيخضعون للعمليات الجراحية.

إنّ أخطر الإصابات كما ذكرنا هي إصابات الرأس والصدر والتي تكون من أكبر المسببات للوفيات.

أهم الأدوية والمواد المطلوب وجودها في الطوارئ:

– الأمصال وأنواعها المختلفة وتوابعها.
– الأدوية المسكنة للآلام.
– الفئات المختلفة للدم.
– أدوية التخدير والمسكنات.
– الأدوية التي تساعد في استقرار المؤشرات الحيوية والتي ترفع ضغط الدم (الأيبينفرين ومشتقاته).
– مخارج وأنابيب الأوكسيجين.
– المضادات الحيوية.
– المواد المطهرة والشاش وغيرها من المواد للتغيير على الجروح.

التصنيفات

يحاول هذا البحث الوصول إلى الإحاطة بالعوامل والمحدِّدات النفسيّة والاجتماعية الداخلة في انحلال الرابطة الزوجية، فالرّهان المطروح في إطار هذا العمل، هو …

تربية الأبناء هي عملية سهلة، ولكن هي في الوقت نفسه صعبة ودقيقة، لذا فإنّ نظرتنا للأشياء تختلف، فكلّ شخص ينظر لها بطريقته، …

ما نكتبه اليوم له وقعٌ خاص ومُمَيَّز مع تبوُّءِ أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الدكتور الشيخ سامي أبي المُنى منصب شيخ عقل …

التربية هي عملية شاملة لكل مُندرَجات المجتمع ومعظم قطاعاته الاقتصادية، والاجتماعية، وكما التربية يكون المجتمع. فالمناهج تهدف في الجوهر والأساس، تهيئة الشخصية …

هي إحدى أقدم المدارس «الحديثة» في لبنان، سُمّيت بـ «الداودية» نسبة إلى المُتصرِّف العثماني الأوّل على جبل لبنان، وكان تأسيسها استجابة لطلب …

قليلةٌ جدّاً الشخصيات الفكريّة والأدبيّة التي شغلت الناس والنقَّاد في دنيا العربية وهي على قيد الحياة، ثم ظلَّت تشغلهم، بالمقدار نفسه، بعد …

شاعرٌ مِهجريٌّ، تألَّقَ في النَّظم باكراً، واستقامت له القريحةُ الشعريّة، فأعطى من نفسه وفكره ما طابت له موهبته، على غرار كبار الشعراء …

قليلةٌ جدّاً الشخصيات الفكريّة والأدبيّة التي شغلت الناس والنقَّاد في دنيا العربية وهي على قيد الحياة، ثم ظلَّت تشغلهم، بالمقدار نفسه، بعد …

الموحّدون (الدروز) طائفة إسلامية يقيم أبناؤها في الدول التالية من المشرق العربي: لبنان وسورية وفلسطين وشرق الأردن، ويتواجد مغتربوهم في الكثير من …

في ذكرى وفاة المقدّم شريف فياض الخامسة، تتسابق لديّ عاطفة الفراق مع عقلانية الباحث، لاستذكار مآثر شخصية «الرجل الرجل في الأوقات التي …

جسر القاضي هو بين الجسور اللّبنانية المهمة والتاريخية الواقعة فوق مجاري الأنهر، وفي الأودية السحيقة - وما أكثرها في لبنان نظراً لطبيعة …

النبي أيّـوب(ع)، هـو من أنبياء اللـه الذين ذكرهم القرآن الكريم في سورة النساء وذكر نبوّتهم بقوله: (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق والأسباط …

زراعةُ الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامّة التي تلعب دوراً أساسيّاً في الاقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا …

رغم ما يجمع الحبّ إلى المحبة؛ فهما متمايزان، دون أن يكونا متناقضين. المحبة أوسع من الحبّ. الحبّ جزئي، المحبة مطلقة. الحبّ هو …

تقول الوثائق البريطانية التي أُفرج عنها أخيراً، أنّ مخطط الدولة العبرية التي استولت على الأراضي الفلسطينية سنة 1948، في أعظم جريمة إنسانية …

غابت «الضّحى» عن قرّائها وأصدقائها لبعض الوقت؛ لكنّها كانت غيبة اضطرار لا اختيار. لم تكن «الضّحى» يوماً مشروعاً للكسب المادي؛ ولم يُرتجَ …

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم «وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى …

تزامنت انتفاضة راشيّا (1878) مع انتفاضةِ أخرى في قرية المطلّة أسفل وادي التّيْم ذات السكن الدرزي وشيخها وقائدها علي الحجّار الذي ضاقت …

«الضرورة تُطيعُ حُبّاً أو قَسْراً العَلِيَّ، الذي يُبدِع كُلَّ شيءٍ في الكون تَناغُماً وفقاً لتَناسُبٍ دقيق»، قالها أفلاطون في مُحَاورَتِه الشهيرة «تيماوس» …

يحلُّ عَلَيْنَا شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَك، وَلُبْنَان والأمُّة العربيَّة تتراحم بِالْبَرَكَة والتآزر وَالتَّعَاوُن، رَغِم الْأَوْضَاع الاقتصادية غَيْر الْمَسْبُوقَة الَّتي يختبرها وطننا الْحَبِيب لبنان، …

انتفاضة 17 تشرين هي نتيجة معاناة شعبٍ في كل الميادين وخاصة الميدان الاجتماعي. فالحالة الاقتصادية التي نشأت وانتشرت بسرعة أصابت الفئات الفقيرة …

أعادت الأحداث الأخيرة في المدن الفلسطينية المحتلّة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد. وتصدرت أخبار الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الإنسانية لشعب فلسطين الصحف …

الزراعة تراجعت كمساحات وتراجعت أيضا كإنتاجية بالدونم لأسباب عديدة منها: - إهمال القطاع الزراعي في الجبل أدّى إلى «تبوير الكروم والبساتين» وعدم …

عندما يؤمن العلم بالله..

إخبارية ثقافية عن الجزيرة نت اعتبر كتاب علمي جديد للكاتبين الفرنسيين ميشال إيف بولوري (Michel-Yves Bolloré) وأوليفيي بوناسي (Olivier Bonnassies)، حول علاقة …