الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الزراعة الكيماوية

أيتها الزراعة الكيماوية
ماذا فعلتِ بكوكب الأرض؟

تربة الأرض أخذت الطبيعة في تكوينها ملايين السنين
لكن الزراعة الكثيفة والكيماوية تميتها في سنوات قليلة

التربة أصل الحياة في الكون وملعقة واحدة منها
تحتوي 40 ملياراً من الكائنات المجهرية المفيدة

المبيدات الحشرية والفطرية تُتلف الجهاز العصبي
وهي عامل مسبب للسرطان والعقم وتشوه الأجنة

القيمة المقدرة لمبيعات المنتجات العضوية في العالم
بلغت في العام 2010 حوالي 94.2 مليار دولار

الزراعة الكيماوية تقتل أرضنا، تبيد كل معالم الحياة في تربتنا. هذه التربة التي احتاجت آلاف السنين لكي تتطور وتكتسب عناصر الخصوبة والحياة والبكتيريات النافعة نجح نظام الزراعة المكثفة ذات المحصول الواحد والمعتمدة بشدة على المبيدات والأسمدة الكيماوية في إفقارها وتعقيم الكثير من عناصرها الحيوية الأساسية من أجل بقاء الأرض ومن عليها.
لكن العالم في حاجة ملّحة وشديدة إلى هذه التربة وإلى أراض خصبة يمكن زرعها وإنبات الغذاء فيها إلى الأرض، لماذا؟ لأن سكان الأرض في ازدياد ولأن مستوى معيشة أكثرهم في تحسّن سنة بعد سنة. لقد كانت الصين والهند تعتبران بلدين فقيرين قبل عقدين من الزمن لكنهما برزتا الآن كعملاقين اقتصاديين وأدى ذلك إلى ارتفاع مستوى دخل الأفراد فيهما، ومع تحسّن دخل الناس يزداد طلبهم على كل أنواع الغذاء والأطعمة وهذا ما جعل الطلب على السلع الغذائية يتضاعف في العالم وأدى قبل أعوام إلى أزمة غذاء رفعت أسعار السلع الغذائية بصورة غير مسبوقة.
إذا أخذنا بآخر النماذج الإحصائية الدقيقة، فإن عدد سكان الكرة الأرضية سيصل إلى نحو 11 مليار نسمة في نهاية القرن الواحد والعشرين، وبالطبع فإن إطعام هذا العدد الهائل من الناس يحتاج إلى نمط من الزراعة مختلف تماماً عن الأنماط المدمرة التي سيطرت على مناطق كثيرة في الكرة الأرضية وما زالت تزيل كل سنة مساحات هائلة من أراضيها الصالحة للزراعة.
هذا العام وحده قدرت مساحات الأراضي الزراعية التي اختفت من على سطح الأرض بسبب عوامل التعرية والانجراف وتآكل التربة بنحو خمسة ملايين هكتار أي ما يعادل خمس مرات مساحة بلد مثل لبنان. لنتخيل أن مساحة بهذا الحجم تختفي من على وجه الأرض كل سنة فإلى أين سيتجه مصيرنا كجنس بشري؟
ما هي طبيعة المخاطر التي تطرحها الزراعة الكيماوية وتهدّد حياتنا واستمرارنا كجنس؟ هل ما زال لدينا وقت لوقف المسار الكارثي، وكيف يمكن للزراعة العضوية أن تساهم في إنقاذ الأرض ومن عليها؟

جوهر الأزمة التي تهدّد مصير البشرية الآن يمكن تلخيصه ببساطة بأنه التدهور المتسارع لنوعية التربة وعلة النطاق الكوني من جراء استخدام زراعات المحصول الواحد وتعميم استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات فضلاً عن المقامرة الهائلة المتمثلة بتعديل الخصائص الجينية أو الوراثية للكثير من النباتات والحيوانات من دون أن يكون هناك أي قدر من التقييم العلمي للمخاطر الطويلة الأمد الناجمة عن هذا الأسلوب.
من أجل فهم أفضل لطبيعة المخاطر التي تتهدّد تربة الأرض يجب أولاً أن نعرّف عن التربة نفسها وعن تكوينها وكيف تعمل في إطار دورة الحياة على الكرة الأرضية.

ماذا نعرف عن تربة الأرض؟
إن معظم الكرة الأرضية مكوّنة من صخور صماء صلبة لا يمكن أن تنتج الغذاء . أما الغطاء الترابي الذي نستخدمه لكي ننتج غذاءنا فإن نحو 75% منه هو عبارة عن أتربة محمولة مثل الأتربة التي تنقلها الريح، وفقط 25% من هذا الغطاء الترابي يتكون في مكانه، وبسبب الظروف الكثيرة التي تؤثر في تكوّن التربة فإن تربة الأرض بطبيعتها شديدة وتختلف خصائصها بين منطقة ومنطقة، لكن الجماعات البشرية تعلمت مع الزمن كيف تكيِّف أنماط عيشها وزراعاتها مع أنماط التربة التي تعيش عليها فباتت تعرف بالتجربة أي تربة تصلح لأي نوع من الأشجار أو أي نوع من المحاصيل، كما إنها تعلمت عموماً كيف تعطي للتربة فترة الراحة اللازمة لتجديد عناصرها الغذائية وصحتها، وهذا المبدأ ألغته الزراعة المكثفة وحاولت الأرض تعويض عناصرها الغذائية عن طريق التسميد المستمر والزائد عن الحدّ في كثير من الأحيان.

التربة بيئة حية
تبدأ التربة بالتكوّن من مصدر معدني مثل الصخور المتآكلة والطمي الجليدي وطمي الأنهار ولا سيما عند فيضانها، وكذلك الصهارة البركانية والرمال وغيرها. أما المكونات العضوية التي تضاف إلى هذا الخليط فمع الزمن فقد تكون حية أو غير حية، وكذلك أوراق الأشجار المتساقطة، الحيوانات النافقة والكائنات الحية الدقيقية كلها تقوم مع الزمن بإغناء تركيبة التربة بالكربون الضروري للحياة النباتية.
تتألف التربة الصحيحة من 50% من مكونات صلبة و50% من هواء وماء،لكن هذا المزيج هو عالم يضج بالحياة، إذ تعيش فيه مئات أنواع الحشرات الصغيرة والديدان الخيطية والبوروتوزوا فهو عالم كامل من الكائنات الصغيرة والبكتيريا والكائنات المجهرية والتي أكثرها أصغر من رأس الدبوس لكنها بالملايين.
إن المكونات المجهرية للتربة هي من الكثافة والتنوع ما زلنا نجهل ما يقل عن 70 أو 80% منها ويقدر أن ملعقة واحدة من التراب تحتوي على نحو 50 مليار ميكروب ونحو 90% من النباتات تتغذى من كائنات ميكروبية mycorrhizae وهي نوع من النموات الفطرية التي تساعد في نقل المغذيات الموجودة في التربة إلى جذور النباتات.
إلا أن هناك أيضاً الآلاف من الميكروبات الأخرى التي تلعب دورها أيضاً في ما سماه أحد الباحثين البيئيين «سمفونية الأرض». وفي دراسة لجامعة نورث كارولاينا صدرت في العام الماضي أثبت الباحثون أنه ومع تكون الحياة في التربة فإن المكونات الحية التي تسكنها تبدأ بفتح أقنية وأنفاق دقيقية تؤدي إلى تحسين تهوئة التربة وصرف المياه بينما تسبح الديدان دقيقية والبروتوزوا في الغشاء المائي الدقيق المتكون حول ذرات التربة وتتغذى بالبكتيريا وتقوم حشرات العث المتناهية الصغر mites بالتهام النموات الفطرية بينما تقوم الأخيرة بتفكيك المكونات العضوية للتربة. وعن هذا الطريق تساعد تلك الكائنات في تحرير المغذيات الأساسية وثاني أوكسيد الكربون، كما إنها تلعب دوراً رئيسياً في دورة تثبيت النيتروجين والفوسفور وإزالة النيترات وتثبيت التربة وإغنائها بالمعادن، لكن هذه الكائنات المجهرية في حاجة دائمة إلى المادة العضوية وإلا فإن عددها سيتراجع بسرعة وسيؤثر ذلك على خصوبة التربة وإنتاجيتها.
هذه البيئة النابضة بالحياة تهاجمها الزراعة الحديثة والكيماوية بلا هوادة وتُسهم بذلك في تعقيم التربة وشيخوختها بسرعة كبيرة، حتى إن بعض العلماء يعتقدون أن التربة التي يمكن أن تبقى نابضة بالحياة لملايين السنين يتم إفقارها وتحويلها إلى تربة لا حياة فيها بسبب زراعة الصنف الواحد Monoculture في بضع سنين لا غير. والمأساة الحقيقية هي أن هذه التربة ستأخذ مئات وربما آلاف السنين للتعافي واستعادة حيويتها مجدداً. وهذا شرط وضع حداً لعملية الاستنزاف البربرية القائمة.

” التربة الصحية تتألف من 50 % مكونات صلبة و 50 % ماء وهواء لكنها تضج دائماً بملايين الكائنات الصغيرة والنمــوّات الفطــرية والمغذيات  “

ماذا فعلت الزراعة الكيماوية؟
تؤدي الزراعة الكيماوية والتي تستخدم المعدات الثقيلة إلى تكوّن تربة مشبعة بالماء ومرصوصة بسبب عمل الآليات وتصبح هذه التربة بذلك سريعة التأثر بعوامل الجرف والتعرية. لقد فقدت البشرية نحو ثلث الأراضي الصالحة للزراعة على هذا النحو في أقل من نصف قرن من الزراعة الكثيفة.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ هناك أيضاً المضار والأخطار التي تمثلها الزراعة الكيماوية على صحتنا وصحة أطفالنا. وعلى سبيل المثال فإنه ومن أصل 800 الف من المواد الكيماوية المستخدمة في العالم فإن بضعة مئات فقط تتم إخضاعها لاختبارات السلامة بينما لا نعرف حقيقة ما هي الآثار البعيدة لاستخدام آلاف المنتجات الباقية والتي تستقر أكثريتها في التربة وفي مجاري المياه، فتدمر المكونات العضوية والحيوية للتربة وتشجع في المقابل على تكاثر الفطريات والميكروبات الضارة. وهذه الكيماويات ليس فقط تقوم بتدمير التربة بل إنها في الوقت نفسه تقتل النحل والفراشات وجزءاً كبيراً من الغطاء الزهري ومن المخلوقات الحيوانية. ورغم أن نحو 60% من البيئة العالمية أصبحت على شفير الإنهيار، ومع ذلك فإن الصناعة الكيماوية والشركات الزراعية الكبرى ما زالت تتجاهل تماماً حجم الكارثة.

الدرس
الدرس الأهم الذي بدأ العقلاء يستخلصونه من كل هذه النتائج هو أن حل مشكلة الغذاء في العالم لن يتم من خلال التركيز على إنتاج المزيد وبأي وسيلة ممكنة بل في توجيه الاهتمام إلى أصل الأصول وهو صحة التربة في المدى الطويل لأن صحة التربة هي التي ستضمن إنتاج الغذاء بما يكفي لإطعام البشرية التي يزداد عددها بإطراد، أما إذا تردّت التربة واستمر زوال مساحات إضافية كل عام من الأراضي الصالحة للزراعة فإننا أمام مستقبل قاتم لا يعلم إلا الله أبعاده ونتائجه المتوقعة على البشرية.
لقد أصبح مؤكداً أن الزراعة الحديثة تدمّر تربة الكوكب وتحدث خللاً جوهرياً في تكوينها، والتربة هي أعظم كنوز الأرض التي لا يوجد بديل عنها فهي ولّادة معظم الحياة النباتية وبالتالي الحياة الحيوانية على هذا الكوكب، هي نقطة تلاقي علم الأحياء بالجيولوجيا، وهي الغلاف الحيوي للكرة الأرضية. لكن، ما فعله معظم المعنيين بالزراعة الحديثة وما زالوا هو أنهم أعلنوا الحرب على التربة بالأسلحة الكيماوية وبزراعة المنتج الواحد، وتناسوا أن ما يفعلونه هو انتحار على مستوى الجنس البشريّ.

ما هي الزراعة الكيماوية؟
تستخدم بعض المواد الكيماوية في الزراعة لإنتاج الأغذية على مستوى العالم. وفي البداية، قُدمت المبيدات والأسمدة الكيماوية للمزارعين بحجة أنها توفّر وسيلة ثورية لزيادة منتوج وجودة المحاصيل الزراعية، لكن هذا الهدف القصير المدى خلّف وراءه تربة زراعية متآكلة وفقيرة، بالإضافة إلى مياه جوفية ملوّثة وإلى تراجع مقاومة النباتات للأمراض والطفيليات الضارة على المدى الطويل.

كيماويات سامة في غذائنا!
تعتبر معظم أنواع المواد الكيماوية المستخدمة في الزراعة من النوع السام، ومنها :
الإترازين: رغم أن هذه المادة قد لا تستخدم أثناء الزراعة بسبب منع استخدامها، إلا أنها لاتزال تستعمل في بعض الدول للقضاء على الأعشاب الدغلية وهذه المادة مدرجة على اللائحة الحمراء للمبيدات الخطرة جداً على البيئة، كما تعدّ مسببة للسرطان عند الإنسان.
الديكارب: ينتمي هذا النوع من المبيدات إلى مجموعة الكاربامايتس، وقد منع استعمالها في العديد من البلدان كاليابان والسويد وبلدان أخرى. وقد أكّدت منظمة الصحة العالمية خطورة هذه المادة على صحة الإنسان، وكذلك أثبتت الدراسات تأثيرها على جهاز المناعة. لكن وللأسف، لا تزال بعض الدول تستخدمها في بعض المحاصيل الزراعية مثل القنبيط.
بينوميل: يستعمل في العديد من المحاصيل كالحبوب والخضار والفواكه. له قدرة على مكافحة الفطريات، وتصنفه منظمة حماية البيئة بأنه أحد مسببات السرطان عند الإنسان ويؤدي أيضاً إلى تسمم بعض الكائنات غير المستهدفة، كالطيور وبعض الحشرات.
كابتان: تستعمل هذه المادة في بعض الدول في حماية محاصيل الفاكهة. وقد وجدت ترسبات منها في الفراولة والتفاح، وتصنفها منظمة حماية البيئة بأنها تسبب السرطان، وقد منع استعمالها في أميركا على بعض أنواع الخضر والفواكه.
كاباريل: تنتمي هذه المادة إلى مجموعة كاربوميت، وقد صنفتها الحكومة البريطانية بأنها مسببة للسرطان وحُدِّد استخدامها ومع ذلك فقد وجدت ترسبات من هذه المادة في التفاح وبعض الفواكه الأخرى.
كلورفيفاينفوس: تمّ تطوير هذه المادة الكيماوية خلال الحرب العالمية الثانية، لإنتاج غاز الأعصاب الذي يضرب الجهاز العصبي. وتؤكد منظمة الصحة العالمية بأنها خطرة للغاية. ومع ذلك، لا تزال تستخدم لدى بعض الدول في القمح والخضروات الجذرية. وقد اكتشفت إحدى الدراسات ترسبات هذه المادة في الجزر بنسبة تفوق النسب المسموح بها بـ 25 مرة.
لينداين: تنتمي هذه المادة إلى مجموعة تدعى اوركانوكلورينز. وقد سبّب استخدام هذه المادة جدالات كثيرة، حيث تعدّ معطلاً للهرمونات وتتركز في الأنسجة الدهنية، وتزداد فاعليتها السمية، وتبقى في البيئة لمدة طويلة بعد استعمالها. وقد تمّ الربط بين هذه المادة وسرطان الثدي وأمراض فقر الدم وقد منع استخدامها في العديد من البلدان، وظهرت آثارها في الحليب والأجبان لأنها تستخدم في إنتاج الحبوب والشعير.
مالاثيان: تستخدم هذه المادة الكيماوية لقتل العديد من الآفات، لذلك انتشر استخدامها مع كثير من أصناف الفاكهة والخضار. وتصنف هذه المادة ضمن اللائحة الحمراء التي تمثل خطراً على البيئة.
هل يمكن إزالة المواد الكيماوية من الأغذية الزراعية عند غسلها؟!
الحشرات يمكن إزالتها من الخضروات الورقية باتباع الطرق الصحيحة في غسلها، لكن لا يمكن للمستهلك شراء محاصيل من السوق تكون خالية من الملوثات الكيماوية، أو إزالتها بطرق الغسيل الاعتيادية. ورغم أن إزالة القشرة لبعض أنواع الفواكه والخضروات تقلل من خطورة التلوث بالمواد الكيماوية، إلا أن عدم الاستخدام الصحيح للمبيدات، ولا سيما «الجهازية» منها قد يؤدي إلى وجود التلوث في بنية الخلية داخل الفواكه والخضروات. ومن الناحية النظرية، يفترض بأن الاستخدام الصحيح للمواد الكيماوية يجعلها تختفي عند موعد القطاف وهذا ما نقضته إحدى الدراسات العالمية عام 1996 إذ أثبتت وجود ترسبات من المبيدات في 41% من الفواكه والخضر التي تمت معاينتها.

آثار مدمرة
إن تلوث الأراضي الزراعية بالمبيدات يؤدي إلى تلوث خطر في منتجاتها الزراعية وتدهور نوعية التربة والمياه التي تمرّ بها. وتنتقل تلك الخطورة إلى الإنسان والحيوانات التي يتم تناول لحمها حيث إن المبيدات الحشرية تؤثر بيولوجياً على الشخص المصاب وبخاصة على الكبد الذي قد يصاب بالتليّف بسبب تراكم سموم المبيدات الحشرية وقد تسبب هذه المبيدات تلف الجهاز العصبي أو السرطانات المختلفة، كما قد تؤثر على الأجنة عند المرأة الحامل أو تسبب العقم عند الإنسان
وقد تتسرب المبيدات الحشرية إلى الجسم عند تناول لحوم الأغنام والأبقار والجمال التي تمت تغذيتها بالأعلاف والشعير الملوث بالمبيدات، كما إن تلوث الأنهار والبحيرات بالمبيدات الحشرية قد ينقل هذه المبيدات إلى الطيور والأسماك ومن ثم تنتقل إلى الإنسان كما حصل عندما تلوثت بحيرات كثيرة بالمبيد الحشري الخطير (DDT) وانتقل هذا المبيد إلى الأسماك والطيور التي تناولها الإنسان.

ضحايا بالآلاف
في مقاطعة جيانغسو Jiangsu الصينية يُصاب نحو 27 الف شخص سنوياً بالتسمّم نتيجة المبيدات الكيماوية 10% منهم يموتون. وقدّر أحد التقارير الصادرة عام 1997 من الأكاديمية الوطنية للعلوم (أميركا) بأن المبيدات الكيماوية قد تكون السبب الرئيسي في 1.4 مليون حالة سرطان بين الأميركيين، بينما يعتبر التسمم بالمبيدات الكيماوية من قبل المزارعين في كاليفورنيا الحالة المرضية الأكثر شيوعاً في تلك الولاية.
إن نظرة سريعة إلى الخريطة التي تظهر المساحات الزراعية التي لم تعد صالحة بسبب التلوث وتدهور التربة تظهر أننا على خط انحداري خطير وأنه لم تعد هناك فرصة طويلة لبقاء الأرض كما عرفناها إذا استمرّ التداول بالمبيدات الكيماوية في المجال الزراعي على وتائره الحالية. وعندما نأخذ في الاعتبار أن 1% فقط من المبيدات المرشوشة على النباتات تصل الى الحشرات التي صممت لقتلها، حينها سنفهم ماذا تفعل النسبة الباقية (99%) بالهواء والتربة والمياه والغذاء التي تلوّثها. فالكيماويات المرشوشة فوق المزارع تساهم في تلويث المياه الجوفية، وتزيد من نسبة التعرية، وتجرّد التربة من الحيوية، كما تقتل الحياة البريّة التي تعتبر مهمة في إكمال دورة الحياة. لكن رغم هذا كله، فقد وجد معظم المزارعين أن شراء الكيماويات ورشّها في مزارعهم أسهل بكثير من إجهاد أنفسهم في استيعاب آلية عمل الزراعة العضوية أو الطبيعية. والجميع يفضّل الطريق الأسهل. وفي كل عام، تساهم الوسائل الزراعية العصرية في تدمير القدرة الحيوية الطويلة الأمد للحقول الزراعية على إنتاج الأغذية الصحّية والطبيعية، حيث إن ما يعادل 90% من المزارعين (98% في أميركا وحدها) يلجأون إلى الأدوية الكيماوية، أكانت سماداً أو مبيدات. ويُقدّر «مجلس الدفاع عن المصادر الطبيعية» في الولايات المتحدة The Natural Resources Defense Council بأن حوالي 450 الف طن من المبيدات الكيماوية تُستخدم في المزارع الأميركية سنوياً، كما كشف مركز البحوث الاقتصادية Economic Research Service في أميركا بأن 25 مليون طن من السماد الكيماوي يلقى بها في الأراضي الأميركية (وحدها) سنوياً.

التسميد الكيماوي عدو للتربة!
يلجأ المزارعون الى التسميد بغرض الحصول على أكبر كمية من المحصول وعلى أحسن نوعية، وبالتالى تعظيم الدخل. والتسميد يشكل حوالي 50% من العملية الزراعية برمتها لذلك نجد ان هناك ميلاً لدى المزارعين الى اضافة كميات زائدة من الاسمدة إلى التربة دون الالتزام بالمعايير الموصى بها أو بتوقيت أو طرائق الاستخدام المنصوص عليها في الإرشادات.
وعلى الرغم من أن الاستخدام الصحيح للأسمدة يؤدي الى الحصول على انتاج أفضل فإن الاستخدام الزائد عن الحد الموصى به يؤدي الى مضار على المحصول ويترك آثاراً سلبية على البيئة نتيجة إحداث تراكمات مختلفة من المواد الكيماوية وحدوث تفاعلات جانبية عديدة على البيئة والتربة، كما إن الزيادة عن الحد المقرر تؤدي الى زيادة النمو الخضري للنبات وخفض المحصول ومستوى الجودة وتضعف مناعة النبات وقدرته على مقاومة الآفات والأمراض فضلاً عن هدر كميات كبيرة من الاسمدة مما يؤدي الى رفع تكاليف الانتاج من دون مبرر. بالإضافة الى ذلك، فالكميات الزائدة عن الحاجة تؤدي الى تلوث المياه الجوفية التي غالباً ما تستخدم لأغراض الشرب للإنسان والحيوانات أو لري المزروعات .
ومن أجل فهم التأثيرات السلبية للإستخدام المفرط للأسمدة تقسّم الأسمدة الرئيسية الى ثلاثة، وهي الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية لتبيان تأثيراتها السلبية على البيئة.

الأسمدة النيتروجينية
هي أكثر انواع الأسمدة استعمالاً لأهميتها الحيوية وتأثيراتها الايجابية السريعة والملحوظة على مختلف انواع النباتات. لكن الإفراط فى اضافتها يؤدي الى وصول النترات (وهي الصورة الشائعة للسماد النيتروجيني) بمعدّلات عالية الى المياه الجوفية، او الى مياه الصرف الزراعي التي غالباً ما تصل الى مصادر مياه الشرب والري). وفي حالة احتوائها على النترات بتركيز يزيد على 40 ملغم لكل لتر من المياه تتحول النترات في الأمعاء الآدمي وخصوصاً عند الأطفال الى مادة كيماوية يطلق عليها إسم «نتريت» وهي مادة ذات تأثير سلبي على كريات الدم الحمراء، الأمر الذي قد يسبب الاصابة بسرطان الدم. كما إن التركيز العالي للنترات فى مياه الشرب يسبب مرض السرطان في المعدة والأمعاء.. وتسبب هذه المادة تسمم الأبقار التي تسقى بها أو تتغذى بالأعلاف الخضراء التي رويت بالمياه الملوثة بالنترات.
كذلك فإن الكميات الزائدة من التسميد النيتروجيني يؤدي الى أن يتجه النبات الى النمو الخضري على حساب المحصول الثمري فيتأخر النضج ويقل المحصول. ويصبح النبات غضاً طرياً سهل الانكسار عند تعرضه للرياح، ويصير أكثر عرضة للإصابة بالآفات والأمراض.
أما في حالة وصول مياه الصرف الزراعي الذي يحتوي على نسب عالية من النترات الى مياه البحيرات والمستنقعات الراكدة، فستنمو الطفيليات والطحالب المائية وغيرها ويطلق عليها ظاهرة البترنة وهي تؤدي الى استنفاذ الاوكسيجين من المياه، وتشجع نمو الكائنات اللاهوائية anaerobic وبقاء المادة العضوية في صورتها المختزلة في هذه الظروف دون تحلل وتستمر في التراكم فتعطي مركبات سامة للكائنات الحية ومنها الاسماك، كما وتؤدي الى انتشار الحشائش المائية في المصارف مما يسبب إعاقة جريان المياه وخلق أضرار فيها ما يستوجب تطهير تلك القنوات خوفاً من انسدادها ما يكبّد الدول خسائر مالية كبيرة.

خارطة تآكل تربة الأرض
خارطة تآكل تربة الأرض

الأسمدة الفوسفاتية
يكون الفوسفور العنصر الاساسي لها ويتميز بقدرته العالية على الارتباط بحبيبات التربة وترسبه على شكل مركبات كيماوية غير عضوية، ومن ثم ينتقل مع جريان المياه السطحية نتيجة عملية انجراف التربة فيشكل خطراً ملحوظاً على متناولي هذه المياه، كما إنه يساعد او يسرع في حدوث ظاهرة التصحر. وزيادة الفسفور في التربة تعمل على إحداث خلل في التوازن الغذائي بين العناصر الغذائية في النباتات مما يقلل من انتاجيتها.

أزمة فوسفات
وبوتاس في الأفق؟

في مقال نشر في العام 2012 كتب جرمي غرانثام في مجلة Nature مقالاً توقع فيه حصول أزمة نقص عالمي خطيرة في مادتي الفوسفات والبوتاس.
ولفت الكاتب إلى أنه وعلى عكس النيتروجين فإن الفوسفات والبوتاس لا يمكن تصنيعهما كيماوياً، لذلك فإن الاستخدام الواسع النطاق لهما في الزراعة الكثيفة يمكن أن يهدد بتناقص كبير في الكميات المتوافرة منهما قبل مضي وقت طويل، وهو أمر قد يهدد الزراعة الحديثة فعلاً. وحسب غراهام فإن مادتي الفوسفات والبوتاس ليس فقط لا يمكن تصنيعهما بل لا يوجد بديل لهما لتنمية الإنتاج النباتي. ويتم استخراج المادتين من مناجم في الارض، وتحتوي بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً وكندا على 70% من الاحتياط العالمي من البوتاس بينما تحتوي المغرب وحدها على 85 % من الفوسفات في العالم. وتساءل غرانثام: ما الذي سيحصل عندما تبدأ هاتان المادتان بالنفاد؟ الجواب البسيط في نظرالكاتب، أن العالم قد يتعرض لمجاعة والحل لذلك هو في الاستخدام العقلاني للأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية وبالتالي إحداث خفض كبير في وتيرة استخدامها الحالي.

الاسمدة البوتاسية، لا تختلف التأثيرات السلبية لها عن تأثيرات الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية لأن البوتاسيوم يعدّ عنصراً متحركاً وغير مستقر في التربة، وهو اكثر حركة من الفوسفور وأقل من النتروجين. لذا، فإن امكانية تسرّبه الى مياه الصرف عالية وتشكل خطراً ملحوظاً على المياه. ونظراً إلى أن الأسمدة البوتاسية قليلة الاستخدام في الزراعة من قبل المزارعين على عكس الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية، فإن تأثيراتها السلبية تكون قليلة جداً كذلك فإن زيادة الأسمدة البوتاسية في التربة تؤدي الى عدم انتظام الضغط الأوسموزي في محلول التربة والنبات، وبالتالي قلة قدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية المضافة عن طريق التسميد وهنا ترتفع الملوحة مما يخلق اضراراً للنبات ويترتب على ذلك فقدان مقدرة النبات على الاحتفاظ بالمياه واصابته بالذبول، كما يمكن أن يتعرض النبات للاصابة بالآفات المرضية والحشرية. ولأن البوتاسيوم يكون مرافقاً للنترات عند تسربها الى اعماق التربة فإن خطر اصابة الانسان او الحيوان بالتسمم من مياه الشرب يصبح مرتفعاً جداً.
لهذه الأسباب، فإن الاستخدام المكثف والمفرط للأسمدة في الزراعة يؤدي الى تراكم العناصر الثقيلة في التربة وبخاصة عنصر الكادميوم الموجود في الأسمدة الفوسفاتية بصورة طبيعية، حيث يترك هذا العنصر أضراراً صحية على الانسان والحيوان بسبب امكانية امتصاصه من قبل النبات وتسربه إلى غذاء الانسان أو أعلاف الحيوانات.

عودوا إلى الزراعة العضوية
كان الإنسان والحيوان يأكلان من الطبيعة طعامهما ويلقيان بفضلاتهما في الأرض كما إن الحيوانات بعد أن تموت تتحلل أجسامها، وهاتان آليتان كانتا تضمنان تسميد الأرض وتغذيتها بالعناصر والمواد العضوية. وبنفس الطريقة كانت النباتات تنمو وتموت وتتحلل أنسجتها فوق التربة. ومن خلال هذه الدورة الحياتية للكائنات الحية كانت تتم الزراعة التقليدية والطبيعية. ولما بدأت الزراعة الدورية كانت الأرض تغل محاصيلها لعدة سنوات. وعندما تقفر وتنضب مواردها، كان الإنسان يتجه لأرض جديدة ليزرعها. لكنه عندما اكتشف الأسمدة العضوية والكيماوية الصناعية إستخدمها لتحسين إنتاجية التربة ومضاعفة محاصيلها من مساحة الأرض نفسها. فأصبحت الأسمدة الكيماوية أسهل وأقل كلفة من الأسمدة الطبيعية، إلا أنها تعرض التربة للتجريف والتعرية، مما جعل العالم يطالب بالعودة للزراعة التقليدية بالمخصبات الطبيعية. لكن من سيضمن أخلاقيات المنتجين وتقيدهم بوسائل الزراعة العضوية وأساليبها؟ فالمشكلة هي في كيفية الحصول على البذور القديمة قبل أن يتم تهجينها أو معالجتها أو تغيير صفاتها الوراثية.
ما هي الزراعة العضوية؟
كلمة عضوية في الكيمياء هو علم من فروعها ويقصد به المركبات المكونة من الكربون والتي أصلها نباتي أو حيواني، منها ماهو موجود بالطبيعة أو ما يصنع، إضافة الى المواد العضوية كالطعام والبلاستيك والنفط وغيرها من المواد التي عند احتراقها تعطينا كربوناً أسود.
في الزراعة العضوية يمنع استعمال الكيماويات بشتى أنواعها في جميع مراحل النمو، إلا أن المنتجات العضوية لا تخلو تماماً من التعرض للكيماويات عن غير قصد لأنه لا توجد حواجز طبيعية تمنع وصولها إلى المزارع العضوية سواء من المياه المستخدمة للري أو الهواء إلا أنها رغم هذا لا تضر بالبيئة. أما الزراعة المكثفة بالمبيدات فهي تستنزف التربة وتبيد الكائنات الحية والحشرات فيها، كما تقضي على الطيور وتدمر بيئة الحيوانات التي تعيش قربها. وقد تتسرب هذه الكيماويات عبر التربة للمياه الجوفية. في المقابل، فإن الزراعة العضوية من دون مبيدات تزيد الحياة البرية وأنواع الطيور والفراشات مما يجعلها تحافظ على التنوع الحيوي للكائنات الحية في بيئاتها فيتحقق التوازن البيئي مع تحسين نوعية التربة، كما إن كثرة الإقبال على شراء المنتجات العضوية الغذائية تزيد من تدعيم هذه الزراعة المتنامية.
يستغرق تحويل الأراضي الزراعية التقليدية إلى عضوية سنتين على الأقل لتطهيرها من المبيدات والكيماويات. لكن بالنظر إلى إدمان التربة على الأسمدة الكيماوية فإنها قد تصاب بأعراض «فقر دم» بمجرد رفع الأسمدة عنها والتوجه إلى الزراعة التي تستخدم فقط الأسمدة العضوية، ومن أجل مساعدة التربة في الفترة الانتقالية يقوم المزارع العضوي بزراعة محاصيل تخصيب (أسمدة خضراء) الهدف منها زيادة خصوبة التربة ومساعدتها على استعادة حيويتها الماضية، ومن هذه المحاصيل المخصبة نبات البرسيم.
يزداد حجم التصدير لهذه الأطعمة العضوية ويزداد الإقبال عليها عالمياً رغم أن معظم الدول المنتجة لهذه الأطعمة تخفي بعض الحقائق وتسمح مؤخراً بختم شهادات على عبواتها لتؤكد بأنها عضوية لترويجها. وبحسب مجلة Nature فإن المبيعات السنوية للصناعات الغذائية العضوية تزداد بمعدل 20 % سنوياً. لكن الخوف من تسلل جينات غريبة للمحاصيل أصبح مقلقاً للعلماء، وهو احتمال وارد الوقوع ولا يمكن تفاديه أو تجنّبه بسهولة ولاسيما من الكائنات المعدّلة وراثياً لأن الزراعة العضوية للنباتات رغم عزلتها النسبية عن الزراعات الكثيفة لا يمكنها تجنب الحشرات والطيور والهواء.
رغم هذه المخاوف فقد حققت المنتجات الزراعية العضوية انتشاراً وتنامياً ملحوظين في السنوات الأخيرة في الكثير من دول العالم، وأصبح إقبال المستهلكين على المنتجات العضوية يفوق بكثير ما كان متوقعاً ليس فقط في الدول المتقدمة بل في جميع أنحاء العالم. فقد أصبح المنتج العضوي عنصراً مهماً في استراتيجيات الاستثمار الزراعي في كثير من الدول. وتوضح الإحصاءات الزيادة المطردة في المساحات المزروعة بالنظام العضوي في العالم منذ عام 2002 وحتى عام 2006، حيث تضاعفت المساحة في قارة أفريقيا ستة أضعاف وفي قارة آسيا ستة أضعاف وفي قارة أميركا الجنوبية 1.36 ضعف وفي القارة الأوروبية 1.27 ضعف. ويعكس التزايد المستمر في القيمة الاقتصادية للمنتجات العضوية في العالم مقدار ما تناله هذه النظم من اهتمامات المستهلكين حيث تقدّر القيمة المقدرة للمنتجات العضوية في عام 2010 حوالي 94.2 مليار دولار.

مثال للزراعة الطبيعية الصديقة للأرض- حقول الأرز في إحدى قرى جنوب الصين
مثال للزراعة الطبيعية الصديقة للأرض- حقول الأرز في إحدى قرى جنوب الصين

خلاصة
من أجل حماية الصحة العامة ونوعية الحياة بدأ الكثير من بلدان العالم في السنوات الأخيرة يتجه إلى العمل بمبادئ الزراعة العضوية التي لا يدخل فيها استخدام المركبات المصنعة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية والهرمونات والمواد الحافظة، والتي هي في الواقع سموم نتناولها يومياً في غذائنا ونطعم منها أبناءنا. وهذه المبيدات الصناعية تدمر صحتنا وثبت تسببها في كثير من الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي وتليف الكبد وسرطان الكبد… والزراعة العضوية هي نظام حيوي مأخوذ من الطبيعة لا يعتمد على أية إضافات كيماوية أو هرمونية، مما يعني أن العمل بها سوف يحدّ من التلوث البيئي، كما إنه سوف يحسن تدريجياً من صحة الأفراد ومن الثروة الزراعية على المدى الطويل، لذا فإن المنتجات العضوية المتوافقة مع معايير السلامة العضوية تعتبر أهم ركائز الوقاية الصحية والمحافظة على البيئة في الدول حول العالم.

الفوائد البيئية والاقتصادية للزراعة العضوية
في تقرير لمنظمة الزراعة العالمية

الزراعة العضوية الأمل الوحيد بإنقاذ الأرض
.الزراعة العضوية الأمل الوحيد بإنقاذ الأرض

في وثيقة صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) قدمت المنظمة تعريفاً علمياً موجزاً ومن أهم مرجع زراعي في العالم لفوائد الزراعة العضوية على الشكل التالي:

الاستدامة في المدى الطويل
الكثير من التغييرات الملاحظة في البيئة تعتبر طويلة الأجل وتحدث ببطء مع مرور الوقت. وتدرس الزراعة العضوية التأثيرات المتوسطة والطويلة الأجل لتدخل الإنسان والصناعة في النظم الايكولوجية الزراعية. وتهدف الزراعة العضوية إلى إنتاج الأغذية مع إيجاد توازن ايكولوجي يسهم في تلافي مشكلات خصوبة التربة والآفات (التي تسببت بها الزراعة التقليدية ولا سيما الكثيفة) وتتخذ الزراعة العضوية منهجاً استباقياً بحيث تركز على الاحتياط للمشكلات قبل ظهورها.
صحة التربة
تعتبر أساليب بناء التربة مثل استخدام الدورات المحصولية والزراعة البيئية ومحاصيل التخصيب Cover crops والأسمدة العضوية عوامل تشجع على تكاثر الكائنات الحية المفيدة وتؤدي إلى تحسين تكوين التربة وقوامها، كما إنها تؤدي إلى إقامة نظم استغلال أكثر استقراراً وأكثر ملاءمة للبيئة. وفي المقابل تؤدي أساليب الزراعة العضوية إلى تسريع دورة المغذيات والطاقة وتعزز قدرة التربة على الاحتفاظ بالمغذيات والمياه، والتعويض بالتالي عن عدم استخدام الأسمدة المعدنية أو الكيماوية. ويمكن لأساليب الإدارة في الزراعة العضوية أن تقوم بدور هام في مكافحة تعرية التربة، فهي تساهم في خفض احتمالات التعرض لعوامل التعرية، وفي زيادة التنوع البيولوجي للتربة، وتقلل فاقد المغذيات مما يساعد على المحافظة على إنتاجية التربة وتعزيزها. ويتم عادة تعويض ما تفقده التربة من مغذيات من موارد متجددة مستمرة محل تلك المزروعة وهي مغذيات ضرورية في بعض الأحيان لإغناء التربة العضوية بالبوتاس والفوسفات والكالسيوم والمغنيزيوم والعناصر المغذية من المصادر الخارجية.

سلامة المياه
يعتبر تلوث مجاري المياه الجوفية بالأسمدة والمبيدات الكيماوية مشكلة كبيرة في كثير من المناطق الزراعية. ونظراً إلى أن استخدام هذه المواد محظور في الزراعة العضوية، فإنها تستبدل بالأسمدة العضوية (مثل الكومبوست وروث الحيوانات والسماد الأخضر) ومن خلال استخدام قدر أكبر من التنوع البيولوجي (من حيث الأصناف المزروعة والغطاء النباتي الدائم)، وتعزيز قوام التربة وقابلية التربة لصرف المياه. وتؤدي النظم العضوية إلى قدرة أفضل للتربة على الاحتفاظ بالمغذيات، مما يساعد في إحداث خفض كبير في مخاطر تلوث المياه الجوفية. وفي بعض المناطق حيث يعتبر التلوث مشكلة حقيقية، يجري بشدة (كما حصل من قبل حكومتي فرنسا وألمانيا) تشجيع الزراعة العضوية باعتبارها من التدابير المهمة لمعالجة الموقف.

سلامة الهواء
تقلل الزراعة العضوية من استخدام الطاقة غير المتجددة من خلال خفض الاحتياجات من الكيماويات الزراعية (والتي يتطلب انتاجها استهلاك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري). وتسهم الزراعة العضوية في التخفيف من تأثيرات ظاهرة ارتفاع حرارة جو الأرض أو ما يسمى بـ «الاحتباس الحراري» من خلال قدرتها على استيعاب وتثبيت الكربون في التربة، كما إن الكثير من أساليب الإدارة التي تستخدمها الزراعة العضوية (مثل تقليل الحراثة إلى أدنى حد ممكن، وزيادة استخدام البقول المثبتة للنيتروجين) يساعد على عودة الكربون إلى التربة مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتوفير الظروف المؤاتية لتخزين الكربون بدل بقائه حراً في الجو.

التنوع البيولوجي
يعتبر ممارسو الزراعة العضوية من أهم العاملين على حفظ التنوع البيولوجي على جميع المستويات. فعلى مستوى الجينات، تفضل البذور والسلالات التقليدية المكيفة لزيادة مقاومتها للأمراض وصمودها أمام الإجهاد المناخي. وعلى مستوى الأنواع، تؤدي التوليفة المتنوعة من النباتات والحيوانات إلى توافر الدوران الأمثل للمغذيات والطاقة اللازمين للإنتاج الزراعي. وعلى مستوى النظام الايكولوجي، فإن المحافظة على المناطق الطبيعية داخل وحول الحقول العضوية وفي غياب المدخلات الكيماوية تؤدي إلى توفير بيئات حاضنة مناسبة للحياة البرية بينما يقلل الاستخدام المتكرر للأصناف المستخدمة في تخصيب التربة من تآكل التنوع البيولوجي الزراعي مما يؤدي إلى توافر «بنك» طبيعي من الجينات السليمة، وهذا هو الأساس الذي يعتمد عليه لضمان زراعة غذائية سليمة وقوية في المستقبل. ويؤدي اجتذاب المواد الكيماوية في المناطق العضوية إلى الحفاظ على التنوع الحيواني والنباتي والكائنات البرية (مثل الطيور) والكائنات المفيدة للنظم العضوية مثل النحل وحشرات التلقيح الأخرى والأعداء الطبيعيين للآفات.

الكائنات المعدلة وراثياً GMO
لا يسمح باستخدام الكائنات المعدلة جينياً أو وراثياً في النظم العضوية خلال أية مرحلة من مراحل إنتاج الأغذية العضوية أو مناولتها. ونظراً إلى أنه لم تفهم تماماً حتى الآن التأثيرات المحتملة لهذه الكائنات على البيئة والصحة، فإن الزراعة العضوية تتخذ منهجاً وقائياً وتختار تشجيع التنوع البيولوجي الطبيعي. ولذا فإن استمارات البيانات العضوية التي تستخدم لمنح شهادات المصادقة على المنتجات العضوية يجب أن تحمل تأكيداً على أن الكائنات المعدّلة جينياً لم تستخدم عن عمد في إنتاج وتصنيع المنتجات العضوية وهذا أمر لا يمكن ضمانه في المنتجات التقليدية نظراً إلى أن وضع بطاقات البيانات التي تشير إلى وجود كائنات محورة وراثياً في المنتجات الغذائية لم يدخل بعد موضع التطبيق في معظم البلدان، غير أنه مع إزدياد استخدام الكائنات المعدلة وراثياً في الزراعة التقليدية ونتيجة لطريقة نقل هذه الكائنات في البيئة (ومن خلال حبوب اللقاح) فإن الزراعة العضوية قد لا تستطيع دوماً اجتناب التلوث بخصائص المنتجات المعدلة جينياً إلى هذا الحد أو ذاك.

الفوائد الايكولوجية
يوفّر تأثير الزراعة العضوية على الموارد الطبيعية ظروفاً مؤاتية للتفاعلات داخل النظام الايكولوجي الزراعي التي تعتبر حيوية لكل من الإنتاج الزراعي وصيانة الطبيعة. وتشمل الفوائد الايكولوجية المستمرة تكوين التربة وتكيفها، وتثبيت التربة، وإعادة استخدام المياه العادية وامتصاص الكربون، ودوران المغذيات، وحماية الأعداء الطبيعيين للآفات، وحشرات التلقيح، والبيئات الطبيعية الحاضنة. ويقوم المستهلك باختياره للمنتجات العضوية باستخدام قوته الشرائية في دعم نظم الزراعة الأقل تلويثاً، ومهما اعتبر أن تكلفة المنتجات العضوية أعلى نسبياً فإنها في الحقيقة أرخص في النهاية إذا أخذ في الاعتبار ما توفره من مشاكل بيئية ومخاطر على الأرض والحياة البشرية وهي مخاطر يحتاج التعامل معها إلى تكلفة هائلة لا تحتسب الآن في تكلفة الزراعة التقليدية.

زراعة الأكي دنيا

زراعة الاكي دنيا في لبنان

يعرف الأكي دنيا بأسماء عديدة حسب البلدان التي نشأ بها او يعتمد عليها إقتصادياً مثلاً في الهند تعرف بإسم المشمش الهندي…
ينتمي الأكي دنيا الى الأشجار المثمرة الدائمة الخضرة ويتبع الى الفصيلة الوردية ورتبةالورديات. تعطي الشجرة ثماراً صغيرةالحجم نوعاً ما بيضاوية الشكل لونها ليموني مصفرعند نضجها. وتعود تسمية الأكي دنيا في الأصل الى تركيا ويعني الدنيا الجديدة.
الأكي دنيا من الأشجار المثمرة المستديمة الخضرة ، تجود زراعتها في المناطق الدافئة نسبياً، وتزهر خلافاً لكافة أشجار الفاكهة في الخريف اذ تبدأ بالإزهار في المناطق المرتفعة نزولاً حتى المناطق الساحلية عند بدء البرودة في فصل الخريف،اما نضج الثمار فيبدأ من المناطق الساحلية صعوداً حتى المرتفعة في فصل الربيع. زراعة الأكي دنيا مربحة وعالية المردود الإقتصادي لقلة تكاليفها وسهولة خدمتها ومقاومتها للكثير من الآفات التي تعتريها. انها من أهم الزراعات التي تعطي إنتاجاً وفيراً إضافة الى أهميتها الاقتصادية لنضجها في فترة تكون الثمار الشتوية قد قاربت على الإنتهاء وقبل بدء الثمار الصيفية بالنضج. تزرع أشجار الأكي دنيا في لبنان على نطاق تجاري واسع بالمقارنة مع أنواع الفاكهة الحديثة مثل القشطة والمنغا وغيرهما. كما يتوفر منها أصناف مطعمة ذات نوعية تجارية مرغوبة لكن معظم الأشجار المزروعة في لبنان مطعمة من أصل بذري. وتمتاز زراعة هذه الشجرةبطرق علمية صحيحة تؤدي إلى إرتفاع المردود الإقتصادي. لذلك،من المهم الإهتمام بهذه الشجرة والتوسع في زراعتها بدلاً من قطعها وإستبدالها بزراعات اخرى غير مدروسة ولا تتلاءم مع طبيعة لبنان وتربته.

الموطن الأصلي والانتشار:
تؤكد معظم المصادر بأن موطن الاكي دنيا الأصلي هو الصين حيث زرعت هناك منذ عدة قرون ثم انتقلت إلى اليابان وانتشرت زراعتها بشكل واسع وأخذت تسميتها بالبشملة اليابانية ثم انتقلت إلى الهند وجبال الهمالايا وأدخلت إلى جنوب أوروبا وسواحل البحر الأبيض المتوسط عام 1784 كشجرة تزيينية التي مالبثت أن أخذت مكانها كشجرة مثمرة ولاسيما في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ولبنان ومالطا والعديد من دول أفريقيا. وانتشرت أيضاً في كاليفورنيا والعديد من بلدان العالم. ويمكن الاختصار، بأن زراعة الأكي دنيا تنتشر عموماً في المناطق المحصورة ما بين خطي العرض 20 و30 درجة شمالاً، وفي جنوب خط الاستواء في المناطق ذات الشتاء المعتدل.أما على صعيد أهم الدول العربية المنتجة للأكي دنيا، فهي: لبنان، فلسطين، مصر، تونس، والجزائر.

الأهمية الاقتصادية:
تعدّ شجرة الأكي دنيا من أهم الأشجار الاقتصادية بكونها تنضج في فترة تكون الأسواق الداخلية قليلة الفاكهة، إذ إن فترة النضج تكون في بداية فصل الربيع وحتى نهايته بدءاً من الساحل حتى المناطق الوسطى ويتزامن ذلك مع انتهاء موسم الحمضيات وقبل بدء موسم اللوزيات لذلك، فإن أسعارها تكون دائماً مرتفعة لقلة المنافسة من قبل الفواكه الأخرى.

الوصف النباتي والخصائص الحيوية:
شجرة مستديمة الخضرة، تتميز خلافاً لأشجار الفاكهة كافة بأنها تزهر في فصل الخريف، وتنضج ثمارها في الربيع، وهي شجرة متوسطة الحجم، جميلة الشكل، تصلح لأغراض الزينة، يبلغ ارتفاعها 5-8 م، تاجها أو قمة الشجرة كروي كثيف التفرع ذات جذع قصير، لون ساقها أحمر أو بني غامق.
الورقة بسيطة بيضوية الشكل كبيرة الحجم يتراوح طولها ما بين 10 و15سم وعرضها ما بين 7 و10سم، مسننة الحافة وحادة القمة. العروق الرئيسية والثانوية في أوراقها ظاهرة ولاسيما على سطحها السفلي، ويغطيها زغب خفيف. الأوراق متقاربة من بعضها بعضاً ويغطي زغب بني اللون أطراف الطرود الحديثة والبراعم. تظهر العناقيد الزهرية على قمة الطرود الثمرية. تبدأ الأشجار بالإزهار في بداية فصل الخريف وتستمر حتى نهايته والبراعم الزهرية مركبة بشكل عنقودي طوله من 10الى 15سم، وتنمو أزهار الأكي دنيابشكل عناقيد تحتوي وسطياً على نحو 40-60 زهرة. الزهرة خنثى تتكون من خمس بتلات بيضاء اللون ذات رائحة عطرية و20 من أقلام الأسدية حاملة أكياس حبوب اللقاح ومبيضاً مكوناً من خمسة جيوب متحدة في القاعدة وفي كل جيب بويضتان.
الثمرة متوسطة الحجم الى صغيرة، يختلف شكلها حسب الأصناف، منها متطاول إلى كروي أو إجاصي الشكل ذات لون برتقالي، ويغطي الثمار زغب خفيف جداً، اللب لونه أصفر أو برتقالي متماسك ذو طعم حلو الى حامض مقبول، وتوجد في الثمرة من 1 الى 5 بذور كبيرة الحجم نوعاً بالنسبة إلى حجم الثمرة، البذرة ذات لون بني غامق لامع، الأزهار ذاتية التلقيح بواسطة الحشرات خصوصاً النحل التي تجذبها الرائحة العطرية للأزهار.
كما ذكرنا سابقاً فإن شجرة الأكي دنيا تختلف عن بقية أنواع الأشجار التابعة للعائلة الوردية التي تنتمي إليها بأنها مستديمة الخضرة حيث تزهر في فصل الخريف وتنضج ثمارها في فصل الربيع اي في المرحلة التي تكون فيها بقية الأشجار إما في مرحلة الإزهار او العقد، ولا تدخل في طور السكون الحقيقي كما هو الحال عند الأشجار المتساقطة الأوراق .
إن فترة إزهار شجرة الأكي دنيا طويلة جداً بالمقارنة مع الأشجار المثمرة الأخرى، حيث تمتد فترة الإزهار بحسب الأصناف مابين شهرين وثلاثة أشهر وقد تطول تلك الفترة أو تقصر حسب الظروف الطبيعية. إن طول فترة الإزهار هذه تعود إلى اختلاف أوقات ظهور العناقيد الزهرية وبالتالي نموها وتطورها ووصولها إلى مرحلة الإزهار، وذلك بعكس أشجار الفاكهة الأخرى. إن إزهار أغلب الأشجار المثمرة لايدوم لأكثر من (10الى 15) يوماً حسب الظروف المناخية.

 

الانتاج (طن) المساحة المزروعة (هكتار) البلد
102،200 25،900 الصين
13،000 2،800 اليابان
7،000 500 بلدان اخرى (اسبانيا، تركيا)
4،0.00 500 بلدان اخرى (اسبانيا، تركيا)

 

تبلغ الفترة بين بداية الإزهار والنضج حوالي خمسة أشهر حيث تنضج الثمار بشكل متتال مما يجعل قيمته الإقتصادية مرتفعةبعكس بعض الثمار التي تنمو دفعة واحدة، وبالتالي فإن عمليات القطاف تتم على دفعات.

تمرّ الثمرة خلال مراحل نموها وحتى نضجها بأربع مراحل يمكن إيجازها بما يلي:
1. تبدأ الثمار في النمو والإنتفاخ بعد إكتمال مرحلة عقد الأزهار وتمركز حبوب اللقاح في مبيضها في بداية شهر كانون الثاني وحتى نهاية شهر شباط وتسقط الأزهار غير الملقحة والتي لم يكتمل عقدها.
2. تبدأ البذور بالتشكل خلال شهر آذار مما يؤدي الى تباطؤ نمو الثمار.
3. تعود الثمار الى النمو السريع في نهاية شهر آذار حتى بداية تغيير لونها أي بداية مرحلة النضج في بداية شهر نيسان.
4. تبدأ ثمار الأكي دنيا بالنضج والتلون الكامل بعد نهاية المرحلة الثالثةحسب الصنف ودرجات الحرارة، ثم يبدأ المزارعون في القطاف التدريجي للثمار المكتملة اللون وقبل ان تصبح طرية (رخوة) لأن الثمار التي تقطف في هذه المرحلة تتأثر من أصابع اليد وغير مرغوبة في الأسواق وتصبح سريعة التلف.
أما نمو الفروع او الطرود فيتميز بشكل عام بمرحلتين رئيسيتين يفصل بينهما تأخر في النمو خلال فترة القطاف. تبدأ المرحلة الأولى في النمو نهاية تشرين الأول وبداية تشرين الثاني أما المرحلة الثانية فتكون ربيعية خلال شهر نيسان وتستمر خلال فصل الصيف.

أصناف الأكي دنيا:
تنتشر زراعة أفضل الأصناف الإقتصادية من حيث الإنتاج والجودة في اليابان وإيطاليا وكاليفورنيا، وتتميز بكبر حجمها وبمذاقها الحلو وقلّة بذورها ومن أهمها:
1. Advance : الثمار إجاصية الشكل كبيرة الحجم (30-50) غراماً لونها أصفر غامق، عصيرية حلوة المذاق ، عدد البذور 4-5 والنضج في خلال نيسان.
2. Champagne : الثمار إجاصية متطاولة إلى مستطيلة كبيرة الحجم أبعادها (6×5) سم ذات لون أصفر فاتح اللب أبيض، عصيرية حلوة المذاق تميل نحو الحموضة. النضج خلال شهري نيسان وأيار، عدد البذور بذرة واحدة ونادراً ما نجد بذرتين، ويعتبر هذا الصنف من الأصناف المرغوبة جداً في الأسواق وعند المستهلكين.
3. Premiere : الثمار كبيرة الحجم (30-50) غراماً مستديرة أو بيضوية متطاولة لونها أصفر برتقالي اللب أبيض شفاف، عصيرية حلوة المذاق، البذور صغيرة وقليلة العدد والنضج في أيار.
4. Largeround : ثمار هذا الصنف كبيرة الحجم مستديرة لونها أصفر غامق نمو الشجرة جيد ومحصولها وافر وطعم الثمار مقبول.
5. Late Victoria: ثمارها مستطيلة إجاصية الشكل ولونها أصفر فاتح، نموها متوسط. تتأخر في النضج عن الأصناف الأخرى حيث تبدأ ثمارها في النضج أوائل أيار.
6. Early-Red : الثمار كبيرة الحجم، بيضوية متطاولة أو إجاصية لونها أصفر برتقالي مائل للحمرة، اللب برتقالي شفاف، عصيرية جداً وحلوة المذاق، البذور صغيرة وقليلة العدد (2-3) النضج مبكرة جداً في بداية آذار، ووزن الثمرة (25-40) غراماًً الشجرة منتجة صغيرة الحجم.
7. Thales : ثمار مستديرة أو متطاولة كبيرة الحجم نسبياً ، ذات لون برتقالي غامق، اللب برتقالي قاس عصيري، حلو وله طعم يميل نحو طعم المشمش، النضج متأخر في أيار وحزيران.
8. Victor : ثماره كبيرة متطاولة ، صفراء اللب أبيض، حلوة المذاق، تنضج متأخرة خلال شهري أيار وحزيران الشجرة غزيرة الإنتاج الصنف تجاري.
9. Browning Holl : ثماره كبيرة الحجم، متطاولة صفراء باهتة اللب أبيض عصيرية وعطرية الطعم والرائحة، النضج خلال شهري نيسان وأيار، تتحمل الثمار التصدير والنقل.

10. Eulalia : ثماره كبيرة الحجم، بيضوية إلى إجاصية الشكل، لونها برتقالي، اللب أصفر برتقالي ، عصيرية تميل نحو الحموضة، لذيذة المذاق، النضج في نيسان وأيار.
11. Missarchiw Right : ثماره كبيرة الحجم (5×6,5) سم ذات لون أصفر برتقالي، عصيرية ، حلوة المذاق مع حموضة خفيفة، بذورها كثيرة (5-6)، النضج في شهري نيسان وأيار، الثمار تتحمل التصدير والنقل.
12. Limornerello : ثماره كبيرة الحجم تشبه ثمرة الليمون، لونها أصفر ليموني واللب أبيض، عصيرية مع حموضة قليلة، البذور قليلة متطاولة، إزهار هذا الصنف متأخر تزهر في كانون الأول والنضج في نيسان وأيار.
13. Vanille : الثمار متوسطة الحجم، مستديرة الشكل، ذات لون أصفر غامق، لذيذة الطعم والبذور صغيرة.
14. Palermo : الثمار كبيرة الحجم متطاولة ملساء ، ذات لون أصفر ذهبي ، اللب أصفر شاحب والنضج في نيسان.
15. Tanaica : ثماره كبيرة الحجم (6×7) سم، برتقالية اللون، اللب أصفر شاحب اللحم قاس، عصيرية لذيذة المذاق والبذور قليلة العدد، الشجرة قوية النمو، غزيرة الإنتاج، تتحمل الجفاف والنضج متأخر في شهر حزيران.
16. Oliveier : الثمار كبيرة الحجم ، متطاولة ، ذات لون أصفر شاحب، واللب أبيض، الطعم حلو مع حموضة قليلة ، عصيرية معطرة ، النضج مبكر.
17. Saint Michel : الثمار كبيرة الحجم (5×6) سم إجاصية الشكل ملساء، لونها أصفر شاحب، اللب أصفر مبيض صلب وذات نكهة لذيذة، قليلة البذور والنضج في نيسان وأيار.

أما الأصناف المحلية البذرية المنشأ، فتتصف بصغر حجم ثمارها وقلّة سماكة لحمها وكثرة بذورها ولا تتحمل النقل والتداول وأهم الأصناف البلدية:
1. الأكي دنيا الصيداوية: الشجرة متوسطة النمو أوراقها عريضة، متوسطة الحمل ، الثمار كروية أو بيضوية حلوة المذاق، لونها ذهبي عصارية، البذور قليلة 2-3 بذور في الثمرة، وهي مرغوبة تجارياً.
2. السكري : ثماره مستديرة الشكل نوعاً ما، مبكرة في النضج، حلوة المذاق، نوعيتها جيدة.

مربى الأكي دنيا
مربى الأكي دنيا

لمتطلبات البيئية:
يرتبط نبات الأكي دنيا بشكل وثيق مع الوسط الذي يعيش فيه، اي المناطق والأراضي التي ينمو فيها من حيث الإرتفاع عن سطح البحر والتربة. وإنشاء اي مشروع زراعي يتطلب كخطوة أولى دراسة كل من الوسط الزراعي الذي سيعيش فيه النبات من ناحية، ثم دراسة أو معرفة متطلبات النبات البيئية من ناحية أخرى وبالتالي محاولة إجراء تطابق في ما بينهما عن طريق اختيار الأنواع النباتية التي تتوافق متطلباتها البيئية مع معطيات الوسط الزراعي السائد في المنطقة. اما المتطلبات البيئية للأكي دنيا هي:
الحرارة: تتطلب شجرة الأكي دنيا لتنمو بشكل طبيعي ولتعطي إنتاجاً جيداً شتاءً دافئاً نسبياً حيث تتأثر بشدة برودة الشتاء الأمر الذي جعل زراعتها محدودة الانتشار. وتؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى موت البراعم الزهرية قبل تفتّحها وإلى موت الأزهار المتفتحة وقد تؤدي إلى تساقط الثمار الصغيرة، كما تتطلب أشجارها صيفاً معتدل الحرارة إذ إن ارتفاع درجة الحرارة وشدة السطوع الشمس صيفاً يؤديان إلى إصابة الثمار بضربة الشمس، حيث يؤدي الى إسوداد الجلد ويتعفن اللب.
تسقط الأزهار والثمار العاقدة حديثاً إذا انخفضت الحرارة إلى (-5) درجة مئوية، بينما يتحمل المجموع الخضري للشجرة دون إحداث أضرار انخفاض الحرارة حتى (-15) درجة مئوية. بشكل عام تنجح زراعة الأكي دنيا وتعطي محصولاً سنوياً منتظماً في المناطق التي لا تنخفض فيها درجة الحرارة في الشتاء عن (-2) درجة مئوية.تنتشر زراعتها عموماً في المناطق الساحلية التي يتراوح ارتفاعها فوق سطح البحر ما بين 100 و500م.
الأمطار: إن أشجار اللأكي دنيا تنمو بشكل جيد في المناطق التي يكون معدل امطارها متوسطاً، وتعتبر المناطق الساحلية وشبه الساحلية في لبنان من أهم وأفضل المناطق التي ينمو فيها نبات الأكي دنيا ويعطي إنتاجاً وفيراً. لكن فإن اشجار الأكي دنيا تحتاج الى الري خصوصاً خلال فترة الصيف وهي الفترة التي تنمو فيها البراعم الزهرية ثم تنمو وتتطور الأجزاء الزهرية (العناقيد). تحتاج الأكي دنيا كمية غير قليلة من المياه، لذلك فإنه يفضل أن لا تزرع بعلياً في المناطق التي يقل فيها معدل هطول الأمطار سنوياً عن (600) ملم وحتى في تلك المناطق فالزراعات المروية لهذه الشجرة تعطي دائماً مردوداً أفضل ونوعية ثمار أجود.
وتحتاج شجرة الأكيدنيا الى كمية كبيرة إلى المياه خصوصاً خلال أشهر الربيع والصيف وهذا ما يستدعي ريّها اعتباراً من قطاف الثمار خلال شهر أيار ثم بعد إجراء عملية التقليم خلال شهر حزيران.
الرياح: تؤثر الرياح سلباً على أشجار الأكي دنيا ولاسيما تلك الرياح الباردة شتاءً، لذلك من الضروري إنشاء مصدات رياح مناسبة.
التربة: لا تتطلب أشجار الأكي دنيا تربة خاصة فهي تعيش وتنمو في جميع أنواع الأتربة، ما عدا التربة المالحة ولكن تفضل التربة العميقة،الخصبة وجيدة الصرف،كما يتطلب نموها الأمثل تربة صفراء خصبة جيدة الصرف والتهوئة.

الإكثار:
يتم إكثار شجرة الأكي دنيا بالبذور والتطعيم.
الإكثار بالبذور:تنتمي بذور الأكي دنيا إلى مجموعة البذور ذات الحيوية القصيرة والتي لايمكن تخزينها لفترة طويلة، لذلك يجب زراعتها خلال أقرب وقت ممكن بعد استخراجها من الثمار الناضجة وقبل جفافها خلال شهري آذار ونيسان. تستخدم هذه الطريقة لإنتاج غراس بذرية يتم تطعيمها بأصناف مرغوبة تجارياً أما إنتاج الغراس البذرية، فيتم على الشكل التالي:
يفضل زراعة بذور الأكي دنيا في اوان خاصة أو في أكياس بلاستيكية بعد تعبئتها بخلطة تربية مؤلفة من تربة حمراء وسماد عضوي مخمر ورمل من كل نوع ثلث،خلال شهري آذار ونسان، ثم تزرع البذور وتغطىبسماكة 6-8 سم بالتراب ثم تروى حتى الإشباع وبعدها تروى مرة أو اثنين في الأسبوع حسب الظروف المناخية، وتبدأ البذور في الإنبات خلال شهر اذار.
تترك الغراس في الأواني لمدة سنتين وتنقل بعدها إلى المكان المستدام خلال شهري آذار ونيسان بعد تطعيمها بالأصناف الإقتصادية.
الإكثار بالتطعيم:إن افضل طرق التطعيم عند الأكي دنيا وأنجحها هي الرقعة او البرعم (العين) وتتم في فصل الربيع خلال شهري آذار ونيسان، ويطعم ايضاً خلال شهري آب وإيلول، لكن في هذا التطعيم المتأخر تبقىالعيون نائمةاو ساكنة حتى الربيع التالي. يتم هذا التطعيم في المشتل على الشتول التي تكون قد نمت جيداً خلال السنة الأولى أي بعمر سنة، وبعد نجاح الطعم تبقى الغراس سنة ثانية في المشتل للتأكد من نمو الطعم ونجاحه بشكل جيد ثم بعد ذلك تنقل الغراس وتزرع في المكان المستدام.
ملاحظة:يمكن تطعيم الأكي دنيا على أصول من السفرجل أو الزعرور أو الإجاص.

الأكي دنيا اللذيذة ضيافة مميزة
الأكي دنيا اللذيذة ضيافة مميزة

إنشاء البساتين والخدمات الحقلية فيها
بعدتكاثر الأكي دنيا بالبذور في الأكياس أو العبوات الخاصة (الأصص)، يجب زراعتها مباشرة في الأرض الدائمة بعد نجاح تطعيمها ونموها في السنة الأولى لأن هذه الأواني المزروعة فيها محدودة الحجم ولا تسمح للجذور بالتمدد والإنتشار الذي يؤدي الى زيادة حجم الغراس. لذا، يستحسن نقل هذه النصوب الى الأرض المستدامة في العام التالي بعد التطعيم.
يعتمد إنشاء البستان على عدة نقاط هامة بعد إختيار موقع الأرض الملائم لزراعة الأكي دنيا:
1. نقب الأرض: تنقب الأرض على عمق حوالى 80سم خلال شهر آب اي عندما تكون التربة قد جفت نوعاً ما وقبل إحتمال هطول الأمراض، هذا التوقيت يكون عائقاً في إستمرار النباتات وجذورها بالنمو ويصبح نزع الصخور والحجارة الكبيرة اسهل من الارض الرطبة إن وجدت.
2. حراثة الأرض: تحرث الأرض حراثة عميقة حوالي 40 سم بواسطة السكة وينظف ما تبقى من أجزاء النبات والحجارة إضافة الى تسوية سطح التربة، وتحرث الأرض حراثة ثانية سطحية بواسطة الفرامة على عمق 15 سم تقريباً لتنعيم سطحها.
3. تخطيط الأرض: بعد رسم مخطط لمساحة الأرض ومعرفة سعتها لعدد الشتول، يجب تقسيمها الى خطوط متوازية تبعد عن بعضها 5 امتار وتحديد اماكن الشتول والتي تكون المسافة بين الغرسة والأخرى ايضاً 5 امتار.
4. حفر الجور: تحفر الجور خلال شهري تشرين الأول والثاني في الأماكن المحددة على عمق 70 سم وقطر 50 سم ثم تضاف الأسمدة العضوية المتخمرة و100 غرام من السماد الكيميائي

رسم علمي لأجزاء شجرة الأكي دنيا
رسم علمي لأجزاء شجرة الأكي دنيا

سوبر فوسفات الذي يساعد على تكوين مجموع جذري جيد وخلطها مع تراب قاع الحفر.

5. غرس الشتول: تزرع النصوب في الجور المهيأة خلال شهري كانون الثاني وشباط كما باقي الأشجار المثمرة الدائمة الخضرة مع الانتباه الى أن تكون منطقة الطعم على مستوى سطح التربة تجنباً من إنبات فروع من الأصل المطعم عليه إذا ما كان فوق سطح التربة، ثم تُرص التربة حول الشتول بواسطة الأقدام تجنباً من الفراغات الهوائية التي تؤدي الى جفاف الجذور وموتها او تروى الأشجار في حال كانت التربة جافة.
اما الخدمات الحقلية بعد الزرع،فتتلخص بالنقاط التالية:
1. تقليم الأشجار: تُربى شجرة الأكي دنيا بطريقة التربية الكأسية، كما يُفضل أن تُربى على ساق مرتفعة نسبياً بطول حوالي 50سم، ويتم اختيار ثلاثة أفرع هيكلية موزعة على محيط الساق للشجرة وتترك من دون تقليم لتكوّن هيكلاً قوياً قادراً على حمل المحصول، ويقتصر التقليم في ما بعد على إزالة الأفرع والأغصان من داخل الشجرة لتعريضها للضوء مما يؤدي الى زيادة المحصول وجودته. بعد دخول الشجرة في طور الإثمار الاقتصادي، ينحصر دور التقليم في إزالة الأفرع المصابة والجافة والمتشابكة والمكسورة وإزالة الطرود الشحمية اي النموات التي تظهر على منطقة تفرع الأغصان.
2. الري: إن شجرة الأكي دنيا تزهر أثناء الخريف وتكون في أهم مراحل حياتها الحيوية لذا فمن الضروري تقديم مياه الري والتسميد خلال هذه الفترة لضمان النمو والإثمار الجيدهذا في حال إنقطاع الأمطار لفترة تزيد على 15 يوماً بعكس الأشجار المتساقطة الأوراق التي لا تروى أثناء الخريف والشتاء لكونها تدخل في طور السكون والراحة خلال هذه الفترة، بينما تروىاشجار الأكي دنيا حسب نوع التربة والظروف المناخية السائدة في البستان. ففي فصل الصيف،تروى الأشجار مرة كل 15 يوماً وخلال فصل الخريف، تروى كل 20 يوماً. بشكل عام، يجب أن تكون الريات خلال السنة الأولى متقاربة نسبياً مرة كل أسبوع على الأقل لإعطاء الأشجار الحجم الجيد وتجنباً من جفافها لأنها تكون صغيرة الحجم وجذورها سطحية نوعاً ما، ثم تزداد الكمية والمدة كلما تقدمت الأشجار بالعمر؛تروى كل عشرة أيام في السنة الثانية ثم 15 يوماً في السنوات التي تليها.
3. التسميد :يستحسن تسميد أشجار الأكي دنيا خلال شهري آب وأيلول بخلاف الموعد المحدد في تسميد الأشجار المثمرة الأخرى. تضاف الأسمدة العضوية بمعدل 20-25 كلغ للشجرة الواحدة بعمر 5-8 سنوات توزع في خندق حول الشجرة تحت تفرع اغصانها الخضرية وتطمر جيداً ثم تروى الأرض مباشرة. تزداد هذه الكمية مع زيادة حجم الأشجار لتصل إلى 80 كلغ. أما الأسمدة الكيميائية فيضاف كل عنصر على حدة،الأسمدة الآزوتية تضاف بمعدل 2,5 كلغ، سلفات الأمونياك 21% للشجرة الواحدة المتوسطة الحجم وتقسم على ثلاث دفعات متساوية (الأولى في منتصف ايلول والثانية خلال شهر كانون الأول والأخيرة تضاف خلال شهر شباط). أما الفوسفور والبوتاس فيضافان دفعة واحدة خلال شهري كانون الأول والثاني حسب الإرتفاع عن سطح البحر،إن شجرة الأكي دنيا تحتاج إلى حوالي 2كلغ سوبر فوسفات و كلغ واحد من سلفات البوتاسيوم.

من فوائد الأكي دنيا
تعالج اضطرابات الكبد والكلية والمرارة تحتوي على مضادات التسمم تعالج الزكام والانفلونزا
تعالج التهاب الحلق تقوي عضلات المعدة تمنع تصلب الشرايين
تعالج التهاب البروستات تعالج امراض الرحم تعالج امراض المسالك البولية
تعالج الامراض الجلدية تعالج داء النقرس تخفف من اعراض البواسير
تساعد بالتخفيف من السعال تنظم عملية الجهاز التنفسي تقوي مينا الاسنان وتطهر الفم واللثة
تساعد بالتخلص من الوزن الزائد تساعد بالتخفيف من ألم وجرثومة الامعاء تعالج فقر الدم الحاد وتقوي الدورة الدموية
تعالج الغازات ونفخة البطن تريح الاعصاب تقوي الذاكرة

زهر الأكي دنيا
زهر الأكي دنيا

أهم الحشرات: لا تشكل اشجار الأكي دنيا مصدر غذاء للعديد من الحشرات التي تؤثر عليها إقتصادياً ولكن سنقتصر على شرح الحشرة التي تؤثر على كمية الإنتاج وهي:
المن: وينتشر على النموات الحديثة قبيل فترة الإزهار فيؤدي إلى إفراز مادة سكرية ينمو عليها فطر أسود مسبباً مايسمى بالشحبيرة. يكافح المن باستعمال مبيدات متخصصة حيث يرش على النموات الحديثة فقط وينصح بإضافة أحد الأسمدة الورقية حسب حاجة النبات.

جني الأكي دنيا:
تبدأ أشجار الأكي دنيا بإنتاج الثمار اعتباراً من السنة الرابعة أو الخامسة من الزراعة في الأرض الدائمة وتبدأ بإعطاء محصول غزير اقتصادي في السنة العاشرة بحدود 20-30 كلغ من الثمار وذلك حسب الصنف والخدمة الحقلية المقدمة للأشجار، ويمكن أن يصل إنتاج الشجرة في بعض الأصناف مع العناية الجيدة إلى 170 كلغ وما فوق.
نضج الثمار يبدأ خلال شهر آذار للأصناف المبكرة وفي نيسان وأيار للأصناف المتأخرة تجمع الثمار وهي تامة النضج ويستدل على ذلك من تحول لونها من الأخضر إلى الأصفر أو البرتقالي إضافة إلى سهولة انفصال الثمار عن الأفرع واكتسابها الطعم السكري وانخفاض نسبة الحموضة فيها. ويتحول لون غلاف البذرة إلى اللون البني. كما يراعى عند القطاف عدم جرح الثمار أو خدشهاوالضغط عليها حتى لا تتلون القشرة باللون البني الذي يخفض من قيمتها التسويقية.
تقطف الثمار يدوياً وتعبأ في عبوات صغيرة مناسبة من الخشب. لايمكن تخزين الثمار في البرادات لسرعة تلفها ويجب استهلاكها مباشرة بعد القطف.

الاهمية الغذائية:
تتميز ثمار الاكي دنيا كما ثمار التفاح باحتوائها على حوالي 87% ماء، 37% الياف، 36% رماد، 32% بروتين، 12% سكر، و 7% احماض. فتحتوي ثمار الاكي دنيا على احماض الماليك والسيتريك ومواد مضادة للأكسدة وكما إنها غنية بفيتامين أ، فيتامين ب، فيتامين سي، الالياف، الحديد، البوتاسيوم، المنغنيز، المغنيزيوم، الزنك، الفوسفور، النحاس، الكالسيوم والبروتينات. وبما ان ثمار الاكي دنيا من الفاكهة القليلة الصوديوم والكوليسترول والدهون المشبعة، فهذا يعني انه يحافظ على الصحة وعلى وزن خفيف من دون حمية أو رجيم، أي إن الأكي دنيا ممتازة للتنحيف وخسارة بعض الشحوم.

السماد العضوي

السماد العضوي

الدجاج البيتي سماده أفضل بكثير لعدم تلوثه بالهرمونات والمضادات الحيوية كما هي الحال في سماد دجاج المزارع

الماعز مصدر أساسي للأسمدة الحيوانيةالغنية بالعناصر المغذية

تأثير السماد العضوي في نمو ثمار التفاح

تجهيز الخنادق التي سيتم وضع السماد العضوي فيها تمهيدا لطمره

مراحل إنتاج السماد العضوي

هذا النوع من عرف الخمير المرتفعة مناسب في حال تولّد كميات كبيرة من السماد بسبب حجم قطعان الماشية

دليل المزارع البيئي

السماد العضوي واستخداماته
في 20 سؤالاً وجواباً

في خطة التسميد لا تنس نقيع السماد…ودود الأرض

سماد الدجاج البيتي من أفضل أنواع السماد
لاحتوائه على الفوسفور وعلى العديد من المغذيات

السماد الكيميائي مفيد في المدى القصير
لكنه يفقر التربة ويضعف مناعة الأشجار

هناك تبسيط ومعرفة قليلة لدى معظم المزارعين بأسلوب تحضير السماد الطبيعي أو العضوي واستخدامه في الزراعات المختلفة مثل الخضار والأشجار المثمرة. والتسميد العضوي علم قائم بذاته ولا يكفي أن نلقي بروث الماعز أو الدجاج حول شجرة أو في ثلم الخضار، إذ يقتضي أن نعرف كيفية تخمير السماد العضوي وطريقة استخدامه وتوقيت ذلك والكميات المطلوبة لكل نوع من الأشجار وأن ندرك الفوارق الأساسية بين التسميد العضوي وبين التسميد الكيميائي الذي لا يزال مغرياً للكثيرين بسبب اعتقادهم أنه يعطي نتائج سريعة ومحصولاً أفضل.
في هذا المقال تعرض «الضحى» لدليل تفصيلي حول التسميد العضوي في الزراعة نأمل أن يكون فيه الجواب الشافي للمزارعين الملتزمين بالتسميد العضوي وبالزراعة الصديقة للبيئة عموماً.

1. لماذا تسميد الأرض ضروري؟
أو لنطرح السؤال بطريقة ثانية وهي: ماذا سيحصل في حال ترك التربة من دون تسميد لسنوات متوالية؟
إن السماد العضوي ضروري جداً للحقول والبساتين المزروعة أو المنوي زرعها وخصوصاً الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، لأن الزراعات الدائمة تستهلك نفس المواد المعدنية والغذائية الموجودة في الأرض، كما إن النباتات بشكل عام تحتاج الى ما يساعدها على تفكيك وتحليل وتحويل العناصر الغذائية الضرورية لنموها وهذه المواد المساعدة هي الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة التي تحتاج الى مواد عضوية لتعيش وتتكاثر عليها مثل السماد العضوي الذي ايضاً يقدم الكثير من العناصر الغذائية التي تحتاجها النبتة. أما اذا تركت التربة من دون تسميد لأكثر من ثلاث سنوات متتالية، فإن النباتات ستبدأ بالتراجع في نموها وانتاجها وتستمر في الضعف والتراجع حتى موتها وتصبح عرضة للإصابة بالأمراض والحشرات التي تسرع في موتها بالإضافة الى ان هذه النباتات تصبح المأوى والملاذ الآمن للأمراض والحشرات الضارة من كل نوع.

2. ما هي المراحل التي يمرّ بها السماد العضوي قبل أن يصبح صالحاً للإستعمال؟
يمرّ السماد العضوي بمراحل عديدة قبل أن يصبح صالحاً لتغذية النباتات، وأهمها:
1. في المزرعة بعد خروج الروث من الحيوان يتعرض إلى التكسير من قبل الحيوانات الموجودة في المزرعة بواسطة أقدامها، هذه العملية تساعد على تخمر السماد بشكل أسرع.
2. بول الحيوان مهم جداً لتخمير الروث لأنه يساعد على تفكيكه وتحرير العناصر الغذائية التي تحتوي عليها، وبخاصة الآزوت بحيث يمكن للنباتات امتصاصها، ويساعد الآزوت النبات على النمو الخضري أي نمو الأغصان والأوراق والبراعم.
3. يتم عادة جمع الروث او السماد في أقبية الحظائر بشكل أكوام لترتفع حرارتها وتبدأ بالتخمر والتفكك والإحتفاظ بالرطوبة التي يحتوي عليها من البول.

3. كيف يتم تخمير السماد وماذا يحدث له في عملية التخمّر وعند اكتمالها؟
يتخمر السماد بوضعه في أماكن مشمسة بشكل كومة وترطيبها بالماء ثم تغطيتها بالنيلون السميك وذات لون داكن لإمتصاص حرارة الشمس والإحتفاظ بها وقت طويل خلال الليل، ويجب تحريكها ( قلبها وخلطها) كل أسبوع تقريباً لمدة شهر مشمس، بهذه الطريقة ترتفع حرارة كومة السماد لحوالي 70 درجة مئوية وتؤدي الى تكاثر الكائنات الحية الدقيقة وموت بذور النباتات الضارة إضافة الى تفكك السماد وتحلله وتحويله ليصبح قابلاً للإمتصاص من قبل جذور النبات.

4. ما هي خصائص السماد المختمر والناضح للإستعمال؟
• سريع في تقديم الغذاء للنبات.
• لا يحتوي على بذور النباتات المزاحمة على الغذاء.
• خال من الأمراض والحشرات وبيوضها.
• يصبح الفرشة والمأوى الطبيعي لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة في التربة التي تفكك وتحلل وتحول السماد لتصبح جذور النباتات قادرة على إمتصاصها.

5. لماذا لا يجب استخدام السماد الحيواني وهو أخضر أي غير مختمر؟
يمكن إستخدامه ولكن بنسب قليلة ويستحسن ان يكون جافاً نوعاً ما، لأن السماد الحيواني غير المتخمر يحتوي على عناصر كيميائية مركّزة مثل البول الذي يؤدي الى قتل الحشرات المفيدة في التربة وموت جذور النباتات وبخاصة الماصة منها، كما إن السماد الحيواني الأخضر يصبح جاذباً للكثير من الحشرات الضارة بالمزروعات وخصوصاً ذبابة البحر الأبيض المتوسط التي تعتبر من أخطر الآفات الزراعية للأشجار المثمرة.

6. كيف يمكن الاحتفاظ بالسماد من دون التسبب بتوالد الذباب أو الديدان أو البراغيت؟
من المستحسن وضع السماد العضوي للنباتات مباشرة بعد تخميره تجنباً لفقدان عناصره الغذائية كلما طال الوقت بين نهاية التخمير ووضعه على النباتات، اما اذا أراد المزارع تخزين السماد العضوي بعد تخميره اي بعد القضاء على الحشرات وبيوضها من الحرارة المرتفعة اثناء عملية التخمير، يجب تخفيض رطوبته ووضعه في اكياس نايلون سوداء وتخزينه في غرف نظيفة ومظلمة، لكن بشكل مؤقت.
تنبيه هام: يجب عدم رش السماد الحيواني بالمازوت (بغرض قتل الحشرات ويرقاتها) لأنه يؤدي عند استخدامه في التربة إلى يباس الخضار والمحاصيل الحقلية وضعف الأشجار، لأن المازوت يغلف ويحرق الجذور وبخاصة الطرية منها، أما رش السماد بالمبيدات فيؤدي في الكثير من الأحيان الى موت الكائنات الحية الدقيقة والطفيليات والحشرات المفيدة وبالتالي يصبح هذا السماد غير صالح لإستخدامه في الزراعات العضوية.

7. ما فائدة سماد الدجاج البيتي وبماذا يتميز؟
إن سماد الدجاج البلدي الذي يعتمد في غذائه على فضلات الطعام المنزلي والقمح والشعير والنخالة والأعشاب البرية المتعددة الأنواع هو من افضل الأسمدة العضوية التي تستخدم في الزراعة لأنه يمتاز عن باقي الأسمدة لإحتوائه على نسبة جيدة من العنصر الغذائي الرئيسي الفوسفور النادر وجوده في باقي الأسمدة العضوية، إضافة الى الكثير من المغذيات التي يحتاجها النبات.

8. ما هي أوجه التشابه والإختلاف بين سماد الدجاج البيتي وبين سماد دجاج المزارع؟
من الخطأ مقارنة السماد الطبيعي بسماد المزارع لأنهما لا يلتقيان في شيء، فسماد المزارع وبخاصة الفروج منها الذي يعتمد في تغذيته على الأعلاف المركبة والمركزة، اذ يصبح الفروج خلال 43 يوماً اكثر من 2 كلغ بينما الدجاج المربى على الغذاء المذكور اعلاه يحتاج إلى أكثر من سبعة أشهر ليصبح في هذا الوزن، والأخطر من ذلك كله، هو ان بعض مربي دجاج الفروج يستخدمون مواداً كيميائية اخرى من البترول خطيرة جداً وممنوع استعمالها عالمياً. ان هذه المواد والأدوية التي تضاف الى العلف والماء التي تعطى للدجاج لعلاج الأمراض معظمها مواد كيميائية غير قابلة للتفكك في دم الإنسان وتتسبب في الكثير من الحالات المرضية وبعض التشوهات الجسدية، وهذه المواد لا شك تتسرب في معظمها إلى روث الدجاج فإن وضعت في التربة فإنها ولا شك ستترك فيها آثاراً سلبية إلى جانب ما تقدمه من عناصر غذائية وربما تسربت تلك العناصر ولا سيما الهرمونية إلى الإنتاج الخضري والغذائي الذي نتناوله.

9. السماد العضوي المختمر جيداً هل يُغني عن استخدام السماد الكيميائي؟
يغني في حال خلط السماد الحيواني وأهمها سماد الماعز الذي يعتمد على الرعي مع سماد الدجاج البلدي والنباتات البرية التي تنمو في الحقول بعد جزها، إضافة الى ان التربة تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية خصوصاً في المنطقة السطحية منها والتي تخترقها اشعة الشمس وحرارتها.

مقارنة بين السماد العضوي والسماد الكيميائي
السماد الكيميائي السماد العضوي وجه المقارنة
مرتفعة بسبب تكلفة المواد الأولية والتصنيع والنقل منخفضة خصوصاً في حال تربية الماشية والطيور التكلفة
عناصر كيمائية مصنعة قابلة للذوبان في المياه يحتوي على كائنات حية دقيقة تتولى تفكيك السماد وتحوّله ليصبح صالحاً لإمتصاصه من قبل الجذور التركيب
يزيد العناصر الغذائية في المدى القصير لكنه بسبب تأثيره على البيئة الحية للتربة يساهم في حرمانها من البكتيريات العضوية ويفقرها بالتالي مع الوقت، وقد يؤدي الاستخدام الكثيف للمياه إلى تملحها وتراجع صلاحيتها للزراعة يغني التربة على المدى الطويل ويعزز خصوبتها من خلال تفكيك حبيبات التربة الكبيرة وتصغيرها وتكبير حبيبات التربة الصغيرة لتصبح التربة متجانسة التركيب جيدة الصرف وغنية بالمواد الغذائية الأثر الطويل الأمد
يساهم في تخفيض رطوبة التربة مما يؤدي الى زيادة عدد الريات المطلوبة وزيادة استهلاك المياه يحافظ على رطوبة التربة ويؤدي الى توفير كمية الري والمياه تأثيره على أسلوب الري
الأسمدة الكيميائية تمنع التربة من الإحتفاظ بالمياه وتضعف قوام التربة وتؤدي الى تشققها الأسمدة العضوية تزيد تفكك التربة وقابليتها لامتصاص المياه مما يحفظ رطوبة التربة لمدة طويلة تأثيره على معدل الرطوبة
تزيد الأسمدة الكيميائية من تلوث التربة والمياه الجوفية، كما إنها تضعف مناعة الأشجار وتعرّضها للآفات وتزيد بالتالي الحاجة لاستخدام المبيدات السماد العضوي مفيد جداً للبيئة لأنه يعزّز خصوبة التربة ويوفّر البيئة المثلى لنمو النباتات ومناعتها ضد الآفات تأثيره على البيئة
الأسمدة الكيميائية تخفض من المواد السكرية والفيتامينات التي تحتويها كل من ثمار الأشجار والخضار الورقية والمحاصيل الحقلية مما يعطي ثماراً قليلة الحلاوة نسبياً ونكهة مخففة. تساعد الأسمدة العضوية جذور النباتات على التكاثر والتشعب والتمدّد بين حبيبات التربة مما يؤدي الى كبر حجم النباتات وبالتالي زيادة إنتاجها وطيب مذاقها تأثيره على نوعية الثمار
المصدر: مجلة «الضحى» بالاستناد إلى المصادر العلمية

10. ما هي المغذيات الدقيقة Trace Elements وما هي فائدتها في تخصيب التربة؟
إن المعادن النادرة او الدقيقة التي يحتاجها النبات هي بصورة أساسية: الكالسيوم والحديد والبور والزنك والمغنيزيوم والمنغانيز.
وتحتاج التربة الى المواد الغذائية خصوصاً التربة التي تزرع سنوياً من نفس المحصول أو المزروعة بالأشجار المثمرة التي تأخذ نفس المواد الغذائية، فهذا يؤدي الى إجهاد الأرض وإفقارها إلى كمية لا يستهان بها من العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات مع مرور السنين، لذا من الضروري إضافة السماد للتعويض عن العناصر التي فقدت أو قلت في التربة. أما هذه العناصر موجودة في الأسمدة العضوية المخمرة والتي تضم عدة مجموعات منها، الأسمدة الحيوانية والطيور، الأسمدة النباتية وجذورها، بقايا المناشر والمصانع الخشبية والرماد.

الماعز مصدر أساسي للأسمدة الحيوانيةالغنية بالعناصر المغذية
الماعز مصدر أساسي للأسمدة الحيوانيةالغنية بالعناصر المغذية

11. إستخدام السماد الطبيعي على الأشجار المثمرة: التعليمات الأساسية
بعد تخمير السماد العضوي وإنضاجه ينقل الى البساتين بواسطة أوان خاصة مثل الأكياس لا يزيد وزنها على 40 كلغ لسهولة نقلها داخل البستان، اما كيفية وضعه للأشجار فيكون على طريقتين:
الأولى: ينثر او يفلش السماد حول جذع الأشجار ويعزق او يفرم بواسطة الفرامة كي يخلط مع تراب سطح الارض فإن هذه الطريقة تتطلب زيادة كمية السماد لأنه لا يفيد القسم المتبقي على سطح التربة من السماد، اذا طمر في التربة يفقد رطوبته التي تحتوي على المواد الغذائية والبكتيريا.
الثانية: هذه الطريقة المثلى والأفضل في وضع جميع انواع الأسمدة عضوية كانت او كيميائية. بعد نقل السماد العضوي المخمر الى البستان، يجب حفر خندق حول جذع الشجرة متواز مع تفرع أغصانها اي عامودياً على مستوى الفروع أو الطرود الحديثة التي نمت خلال الموسم الفائت بعمق حوالي 15 سم وعرض 30 سم تقريباً ثم يوضع السماد ويطمر مباشرة.
اما الأوقات التي يوضع فيها السماد فهي خلال فصل الخريف بعد أن تروى الأرض من مياه الأمطار وحسب الإرتفاع عن سطح البحر اي يوضع السماد في المناطق الساحلية اولاً ويستمر وضعه صعوداً الى المناطق المرتفعة.

12. ما هي حاجة التفاح، والزيتون، والجوز، واللوز، والزعرور، والكرز، والمشمش، والخوخ، والإجاص للتسميد؟
تحتاج هذه الأشجار الى التسميد العضوي المخمر سنوياً لكن بنسب مختلفة، لذا من الضروري وضع تلك الأشجار المثمرة ضمن مجموعتين:
الأولى: تضم الزيتون، الجوز، الكرز والمشمش. تحتاج هذه الأشجار الى التسميد العضوي المخمر كل سنة، من 50 الى 70 كلغ للأشجار المتوسطة الحجم والتي تتصف بنموها الجيد خلال فصل الخريف ويوضع السماد في خندق حول جذع الشجرة على مسافة تبعد عن الجذع تتناسب مع مستوى تفرع أغصانها ثم يطمر السماد بتراب الخندق.
الثانية: تضم التفاح، اللوز، الزعرور، الخوخ والإجاص. ان جميع هذه الأشجار تتصف بحجم متوسط تقريباً لذا فإن حاجتها إلى التسميد العضوي المخمر تكون من 40 الى 50 كلغ للشجرة الواحدة وتوضع في فصل الخريف بنفس طريقة المجموعة الأولى.

3. هل يمكن تسميد التين بالسماد العضوي؟ وما هي مضار استخدام السماد الكيميائي على التين؟
من الضروري تسميد اشجار التين بالسماد العضوي لأنه كما جميع الأشجار المثمرة تستجيب للتسميد العضوي، ولكن بالنسبة الى التين من المفضل وضع السماد الطبيعي بعد تخميره خوفاً من إحتواء السماد على حشرات او بيوضها التي تؤدي الى قضم الجذور السطحية الماصة خصوصاً ان التين يحمل جذوراً فاتحة اللون التي تجذب الحشرات.

14. هل تحتاج الكرمة إلى تسميد عضوي وبأي أسلوب؟
إن شجيرات الكرمة بحاجة الى التسميد العضوي كما إنها تستجيب له بشكل جيد ما يساعده على نمو افضل وإعطاء العناقيد حجماً كبيراً ذات مذاق حلو وثمار صلبة ولون مميز.
يوضع السماد العضوي للكرمة بنفس طرق وضعه للأشجار المثمرة ولكن لا يؤخذ بالإعتبار تفرع اغصانها بل يوضع في خندق حول جذع الشجرة التي تبعد عن الجذع حسب عمرها وحجمها هذا إذا ما زرعت في وسط الكروم او الجلول، اما للكرمة المغروسة على شكل كروم ( على الشوار) يحفر خندق يبعد عن كعب النباتات من 50 الى 80 سم وايضاً حسب عمر وحجم الشجيرات على طول الجل والأهم بعد وضع السماد طمره مباشرة قبل جفافه.

15. استخدام السماد العضوي على الخضار الصيفية والشتوية
ان استخدام السماد العضوي المخمر ضروري جداً للخضار خصوصاً التي تزرع للإنتاج العضوي، فإن السماد يمد الخضار بالكثير من العناصر الغذائية الضرورية له وخاصة عنصر الآزوت الذي يساعد النبات على النمو الخضري. من الضروري ان لا يوضع السماد قبل تخميره تجنباً لإنتشار الأمراض وإنبات بذور النباتات الضارة التي تزاحم الخضار على الغذاء وتصبح الملجأ للحشرات والأمراض التي تنتقل الى المزروعات، اما استخدام السماد المخمر للخضار يكون في المساكب او الأثلام المهيأة قبل الزرع ويجب خلطها مع تراب قاعها.

16. استخدام السماد العضوي في زراعة القمح والشعير والحبوب والمواسم الربيعية
إن جميع المحاصيل الحقلية بحاجة الى السماد العضوي لأنها تستجيب بشكل كامل للتسميد العضوي وبخاصة القمح والشعير اللذين يزرعان في الأوقات التي توضع فيها الأسمدة العضوية في فصل الخريف. اما الفوائد التي يقدمها السماد العضوي الى نباتات المحاصيل الحقلية (الحبوب) هي:
– تحسين خواص التربة التي تصبح المرقد الجيد للحبوب قبل إنباتها خصوصاً للنباتات التي تبقى بذورها وقتاً غير قليل في التربة قبل الإنبات.
– يسهل عملية الإنبات لأنه يساعد على تفكيك التربة وتحسنها.
– يصبح السماد العضوي الحاضنة الوحيدة والمساعدة على تكاثر الكائنات الحية الدقيقة التي تفكك المواد العضوية وتحللها وتحولها لتصبح جاهزة لإمتصاصها من قبل جذور النبات.
– يزيد من حرارة التربة مما يشجع النبات على النمو الجيد.
– يمد النبات بجميع المواد الغذائية الضرورية التي يحتاجها.
– يساعد النبات على النمو الجيد الذي ينعكس إيجاباً على كمية الإنتاج وحجم الحبوب وجودتها.
– كلما ازداد نمو النبات كلما امتص كمية كبيرة من الآزوت الجوي ضمن درنات تنمو على جذوره مما يساعد على زيادة نسبة الآزوت في التربة التي تساعد النباتات على النمو الخضري.

17. نقيع السماد العضوي، كيفية تحضيره والإفادة منه في تغذية التربة وتنمية المحصول
محلول السماد العضوي هو نقيع السماد في الماء في خزان او برميل، المهم ان لا تزيد كمية السماد في الخليط على 20% ثم يغطى الخزان بقطعة من النايلون لإرتفاع حرارة محتواه مما يؤدي الى سرعة تخمير السماد في الماء، ويصبح صالحاً لإستخدامه في ري المزروعات بعد مرور ثلاثة اسابيع يكون نهارها دافئاً مع تحريك هذا المحلول مرة واحدة على الأقل يومياً. لكن قبل استخدام المحلول المخمر، يجب كشف الخزان من النايلون مساءً لتبريد الخليط ليلاً قبل تقديمه للنباتات كغذاء مطبوخ جاهز وخال من بذور النباتات البرية وبيوض الحشرات والأمراض.
ملاحظة: لا يمكن ري المزروعات من خلال شبكة الري التي تعمل بالتنقيط لأنه يؤدي الى تسكير النقاطات.

18. الفوارق بين الكمبوست والسماد العضوي ولماذا يمكن القول إنهما متكاملان في وظائفهما
الكمبوست سماد ناتج عن اجزاء نباتية عديدة متخمرة مثل الحبوب والخضار والفواكه، إضافة الى بعض المتممات الغذائية عضوية كانت او كيميائية، فإن أجزاء هذه النباتات تحتوي على العناصر الغذائية التي أخذتها من التربة اثناء نموها ولكن بنسب مختلفة.
السماد العضوي ناتج عن مصادر عديدة أهمها: السماد العضوي الناتج عن روث الحيوانات والدواجن، النباتات الخضراء خصوصاً التابعة الى الفصيلة البقولية مثل الفول، الحمص، الباقي… وخلطها مع التربة بواسطة الفرامة اثناء مرحلة الإزهار لأنها تكون بأقصى إحتوائها على العناصر الغذائية.
الفوائد التي تنتج عن المزج بين الكمبوست والسماد العضوي هو انهما يصبحان بعد خلطهما وتخميرهما كاملين في العناصر الغذائية.

19. التسميد بدودة الأرض: ما هي وظائف دودة الأرض وكيف يمكن التشجيع على تكاثرها؟
إن دودة الأرض (أبو مغيط) هامة جداً للأرض، فإن الأتربة التي تحتوي او ينمو بداخلها (ابو مغيط) هي أراض خصبة وجيدة زراعياً.
الوظائف التي تقوم بها دودة الأرض عديدة جداً أهمها:
-تؤمن للنبات جزءاً جيداً من الغذاء بعد ان تأكل التربة وتبرزها، فهذا البراز يحتوي على الكثير من المواد الغذائية، وتنمو هذه الديدان على مستوى الجذور.
– تؤمِّن التهوئة اللازمة التي تحتاج إليها التربة والجذور لتتنفس.
– تساعد التربة كي تصبح جيدة الصرف للمياه الزائدة تجنباً لإختناق الجذور.
الطرق الفضلى للمحافظة على ديدان الأرض والتشجيع على تكاثرها هو عدم استعمال الأسمدة والمبيدات الكيميائية لأنها تقضي عليها، أما استعمال الأسمدة العضوية فيشجع على تكاثرها لأنه يؤمن للديدان الحرارة والغذاء وسهولة الحركة داخل التربة وكذلك الرطوبة المعتدلة خلال فصل الربيع.

لا محاذير صحية
للأسمدة العضوية

يعتقد بعض الناس أن الأسمدة العضوية بسبب مصدرها الحيواني قد تحمل بكتيريا أو فيروسات قد تنتقل إلى الخضار المنزلية بسبب قربها من مستوى التربة. لكن حقيقة الأمر أن الأسمدة العضوية هي مواد عضوية مكتملة وغير ملوثة بالبكتيريا الضارة . لكن من أجل الاطمئنان إلى استخدامها يمكن اتباع الإرشادات التالية:
يجب وضع السماد بعد تخميره خاصة لنبات الخضار والتقيد بالكمية المناسبة.
عدم إستخدام الأسمدة المستخرجة من المزارع التي تعتمد في غذائها على الأعلاف المركبة والتي تعامل حيواناتها ضمن برنامج وقائي بأدوية صلبة غير قابلة للتفكك.
خلط السماد مع التربة قبل الزرع تجنباً من تبخر الآزوت منه الذي يكون النبات بحاجة له لنموه الخضري وتجنباً أيضاً من التلوث البيئي الذي يحدثه الآزوت المتبخر في الجو وبالتالي تأثيره على الإنسان.
من الأفضل ان لا تلامس الأجزاء النباتية التي تؤكل طازجة السماد العضوي خصوصاً غير المتخمر.

التسميد بين الماضي والحاضر
الأدلة على أن التسميد تراث بشري قديم جداً أكثر من أن تحصى، وقد أظهرت الآثار القديمة والكتابات والرسوم على جدران المعابد أو غيرها على أن المزارعين بدأوا باستخدام روث الحيوانات منذ الإنتقال من أسلوب الصيد وجمع الفاكهة البرية إلى نمط من الزراعة المستقرة، وقد ترافق ذلك بالانتقال من نمط البداوة والترحال الدائم بحثاً عن المرعى والملجأ . لكن يعود استخدام الأسمدة العضوية المدروس الى بداية القرن التاسع عشر، عندما بدأ المزارعون الاستقرار في حواضر زراعية وبناء البيوت والعيش من الاستغلال الزراعي للأراضي المحيطة. ومما لا شك فيه أن الإنسان اكتشف في ماض سحيق أهمية السماد الذي كان ينجم عن تربية الحيوانات الداجنة مثل الأبقار والأغنام والزراعة بشكل ملحوظ إذ وجد بالصدفة ربما أن الأعشاب أو الزراعات التي كانت تنمو على أكوام الروث الحيواني كانت كبيرة وغزيرة الإنتاج بالمقارنة مع ما كان يزرع في أماكن بعيدة لا يطالها الروث الحيواني. وربما قويت فكرة التسميد بعد أن لاحظ الأقدمون تراجع إنتاجية المزروعات أو الأشجار مع السنين نتيجة استنزاف العناصر الغذائية من التربة فخطر لبعض الأذكياء منهم الذين وجدوا الأثر اللافت للروث الحيواني في نمو زراعات حول المنزل أن ينقلوا الروث إلى الحقول ويضعوه حول الأشجار ويدفنوه في التربة التي تغذيها وبات الروث الحيواني يخلط مع التربة من خلال طرق الحراثة القديمة باستخدام حيوانات الجر مثل الثيران والبغال واستقرت بذلك تقاليد التسميد بالروث الحيواني وساعد في ذلك الحجم الهائل للثروة الحيوانية من خيول وأبقار وأغنام وطيور وغيرها.
لقد تعلم الأقدمون فوائد التسميد الطبيعي بالتجربة والملاحظة لكن لم تكن لديهم بالضرورة معرفة علمية بالكيفية التي يساهم بها التسميد في تخصيب الأرض، وقد مضت قرون طويلة قبل أن يبدأ الإنسان من خلال تطور التقنية ووسائل البحث والاختبار بدرس خصائص التربة وخصائص السماد الحيواني لمحاولة فهم طريقة عمله وتأثيره الكبير الإيجابي في التربة وفي حجم ونوعية المحاصيل وهو ما قاد في النهاية إلى معرفة متكاملة بطبيعة السماد العضوي ومكوناته وأساليب إعداده واستخدامه مع الأخذ في الاعتبار وقت الاستخدام واختلاف المواسم والأشجار والنباتات وحاجة كل منها.

بداية المرحلة العلمية
كان الباحث الألماني جوستوس فون ليبج أول من اكتشف بين عامي (1803-1873) أن المكونات الكيميائية الرئيسية الثلاثة في الأنسجة النباتية هي النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم. اصبحت الزراعة المتكاملة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مورد عيش ونمط حياة ملايين المزارعين الذين أتقنوا وأحبوا هذا العمل النظيف قبل أن تتفتح أعين الاجيال اللاحقة منهم مع الأسف على المكونات الكيميائية المركبة التي بدأت تحل محل السماد العضوي في كافة أنحاء الأرض وتهدد وجود الإنسان والحيوان والبيئة الطبيعية.

دليل المزارع الى التسميد العضوي

دليـل المـزارع إلــى التسميد العضوي

ما هي الأسمدة العضوية ومصادر الحصول عليها
طريقة إنتاج السماد العضوي وتخميره وتخزينه

ما هي الآثار المباشرة لإستخدام التسميد العضوي
ولماذا لا يعتبر سماد مزارع الأبقار والدواجن عضوياً؟

خليط من روث الغنم والدجاج تم تخميره مع المواد العضوية من الحقل
خليط من روث الغنم والدجاج تم تخميره مع المواد العضوية من الحقل

لا يختلف إثنان في أن التسميد هو من أهم العوامل التي تقرّر إذا كانت الأرض التي تستثمر فيها الوقت والمال ستعطي الموسم المأمول الذي يفرح قلب المزارع. ليس السماد وحده بالطبع الذي يقرّر حجم «الغلة» أو المحصول، فالزراعة وإن كانت فناً له فروعه وأسسه العلمية إلا أنها ليست فناً دقيقاً مثل الصناعة لأنها مرتهنة بعوامل الطبيعة مثل الطقس وتقلباته الحادة ومفاجآته أحيانا أو مثل الآفات وما يجري في الطبيعة من تغيرات بسبب عمل الإنسان.. ونحن هنا نتكلم عن الزراعة الطبيعية أي التي نمارسها كما كان يمارسها أجدادنا من دون إدخال تقنيات التسميد الصناعي والمكافحة الكيماوية وغير ذلك فنحن نتكلم عن الزراعة الطبيعية التي نؤيدها ونعتبر العودة إليها أمراً لا بدّ منه إذا أردنا وقف التدهورالكارثي في بيئتنا وفي غذائنا وصحتنا.
لكن إذا كان الطقس خارج إرادة المزارع الطبيعي، فإن إدارة التربة وخصوبة الارض واستخدام التطبيقات الصحيحة وفي الوقت الملائم للتسميد تبقى هي العامل الأساسي الذي يمكننا التحكم به للحصول على أفضل النتائج من الأرض.
التسميد العضوي هو حجر الزاوية سواء للبستنة البيتية (أي التي تهتم بحاجة البيت والأسرة ) أو للزراعة الاقتصادية التي تعول على بيع المواسم في السوق وتحصيل دخل من الإنتاج. وبسبب أهمية التسميد فإننا سنعالج الموضوع على حلقتين: في الحلقة الأولى هنا سنركّزعلى التعريف بالتسميد العضوي ومصادره وأهميته وآثاره وكيفية الحصول عليه وتخميره وسنركّز بصورة خاصة على التمييز بين أنواع السماد العضوي الناجمة عن التربية المنزلية للماشية أو الدجاج والطيور وبين الأسمدة العضوية الناجمة عن مزارع الأبقار والدواجن الكبيرة والحديثة والتي تعتمد على أنواع محددة من الأعلاف الصناعية المركبة ومن المعالجة المستمرة بالمضادات الحيوية أو غيرها من المكونات غير الطبيعية.
ونبدأ هنا بلفت الانتباه إلى أن ما يقرر نوعية السماد العضوي ليس كون الماشية تربى منزلياً أو في مزارع بل نوع العلف الذي يعطى لتلك الحيوانات. فإذا كان المزارع أو هاوي الزراعة يربي ماعزاً في المنزل مثلاً طمعاً في الحصول على سماد عضوي لكنه يطعم الماعز علفاً مركباً من النوع المستخدم في مزارع الأبقار فإن ما سيحصل عليه هو سماد من نوعية متدنية جداً ويحتوي على مخلفات الهرمونات والمضادات الحيوية وبالتالي لن يكون سماداً عضوياً أو «بلدياً» ولن يكون بجودة المنتج العضوي المعتمد على السماد الطبيعي الذي لم تدخله تلك العناصر، وسنعود إلى هذه النقطة في وقت لاحق.
نعترف بالطبع بأننا عندما ندعو إلى التسميد العضوي فإننا سنواجه السؤال من المزارع : من أين نأتي بهذا السماد؟ وهذا السؤال محق لأن السماد العضوي يتراجع من حيث الكميات المتوافرة ولم يعد الموجود منه في مراكز تربية الماعز البلدي مثلاً يكفي لتلبية حاجة المزارعين. أما عن السماد البقري فلا يوجد في السوق سماد بقري طبيعي أي لم ينتج عن تغذية البقر بالعلف المركب، لذلك فإن كل السماد البقري عموماً هو من نوعية متدنية ويحتوي على نسب عالية من الهرمونات والمضادات الحيوية، وهذه يمكن تفكيك معظمها إذا تمّ تخمير السماد مع ما ينجم عن ذلك من تولّد حرارة عالية داخل كومة السماد، وهذا يعني أن السماد البقري يمكن استخدامه بشروط التخمير الجيد، وهذا النوع من السماد متوافر بصورة أفضل بسبب عدد مزارع الأبقار وانتشارها.
ينطبق الشيء نفسه على سماد الدجاج الوارد من المزارع والذي يتميز عادة برائحة منفِّرة بسبب منشئه من العلف الجاهز المختلط بالهرمونات وبالكثير من العناصر غير الطبيعية. وهذا السماد متوافر أيضاً وبأسعار رخيصة لكنه لا يعتبر عضوياً أو «بلدياً» لكن حتماً أفضل من الأسمدة الكيماوية.
للذين يودون لغذائهم أن يكون عضوياً بكل معنى الكلمة أي طبيعياً وكما اعتاد الجدود أن يحصلوا عليه، فإن عليهم أن يقبلوا بضرورة تربية بعض الحيوانات الأليفة باعتبار ذلك حلقة أساسية في دورة الزراعة العضوية. ومن أكثر الحيوانات الأليفة فائدة الماعز الحلوب وخمسة منها يمكن أن تنتج حاجة المنزل إلى السماد العضوي لكن شرط أن لا يُقدَّم للماعز العلف المركب والمحتوي على نسب عالية من الهرمونات والعناصر الكيماوية ويعطي بدلاً من ذلك خلطة طبيعية من الشعير والتبن أو يقدّم له العشب إذا لم يكن ممكناً أخذه ليرعى العشب في الطبيعة، لكن تربية الدجاج البلدي وربوالأعلاف الطبيعية والبقولية. أما الدجاج فيمكن أن يوفّر مصدراً عظيم الأهمية للسماد الطبيعي لكن ودائماً شرط أن لا يقدّم له العلف المركب وأن يقتصر غذاؤه على القمح والذرة وبقايا الخضار والأطعمة المنزلية وربما الحشائش، وتربية الدجاج في مكان مغلق يعطي إنتاجاً للسماد أكبر مما لو كان الدجاج سارحاً في الطبيعة.
أخيراً، فإنه وبالإضافة إلى المصدر الحيواني فإن في إمكان أي مزارع أن يوفّر ما يلزمه من أسمدة عضوية من خلال تخمير النفايات العضوية المنزلية وحشائش الحديقة ومخلفات عضوية أخرى وربما الكرتون والصحف وأوراق الشجر اليابسة ومخلفات محاصيل البقوليات مثل الفول والبازيللا والباقي والبرسيم والجلبانة وكلها تعتبر من «الأسمدة الخضراء»، مع إضافة بعض الأسمدة العضوية لها مثل سماد الدجاج والفوسفات الصخري (الطبيعي)، وسيتوافر من ذلك خليط ممتاز من السماد الطبيعي. إذاً ليس الأمر بهذه الصعوبة فإذا كان أي منا يفكّر باستخدام التسميد العضوي، فالحلول تتدرج من البسيط إلى الأكثر تطوراً وذلك وفق حاجة الشخص ورغباته واستعداده للمبادرة وعمل شيء من أجل الأخذ بزمام صحته وصحة أسرته.
ونحن ندعو بقوة إلى الاقتصار على التسميد العضوي لأن الأخير يعطي نتائج أفضل من حيث كمية ونوعية المحصول ولأن السماد العضوي ليست له أي آثار سلبية على البيئة حتى لو استخدم بكميات أكبر من الضرورة، بينما يؤدي الإستخدام العشوائي والمتكرر للأسمدة المعدنية (الكيماوية) أولاً الى تدهور نوعية التربة وتكوينها البيولوجي وبالتالي تراجع مواصفاتها كتربة زراعية، وكذلك تضرر البيئة بسبب تسرب الأسمدة الكيماوية إلى الأنهار والمياه الجوفية.

الأسممدة-العضوية-منتشرة-في-العالم-وتأتي-بعدة-خلطات
الأسممدة-العضوية-منتشرة-في-العالم-وتأتي-بعدة-خلطات

 

 

المكونات المعدنية والعضوية لبعض انواع الاسمدة العضوية:

مادة عضوية (%) بوتاسيوم (%) فوسفور (%) آزوت (%) نوع السماد
30 0,5 0,2 0,7 سماد بقر
60 0,4 0,15 0,7 سماد خيل
60 2,3 0,5 2,0 سماد ماعز
50 1,6 0,6 1,6 سماد دجاج
80 1,05 0,1 0,6 اسمدة نباتية

السماد العضوي : رأي العلم
تؤكد الدراسات العلمية أن الأسمدة العضوية هي المصدر الوحيد الذي يمدّ التربة بالمواد الضرورية لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) التي تعمل على تحضير الغذاء اللازم للنبات. وتعتبر المادة العضوية ذات تأثير غير مباشر على الخواص الطبيعية والكيماوية والحيوية في التربة، فهي المسؤولة أكثر من أي عامل فردي آخر عن الثبات والتماسك، كما إنها مسؤولة عن حوالي 50% من السعة المائية للأراضي إلى جانب تأثيرها على تعديل حموضة التربة. لذا، نجد أن الأراضي الموروثة من أجدادنا كانت تعطي إنتاجاً وفيراً لأنهم كانوا لا يستخدمون الأسمدة الكيماوية والمبيدات على انواعها وأيضاً لا يستخدمون الأسمدة الحيوانية من المزارع التي تعتمد في غذائها على المركبات العلفية لأنها، ولحسن حظهم، لم تكن موجودة في ايامهم.

فوائد التسميد العضوي
للتسميد العضوي للتربة وما نضيفه من مواد عضوية فوائد كبرى للتربة والنباتات أهمها:
• يساهم في زيادة قدرة التربة على امتصاص كمية كبيرة من الماء والاحتفاظ بها، هذا اذا كانت التربة رملية او ذات حبيبات كبيرة نوعاً ما.
• يساعد التربة الطينية الثقيلة ذات الحبيبات الصغيرة جداً على تهوئتها وصرفها للماء الزائد وارتفاع نسبة الكائنات الحية الدقيقة فيها التي تفكك السماد وتحلله وتحوله كغذاء صالح لامتصاصه من قبل جذور النبات.
• إن الأسمدة العضوية تساعد جذور النبات على التغلغل بين حبيبات التربة بسهولة بحثاً عن الرطوبة والمواد الغذائية.
يكتسب التسميد العضوي أهمية خاصة في الزراعة الحديثة ولاسيما في الأراضي الرملية المفتقرة إلى المادة العضوية بالإضافة إلى تقليل نسبة الخسارة من العناصر الغذائية تحت ظروف الري المكثّف حيث تمتاز المادة العضوية بخاصية تفعيل تكوين وتركيز العناصر الغذائية الكبرى والصغرى مما يجعلها متواجدة بصورة دائمة وقابلة لإمتصاصها في منطقة انتشار الجذور، إلا أنه قد يلجأ بعض المزارعين في استخدام مخلفات الصرف الصحي الصلبة وكذلك مخلفات نفايات المنازل الصلبة؛ كلاهما يحتوي على عناصر ومواد صلبة غير قابلة للتفكك في التربة مما قد يؤدي الى ترسب هذه المواد في الثمار والخضار الورقية وبالتالي في جسم الإنسان والحيوان والمياه العذبة.

الماعز والداج مصدران أساسيان للأسمدة العضوية
الماعز والداج مصدران أساسيان للأسمدة العضوية

تركيبة السماد البلدي
يعتبر السماد الحيواني الطبيعي من أفضل الأسمدة العضوية الذي يضاف الى التربة. وتعتبر مخلفات حيوانات المزرعة غنية بمحتواها من العناصر الغذائية الضرورية للنبات وعموماً فإن حوالي 80-95% من العناصر الغذائية الموجودة في العلف الطبيعي المقدم للحيوان تفرز مع الروث والبول، ووجد أيضاً أن الحيوانات المنتجة للحليب والبيض تفرز 80%، أما الحيوانات المعدّة للحم فتفرز 95% من العناصر الموجودة في العلف، كما تمثل المواد العضوية 40% من المواد الموجودة في العلف، وأثناء تحضير وتخزين السماد البلدي فالمهم هو أن لا يفقد السماد البلدي رطوبته طوال فترة الاحتفاظ به في المزارع لأن السماد العضوي الخالي من الرطوبة يفقد الكثير من خواصه الطبيعية (المواد الغذائية والكائنات الحية الدقيقة…). ومن أهم التغيرات التي تحدث في السماد البلدي المحضر والمخزن هو تعرض النيتروجين (الأزوت) للتناقص في صورة غير طبيعية حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة المتخصصة في تحويل اليوريا (الأسيد البولي) الموجودة في البول إلى كربونات الأمونيوم والتي بدورها تتحلل بسهولة.
تبين أيضاً، في إحدى الدراسات، خسارة المواد الغذائية في الكومة غير المغطاة قد يصل إلى 20% للنتروجين و7% للفوسفور و35% للبوتاسيوم في حالة التخزين في الهواء، وتزداد نسبة الخسارة اذا وضعت الكومة على التراب وتحت تساقط الأمطار.
ملاحظة: إن المعدل المتعارف عليه دولياً للسماد البلدي هو أن لا يقل وزن المتر المكعب الواحد منه عن 700 كلغ اي يجب الحفاظ على رطوبته المشبّعة بالمواد الغذائية.

الطرق السليمة لإنتاج وتخزين السماد البلدي
يمكن تحضير سماد بلدي جيد بإتباع الأسس السليمة التالية:
• يجب أن تكون أرض مكان التخزين إسمنتية وغير قابلة لإمتصاص السوائل.
• الفرشة المستعملة في زريبة الماشية: من المفضّل ان تكون خليطاً من مخلفات نباتية من البساتين والحدائق والمزارع (قش الحبوب والذرة والمحاصيل الحقلية بعد تكسيرها) وتوضع الفرشة متجانسة التوزيع تحت الحيوانات بمعدل لا يزيد على 2 كلغ من المخلفات النباتية لكل حيوان يومياً يزيد وزنه على 400 كلغ.
• يفضل إضافة الجبس الزراعي أو صخر الفوسفات مع الفرشة بمعدل 20 كلغ لكل حيوان أسبوعياً بنفس الوزن حيث أن كبريتات الكالسيوم تحدّ من خسارة الأمونيوم (الأزوت) كما إن الفوسفات يسهّل عملية إمتصاص المواد الغذائية من قبل جذور النبات.
• يفضّل إبقاء السماد أطول فترة ممكنة بالمزارع حتى تحتفظ بكمية كبيرة من العناصر الغذائية من 6 الى 12 شهراً.

“مخلفات الصرف الصحي ونفايات المنازل تحتوي على عناصر صلبة غير قابلة للتفكك وقد تنتهي في جسم الإنسان خصوصاً عبر الثمار والخضار الورقية”

الطرق المتّبعة لتخمير السماد الحيواني
• السماد البارد
يخزن السماد بارداً في الأقبية على دفعات يومياً بعد تنظيف المزرعة من الروث ووضعه في كومة ثم تدك بواسطة آلات خاصة شبيهة بالمحادل الصغيرة هذا في مزارع البقر والخيول، أما في مزارع الماعز والأغنام فترص بواسطة الاقدام بعد تجميعها، لتمنع دخول الهواء الى الكومة وتحافظ على درجة الحرارة في الكومة 30 درجة مئوية تقريباً. هذه الطريقة تقلل تبخير الأزوت من السماد. لكن هذه الطريقة تنتج مواداً سامة في كومة السماد، لذا يجب عند إضافة السماد الى التربة أن يترك فترة يومين على الأقل بعد وضعه على سطح التربة قبل طمره. وتحت هذه الظروف، يتم التخلص من بذور الحشائش وكذلك الميكروبات الممرضة لارتفاع تركيز الأمونيا او الأزوت فيها.
• السماد الحامي
وفيه تتم الاستفادة من مميزات الظروف الهوائية واللاهوائية عند تخزين السماد حسب العوامل الطبيعية من حرارة ورطوبة، حيث يتم إضافة طبقات السماد إلى الكومة تدريجياً فتترك الطبقة الأولى من 2-4 أيام قبل إضافة الطبقة التالية حيث تصل درجة الحرارة إلى حوالي 50 درجة، وبذلك فإن الطبقات السفلى تتوفر فيها الظروف اللاهوائية فتنخفض الحرارة إلى 30 درجة، وفي هذه الطريقة تحتوي الكومة على نسبة عالية من المادة العضوية بالإضافة إلى ميزة التخلص من معظم بذور الحشائش والمسببات المرضية.
• السماد الناضج
وفيه يتم توفير ظروف متوازنة من هواء ورطوبة لكي تتم عملية التحلل بواسطة الميكروبات وتصل درجة الحرارة إلى 60 درجة مئوية. وبعد عدة أسابيع، يتم تقليب الكومة لتنشيط عملية التحليل ويتكون الدبال (التخمير) حيث تؤدي هذه العملية إلى توفر مادة عضوية فعالة الى جانب انخفاض كثافة المادة العضوية غير المفككة إلى النصف (50%) مما يسهل عملية التوزيع. وخلال مراحل إنتاج هذا السماد، يفضل إضافة الفوسفات الطبيعي (الصخري) حيث يتحول الفوسفور من الصورة غير المفككة إلى الصورة المفككة والمحللة عند إتمام نضج السماد، هذا بالإضافة إلى موت الكثير من بذور الحشائش والميكروبات المرضية وتفكيك المضادات الحيوية والهرمونات وبقايا بعض المبيدات، إن وجدت.

الأسمدة العضوية وأهميتها للتربة
يقصد بالأسمدة العضوية إضافة المادة العضوية للأرض أو زيادة محتواها منها وهذه المادة العضوية تعطى للتربة بعد إتمام تحللها وبما تحتويه من عناصر مغذية في صورة صالحة للامتصاص بواسطة جذور النبات إضافة إلى تأثيرها في تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيماوية ، وتكون المادة العضوية عادة عبارة عن ناتج تحلل الكائنات الحية النباتية أو الحيوانية أو خليط بينهما .

مصدر المادة العضوية
المادة العضوية هي كل المواد النباتية والحيوانية التي تنشأ في التربة التي تضاف إليها بغض النظر عن مراحل التحلل التي وصلت إليها ، وتعتبر أنسجة النباتات هي المصدر الأساسي للمادة العضوية وتمثل أوراق الأشجار والشجيرات وأجزاء النباتات جميعها إضافة الى الأجزاء التي تترك في التربة أو تدفن فيها بالعمليات الزراعية (حراث) كما تشمل جميع فضلات الحيوانات والحشرات والكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة. ويمكن إيجاز أهم مصادر المواد العضوية في الأراضي بالتالي:
1. بقايا النباتات من أوراق وسيقان وجذور وثمار وحبوب
2. بقايا الكائنات الحية الدقيقة
3. السماد العضوي البلدي
4. السماد العضوي الصناعي (مخلفات المحاصيل ونفايات المنازل)
5. السماد الأخضر في النباتات التي تثبت الأزوت الجوي في جذورها بواسطة العقد البكتيرية التي تنمو عليها خصوصاً في مرحلة الإزهار، اضافة لما تحويه من مواد غذائية في النبات مثل الحمص، البازيللا، البرسيم، والعدس …

سماد-مزارع-الدجاج-يختوي-على-ترسبات-هورمون-ومضادات-حيوية-ويفضل-تخميره-جيدا-قبل-استخدامه
سماد-مزارع-الدجاج-يختوي-على-ترسبات-هورمون-ومضادات-حيوية-ويفضل-تخميره-جيدا-قبل-استخدامه

تحلل المواد العضوية
إن الشرط الأساسي لتحلل المواد العضوية في التربة هو توفر أعداد كافية من الكائنات الدقيقة وتوفر الشروط المناسبة لنمو ونشاط هذه الكائنات، وان النباتات المزروعة في تربة معينة لن تستفيد من المادة العضوية الموجودة في التربة إلا بعد تفكك وتحلل هذه المواد العضوية وتحولها إلى مركبات وعناصر قابلة للإمتصاص من قبل جذور النباتات.

أنواع الأسمدة العضوية
من أهم الأسمدة العضوية التي تستخدم في تسميد النباتات هي:
1. سماد الأبقار والماعز والأغنام والخيول البلدية : يعتبر السماد البلدي من أهم الأسمدة العضوية المستعملة والتي تعمل على تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيماوية ويعدّ مصدراً مهماً لتزويد التربة ببعض العناصر الغذائية الصغيرة مثل البورون والنحاس والمنغنيز…، ومن المعروف أن التركيبة الكيماوية للأسمدة البلدية تكون معقدة وتختلف باختلاف نوع الحيوان المأخوذ منه السماد وعمره والغاية من تربيته (لإنتاج الحليب والبيض او اللحم) وأسلوب تغذيته وأنواع العلف الذي يقدّم له إضافة إلى طريقة جمع السماد وطريقة تخزينه.
2. سماد الطيور والدواجن : يعدّ من أجود أنواع الأسمدة العضوية لاحتوائه على نسبة عالية من العناصر الغذائية المختلفة، كما إن استفادة النبات منه عالية، وتتراوح نسبة الأزوت الكلي فيه حوالي 4% والفوسفور 2% والبوتاسيوم 2%.
3. بقايا نباتات وبذور الحبوب: مثل الذرة، دوار الشمس، القمح… بعد الحصاد وعصر البذور وبعد تخميرها تحتوي هذه البقايا على نسبة مرتفعة من البروتين والدهون والمواد الكاربوهايدراتية والعناصر الغذائية المختلفة المفيدة للنبات والأرض والكائنات الحية الدقيقة. أما نسبة النتروجين الكلي (الأزوت)فيه حوالي 7% والفسفور 5,2% والبوتاسيوم 2,1 % إضافة الى بعض العناصر الصغرى.

في الحلقة القادمة: دليل المزارع إلى التسميد الصحيح.

.

زراعة الفريز

الفريز الجميلة اللذيذة المفيدة
زينة للحديقة.. ولطبق الضيافة

زراعة الفريز سهلة، منتجة لا تحتاج إلى جهد
تحب التربة الخصبة والرطوبة والضوء

مضار استهلاك الفريز التجاري أكبر من فوائده بسبب كثافة استخدام الأسمدة والمبيدات

كثير منا لا يجد بين الفاكهة ما هو ألذ من ثمرة الفريز. هذه الثمرة التي عندما تكون فعلاً من الطبيعة لا تقاوم بمنظرها ولونها ورائحتها الزكية وطعمها. لكن كثيرين أيضاً الذين لا يعرفون مصدراً لهذه الثمرة المحبوبة إلا سلة البلاستيك في محل البقالة أو على العربيات الجوالة، وهذا أمر مؤسف إذا أخذنا في الاعتبار أن سلال الفريز لا تعطيك من الفريز الحقيقي إلا القليل بسبب طعمها غير الزكي وسرعة عطبها وكذلك بسبب ما تحمله غالباً من ترسبات المبيدات الضارة، وهو أمر مؤسف أيضاً لأنه رغم ما يكتب ويذاع عن الفريز التجاري فإن قليلين هم الذين جربوا الإستغناء عنه بزراعة الفريز في حديقة المنزل وهي مهمة ولا أسهل ولا تتطلب جهداً كبيراً لكن ثمارها عظيمة، علماً أن الذي يهمه إنشاء زراعة فريز عضوية بهدف تسويقها سيجد أن الفريز المنتج بالطريقة العضوية يمكن أن يباع بـ 12,000 أو 15,000 ليرة للكيلوغرام لكن يحتاج المزارع إلى الحصول على شهادة من مؤسسة فحص معتمدة تثبت كون المنتج عضوياً.
في هذا المقال، شرح مفصل لزراعة الفريز ومتطلباتها سواء كان للزراعة المنزلية أو الحقلية أم للزراعة لأهداف تجارية. نأمل أن ينتهي القارئ منه وقد وطّد العزم على تأسيس حقلة فريز في الحديقة توفّر له ولأسرته فاكهة لذيذة وصحية باتت نادرة الوجود في لبنان اليوم.

الموطن الأصلي لزراعة الفريز
تشير المصادر العلمية إلى أن الموطن الأصلي للفريز هو أميركا الشمالية وهي نبتة هجينة بواسطة التلقيح الخلطي بين صنفين هما: توت الأرض البري الذي وجد في السهول المرتفعة الواقعة في الشمال الشرقي من القارة الأميركية وتوت الأرض الساحلي الذي وجد على طول شواطئ المحيط الهادئ وعلى السواحل التشيلية وفي جزر هاواي، ومن ثم انتقل الفريز إلى بقية بلدان العالم. لقد عرفت ثمار الفريز منذ القدم واستخدمت كغذاء ودواء من قبل شعوب الحضارات القديمة إذ كان يعتبر نباتاً حرجياً معمراً ينمو في الغابات بشكل طبيعي، وبدأ استخدامه كنبات مزروع في القرن الرابع عشر حيث زرعت الأصناف التابعة للنوع البري لفريز الغابات، ثم تطورت زراعة الفريز واعتمدت كزراعة رئيسية في القرن السابع عشر، بعد ذلك بدأت تنشأ أصناف كثيرة وعديدة من جراء استقدام اصناف عديدة وزرعت في اماكن قريبة من بعضها بعضاً وتمّ تلقيحها خلطياً بين جميع هذه الأصناف، وانتشرت بشكل واسع في أغلب بلدان العالم ليصل عددها إلى آلاف الأصناف، واطلقت عليها تسميات عديدة منها ستروبري بالإنكليزية ويطلق عليها إسم الفريز في بعض البلدان العربية وهي كلمة منقولة عن الإسم الفرنسي، وتُعرف بإسم «توت الأرض» باللغة العربية وبإسم «جليك» في تركيا، أما في مصر فيعرف بإسم «فراولة» تحريفاً للإسم اليوناني «فراودولي».

ما أحلاها
ما أحلاها

التلقيح في الفريز
هل تعلم أن ثمار الفريز الملقحة من حشرات النحل تصبح دواءً للإنسان؟
ان عملية تلقيح الفريز هامة جداً وضرورية لزيادة حجم الثمار، ويعتبر الفريز من النباتات التي تعتمد في تلقيحها على التلقيح الخلطي الذي يتم بواسطة الحشرات وبخاصة النحل، ولا تقتصر عملية تلقيح الفريز من قبل حشرات النحل لزيادة حجم الثمار الذي يتناسب مع عقد البويضات الملقحة وإنتفاخها بنسبة 90% فحسب بل يساعد النحل بنقل الكثير من الفطريات النافعة التي تعمل على مكافحة العديد من الفطريات الضارة للإنسان. إن درجات الحرارة المثلى لنمو ثمار الفريز تتراوح ما بين 10 و16 درجة مئوية. ويتأثر نمو نبات الفريز بطول الفترة الضوئية ودرجة الحرارة المرتفعة خصوصاً النمو الخضري والزهري والحالة الصحية للنبات وتوفر مياه الري والعناصر الغذائية.

مراحل تطور الثمار
بعد عقد الأزهار مباشرة، يبدأ انتفاخ مبايض الأزهار وظهور الثمار أي قبل النضج الكامل بـ 35 يوماً ثم يتحول إلى اللون الأبيض قبل النضج بحوالي 10 أيام ثم تتلون جزئياً باللون الزهري والوردي حتى يصل الى اللون الأحمر.
وتجدر الإشارة إلى أن تلون الثمار يبدأ من الطرف القمي للثمرة باتجاه الطرف القاعدي أي في المنطقة المقابلة لحامل الثمرة، ويعود هذا اللون إلى وجود صبغة الأنثوسيانين Anthocyanine وتستمر ثمرة الفريز بالنمو وزيادة حجمها حتى النضج الكامل وتستغرق هذه المراحل حوالي 20-60 يوماً حسب الظروف المناخية والأعمال الحقلية.

1- البيئة المناسبة لنبات الفريز
المناخ
يناسب نمو المجموع الخضري لنبات الفريز النهار الطويل ودرجة الحرارة المرتفعة على عكس البراعم الزهرية التي تحتاج إلى نهار قصير ودرجات حرارة منخفضة لذا سميت زراعتها بالشتوية نسبة لإنتاج أزهارها.
ان نبات الفريز بحاجة لدخوله طور السكون او الراحة في فصل الخريف تجنباً لدخوله مرحلة الإزهار المبكر مما يؤدي الى ضعف النبات وعدم إنتاجه الكمية والنوعية والحجم المطلوب في الموسم القادم، فإن نبات الفريز يختلف عن الكثير من الأشجار المثمرة والخضار، اذ تنتفخ براعمه في الفترة الضوئية القصيرة والانخفاض التدريجي لدرجات الحرارة. يتم كسر طور السكون تحت تأثير الحرارة المنخفضة خلال هذه الفترة ويستأنف النبات نموه الخضري الطبيعي في الربيع، وتتكون النموات الجديدة والأزهار ثم تنمو المدادات في الصيف ويكون النمو الزهري والثمري غزيراً في فصلي الشتاء والربيع.

لتربة
يستطيع نبات الفريز النمو والتطور في مختلف الأتربة، ولكن تنجح زراعته وتجود في الترب التي تتوفر فيها المواصفات التالية:
• الترب المختلطة القوام، الجيدة الصرف والتهوئة، الغنية بالمواد الغذائية والتي تحتفظ بالرطوبة الجيدة.
• معدل حموضة التربة (PH ) ما بين 6.5% و 7.5%.
• من المفضل أن تكون التربة غنية بالكالسيوم والمغنيزيوم والمواد العضوية لأن الفريز من أكثر النباتات إستهلاكاً لهذه العناصر.
وتصبح زراعة الفريز غير مجدية إقتصادياً عندما تزرع في الترب الطينية الثقيلة والرديئة الصرف للمياه الزائدة التي تسبب أمراضاً في الجذور، أو في الترب الرملية الفقيرة التي تنتج ثماراً صغيرة، وفي الأراضي الموبوءة بالأعشاب الضارة والأمراض وفي الأراضي المالحة لأنها تعيق من نموها وإنتاجها.
الحرارة
تعتبر الحرارة المعتدلة والمائلة للبرودة مثالية لإنتاج الفريز حيث تكون الثمار أكثر حلاوة ونضارة. يتصف نبات الفريز بقدرته على التأقلم ضمن ظروف مختلفة وتجديد نفسه بإستمرار، إلا أن النمو الخضري يكون مثالياً على درجة حرارة 20-22 مئوية وينخفض بانخفاضها، ويتوقف النمو تماماً على درجة 10 درجات مئوية. أما أفضل درجة حرارة ملائمة للإزهار فتتراوح ما بين 15 و17 درجة مئوية.
تبدأ أعراض الإصابة على النبات نتيجة انخفاض درجة الحرارة اعتباراً من 8 تحت الصفر مئوية، كما تؤثر درجة الحرارة على المدة التي يستغرقها نضج الثمار بعد تفتح الأزهار وعقدها والتي قد تمتد لفترة شهر على درجة حرارة 16-18 مئوية وقد تنخفض المدة على درجات حرارة أعلى نسبياً.
الإضاءة
لا يتحمل نبات الفريز التظليل الدائم والشديد حيث تكون قدرة النبات على الإثمار محدودة، أما التظليل الجزئي والقصير فيلعب دوراً ايجابياً بالنسبة إلى نمو وتطور النبات خصوصاً في فصل الشتاء للإنتاج المبكر، لذا من المفضل في الزراعة الإقتصادية ان تظلل شتول الفريز في فصل الشتاء الى مرحلة ظهور الأزهار ثم تزال لتصبح مكشوفة لحشرات النحل لتتميم عملية التلقيح.
يتأثر نمو نبات الفريز بشكل سلبي بالإضاءة الشمسية القوية مما يؤدي الى إنخفاض جودة ونوعية الثمار، لذلك يفضل زراعة الفريز في المواقع التي تسود فيها الإضاءة المنتشرة وليس أشعة الشمس المباشرة.

“جميع العناصر المغذية الصغرى والكبرى موجودة في السماد العضوي ونبات الفريز يجود إنتاجاً وطعماً في التربة المسمدة عضوياً”

استخدام فرشة القش لمنع ظهور الأعشاب وحفظ الرطوبة في الزراعة المنزلية
استخدام فرشة القش لمنع ظهور الأعشاب وحفظ الرطوبة في الزراعة المنزلية
استخدام أغطية النايلون الأسود في الزراعة الكثيفة بهدف حفظ الرطوبة ومنع ظهور الأعشاب المنافسة
استخدام أغطية النايلون الأسود في الزراعة الكثيفة بهدف حفظ الرطوبة ومنع ظهور الأعشاب المنافسة
تكثير-الفريز-بالبذور
تكثير-الفريز-بالبذورتكثير-الفريز-بالبذور

الرطوبة
يتطلب إنتاج الفريز توفر الرطوبة الجوية والأرضية بشكل مناسب. إن للرطوبة الأرضية تأثيراً كبيراً على نمو النبات نظراً الى طبيعة نمو جذوره السطحية. يتأثر الإزهار وعقد الثمار وبالتالي الإنتاج سلباً مع تدني الرطوبة في التربة أو الرطوبة الجوية وارتفاع درجة الحرارة، كما إن زيادة الرطوبة عن الحد المناسب تؤدي إلى اختناق الجذور وتحد من نمو وتطور النبات بشكل عام.

2- إكثار الفريز
يمكن إكثار نبات الفريز جنسياً او لا جنسياً. فإن التكاثر الجنسي يكون بواسطة البذور فقط، والشتول المنتجة من البذور لا تحمل نفس الصفات الوراثية التي تحملها الأم لأنها ناتجة عن التلقيح الخلطي في هذه الطريقة من التكاثر فتنتج أصنافاً جديدة. أما التكاثر اللاجنسي أو خضرياً بواسطة (المدادات – الفسائل –زراعة الأنسجة)، فيحمل نفس الصفات الوراثية التي تحملها النبتة الأم.
الإكثار بالبذور
إن التكثير بالبذرة هو من الطرق المهمة في توليد فسائل الفريز الجديدة وفي زيادة التنوع بالأصناف، لكن يجب زرع البذور المعدة للإكثار في الموسم التالي لأخذ تلك البذور لأنها تفقد نسبة من قدرتها على الإنبات كلما تأجل موعد زرعها من موسم إلى آخر، وعموماً تحتفظ بذور الفريز بقدرتها على الإنبات لمدة ثلاث سنوات.
يتم الإكثار بالبذور بهدف التربية والحصول على أصناف جديدة وبالتالي على غراس سليمة وخالية من الفطريات والفيروسات. بعد أخذ الثمار الناضجة تماماً والتي تحمل صفات جيدة، تترك حتى تصبح غير قابلة للأكل (رخوة جداً)، فتؤخذ الطبقة الخارجية من الثمار وهي التي تحوي أو تحمل البذور ثم توضع في قطعة من الشاش ليتم غسلها بالمياه حتى لا يبقى إلا القليل من لب الثمرة. بعد ذلك، تجفف لتصبح جاهزة لزراعتها في الموسم المقبل. تنقع البذور بالمياه لمدة 24 ساعة ثم تزرع في صوان غير مقسمة معبأة بالتراب الصناعي المعقم (تورب) ثم تنقل إلى أماكن مظللة ومقفلة ذات رطوبة عالية ما بين 70 و90% مثل البيوت البلاستيكية. بعد أسبوعين يتم إنباتها، وبعد حوالي شهر على الإنبات يفضل نقل الشتول الى صوان مقسمة أو الى أكواب خاصة بعد تعبئتها بخلطة ترابية مؤلفة من ثلث تراب زراعي وثلث رمل وثلث سماد عضوي مخمر جيداً أي لا يحتوي على بذور النباتات البرية والأمراض وبيوض الحشرات أو تعبأ بالتراب الصناعي. اما زراعتها في الأرض المستدامة، فتكون خلال شهري تموز وآب لتصبح جاهزة لمرحلة الإثمار في الربيع القادم، أو تترك لتزرع في بداية الربيع.

الإكثار بالفسائل والمدادات
الإكثار بالفسائل: يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في الأصناف التي لا تنتج إلا القليل من المدادات وتقوم هذه الطريقة على فصل الشتول الجانبية التي نمت حول جذع النبتة الأم والتي تحتوي على ساق قصيرة وبعض الجذور وزرعها في أكواب بلاستيكية او صوان معدة لهذا الغرض التي تعبأ بخليط من التراب والسماد العضوي المخمر او إستخدام التربة الجاهزة المحتوية على المواد الغذائية.
الإكثار بالمدادات: وهي بعد ان تصبح رؤوس المدادات شتولاً اي عندما تلامس رؤوس المدادات الأرض الرطبة تبدأ بتكوين الجذور التي تمتد وتنمو حتى تصبح شتولاً مستقلة وتعتمد على نفسها. تزرع مباشرة في الأرض الدائمة في الموسم القادم خلال فصل الربيع.

3- الخدمات الحقلية للفريز
إن نبات الفريز سهل النمو وهو من أسهل النبات الذي يمكن زرعه في أماكن عديدة من الساحل حتى الجبل ويتحمل الظروف القاسية سواء من التربة أو المناخ. والفريز مميز بقدرته على مقاومة الصقيع، فهناك أصناف منه تنجح زراعته على سفوح الجبال، كما إنه يمكن أن يُزرع في المناطق الحارة، وينمو ايضاً بنجاح إذا زرع في أي تربة كما إنه لا يحتاج إلى الأسمدة بذات النسبة التي تحتاجها باقي النباتات. لكن الفريز حساس للجفاف.

القيمة الغذائية لثمار الفريز (في وجبة من 200 غ)

64 السعرات الحرارية
 8% مجموع السكرياتغ  16
المكون الغذائي % من حاجة الجسم اليومية
196% فتيامين C
6% فيتامين K
12% Folate
38% منغانيز
8% بوتاسيوم
6% مغنيزيوم
4% حديد
4% فوسفور
4% نحاس

 

الفريز-في-مراحله-المختلفة
الفريز-في-مراحله-المختلفة

 

تهيئة الأرض للزرع: بعد اختيار الموقع المناسب من حيث التربة والإرتفاع عن سطح البحر وإيجاد مصدر مياه الري، تتم حراثة الأرض على عمق حوالي 40 سم وتنظف من الحجارة وبقايا النباتات البرية ثم يوضع السماد العضوي المخمر ويخلط مع التربة بواسطة الفرامة والتي بدورها تسوي وتنعم سطح التربة، ثم تقسم الأرض الى خطوط او تحفر أثلاماً بعمق حوالي 15 سم على ان توضع الأسمدة العضوية بداخلها وتخلط مع تراب قاعها وتبعد هذه الخطوط عن بعضها بعضاً حوالي 50 سم بعد ذلك توضع شبكة الري (بالتنقيط) المخصصة لهذه الغاية والمثقبة على مسافة تبعد عن بعضها 25 سم اي بين النقطة والنقطة 25 سم.
زراعة شتول الفريز: هناك عدة طرق وعلى مسافات مختلفة لكن زراعة نبات الفريز المثلى تكون على خطوط تبعد عن بعضها 50 سم وتبعد الشتلة عن الأخرى 25 سم، ويتم زرعها خلال النصف الأول من فصل الربيع وحسب الإرتفاع عن سطح البحر ففي المناطق الساحلية تبدأ الزراعة في اوائل الربيع وتنتهي في منتصفه في المناطق المرتفعة. كما يمكن أن يزرع في أواخر فصل الصيف وأوائل الخريف. أما إذا زرع الفريز في فصل الشتاء فإن الإنتاج يكون قليلاً. يمكن أن تستمر نباتات الفريز بالعطاء لمدة أربع سنوات. وبما أن نباتات الفريز التي تتميز بأنها تستنبت المدادات التي تصبح نباتات جديدة مجاورة لها، فإنه يمكن إزالة تلك النباتات الجديدة وزرعها في مكان آخر إذا زرع الفريز على مسافات قريبة، أو تترك لتعطي إنتاجاً إضافياً خصوصاً إذا زرعت على مسافات كما ذكرنا أعلاه.
ويزرع الفريز أيضاً في الأوعية والأحواض النقالة على أشكالها، حيث يشترط أن يحتوي الوعاء على خليط من السماد العضوي والتراب وفي احجام مختلفة مع الإنتباه على ان لا يقل إرتفاع وعرض هذه الأوعية عن 10 سم. في هذه الحالة، يجب أن يكون ريها مستمراً (كلما جفت التربة)، وعادة تجف التربة في الأوعية بسرعة أكبر وحسب احجامها من التربة في الحقل، لذلك قد تحتاج الى الري كل يوم اذا كان الطقس حاراً. وأخيراً لا تنسى أن تعرضها للشمس خلال النهار.
الري: إن نبات الفريز محب للرطوبة وكلما أخذ الفريز ما يحتاجه من المياه كلما كانت الثمار أفضل من حيث اللون والحجم والطعم، لذا يجب ري شتول الفريز بإنتظام وحسب الحاجة. طرق الري عديدة لكن افضل الطرق لري الفريز هي بواسطة التنقيط. من المفضل، بعد تحضير الأرض للزرع، تمديد شبكة الري المؤلفة من: الأنابيب الرئيسية، الأنابيب الفرعية، الفلتر، والأكسسوار. لكن سنتكلم بالتفصيل عن الدور الذي تلعبه الأنابيب الفرعية في انجاح زراعة الفريز، فإن تلك الأنابيب هي من أفضل طرق الري التي أدخلت الى تقنية الزراعة، لأنها مصممة خصيصاً بحيث توزع كمية المياه بالتساوي بين جميع الشتول المزروعة على نفس الخط من بدايته حتى نهايته ويوزع السماد كما المياه، وأيضاً لا يحتاج الى يد عاملة.
التسميد: ان نبات الفريز بحاجة الى الغذاء كما جميع النباتات، ويمتص نبات الفريز مثل بقية النباتات العناصر الكبرى والصغرى بعد تفكيكها وتحليلها في التربة. أما هذه العناصر هي:
العناصر الكبرى: الأزوت – الفوسفات – البوتاس – الكالسيوم.
العناصر الصغرى او النادرة: الحديد، المغنيزيم، البورون، الكبريت، المنغنيز، الزنك، النحاس، الحديد، الكبريت، المولبيديوم.
إن جميع هذه العناصر الكبرى والصغرى موجودة في السماد العضوي والتربة والنباتات، لذا ننصح بوضع السماد العضوي المخلوط مع بقايا نباتات الحبوب الجافة مثل القمح، الذرة، «البرسيم»،… التي تخمر جميعها وتوضع نثراً على الأرض المراد زرعها بالفريز وتخلط مع سطح التربة على عمق 15 سم تقريباً. إن نبات الفريز يجود في الأراضي المسمدة عضوياً لفوائدها الإيجابية. يفضل إضافة حوالي 5 أطنان من السماد العضوي المخمر في الدونم الواحد قبل الزراعة، أو يعبأ السماد المخمر في برميل من المياه على ان تغطى فوهة البرميل بقطعة من النايلون لضبط الحرارة وتسريع عملية تفكك السماد والتحلل مع تحريك محتوى البرميل من وقت الى آخر وبعد مضي اسبوعين تقريباً تصفى مياه الخليط لري نبات الفريز بها.
اما الفوائد التي تؤمنها الأسمدة العضوية للتربة التي يراد زرعها بالفريز هي التالية:
• يحسن خواص التربة وقوامها ويساعد على تحسين تهوئتها وصرفها للمياه الزائدة.
• يساعد على تحسين التربة الثقيلة غير الصالحة للزرع لتصبح جيدة وصالحة لزراعة الفريز.
• يساعد على تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه الضرورية للفريز.
• يحسن خواص التربة البيولوجية من الكائنات الحية الدقيقة والعناصر الغذائية بخاصة الصغرى منها.
• يحسن صفات الثمار وإكسابها لوناً جذاباً وطعماً مميزاً.
أما الاحتياجات الدقيقة لنبات الفريز من العناصر الغذائية، فهي من الصعب جداً تحديدها بنسبة مرتفعة لأن الأعمال والتجارب في هذا المجال ما زالت محدودة وأحياناً نتائجها متعاكسة لكن عند تقدير المعادلة السمادية، يجب الأخذ في الاعتبار النقاط التالية:
• لنبات الفريز جذور سطحية ولا تشغل مساحة كبيرة من التربة إذ تتركز جذور الفريز في المنطقة السطحية للتربة التي لا يزيد عمقها على 20 سم.
• تشكل الممرات (المساحة غير المزروعة) من حقل الفريز حوالي 30%.
• إن استخدام رقائق البلاستيك لتغطية أثلام الزراعة يؤدي إلى رفع درجة حرارة التربة مما يؤثر سلباً على امتصاص الآزوت.
أما في حال زراعة الفريز الكبيرة وحاجتها الى التسميد الكيميائي إضافة الى التسميد العضوي، يفضل ان لا يوضع إلا بكمية صغيرة وحسب حاجة الفريز له.
التعشيب: التعشيب من أهم الأعمال الحقلية التي يجب أن يقوم بها المزارع وهي التي تعرف بإزالة الأعشاب البرية والنباتات التي تزاحم الفريز على الغذاء، ومن المفضل ان تنزع هذه الأعشاب يدوياً اذا كانت قليلة العدد وفي المساحات الصغيرة، اما إذا كانت كثيرة والمساحات المزروعة بالفريز كبيرة يستحسن ان توضع مدات من النايلون الأسود قبل الزرع مثقوبة في أماكن الزرع او تثقب مكان الزرع، فهذا النايلون لا يسمح للأعشاب بالنمو، او توضع حول شتول الفريز الحشائش الجافة كما الصورة فهذه الطريقة لا تعيق إنبات الأعشاب الضارة فحسب بل تحافظ على رطوبة التربة ايضاً.

4- الآفات التي تصيب الفريز
الأمراض التي يصاب بها الفريز: تصاب نباتات الفريز بالعديد من الأمراض التي تظهر على النبات وتأخذ أشكالاً مختلفة: تجعد وتبقع الأوراق، اصفرار حواف الأوراق، التفاف الأوراق، وتقزم وغيرها من الأمراض. ينتج عن ذلك ضعف نمو النباتات وانخفاض في الإنتاج وبالتالي في المردود وأهم هذه الأمراض هي التالية:
فيروس تجعد الأوراق: ينتشر هذا المرض على نطاق واسع في العالم وينتقل بواسطة الحشرات، إن أعراض هذا المرض على النباتات المصابة: تقزم في الشتول وتجعد في الأوراق ويصبح لونها فاتحاً.
فيروس الحافة الصفراء: تظهر الأعراض على شكل تقزم النباتات المصابة مع التفاف الأوراق نحو الأعلى وتلونها بالبني الباهت مع اصفرار حوافها وينخفض إنتاجها للمدادات والثمار.
بهدف الوقاية والحدّ من إنتشار هذه الأمراض يجب زراعة شتولخالية من الإصابة والتخلص من النباتات التي تظهر عليها الإصابات الفيروسية من الحقل وحرقها ومكافحة الحشرات الناقلة للفيروسات.
الأمراض الفطرية: تصاب نبتة الفريز بعدة أمراض فطرية اهمها مرض الذبول فيرتيسيليوم، عفن الجذور الاحمر، عفن التاج والبراعم الريزكتوني، عفن الجذور الأسود، الذبول الفوزاريم، العفن الرمادي، البياض الدقيقي، الانتراكنوز، وتظهر هذه الأمراض على المجموع الخضري والجذري والثمار وتأخذ ألواناً كثيرة وينتهي الأمر بموت النبات.
أما الوقاية والعلاج من هذه الأمراض فيكون بإتباع الإرشادات التالية:
• زراعة أصناف مقاومة.
• تجنب زراعة الفريز بعد محاصيل العائلة الباذنجانية لأنها تحمل نفس المرض.
• عدم الاحتفاظ بالنبات لأكثر من عام دون زراعته في الأرض الدائمة.
• أثناء الزراعة، يمكن الرش بمحلول مبيد فطري مناسب.
• زراعة أصناف غير حساسة على المرض.
• غمس جذور الشتول قبل الزراعة بمحلول مبيد فطري مناسب.
• عدم زيادة الري.
• ري النباتات في أول أسبوعين بعد الزراعة بتراكيز مخففة من أحد المبيدات الفطرية.
الحشرات والعناكب الأكاروز:
يصاب نبات الفريز بالعديد من الحشرات والعناكب مثل العنكبوت الأحمر والحشرات مثل الديدان القارضة، الذبابة البيضاء، التربس وراعية أوراق الفريز.
لهذه الآفات اعداء طبيعية كثيرة، فإذا أردت أخي المزارع ان لا تستخدم المبيدات السامة فيتكفل بتلك الآفات أعداؤها الطبيعية مثل ابو العبيد (ام علي سيري)، اسد المن،… اما اذا اردت ان تستخدم المبيدات، إحرص على المكافحة بالمبيدات غير الجهازية أي التي لا تترك ترسبات في ثمار الفريز والتي تكون غير ضارة بالنحل مع مراعاة مواقيت القطاف، حسب فترة الامان، وبالكمية المناسبة.

هناك عشرات الأنواع من الفريز يمكن تمييزها من شكل الثمرة
هناك عشرات الأنواع من الفريز يمكن تمييزها من شكل الثمرة

نضج الثمار
إن علامات نضج الثمار تتوقف على العوامل التالية:
1.درجة الحرارة: تعتبر درجة الحرارة المثلى لنضج ثمار الفريز هي (18-25) درجة مئوية، وإن ارتفاعها أو انخفاضها عن هذه الحدود له تأثير سلبي على سير مراحل النضج وبالتالي على نوعية الثمار. كما إن التقلبات الحرارية المفاجئة تؤثر على صفات الثمار من حيث تجانس النضج واللون والصلابة.
2.التسميد: إن زيادة التسميد الآزوتي خلال فترة نمو الثمار تؤدي إلى خفض حلاوتها وخفض نسبة البكتين بها وبالتالي خفض من صلابتها وقابليتها للنقل والتسويق. وعلى العكس فإن توفر عنصر البوتاس يزيد من نسبة السكر والحموضة ويكسب الثمار مظهراً جذاباً ولوناً زاهياً.
3.الرطوبة: إن سقوط الأمطار خلال مراحل النضج الأخيرة وأثناء القطاف يؤثر على نوعية الثمار وإصابتها بالأعفان كما إن قلة الري يعطي ثماراً صغيرة ونقصاً في السكريات.
4.المبيدات: قد يكون لبعض المبيدات وتوقيت رشها أثر سلبي على نوعية الثمار.
تختلف الأصناف عن بعضها بعضاً في فترات إثمارها. ففي الزراعة المكشوفة، تنضج الثمار في الربيع ويستمر الإنتاج لمدة (7-8) أسابيع وهناك أصناف تثمر على مرحلتين: مرحلة رئيسية في الربيع وأخرى في أواخر الصيف. أما في الزراعة المغطاة، قد يستمر الإنتاج على مدار العام ولكن الإنتاجية تقل خلال فترة النهار القصير لقلة عدد الأزهار.
جني المحصول
يتم جني ثمار الفريز كل يومين الى ثلاثة أيام وذلك حسب درجة الحرارة ويفضل أن يتم في الصباح الباكر بعد زوال الندى..

الفريز في مراحله المختلفة
الفريز في مراحله المختلفة

الفوائد الغذائية والطبية للفريز
الفريز من الفواكه المحببة لدى الكبار والصغار، فهي تحمل مذاقاً لذيذاً وشهياً. تؤكل طازجة وتستخدم في سلطة الفواكه، وفي العصائر كالكوكتيل وغيرها، كما تصنع كمربيات. ونظراً الى فوائدها الصحية فهي غنية بالكثير من العناصر المهمة للجسم من حديد، صوديوم، بوتاسيوم، فوسفور، كالسيوم، دهون، كربوهيدرات، بروتينات، ريبوفلافيين، ثياميين، الياف. ومن الفوائد الطبية، تستعمل الفريز في الوقاية من العديد من الامراض الخطيرة كالسرطان لانها مضادة للأكسدة، كما تقوي العظام، لذا ينصح بتناولها في فترات نمو الاطفال لتساعدهم على تقوية وبناء عظامهم. تناول الفريز يقوي شبكة العين ويعزز قوتها وتقاوم مضاعفات مرض السكري وخصوصاً مضاعفاته على العين والكلى وايضاً تحمي الكلى كمدر للبول. ويمكن ان تكون علاجاً لخفض ارتفاع ضغط الدم في الجسم. ويستعمل ثمار الفريز كقناع لتعزيز البشرة وحمايتها من التجاعيد. اما اوراق نبات الفريز، فيمكن استخدامها كمنقوع لمعالجة الإسهال والروماتيزم، ومن المدادات مستحضرات كمضاد للإسهال ولمعالجة إلتهاب الحنجرة.

الفريز التجاري
مخاطره أكثر من فوائده

أحد أهم الأسباب التي يجب أن تدفع المزارع لإنتاج الفريز في حقله هو اللغط المتزايد حول كمية المبيدات وهرمونات النمو المستخدمة في إنتاج الفريز في الخيم والأنفاق البلاستيكية. والأكيد أن حجم ثمرة الفريز التي نراها في السوق يبدو غير طبيعي إذا قورن بثمرة الفريز المنتجة في البيت، والأمر الآخر هو سرعة تلف الثمار، إذ يكفي تركها ليوم واحد أو يومين حتى في البراد حتى تهترئ جوانبها وتصبح غير صالحة للأكل بينما يمكن الإحتفاظ بثمرة الفريز المنتجة عضوياً لأكثر من أسبوع حتى خارج البراد من دون أن يصيبها أي تلف. وهذا أكبر دليل على أن الثمرة المنتجة للسوق غير طبيعية وقد عرض التلفزيون وبعض المجلات المتخصصة حلقات ومقالات مقلقة عن كثافة استخدام المبيدات الحشرية والفطرية في زراعة الفريز واستخدام هرمون التلقيح، ونشرت تقارير عن حجم الترسبات من المبيدات الضارة التي وجدت في الفريز التجاري والتي تفوق أحياناً أضعافاً مضاعفة النسبة المسموح بها. إن انتشار الأوبئة والآفات سمة ملازمة للزراعات الكثيفة التي تستخدم الأسمدة والهرمونات الكيماوية وبسبب ذلك تضعف النبتة كما يندثر الأعداء الطبيعيون للآفات فيصبح محتماً من أجل إنقاذ الموسم استخدام البيدات بكثافة غالباً دون التقيد بإرشادات الاستخدام كما إن القطاف يتم دون التزام بفترة التحريم الملزمة بعد رش المبيد والتي يمكن أن تطول حتى أسبوعين في بعض المبيدات الجهازية لكن المزارع يقطف الفريز كل يومين وينزله إلى السوق مما يعني أن المستهلك يأخذ مع الفريز كميات كبيرة من المبيدات التي يمكن أن تسبب السرطان في درجة تركز معينة. كل هذه الأمور أساءت إلى سمعة الفريز اللبناني فمنع تصديره إلى عدد من الأسواق العربية والأجنبية. الحل الأمثل هو أن تكون لكل بيت حقلة فريز ولو صغيرة وهذه الحقلة ستكون كافية لتموين الأسرة بحاجتها من تلك الفاكهة اللذيذة طيلة الموسم. ونصيحتنا لك إذا لم يكن لديك الفريز المنزلي فمن الأفضل ان تستغني عنه وتأخذ من فاكهة الحديقة ما تيسر لأن مخاطر تناول الفريز التجاري أصبحت أكثر بكثير من فوائده.

غش العسل

غشّ عسل النحل

صناعة رائجة عالمياً.. ومحلياً

معلومات لا بدّ منها لفهم خصائص العسل الطبيعي
وتمييزه عن العسل المغشوش الذي يملأ الأسواق

بعض «العسل» الصيني يباع بـ 3 دولارات للكيلوغرام
ونحالون يمزجون العسل مع شراب الذرة العالي الفركتوز

أكثر الطرق «الشعبية» لكشف غشّ العسل غير فعّالة
والحلّ الوحيد إنشاء مختبرات فحص بتقنيات عالي

العسل الطبيعي الحقيقي هو نتاج عمل جماعات النحل في الحقول دون أي تدخل من الإنسان أو النحال في طريقة جمعه وتصنيعه وتجفيفه وتخزينه. والعسل الحقيقي أي غير المغشوش يأخذ لذلك جهوداً كبيرة من النحل نفسه ومن النحال الذي يتركّز عمله على متابعة الخلايا والكشف الدوري عليها ومعالجتها من الأمراض ونقله إلى الأماكن المعتدلة في برد الشتاء، وهناك ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين مهمة تدخل في عمل النحال الذي يربي خلايا النخل طمعاً في الحصول على العسل العالي النوعية.
العسل الحقيقي سلعة فاخرة ذات قيمة غذائية استثنائية وهو بسبب ما يحتويه من عناصر غذائية وأنزيمات وفيتامينات عامل أساسي لتقوية جهاز المناعة ومعالجة الكثير من المشاكل الصحية. لكن إنتاج العسل الطبيعي الممتاز يتطلب جهوداً وتعباً وهو لذلك له تكلفته وثمنه المرتفع نسبياً ونقول نسبياً لأن سعر العسل اللبناني الجيد لا يزال في حدود 40,000 ليرة للكيلوغرام منذ سنوات طويلة ولم يرتفع في موازاة التضخم وارتفاع أسعار مستلزمات تربية النحل والعمالة وتراجع المواسم وغير ذلك، وهو سعر رخيص إذا قيس بالأسعار التي يباع بها العسل حتى غير الجيد النوعية في بعض بلدان الخليج المجاورة.
لكن السعر الذي يحققه العسل للنحال أصبح عامل إغراء لكثيرين يسعون لدخول السوق بأنواع عسل مغشوشة سهلة التصنيع وتحقيق الأرباح الكبيرة التي لا يمكن للنحال الملتزم بقواعد تربية النحل أن يحققها، وقد اتسع نطاق غشّ العسل في لبنان وفي غيره من البلدان إلى حدّ كبير مع اكتشاف «قراصنة» العسل لوسائل وتقنيات وفنون جديدة تمكّنهم من إخفاء الغشّ على البسطاء وتحقيق أرباح وفيرة من تلك العملية. في أماكن مثل الصين فإن غشّ العسل هو «صناعة وطنية» تحميها الدولة وتحتفظ بأسرارها إلى درجة أن مصانع العسل تعتبر مواقع يحظر الدخول إليها وهي محاطة بالأسوار الشائكة وتحرسها الكلاب البوليسية.
أحد أهم أسباب غشّ العسل هو التطور التقني الذي يمكّن بعض الشركات من تركيب محاليل سكرية وإعطائها لون وطعم العسل ومعالجة المنتج بصورة تجعل كشف الغشّ فيه صعباً، إلا على المختبرات المتطورة. لكن السبب الأهم للغشّ هو شهرة العسل والطلب الكبير عليه ورغبة الناس جميعاً في استهلاكه وافتقاد أكثر المستهلكين لأي خبرة حقيقية في تقييمه سواء عبر تذوقه (وهذا أضعف الإيمان) أو عبر التأكد دوماً من مصدره والسعي لشرائه من مصدره من مؤسسات محترمة ولها سمعتها أو مباشرة من النحالين المعروفين بالمهنية ومراعاة الأصول. أحد الأمثلة على ضعف خبرة المستهلكين بالعسل هو اعتقادهم أن العسل الحقيقي لا يجب أن يتجمد وأنه إذا تجمد (تحت درجات حرارة معينة ) فإنه يكون مغشوشاً بالسكر، بينما الحقيقة هي أن كل عسل طبيعي يجب أن يتجمد في الحالات الطبيعية في درجة حرارة تتراوح بين درجتي 7 و15 مئوية وأن العسل السائل هو الذي يكون قد أخضع لعملية تسخينه إلى ما يقارب 60 درجة مئوية على الأقل لقتل الأنزيمات التي تسبب تجمده في حرارة منخفضة. أضف إلى ذلك أن كل الأعسال المغشوشة هي غالباً في شكل سائل بسبب طرق تصنيعها ولا يمكن بالتالي أن تتجمد بسبب الحرارة المرتفعة في معالجتها. وبسبب اعتقاد المستهلك الخاطئ بأن العسل المتجمد ليس طبيعياً فإن النحالين يبيعون عسلهم سائلاً بعد تسخينه وهو ما قد يفقده الكثير من خصائص العسل الطبية والغذائية والدليل أنه لا يمكنك أن تجد عسلاً متجمداً في السوق حتى في عز الشتاء! لأن المستهلك ببساطة حكم عليه بأنه ليس العسل الصحيح والمحلات التجارية قبلت بذلك وكذلك النحالون في غياب الثقافة الاستهلاكية.
لكل ذلك ونظراً إلى أهمية العسل كغذاء طبيعي وصحي للمستهلك تخصص «الضحى» هذا التحقيق من أجل التعريف بخصائص العسل وتثقيف المستهلك بالعملية المعقدة لإنتاجه من قبل جماعة النحل وفي الوقت نفسه تسليط الضوء على أساليب غشّ العسل وطريقة كشف الغشّ في الكثير منها. ونسارع إلى القول إن غشّ العسل وصل إلى درجة من التطور بحيث بات يصعب كشف غشّه من دون اللجوء إلى المختبرات الحديثة. لكن الكثير من المغشوش بطرق بدائية من قبل بعض الطفيليين والمحتالين يمكن كشفه بوسائل بسيطة وسنتطرق لهذه النقطة في ما بعد.
لكن قبل الحديث عن العسل المغشوش يجب أن نعرف أكثر عن العسل الطبيعي لأن معرفة المستهلك بالعسل الطبيعي وزيادة خبرته به يجعله مع الوقت قادراً على تمييزه عن المغشوش، والمسألة كلها مسألة وقت وتطور خبرة كما في كل شيء وإن كانت ثقافة العسل تحتاج ربما إلى مواهب وصبر وجهود أكبر من أي مجال غذائي آخر.

العسل الطبيعي
للعسل الطبيعي المنتج في خلايا النحل العامل صفات طبيعية أساسية لا يمكن للمراقب الحصيف أن يخطئها وهذه الخصائص الظاهرة أو البديهية تتناول اللون والوزن والطعم والرائحة واللزوجة ومعدل الرطوبة ونسبة الحموضة. وهناك خصائص في العسل لا يمكن كشفها بالحواس كالتلوث الكيميائي بالمبيدات. أما خصائص العسل الطبيعي فيمكن عرضها كالتالي:
أ. لون العسل: يختلف لون العسل باختلاف المراعي والأزهار التي يأخذ النحل منها الرحيق وحبوب اللقاح وباختلاف الحرارة والرطوبة والفترة الزمنية أثناء جمع النحل لرحيق الأزهار وصنعها للعسل داخل الخلايا. ويندرج التصنيف العالمي للعسل تحت سبعة ألوان من الأبيض المائي إلى العنبري الغامق، والذهبي المصفر البني الفاتح إلى الغامق نوعاً ما. وتعود ألوان العسل إلى الصفات الطبيعية التي تنقل إليه من رحيق الأزهار مثل الكاروتين والكلوروفيل والزانثوفيل. والعسل الفاتح يكون ذا قيمة غذائية أعلى من العسل الغامق الذي ربما اكتسب لونه نتيجة طرق إدارية خاطئة من قبل النحّالة، مثل وضع العسل في أماكن مكشوفة للضوء والحرارة والرطوبة، أو وضع براويز وأسس شمعية في الخلية قاتمة اللون، أو وضع خلايا النحل في أماكن حارة وغير محمية.
يستنتج مما سبق أن كل أنواع العسل التي تباع في السوق بلون واحد لا يتغير مثل «لانييزي» و«أتيكي» وغيرهما ليست أعسال «طبيعية» بالمعنى الدقيق لأنه لا يوجد في الطبيعة عسل بلون واحد لا يتغير مع السنين، بل يحدث غالباً أن العسل المستخرج من قفيرين متجاورين يأتي بلونين مختلفين بل بأكثر من لون.
ب. تجمّد العسل: جميع الأعسال (جمع عسل) الطبيعية تتجمد على درجة حرارة ما بين 7 و 15 % وبفترة زمنية قصيرة بين الشهر والثلاثة أشهر. أما العسل الناتج من الندوة العسلية، وهي مادة حلوة تفرزها بعض الحشرات التي تعيش على بعض الأشجار الحرجية، فيكون لونه بنياً غامقاً ولا يتجمد إلا بعد مرور فترة زمنية لا تقل عن السنة.
ت. الوزن النوعي: تتأثر كثافة العسل ووزنه النوعي بدرجات الحرارة وتتناسب عكسياً مع نسبة الرطوبة وزمن قطاف العسل والذي يجب أن يتم بعد انتهاء الأزهار بفترة زمنية لا تقل عن الأسبوعين.
ث. طعم العسل: للعسل الطبيعي أكثر من طعم واحد وذلك حسب اختلاف المرعى والمصادر الرحيقية لكن ومع تنوع طعم العسل فإنه يحتفظ دائماً بطعم مميز يعرفه المستهلك الذي اعتاد على استهلاكه وهو طعم يكون أكثر «عطرية» في عسل الأزهار البرية خصوصاً المستخرج من نباتات مثل الصعتر أو القصعين أو إكليل الجبل والخزامى وغيرها.
ج. الرائحة: ان العسل الطبيعي له رائحة خاصة تميزه عن غيره من العسل المصنع وتكون هذه الرائحة خفيفة نوعاً لكنها رائحة مميزة لا يعرفها ويميِّزها إلا القليل من المستهلكين ذوي الخبرة.
ح. اللزوجة: العسل الطبيعي يجب ان يكون لزج القوام رطوبته ما بين 16 و18% من وزنه ويجب أن يحتوي الغرام الواحد من العسل على عدد كبير من حبوب اللقاح (ما بين 1500 و 5000 حبة)، فإذا خفّت لزوجة العسل وبدا سائلاً رخواً فهذا يعني أنه يحتوي على رطوبة عالية وأنه لم يخضع في القفير إلى عملية التبخير التي تقوم بها العاملات بتحريك أجنحتها فوق العيون السداسية المحتوية على العسل غير المكتمل التصنيع. ويحتوي العسل الطبيعي على نسبة من أنزيمات الأنفرتيز وكلوكواوكسيديز والداياستيز ومهمة هذه الأنزيمات إنضاج الرحيق وتحويله إلى عسل، وتختلف نسبتها حسب نوع ومصدر العسل، إذا لم تكن قد أتلفت بفعل التخزين أو التسخين العالي للعسل.
خ. نسبة الحموضة PH في العسل: يبلغ متوسط الحموضة للأعسال الجيدة نحو 4,32 PH ويتأثر العسل الطبيعي بدرجات الحموضة بحسب نسبة المعادن والأحماض التي يحتويها والمحتوى الغذائي (الذي يكون منتجاً من الرحيق وحبوب اللقاح ) مثل حمض الكلوكونيك والفورميك والعديد من الأحماض الأمينية والعضوية، وتتحكم جميعها بمحتوى السكر في الرحيق. وللمناخ دور في تعديل حموضة العسل فعند ارتفاع الحرارة والرطوبة في الجو ترتفع نسبة الحموضة في التربة وبالتالي في النبتة والأزهار ثم الرحيق الذي يأخذ منه النحل، وتؤثر قوة الخلية ايضاً في معدل الحموضة لأن الخلية القوية تخفض من حرارة ورطوبة جو الخلية. أخيراً فإن وجود الرحيق المتدفق (أي في الجو الرطب تزداد كمية الرطوبة بالرحيق مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكريات وارتفاع نسبة الرطوبة في العسل).
د. هيدروكسي ميثيل فورفورال Hydroxymethylfurfural وهذه المادة إذا وجدت في العسل بنسب أعلى من المقبول تعتبر دليلاً على التسخين غير الملائم للعسل أو الغشّ بالسكريات الأحادية المعدة خصيصاً لهذا الغرض كما ذكرنا أعلاه، والمعدل المقبول لهذه المادة في العسل يختلف بين دولة ودولة، وأغلب الدول المنتجة للعسل لا تسمح أن تتجاوز نسبتها في العسل 40 ملغم/كغم عسل وذلك باستثناء ألمانيا التي تطبق معايير أكثر تشدداً إذ إنها وضعت الحد الأعلى عند نسبة 15 ملغم في الكيلوغرام من العسل.

غشّ العسل صناعة عالمية .. ومحلية
كيف يُغشّ العسل؟ الشركات الموزعة للعسل في الأسواق العالمية تتبع طرق تصنيع على درجات حرارة مرتفعة لأكثر من 100 درجة حرارة مئوية لجعله يبدو حقيقياً. وأكبر الدول المنتجة للعسل الصناعي في العالم هي الصين، ومعظم إنتاجها ملوث بالمبيدات والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة إضافة إلى أنواع المحاليل السكرية المنتجة من السكر غير النظيف ويحتوي على الزيوت ودخان أجهزة المعامل التي تصنع المواد السكرية.
شراب الذرة العالي الفركتوز: يعتبر هذا المنتج الذي اجتاح العالم منتجاً حديثاً إذ لم يكن يعود اكتشافه وتطويره إلى سبعينات القرن الماضي وذلك عندما طورت الصناعة الكيميائية في الولايات المتحدة طريقة استخراج الفركتوز العالي من نشاء الذرة. وبالنظر إلى رخص ثمنه بالمقارنة مع السكر المصنوع من قصب السكر أو الشمندر السكري فقد حل شراب الذرة العالي الفركتوز تدريجياً مكانهما في تصنيع كافة أنواع المرطبات والحلويات والصناعات الغذائية مثل الكاتشاب وغيرها وقفز إنتاج الولايات المتحدة منه من 3 ملايين طن في العام 1980 إلى 8 ملايين طن في العام 1995.

العسل الطبيعي
للعسل الطبيعي المنتج في خلايا النحل العامل صفات طبيعية أساسية لا يمكن للمراقب الحصيف أن يخطئها وهذه الخصائص الظاهرة أو البديهية تتناول اللون والوزن والطعم والرائحة واللزوجة ومعدل الرطوبة ونسبة الحموضة. وهناك خصائص في العسل لا يمكن كشفها بالحواس كالتلوث الكيميائي بالمبيدات. أما خصائص العسل الطبيعي فيمكن عرضها كالتالي:
أ. لون العسل: يختلف لون العسل باختلاف المراعي والأزهار التي يأخذ النحل منها الرحيق وحبوب اللقاح وباختلاف الحرارة والرطوبة والفترة الزمنية أثناء جمع النحل لرحيق الأزهار وصنعها للعسل داخل الخلايا. ويندرج التصنيف العالمي للعسل تحت سبعة ألوان من الأبيض المائي إلى العنبري الغامق، والذهبي المصفر البني الفاتح إلى الغامق نوعاً ما. وتعود ألوان العسل إلى الصفات الطبيعية التي تنقل إليه من رحيق الأزهار مثل الكاروتين والكلوروفيل والزانثوفيل. والعسل الفاتح يكون ذا قيمة غذائية أعلى من العسل الغامق الذي ربما اكتسب لونه نتيجة طرق إدارية خاطئة من قبل النحّالة، مثل وضع العسل في أماكن مكشوفة للضوء والحرارة والرطوبة، أو وضع براويز وأسس شمعية في الخلية قاتمة اللون، أو وضع خلايا النحل في أماكن حارة وغير محمية.
يستنتج مما سبق أن كل أنواع العسل التي تباع في السوق بلون واحد لا يتغير مثل «لانييزي» و«أتيكي» وغيرهما ليست أعسال «طبيعية» بالمعنى الدقيق لأنه لا يوجد في الطبيعة عسل بلون واحد لا يتغير مع السنين، بل يحدث غالباً أن العسل المستخرج من قفيرين متجاورين يأتي بلونين مختلفين بل بأكثر من لون.
ب. تجمّد العسل: جميع الأعسال (جمع عسل) الطبيعية تتجمد على درجة حرارة ما بين 7 و 15 % وبفترة زمنية قصيرة بين الشهر والثلاثة أشهر. أما العسل الناتج من الندوة العسلية، وهي مادة حلوة تفرزها بعض الحشرات التي تعيش على بعض الأشجار الحرجية، فيكون لونه بنياً غامقاً ولا يتجمد إلا بعد مرور فترة زمنية لا تقل عن السنة.
ت. الوزن النوعي: تتأثر كثافة العسل ووزنه النوعي بدرجات الحرارة وتتناسب عكسياً مع نسبة الرطوبة وزمن قطاف العسل والذي يجب أن يتم بعد انتهاء الأزهار بفترة زمنية لا تقل عن الأسبوعين.
ث. طعم العسل: للعسل الطبيعي أكثر من طعم واحد وذلك حسب اختلاف المرعى والمصادر الرحيقية لكن ومع تنوع طعم العسل فإنه يحتفظ دائماً بطعم مميز يعرفه المستهلك الذي اعتاد على استهلاكه وهو طعم يكون أكثر «عطرية» في عسل الأزهار البرية خصوصاً المستخرج من نباتات مثل الصعتر أو القصعين أو إكليل الجبل والخزامى وغيرها.
ج. الرائحة: ان العسل الطبيعي له رائحة خاصة تميزه عن غيره من العسل المصنع وتكون هذه الرائحة خفيفة نوعاً لكنها رائحة مميزة لا يعرفها ويميِّزها إلا القليل من المستهلكين ذوي الخبرة.
ح. اللزوجة: العسل الطبيعي يجب ان يكون لزج القوام رطوبته ما بين 16 و18% من وزنه ويجب أن يحتوي الغرام الواحد من العسل على عدد كبير من حبوب اللقاح (ما بين 1500 و 5000 حبة)، فإذا خفّت لزوجة العسل وبدا سائلاً رخواً فهذا يعني أنه يحتوي على رطوبة عالية وأنه لم يخضع في القفير إلى عملية التبخير التي تقوم بها العاملات بتحريك أجنحتها فوق العيون السداسية المحتوية على العسل غير المكتمل التصنيع. ويحتوي العسل الطبيعي على نسبة من أنزيمات الأنفرتيز وكلوكواوكسيديز والداياستيز ومهمة هذه الأنزيمات إنضاج الرحيق وتحويله إلى عسل، وتختلف نسبتها حسب نوع ومصدر العسل، إذا لم تكن قد أتلفت بفعل التخزين أو التسخين العالي للعسل.
خ. نسبة الحموضة PH في العسل: يبلغ متوسط الحموضة للأعسال الجيدة نحو 4,32 PH ويتأثر العسل الطبيعي بدرجات الحموضة بحسب نسبة المعادن والأحماض التي يحتويها والمحتوى الغذائي (الذي يكون منتجاً من الرحيق وحبوب اللقاح ) مثل حمض الكلوكونيك والفورميك والعديد من الأحماض الأمينية والعضوية، وتتحكم جميعها بمحتوى السكر في الرحيق. وللمناخ دور في تعديل حموضة العسل فعند ارتفاع الحرارة والرطوبة في الجو ترتفع نسبة الحموضة في التربة وبالتالي في النبتة والأزهار ثم الرحيق الذي يأخذ منه النحل، وتؤثر قوة الخلية ايضاً في معدل الحموضة لأن الخلية القوية تخفض من حرارة ورطوبة جو الخلية. أخيراً فإن وجود الرحيق المتدفق (أي في الجو الرطب تزداد كمية الرطوبة بالرحيق مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكريات وارتفاع نسبة الرطوبة في العسل).
د. هيدروكسي ميثيل فورفورال Hydroxymethylfurfural وهذه المادة إذا وجدت في العسل بنسب أعلى من المقبول تعتبر دليلاً على التسخين غير الملائم للعسل أو الغشّ بالسكريات الأحادية المعدة خصيصاً لهذا الغرض كما ذكرنا أعلاه، والمعدل المقبول لهذه المادة في العسل يختلف بين دولة ودولة، وأغلب الدول المنتجة للعسل لا تسمح أن تتجاوز نسبتها في العسل 40 ملغم/كغم عسل وذلك باستثناء ألمانيا التي تطبق معايير أكثر تشدداً إذ إنها وضعت الحد الأعلى عند نسبة 15 ملغم في الكيلوغرام من العسل.

غشّ العسل صناعة عالمية .. ومحلية
كيف يُغشّ العسل؟ الشركات الموزعة للعسل في الأسواق العالمية تتبع طرق تصنيع على درجات حرارة مرتفعة لأكثر من 100 درجة حرارة مئوية لجعله يبدو حقيقياً. وأكبر الدول المنتجة للعسل الصناعي في العالم هي الصين، ومعظم إنتاجها ملوث بالمبيدات والمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة إضافة إلى أنواع المحاليل السكرية المنتجة من السكر غير النظيف ويحتوي على الزيوت ودخان أجهزة المعامل التي تصنع المواد السكرية.
شراب الذرة العالي الفركتوز: يعتبر هذا المنتج الذي اجتاح العالم منتجاً حديثاً إذ لم يكن يعود اكتشافه وتطويره إلى سبعينات القرن الماضي وذلك عندما طورت الصناعة الكيميائية في الولايات المتحدة طريقة استخراج الفركتوز العالي من نشاء الذرة. وبالنظر إلى رخص ثمنه بالمقارنة مع السكر المصنوع من قصب السكر أو الشمندر السكري فقد حل شراب الذرة العالي الفركتوز تدريجياً مكانهما في تصنيع كافة أنواع المرطبات والحلويات والصناعات الغذائية مثل الكاتشاب وغيرها وقفز إنتاج الولايات المتحدة منه من 3 ملايين طن في العام 1980 إلى 8 ملايين طن في العام 1995.

أحد-معامل-تصنيع-شراب-الذرة-المرتفع-السكروز
أحد-معامل-تصنيع-شراب-الذرة-المرتفع-السكروز

“سبب ترويج العسل المغشوش ليس فقط براعة الغشّاشين بل الجهل شبه المُطبِق للمستـــهلكين بحقائق العســل وأســراره”

شراب الذرة معدل جينياً!
ويتم تصنيع شراب الذرة العالي الفركتوز عموماً من الذرة المعدلة جينياً وتستخدم في عمليات تحويله أنزيمات معدلة جينياً أيضاً وهذه الأنزيمات في عمليات متتالية تستهدف الانتقال من نشاء الذرة إلى منتج سائل يشبه العسل (!) في لونه وتركيبته السكرية وهو أعلى حلاوة من السكر والعسل على حد سواء.
ما يهم هنا هو أن شراب الذرة العالي الفركتوز HFCS تحول في بلدان مثل الصين أو غيرها إلى “المادة الأوليّة” الرخيصة لإنتاج عسل رخيص ليس له من العسل إلا اسمه إذ إنه يقوم على هذا الشراب بعد معالجته وإضافة منكِّهات وألوان مناسبة له ليكون جاهزاً للبيع كعسل في أنحاء العالم. ومع الأسف فقد انتقلت خبرة التعامل مع شراب الذرة في غشّ العسل إلى بلدان عديدة منها لبنان حيث بات يستورده من الولايات المتحدة أو غيرها في مستوعبات من التنك أو في براميل وبات يستخدم في تصنيع أكثر الحلويات العربية وأنواع الكعك والبتيفور والمربيات وغيرها. لكن الأهم أن استخدامه انتقل على نطاق واسع إلى مربي النحل الذين إما أنهم يقدمونه للنحل لزيادة إنتاج العسل أو إنهم ببساطة يمزجونه مع العسل لزيادة الكمية المنتجة بهذا النوع من الغشّ المكشوف. وهذه بالطبع عملية رابحة لأن سعر الكيلوغرام من شراب الذرة العالي الفركتوز يقل عن دولار ونصف بينما يباع الكيلوغرام من العسل الطبيعي بأسعار تصل إلى 30 دولاراً. بل إن العديد من النحالة باتوا يوفرون على أنفسهم فيستوردون العسل الصيني الذي يباع بأسعار رخيصة جداً ويضيفونه إلى العسل البلدي خصوصاً وأن الصينيين قاموا بعملية الغشّ بصورة علمية تجعل من الصعب اكتشافها وقاموا بالتالي بخدمة الغشّاشين عندنا الذين لا يمتلكون مثل وسائلهم وتقنياتهم المعقدة. ويمكن لأي كان أن يجري بحثاً على الإنترنت عن العسل ليجد إعلانات من الصين بعضها يعرض العسل (نعم العسل!) بسعر دولارين أو ثلاثة دولارات للكيلوغرام.
بسبب انتشار صناعة غشّ العسل في الصين اتخذ الإتحاد الأوروبي منذ العام 2001 قراراً يمنع دخول العسل الصيني إلى الأسواق الأوروبية، كما فرضت الولايات المتحدة الأميركية على العسل المستورد من الصين ضريبة مرتفعة تصل الى 300 في المئة، لكن لا تزال منتجات العسل الصيني تجد طريقها للدخول الى الأسواق الأميركية بسبب انخفاض أسعارها او عن طريق التهريب، علماً أن 75% من العسل المباع في الولايات المتحدة ليس عسلاً بالمعنى الدقيق لأنه لا يحتوي على أي أثر لحبوب اللقاح، إذ يلجأ مصنعو العسل إلى استخدام طرق التصفية القصوى Ultrafiltration لجعل العسل سائلاً محلى مفتقداً لأية خصائص طبيعة محددة وبحيث يسهل إعطاؤه خصائص موحدة ويصبح من الصعب جداً تحديد مصدره ، عندها يصبح سهلاً مزج العسل بشراب الذرة العالي الفركتوز المصنع في الولايات المتحدة وغيرها أو العسل المغشوش بهذا الشراب المستورد بأسعار رخيصة من الصين.
يذكر أن العسل المصنّع له رائحة كيميائية سببها تركيبة الفواكه الكيميائية إذ يضيف الصينيون إلى «العسل» محلولاً من مواد صناعية شبيهة بمستخلص الفواكه الطبيعية، أو طعماً لاذعاً من خلال إضافة حامض الفورميك Formic acid. أما العسل الطبيعي، فله رائحة الزهور البعيدة وهي رائحة مميزة لأنها تعكس التركيب الرحيقي للعسل والخصائص العطرية للأزهار الغالبة ولغيرها من الأزهار البرية الداخلة في تركيبة العسل.

لا يملك “قراصنة العسل” في لبنان أو غيره من بلدان المنطقة التقنيات الحديثة والمتطورة التي تملكها شركات تصنيع العسل أو غشّه في العالم، لذلك، فإنهم يعتمدون أولاً على بساطة المستهلك وعدم خبرته وثانياً على ما تيسر لهم من “وصفات” وأساليب بدائية يتعلمونها أو يسعون لتطويرها وإتقانها بحيث يتفوق أحدهم على غيره من الغشّاشين. ومن الطرق المستخدمة في منطقتنا:
شراب الذرة العالي الفركتوز الذي يتمتع بتركيبة كيميائية قريبة من تركيبة العسل الأمر الذي يغري باستخدامه في غشّ العسل سواء عبر تغذية النحل به مباشرة داخل الخلايا أم عبر مزجه بالعسل لزيادة الكمية، ويساعد في ذلك أن شراب الذرة العالي الفركتوز يتمتع بتركيبة كيميائية قريبة من العسل ويمكن بالتالي أن لا ينكشف بعمليات اختبار التركيبة السكرية للعسل وهو أحد الاختبارات الكثيرة التي باتت متوافرة لكشف غشّ العسل.
خلط قطر السكر بدبس قصب السكر (مكثف عصير قصب السكر) عبر التسخين لمدة معينة على النار مع إضافة أعشاب معينة أو مقطرات إلى المحلول السكري بهدف إعطائه لون العسل ورائحة شبيهة برائحته.

” كل عسل طبيعي يجب أن يتجمد في حرارة 7 إلى 15 درجة مئوية والعسل السائل يخضع لتسخين قد يفقده خصائصـــه الطبيـة “

القطر الملون والمعطر:إحدى طرق غشّ العسل الشائعة تقوم على البدء بتحضير قطر السكر بحيث يُسخَّن ليغلي مع تحريكه وإضافة ملونات له حتى يصبح لونه ذهبياً (عسلي) يضاف له مستخلص رائحة العسل او يضاف إلى المحلول بعض النباتات التي لها طعم ورائحة مرغوبة من المستهلكين الذين تعودوا عليها، أو تضاف بعض المقطرات مثل ماء الزهر والورد والصعتر والشاي للتلوين.
الغشّ «الميداني» وهو الغشّ الذي يمارسه النحال أو التاجر داخل القفير أو في محيطه أو في طريقة وتوقيت القطاف أو في مرحلة ما بعد فرز العسل أو التصنيف والتسميات إلى آخر ما هنالك وأكثر وسائل الغشّ المعتمدة من بعض النحالين الذين لا يمتلكون الإمكانات التقنية والاقتصادية لتصنيع العسل «على الطريقة الصينية» هي التالية:
1.قطاف العسل قبل موعده وقبل إنضاجه من قبل النحل العامل من خلال إضافة العناصر الضرورية له من حبوب اللقاح والأنزيمات وتبخير الرطوبة الزائدة من الرحيق الذي جمعه النحل من الأزهار.
2.تغذية النحل بالمحاليل السكرية بكميات كبيرة من خلال جيوب خاصة توضع داخل القفير وتملأ بالسكر المذاب في الماء وقد يضاف إليه مقطر ماء الزهر أو ماء الورد.

فوارق أساسيّة
بين العسل الطبيعي والعسل المزيّف

فوارق-أساسية-بين-العسل-الطبيعي-والمزيّف
فوارق-أساسية-بين-العسل-الطبيعي-والمزيّف

عسل مزيّف

عسل اصطناعي
لا رائحة أو عطر عسل
لا يحتوي على حبوب لقاح أو شمع أو بروبوليس
يحتوي على قطر السكّر أو شراب الذرة
لا يتجمّد
مضر بالصحة

عسل طبيعي

من صنع النحل
فيه حبوب لقاح
لا يحتوي على سكّر
يحتوي على شمع وبروبوليس
يتجمّد بصورة طبيعية
مفيد للصحة

“شراب الذرة العالي الفركتوز هو المفضل في عمليات غشّ العسل نظراً إلى تشابه لونه ولزوجته وتركيبته السكرية مع العسل الطبيعي”

3.تسخين العسل بدرجة الغليان قبل إنضاجه من قبل النحلات العاملات وذلك عبر تبخير الرطوبة الزائدة وإضافة حبوب اللقاح بمعدل من 1500 حبة إلى حوالي 5000 حبة لقاح في الغرام الواحد وكذلك إضافة الأنزيمات (البكتيريا النافعة) الضرورية للنحل والإنسان، بعد امتصاص الرحيق من الأزهار او امتصاص الندوة العسلية عن بعض الأشجار الحرجية مثل الأرز والسنديان وخوخ الدب
( البرقوق ).
وعادة يحتوي العسل غير الناضج (أي الجاهز للقطاف) على نسبة عالية من الرطوبة تتراوح ما بين 60 و 80% ومن أجل إنضاج العسل تبدأ العاملات التي يكون عمرها اقل من 20 يوماً بسحبه مجدداً من العيون السداسية لبراويز الشمع بواسطة لسانها الأنبوبي لتبدأ العاملات المحيطة بها بتحريك أجنحتها لإنتاج الهواء الذي يبخر الرطوبة من الرحيق عند إعادته إلى العيون السداسية نقطة فنقطة، وتكرر هذه العملية عدة مرات لتصبح نسبة الرطوبة في العسل ما بين 16 و 18%.
4.غلي السكر مع الماء وإضافة بعض النباتات والأعشاب الملونة مثل الشاي او غلي المحلول السكري مع شمع النحل وإضافة بعض المقطرات كماء الزهر وماء الورد لغشّ المستهلك بالطعم والرائحة.
5.مزج القليل من العسل العالي الجودة مع المحاليل السكرية بنسبة 10% لإعطاء المحلول بعضاً من طعم العسل وغليها جميعاً لتصبح لزجة القوام فالغلي يساعد على عدم فصل العسل عن القطر لأن جميع الأنزيمات والفيتامينات المفيدة تكون قد ماتت.
6.الغشّ بالماء: يضاف إلى العسل الطبيعي الماء ثم يسخن ويحرك ليدخل الماء في تركيبته وقوامه، هذه الطريقة يمكن الكشف عليها بالنظر لأن العسل يصبح قوامه سائلاً وإذا وضعت نقطة عسل على ورق يلاحظ أن الورق قد امتص الماء أو يتم استخدام فاحص الرطوبة الذي يظهر ارتفاعها.
7.الغشّ بإضافة النشاء: يضاف الى العسل النشاء المحلول في الماء يحرك مع تسخينه على حرارة مرتفعة مع إضافة الشاي لإعطائه اللون المرغوب، ويكشف النشاء في العسل بواسطة وضع بضع نقط من محلول البوتاسيوم إلى العسل المخفف بما يساوي وزنه ماء فإذا كان العسل يحتوي على النشاء فيعطي لوناً أزرق.
8.الغشّ بإضافة سكر الفركتوز او الغلوكوز او الاثنين معاً وخلطه مع الماء وغلي المزيج حتى يصبح بلزوجة العسل مع الاهتمام بتلوين المنتج النهائي لكي يبدو مثل العسل..
الغشّ بإضافة «العسل الأسود» وهو في الحقيقة عبارة عن دبس قصب السكر قبل تكثيفه وتكريره ليصبح سكر المائدة. يتم تحضير محلول من العسل بتركيز 20% ثم يأخذ منه 5 مليلتر يضاف الى هذه الكمية «خلات الرصاص» (2.5) غرام مع كحول مثيلي 23.5 مليلتر مع رج المحلول جيداً.
الغشّ بشراب الذرة العالي الفركتوز القريب جداً من حلاوة العسل والذي يحتوي على نسبة الفركتوز قريبة من نسبة الفركتوز في العسل الطبيعي التي تكون حوالي 40 % إضافة الى لونه ودرجة حلاوته العالية جداً نسبة للمحاليل السكرية، وأكثرية العسل الموجود في الأسواق العالمية وخاصة أميركا مخلوط بشراب الذرة، والكثير من النحالين يستخدمون شراب الذرة لتغذية النحل خلال موسم الإزهار والجني، ولا يوجد في هذا الشراب أي من المحتويات الغذائية والطبية التي يحتويها العسل إضافة الى الضرر الذي يسببه لخلايا النحل وهو أحد أسباب هجرة النحل من الخلايا. يمكن كشف هذا الغشّ للعسل بواسطة التحليل المخبري الحديث وخاصة فحص حبوب اللقاح او البروتين الموجود في العسل.

كيلو-العسل-الصيني-بدولارين-فقط
كيلو-العسل-الصيني-بدولارين-فقط

طرق كشف الغشّ في العسل
أضف قليلاً من العسل إلى كوب ماء بارد ولاحظ الفرق: العسل الطبيعي يكون خيطاً سميكاً في قاع الكوب وهذا يدل على اللزوجة العالية للعسل وعدم احتوائه على مكونات غير طبيعية. وإذا بدأ العسل في التشتت في الماء، فهذا دليل على انه مغشّوش أو على الأقل محتواه المائي أعلى من المقرر في المواصفات القياسية للعسل.
يذاب مقدار من العسل في خمسة أضعافه ماءً مقطراً، ويترك إلى اليوم الثاني فإذا وجدنا في قاع الوعاء ترسبات غريبة مثل فتات صغيرة من المعادن في القاع فإن ذلك يدل على أن العسل مغشوش، أما إذا كان المحلول رائقاً ولا توجد ترسبات فهذا يعني أن العسل جيد وطبيعي.
يذاب العسل في سبيرتو معدل التركيز حتى 55 في المئة، يترك الخليط إلى اليوم التالي، فإن وجدت رواسب دقيقة في أسفل الإناء دل ذلك على أن العسل مغشوش.

” الاتحاد الأوروبي منع دخول العسل الصيني منذ العام 2001 والولايات المتحدة فرضت عليه ضريبة 300%  “

كشف الغشّ بالعسل الأسود أو الدبس: تحرك عبوة العسل او تمال جانباً لبضعة دقائق فإن تركت مواداً مترسبة على جدار العبوة فهذا دليل واضح على ان النحل تمت تغذيته بالدبس أو خلط مع العسل.
اللافت أن بعض تجار العسل المغشوش يحاولون الترويج لاختبارات ملفقة ولا أساس لها لـ «كشف» غشّ العسل لأن هذا في صالحهم ولأنهم يريدون تضليل المستهلك عبر تعليمه اختبارات لا تفيد شيئاً، كما أن بعضاً منهم يعلم الناس اختبارات الهدف منها ضرب العسل الطبيعي وإظهار أنه هو المغشوش وليس العسل المفبرك الذي يبيعونه. من هذه مثلاً الترويج لفكرة أن العسل الذي يجمد مغشوش! أو أن اللون الطبيعي للعسل هو الغامق أو الداكن «الأسود» وليس الفاتح علماً أن العكس هو الصحيح إذ أن العسل المنتج من الأزهار البرية يكون لونه فاتحاً بدرجات مختلفة، أما العسل الغامق فهو يدل أنه من الندوة العسلية المنتشرة في الأحراج المحيطة أو أن العسل غير طبيعي وخضع لعمليات تصنيع.
يتبع بعض المستهلكين اختباراً تم الترويج له وهو غمس ملعقة صغيرة في العسل وأثناء سحبها إلى أعلى فإنها يجب أن تشكل خيطاً لا ينقطع، فإذا انقطع الخيط فإن ذلك يدل على أن العسل مغشوش، وهذا الاختبار غير سليم لأن نتيجته تعتمد على نسبة الرطوبة في العسل فإن زادت فإن خيط العسل قد ينقطع لكن دون أن يعني ذلك أن العسل مغشوش، كما أن وسائل الغشّ أصبحت تضمن أن يأتي العسل المغشوش بلزوجة وخصائص قريبة من العسل مما يجعل «اختبار الملعقة» في صالح تجار العسل غير الطبيعي لأن العسل يمكن أن يكون مغشوشاً بالكامل ويجتاز فحص الملعقة.
وهناك اختبار آخر يروّج له هو غمس عود ثقاب (كبريت) في العسل ومحاولة إشعاله، فإذا اشتعل العود مباشرة بعد إزالة العسل عنه يدل ذلك على أن العسل جيد وهذا في حال أن كان العسل يحتوي على نسبة الرطوبة المعروفة لكن قد يكون العسل محتوياً على رطوبة أعلى من المعتاد كما إن وسائل غشّ العسل أصبحت قادرة على اجتياز هذا الاختبار لأن التركيز السكري في العسل المغشوش قد يجعل عود الثقاب قابلاً للإشتعال!.
طريقة اخرى يعتمدها بعض المستهلكين، وهي وضع نقطة من العسل على الرمال فإذا تجمعت على بعضها بشكل كرة يعني ذلك أن العسل جيد وهذه الطريقة لا قيمة لها للأسباب التي ذكرناها سابقاً. وهناك طريقة قديمة ومهمة لتحديد أوقات قطاف العسل، وهي وضع نقطة من العسل على ورقة لوقت لا يتجاوز الساعة فإذا ابتلّ مكانها وأحدثت دائرة من الرطوبة على الورقة، دلّ ذلك على أن العسل مقطوف قبل أوانه لأن رطوبته ما زالت مرتفعة.
بعض التجار يطلبون من الزبون تذوق العسل وملاحظة أنه يحتوي على طعم شمع النحل مما يدل على أن العسل طبيعي، لكن هذا المؤشر لا قيمة له لأنه لا يدل على أن العسل طبيعي لأنه في الإمكان تغذية الخلايا بالمحلول السكري في مواسم الفيض، بذلك فإن قرص الشمع يكون طبيعياً لكن العسل الذي وضعه النحل داخله ليس طبيعياً لأنه عبارة عن محلول سكري قدّم للنحل في الخلايا نفسها.

ضجة-في-أميركا-حول-تسرب-العسل-الصيني-المزيف-والغش-بشراب-الذرة
ضجة-في-أميركا-حول-تسرب-العسل-الصيني-المزيف-والغش-بشراب-الذرة

” كثير من العسل المتداول في السوق مغشوش بشراب الذرة أو هو عبارة عن قطر سكر ملون ومعطر بأعشـــاب أو مقطرات عطريــة “

خبراء العسل
كما أن للنبيذ في فرنسا أو غيرها خبراء يتذوقونه ويمكنهم من رشفة صغيرة معرفة من أي عنب صنع وأي سنة واي تاريخ كذلك يوجد «ذواقة» للعسل يمكنهم أن يخمنوا نوع الأزهار الغالبة في العسل وبالتالي الارتفاع الذي كانت فيه الخلايا ولزوجة العسل وحموضته وغير ذلك بمجرد تذوق العسل. وفي بريطانيا وفرنسا وبلاد أوروبية أخرى تنظم معارض للعسل فيأتي النحالون بنماذج من إنتاجهم ويعرض الكل على لجنة تحكيم تتذوق كل صنف ثم تعطي علاماتها الخاصة باللون واللزوجة والطعم والشفافية والنقاء وغيرها وتعلن عن النوعيات المعروضة الفائزة في نهاية المسابقة.
عندما يتناول الإنسان العسل يكوّن فكرة عن مصدره، مثلاً إذا كان عسلاً من الحمضيات أو البرسيم (النفلة) أو الندوة العسلية او الأزهار البرية المتنوعة حيث تظهر هذه النكهة بوضوح في العسل.

العلم هو الحل الوحيد
كل ما سبقت الإشارة إليه من وسائل اختبار العسل كانت رائجة في غياب الوسائل العلمية ونحن ننصح بعدم الركون إلى أي منها لأنها غير دقيقة وقد تعطي انطباعاً غير صحيح سلباً أو إيجاباً عن العسل المقصود. لقد وصل غشّ العسل إلى مستوى من التطور بات من الصعب حتى على الخبراء كشف كل تفاصيله. لذلك فإن الحل الوحيد لكشف غشّ العسل ولمعرفة المواد التي دخلت في غشّه أو كشف الترسبات الكيميائية مثل بقايا المبيدات أو المعادن أو غيرها هي إخضاع العسل للفحوصات المخبرية. وهناك اليوم مختبرات حديثة يمكنها كشف أدنى غشّ في العسل بما في ذلك الذي يتم في العسل الصيني وهذه المختبرات تجري عادة أكثر من اختبار وعلى أكثر من جهاز لأن كل جهاز متخصص في كشف شكل من أشكال الغشّ دون غيره وبسبب هذا التخصص فقد أتقن العلم سبل فضح الغشّاشين، ونحن ندعو إلى اعتماد هذه الوسائل في لبنان عبر تزويد معهد الأبحاث الزراعية بأحدث التقنيات أو عبر استحداث مركز متخصص بتقييم العسل وإصدار الشهادات الرسمية بمواصفات العسل ورفض التصديق على أنواع العسل التي لا تكون مطابقة للمواصفات المقرّة رسمياً لأن في ذلك حماية للمستهلك ولسمعة العسل اللبناني كما أن فيه حماية للنحالين الملتزمين بالأصول العلمية والأخلاقية المتوارثة لهذه المهنة العريقة والذين إذا استمر غشّ العسل على النطاق الحاصل اليوم سيكونون في أزمة لأنهم لن يستطيعوا بيع إنتاجهم الجيد العالي الكلفة في مواجهة المنافسة الساحقة للعسل الكاذب الذي بدأ يملأ رفوف المحلات.

شجرة الكرز الكريمة

شجــرة الكـــرز الكريمــة

محاصيـل لـ 100 عــام وتكلفــة قليلــــــة

متطلباتها الضوء والتربة العميقة والتسميد
وتزرع بعلية لكن الري بعد العقد يزيد إنتاجها

الفرعوني وقلب الطير منتشران بكثرة في لبنان
و الـ ” بينغ” أصبح مرغوباً للذة طعمه وكبر حبته

زيت بذور الكرز مفيد كدهن ضد الروماتيزم والدمامل
ولكن حذار أكل لب البذرة لأنه سام وقد يكون مميتاً

تأثير-الصقيع-على-أزهار-الكرز
تأثير-الصقيع-على-أزهار-الكرز

الكرز فاكهة شهية، وفي لبنان هي فاكهة ضيافة بإمتياز ولا شيء يعادل منظر قصعة الكرز الملآنة بتلك الثمار اللامعة والجميلة الألوان على طاولة الضيافة وقد يكون عندنا تعلق بالفاكهة على أنواعها لكن إذا حضر الكرز تجد الأيادي تذهب إليه بحركة لا شعورية إذ إن كل شيء في هذه الثمرة يدعوك لتناولها. لكن بينما ننجذب إلى الكرز كفاكهة، فإن المزارع البعيد النظر يجب أن يفكر بشجرة الكرز كإستثمار وأن يسارع إلى غرسها على نطاق واسع إن كانت له أرض مناسبة لها أو أن يزرع منها شجرتين أو ثلاثاً في حديقة داره إن كانت صغيرة.
اقتصادياً لا توجد شجرة تعمّر وتعطي ثمارها لسنوات طويلة مثل شجرة الكرز، إذ أن شجرة الكرز تعطي ثمارها لمدة 100 سنة على الأقل فهي على الأرجح شجرة يمكنك -وبعد عمر طويل- أن تورثها كما يمكن لأبنائك بدورهم أن يتركوها لجيل ثالث وقد تنتقل منهم إلى جيل رابع أيضاً. إنها شجرة «بنت أصل» كريمة ولا تحتاج إلى كثير من المعاملة لكن لا تحاول زرعها في التربة غير العميقة لأنك لن تجني منها الكثير فهذه الشجرة تمتاز في كونها تحب التربة العميقة بسبب جذورها الوتدية التي تنزل عمودياً في التربة ولا تقبل بتراب تقل سماكته عن 170 أو 200 سنتمتر وهو الأفضل. فما الذي تعرفه عن شجرة الكرز وخصائصها وفوائدها الغذائية والطبية وما هي أنواعها العديدة وكيف يمكن زرعها والعناية بها وما هو المردود الاقتصادي الذي يمكن للمزارع أن يحققه منها؟ هنا أهم ما يجب أن نعرفه عن هذه الشجرة لعلّه يشكل حافزاً للمهتمين بإدخالها ضمن زراعاتهم الاقتصادية ومواسمهم الوفيرة.

تعتبر أشجار الكرز من أهم أشجار الفاكهة التي تنمو في الجبال وتأتي في الأهمية الاقتصادية بعد أشجار التفاح في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 1100 متر فوق سطح البحر، لأنها تعطي مردوداً اقتصادياً وفيراً، وقد زاد الطلب على هذه الفاكهة الفاخرة وبالتالي على غرسها في فترة شهد فيها لبنان ازدهار الحركة السياحية وهو ما ولّد طلباً قوياً على الكرز من السياح والمصطافين والمطاعم والقطاع الفندقي بشكل خاص. والكرز صنفان: حلو المذاق وهو يمثل نحو 95% من السوق وهو الذي يلاقي الطلب عليه من قبل المستهلكين وهناك كرز حامض وهو لا يشكل أكثر من 5% من الكرز المزروع في لبنان ويدخل في بعض الوجبات الغذائية والأدوية وأنواع السكاكر وليس له سوق للبيع طازجاً.
توجد في لبنان أصناف عديدة من مجموعة الكرز الحلو مثل: الكرز الذهبي وقلب الطير ونابليون والاسطنبولي والنواري والطلياني وقوس قزح.. ويختلف زمن نضج الثمار بين منطقة وأخرى من نفس الصنف، فكرز قوس قزح يبدأ بالنضج في منتصف شهر حزيران على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر وعلى ارتفاع 1600 متر يبدأ بالنضج في منتصف شهر تموز، هذا يوضح الفرق في النضج بين منطقة وأخرى حسب الارتفاع عن سطح البحر. وعادة تبدأ بعض أصناف الكرز بالنضج خاصة المبكرة منها، في منتصف أيار وتمتد حتى أواخر شهر تموز في الأصناف المتأخرة جداً والتي ادخلت حديثاً الى لبنان مثل: أراشي وسويت هارت. وبعد التأصيل والتهجين لبعض أصناف الكرز والكرز البري أصبح ممكناً زرعه في مناطق الإرتفاعات المتوسطة ابتداء من 600 متر وما فوق.

20 نوعاً عالمياً
يوجد في العالم حالياً عشرون نوعاً تقريباً من أنواع الكرز المعروفة والتي تحتل مركزاً متقدماً اقتصادياً من حيث الجودة وكبر الثمار وكمية الإنتاج ولذة الطعم. وعلى الرغم من أن معظم الأنواع تمّ تهجينها بالأصل من أنواع برية فإن دراسات قامت بها وزارة الزراعة الفرنسية تفيد أن الشجرة البرية الأساسية التي تم تهجين معظم الأنواع منها ولدت في جبال الهيمالايا في آسيا. لكن هذه الدراسات لم تحدد زمنياً الفترة التي تم نقل هذه الشجرة فيها إلى مناطق مختلفة من العالم إذ توجد أنواع في دول يساعد مناخها على زراعة هذه الشجرة وأهمها إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان وهنغاريا وسويسرا وكندا والجمهورية التشيكية.

شجرة تلفت النظر
تتصف أشجار الكرز بشكلها الجميل وبحجمها الكبير بحيث يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وهي من الأشجار المتساقطة الأوراق وتنتمي إلى مجموعة اللوزيات. وتتميز الشجرة بمحور قوي تتوزع عليه الأغصان الهيكلية التي تعطي الشجرة شكلها المميز. ويلاحظ أن لون الجذع بني مائل إلى الاحمرار أو هو رمادي محمر بينما تتميز الطرود (النموّات الحديثة) بلون بني مع احمرار خفيف في بعض الأصناف أو رمادي مخضر في أصناف أخرى. أما الأوراق فهي رمحية الشكل أو متطاولة مسننة الحواف لونها اخضر في الوجه المقابل للضوء وأخضر فاتح في الجهة السفلية المقابلة. وتزهر أشجار الكرز قبل أن تورق، ويعطي البرعم الزهري من 4 إلى 8 أزهار وهي ثنائية الجنس أي تحمل أعضاء التذكير والتأنيث على نفس الزهرة. وتتخذ الثمرة شكلاً كروياً تقريباً وهي ملساء ناعمة، يختلف لونها من صنف إلى آخر فمنها الأسود والأصفر والأحمر والأصفر المحمرّ، ومنها ما يحمل خطاً داكن اللون يتوسط الثمرة. وتحمل الثمار بذرة واحدة في داخل كل ثمرة وهي نواة صغيرة لوزية الشكل مرّة الطعم.

أصناف الكرز
أهم أصناف الكرز المتداولة في العالم هي التالية ولا يوجد إلا عدد من هذه الأصناف على نطاق تجاري في لبنان.
1- سويت أرلي Sweet Early وهي أشجار قوية النمو، غزيرة الإنتاج مكبرة النضج لكن ثمرتها قليلة الصلابة والحلاوة وهي تبدأ بالنضج في منتصف أيار.
2- أرلي لوري Early Lorry وهي أشجار قوية النمو، غزيرة الإنتاج، مكبرة النضج، الثمرة متوسطة الحجم والصلابة والحلاوة، حساسة للصقيع، تبدأ بالنضج في منتصف أيار.
3- بورلا Burlat غزير الإنتاج، نموها جيد، يحتاج الى أصناف أخرى من الكرز للمساعدة في التلقيح، الثمار صغيرة نسبياً قليلة الصلابة، حلاوتها وسط، ينضج في أواخر ايار.
4- الطلياني: متوسط النمو والإنتاج، يساعد في التلقيح، عنق الثمرة قصير، لون الثمار أحمر داكن، حلو المذاق متوسط الحجم، ينضج في أواخر أيار.
5- أرلي ستار: Early Star صنف قوي في النمو، غزير الإنتاج، الثمار كبيرة الحجم، شديدة الصلابة، لونها أحمر داكن، مذاقها وسط، تنضج في أواخر أيار وأوائل حزيران.
6- جورجيا: Georgia متوسط إلى متأخر في الإزهار، قوي النمو، بحاجة إلى أصناف مساعدة في التلقيح، الثمار متوسطة إلى كبيرة الحجم، لونها أحمر غامق، شديدة الصلابة، مذاقها وسط، يمكن إبقاء الثمار على الأشجار لفترة طويلة بعد النضج الذي يتم عادة في الثلث الأول من حزيران.
7- نيو ستار: New Star صنف متوسط النمو، غزير الإنتاج، ذاتي التلقيح، الثمار كبيرة الحجم، متوسطة الصلابة، لذيذة المذاق، ينضج في الثلث الأول من حزيران.
8- بينغ: Bing مرغوب جداً لمذاقه اللذيذ، أشجاره قوية النمو، متوسطة الإنتاج، يساعد في تلقيح الأصناف الأخرى، لون الثمار أحمر خمري، متوسطة إلى كبيرة الحجم، حساس للصقيع الذي يؤدي إلى تشقق الثمار، النضج في منتصف حزيران.
9- الفرعوني: منتشر بكثرة في لبنان، غزير الانتاج، قوي النمو، مقاوم لمرض المونيليا، الثمار متوسطة إلى كبيرة الحجم، قلبية الشكل، لون الثمار حمراء داكنة مائلة للأسود، صلبة وطعمها لذيذ، النضج في منتصف حزيران.
10-السكري: صنف قديم في لبنان، قوي في النمو، غزير في الانتاج، بحاجة الى مساعدة في التلقيح، الثمار متوسطة الحجم، شديدة الصلابة، لونها أحمر داكن، مذاقها حلو ولذيذ، ينضج بعد منتصف حزيران.
11-إيراني: قوي النمو، بحاجة لمساعدة في التلقيح من أنواع كرز أخرى، ثماره متوسطة الى كبيرة الحجم، لون الثمار أحمر مخملي شديدة الصلابة، النضج آخر حزيران.
12-زهر: ناتج عن طفرة وراثية قوي النمو، غزير الانتاج، الثمار متوسطة الى كبيرة الحجم، حلو المذاق، النضج أواخر حزيران.
13-مكحل أو قوس قزح: قوي النمو، غزير الانتاج، الثمار متوسطة إلى كبيرة الحجم، لونها زهري محمر، يتوسط الثمرة خط أسود اللون، على إحدى جهتيها، طعمها حلو ولذيذ، النضج في أول تموز.
14-سويت هارت Sweet Heart قوي النمو، غزير الإنتاج، متأخر في الإزهار، الثمار متوسطة الحجم، لونها زهري غامق، تأخذ شكل القلب، شديدة الصلابة، طعمها حلو، تتحمل أعمال التوضيب والشحن والتبريد، النضج بعد أوائل تموز.
15-ارأشي: متوسط إلى قوي النمو، متأخر الإزهار، غزير الانتاج، الثمار متوسطة الحجم، لونها زهري مصفر، قلبية الشكل، شديدة الصلابة، سكرية الطعم، تتحمل أعمال التوضيب والشحن، النضج بعد أوائل تموز.

كرز سويت هارت قوي النمو غزير الإنتاج لكنه يتأخر حتى تموز
كرز سويت هارت قوي النمو غزير الإنتاج لكنه يتأخر حتى تموز

المتطلبات البيئية
الحرارة: أشجار الكرز غير محبة للحرارة والرطوبة الزائدة ومحبة للمناطق المرتفعة عن سطح البحر التي تعطي الكرز فترة جيدة من السكون والراحة خاصة في فصل الشتاء وبعد تساقط اوراقها. ولكن في مرحلة ازهار الكرز للصقيع أثر ضار عليها بحيث تموت الأزهار وتتساقط في حال تعرضها لدرجة حرارة صفر لمدة تزيد على 20 ساعة.
الضوء: أشجار الكرز من الأشجار التي تحب الضوء وتحتاج إلى إضاءة جيدة. الأشجار المزروعة في المناطق التي لا يتوفر فيها الضوء بكميات لازمة تصاب عادة بتضرر الفروع وتعريتها وموت البراعم الثمرية الحديثة مما يؤدي لقلة الإنتاج. لذا من الضروري تقليم التربية في السنوات الثلاث الأولى وإعطاء الاشجار الشكل الكأسي، وفي السنوات التالية يتركز التقليم على إزالة الأغصان المتشابكة لفسح المجال لدخول أشعة الشمس اليها.
الرطوبة: تنمو أشجار الكرز بشكل عام دون ري خاصة الأشجار المطعمة على المحلب أو الكرز البري الحامض خاصة في المناطق التي يزيد فيها معدل تساقط الأمطار على 500 ملم في السنة. ولكن الأشجار التي تروى كري تكميلي بعد العقد وبعد انقطاع الأمطار لفترة تزيد على الشهر تعطي إنتاجاً عالي الجودة في الحجم والشكل والطعم.
التربة: تنمو أشجار الكرز بشكل جيد في الأراضي العميقة والخصبة، جيدة الصرف، متوسطة الرطوبة ومفككة، ولا تنمو اشجار الكرز في التربة الرطبة الثقيلة وسيئة الصرف وقليلة العمق لأنها تحمل جذوراً وتدية تنمو عامودياً في التربة.

كرز البينغ صنف جديد يزداد شعبية بسبب كبر حبته ومذاقه الجيد
كرز البينغ صنف جديد يزداد شعبية بسبب كبر حبته ومذاقه الجيد

إكثار الكرز
تتكاثر أشجار الكرز بعدة طرق أهمها:
البذرة: تجمع بذور الكرز من الثمار الناضجة في فصل الربيع ويتم تنضيدها بإزالة بقايا اللب اللاصقة عليها وتزرع في فصل الخريف في مشاتل بعد تهيئة الأرض ضمن خطوط تبعد عن بعضها بعضاً حوالي 70 سم والبذرة عن الأخرى حوالي 25 سم لتطعم في العام التالي بالأصول ذات المردود الاقتصادي المرغوب.
الجذر: تؤخذ أجزاء من جذور بعض أشجار الكرز البرية الحامضة وتزرع على خطوط كما في البذرة.
التطعيم: يتم تطعيم بادرات الكرز بالقلم في اوائل الربيع عند انتفاخ البراعم على شكل لساني او لحائي، او بالرقعة او البرعمة خلال شهر حزيران بعد نضج البرعمة اللحائية والخشبية في الطرود التي نمت خلال فصل الربيع.
التقليم: أشجار الكرز بحاجة لتقليم تكويني في السنوات الثلاث الأولى على الشكل الكأسي لدخول الضوء اليها، ثم تقتصر عملية التقليم على إزالة الفروع والأغصان المتزاحمة والمتشابكة والمريضة والتي تكسرت من جراء تراكم الثلوج عليها.
التسميد: تحتاج أشجار الكرز لكي تنمو جيداً إلى تسميد عضوي مخمَّر وللتسميد العضوي أثر جيد على تحسين خواص التربة ومواصفات الجودة في الإنتاج. وتحتاج الشجرة بعمر 15 سنة لحوالي 20 كلغ من السماد الحيواني المخمر سنوياً. بالنسبة للأسمدة الكيماوية فتضاف حسب حاجة الأشجار خاصة الأسمدة المركبة npk (آزوت – فوسفور – بوتاس). تحتاج شجرة بنفس العمر الى حوالي نصف كلغ من السماد المركّب توزع الأسمدة في خندق دائري حول جذع الشجرة بتوازي تفرع اغصانها على عمق حوالي 15 سم ثم تطمر. أما أوقات وضع الأسمدة العضوية فتكون خلال فصل الخريف بعد اكتفاء الأرض من مياه الأمطار والأسمدة الكيماوية توضع خلال شهري كانون الأول والثاني.

مربى-الكرز
مربى-الكرز

” حفار الكعب (الكابنودس) والمونيليا والتصمُّغ آفات تصيب الكرز ويمكن الوقاية منها بإتباع الإرشــادات والعلاجـــــات اللازمة وفي وقتها  “

آفات الكرز
تصاب أشجار الكرز بعدة حشرات نذكر أهمها التي تؤثر على نمو وإنتاج الأشجار:
حفار الساق وجذور الكرز وهي الحشرة الكاملة للخنفساء ذات القرون الطويلة (الكابنودس) وهذه تضع بيوضاً ملقحة في أسفل جذع الشجرة (على مستوى التراب) وهذه البيوض تفقس في الربيع وتتجه نزولاً نحو كعب الشجرة وجذورها الأساسية فتبدأ بقضمها وتعرية الكعب الأمر الذي يتسبب بيباس الشجرة وموتها. أهم طريقة لتجنب هذه الآفة هو الكشف السنوي على كعب شجرة الكرز للتأكد من عدم وجود الإصابة ونزع الديدان وقتلها في حال وجدت وتعقيم الحفرة. وعلى سبيل الوقاية يتم طلاء جذوع الأشجار في منتصف شهر نيسان بمزيج من الكلس وأوكسيد النحاس (الجنزارة) يصنع منهما طلاء بكثافة اللبنة ويطلى به جذع الشجرة إلى علو 40 سنتمتراً مع تغطية الكعب نزولاً إلى عمق 10 سنتمترات تحت التراب.
ذبابة البحر الأبيض المتوسط: تصيب الثمار عند بداية نضجها وتضع داخلها عدداً كبيراً من البيوض (20 الى 30 بيضة) وبعد فقس البيوض، تتغذى اليرقات على لب الثمار ويؤدي ذلك إلى تلفها. يمكن مكافحة الذبابة طبيعياً بواسطة المصائد الفيرومونية أو برش الثمار بمزيج من مسحوق الفليفلة الحرّة واللاذعة جداً مع مقطر الصعتر وصفوة الرماد وهذه الطريقة ناجعة ومجربة إذا طبقت في وقتها. وبالطبع فإن وسائل الوقاية بالمبيدات متوافرة لكن يجب الانتباه إلى التزام التعليمات بدقة وعدم الإفراط في استخدامها.
أمراض الكرز
أهم الأمراض التي تصيب شجرة الكرز هو مرض تصمغ اللوزيّات: أسبابه طبيعية مثل الرطوبة الزائدة في التربة، وجود طبقة صلبة في التربة لا تتمكن الجذور من اختراقها، الممارسة الخاطئة بجرح أشجار (الكرز) نتيجة لإعتقادات لا أساس لها عند البعض والحقيقة أن جرح الكرز يؤدي إلى إضعافه ويتسبب بتسرب الأمراض إليه . من الأسباب أيضاً التقليم بقطع الأغصان عشوائياً، أو الإصابة بالأمراض الفطرية.
يكافح مرض تصمغ اللوزيات بالتالي:
1. زرع أصول مقاومة للآفات
2. معالجة الأسباب المشكو منها
مرض المونيليا: يسببه وباء فطري يصيب البراعم الزهرية عند تفتحها والأفرع الفتية ويؤدي الى يباس الازهار والفروع والبراعم، تبقى معلّقة على الشجرة.
سبل انتشار المرض: يمضي مرض المونيليا الشتاء داخل الثمار المصابة المتساقطة والمطمورة بالتراب وعلى البراعم المصابة لينتشر بالأمطار وحرث الأرض..
يكافح مرض المونيليا كالتالي:
1. قطع الفروع وجمع الثمار المصابة وحرقها.
2. رش الأشجار بمادة أوكسيد النحاس (الجنزارة) والكبريت الغروي في أول الربيع بعد انتفاخ البراعم الزهرية، لكن قبل ظهور الإزهار والأوراق.

حمانا-أحيت-مهرجان-الكرز-لسنوات-طويلة-2
حمانا-أحيت-مهرجان-الكرز-لسنوات-طويلة-2

إنشاء بستان الكرز
تهيّئة الأرض: يتم تحضير الأرض بعد نقبها على عمق 100 سم لأن جذور الكرز الوتدية تحتاج لتربة عميقة جداً. تنظف الأرض من الأحجار وجذور الاشجار البرية بعد الحراثة بواسطة السكك على عمق 40 سم. تقسم الأرض الى خطوط متوازية لتحديد مواقع الغراس مع الأخذ في الإعتبار المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والخط. إن افضل وأنسب الأشكال الهندسية لزراعة الاشجار المثمرة بشكل عام هي المثلث والمربع. فإذا كان الشكل المعتمد من قبل المزارع المربع، نأخذ نفس المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والآخر من 4 الى 6 امتار حسب طبيعة الصنف والأصل. أما اذا كان الشكل “المثلث” وهو المفضل لأنه يسمح بزرع عدد أكبر من الغراس، تبقى المسافة بين الشجرة والأخرى نفسها بينما تنخفض المسافة بين الخط والآخر الى أقل من ذلك أي من حوالي 3,5 إلى 5 أمتار. يتم إعداد الحفر في المكان المحدد لها على عمق 50 سم وعرض 50 سم في فصل الخريف بعد ارتواء الأرض بمياه الامطار، ويوضع 2 كلغ تقريباً من السماد العضوي المخمر في قاع الحفر بالإضافة الى حوالي 100 غرام من السوبر فوسفات الثلاثي وخلطها مع التراب في قاع الحفرة..
غرس الأشجار: تغرس أشجار الكرز في الحفر المهيأة على أن تكون الغراس مستقيمة ويجب ان تكون منطقة الالتحام (الإتصال) بين الأصل (المطعم عليه) والمطعوم على مستوى سطح التربة حتى نمنع حدوث إنبات فروع من الأصل البري إذا ما كان مرتفعاً عن سطح التربة، وعدم السماح للطعم بإنبات الجذور إذا ما طمرت منطقة الطعم تحت سطح التربة. ويؤدي ذلك الى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.

إنتاج أشجار الكرز
تدخل اشجار الكرز في الإنتاج في عمر 4 سنوات ويتزايد إنتاجها تدريجياً وتعطي الأشجار انتاجاً وفيراً اذ يصل معدل انتاج الشجرة الواحدة بعمر 20 سنة الى حوالي 150 كلغ في حالة التلقيح الكامل، وتنخفض الإنتاجية كثيراً في الأشجار التي لا تزورها حشرات النحل لعدم تلقيحها.

شجر-الكرز-الياباني-مشهور-بأزهاره-الرائعة
شجر-الكرز-الياباني-مشهور-بأزهاره-الرائعة

” يمكن تبريد الكرز في برادات خاصة على حرارة نصف درجة فوق الصفر ولمدة تصل لغاية شهر ويســـاعد ذلك على بيع الموســــم بأسعار أفضـل  “

قطاف الكرز
إن لجني ثمار الكرز تقنية خاصة لأنها لا تقطف إلا في مرحلة النضج الكامل ومن الضروري جداً أن تجمع مع أعناقها تحاشياً لتلفها مباشرة بعد القطاف، مع الانتباه لإبقاء البراعم الثمرية التي تعطي الباقات الزهرية في السنة المقبلة.
يجب استهلاك الكرز مباشرة بعد القطاف ولمدة لا تتعدى الأسبوع على الاكثر.

تسويق الكرز
تحتاج عملية تسويق الكرز إلى عدة أيام : اليوم الأول قطاف – الثاني والثالث سوق الجملة – وباقي أيام الأسبوع في المحال التجارية. أما إذا أراد مزارع الكرز تسويقه لمناطق بعيدة، داخل او خارج لبنان، فيجب أن ينقل بواسطة شاحنات مبرّدة على درجة حرارة ما بين الصفر والواحد فوق الصفر.

الاهمية الاقتصادية للكرز
لشجرة الكرز اهمية اقتصادية كبيرة اذ لا تحتاج الى أعمال زراعية خاصة كما إن عمرها الاقتصادي قد يمتد لحوالي 100 سنة اي تبقى تعطي انتاجاً وفيراً ومردوداً اقتصادياً جيداً لارتفاع اسعارها وازدياد الطلب عليها اذ تعطي الشجرة الواحدة بعمر 20 سنة تقريباً حوالي 150 كلغ. ويقدر المعدل الوسطي لسعر الكيلوغرام الواحد, 3 آلاف ليرة لبنانية. (3,000 ل.ل. * 150 كلغ = 450,000 ل.ل. للشجرة الواحدة) هذا عند تسويقه بصناديق كبيرة (شرحات) تتسع الواحدة لحوالي 15 كلغ، أما اذا تم تسويقه في صناديق صغيرة تتسع الواحدة لـ 5 كلغ كحد أقصى فإن المعدل الوسطي لسعر بيع الكيلوغرام الواحد يزيد على 4,000 ل.ل.
اما الثمار غير المرغوب فيها من قبل المستهلك فيمكن للمنتج تصنيعها على شكل كمبوت أو مربى أو شراب الكرز كما يتم إدخالها في أنواع عديدة من الحلويات.
يمكن تبريد الكرز في برادات خاصة على حرارة نصف درجة فوق الصفر ولمدة تصل لغاية شهر، وهذا ما يساعد في التحكّم بالسوق وعرض الكرز في أوقات لا يكون متوفراً فيها طازجاً ويكون الطلب عليه لا يزال قوياً من المستهلك.

حقل-من-أشجار-الكرز-مغروس-وفق-خطوط-متوزايةمع-حفظ-المسافات-المطلوبة-بين-الأشجار
حقل-من-أشجار-الكرز-مغروس-وفق-خطوط-متوزايةمع-حفظ-المسافات-المطلوبة-بين-الأشجار

الأهمية الطبية للكرز
تحتوي ثمرة الكرز على فيتامينات وأحماض ومعادن عديدة مما يجعلها عنصر تنقية للدم ومقاومة للسموم وإراحة للخلايا المتعبة والكرز منشط للعضلات والأعصاب ومضاد للعفونة ومجدد للأنسجة ومقاوم لداء المفاصل. ويمكن لتناول الكرز على الريق أن يسهل عملية الهضم، كما تستخدم سيقان الكرز في طب الأعشاب الأوروبي في حالات التهاب المثانة والكلى. والكرز مفيد في علاج الصداع إذ يتم هرسه واستخدامه في كمادات توضع على الجبهة. أما زيت بذور الكرز فهو مفيد كدهن ضد الروماتيزم والدمامل والبقع الجلدية ولكن حذار تناول لب البذرة لأنه سام جداً لاحتوائه على مادة السيانيد Cyanide السامّة وفي بعض الحالات قد يكفي تناول لب بذرتين من بذور الكرز فقط للتسبب بالوفاة!! وعلى العموم وبمناسبة الحديث عن بذور اللوزيّات فإنها على العموم سامة في مجموعها وهذا يشمل لب بذور المشمش المرة والخوخ والدراق على أنواعها.

سوق الكرز اللبناني

40 ألف طن سنوياً معظمها يستهلك محلياً

البقاعي يسبق الجبل إلى السوق ويقطف سعرا أعلى
لكن كرز الجبل يسود بعدها ويحقق أعلى الأسعار

مواسم قطاف الكرز وأسعاره حسب مصدر الإنتاج  (أسعار الجملة بالدولار الأميركي)
مواسم قطاف الكرز وأسعاره حسب مصدر الإنتاج
(أسعار الجملة بالدولار الأميركي)

قبل سنوات أصدرت مؤسسة بحثية لبنانية دراسة حول جدوى زراعة الكرز في لبنان أكدت فيه أن لبنان مهيأ لإنتاج أصناف فاخرة من الكرز من ناحية الطعم والقساوة مما يجعلها مثالية للتصدير، مشيرة إلى أن الكرز اللبناني يحظى بإقبال شديد في الأسواق الخارجية وبالأخص العربية.
وأظهرت الدراسة المعطيات الأساسية التالية:
إن الإنتاج الفعلي لبستان الكرز لا يبدأ إلا بحلول السنة الثالثة للزراعة، وتزيد إنتاجية شجرة الكرز تدريجياً بعد السنة الخامسة إذ يمكن أن تصل إلى 20 كلغ بالشجرة ومع حلول السنة السابعة يمكن للشجرة أن تعطي نحو 50 كلغ من الكرز.
بدأت زراعة الكرز اللبناني لأغراض تجارية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي واستمرت حتى بلغت أوج ازدهارها في الأربعينات من القرن العشرين خاصة مع النجاح الكبير الذي كان يلقاه مهرجان الكرز السنوي في حمانا البلدة الواقعة في المتن الأعلى من جبل لبنان. وقد استمر هذا الازدهار حتى بداية الحرب اللبنانية حيث بدأ بعدها بالتراجع. إلا أن طاقة لبنان على التصدير ما زالت عالية لكن الحروب التي امتدت على نطاق المنطقة في السنوات الأخيرة خصوصاً العراق وسوريا أثرت كثيراً على خطوط التصدير باتجاه الأسواق العربية.
تتوزع بساتين الكرز بين مختلف المناطق اللبنانية خاصة بين ارتفاع 900 و1400 م عن سطح البحر. وتقدر المساحة المزروعة بالكرز بحوالي 4784 هكتاراً تؤمن إنتاج ما يقارب الـ 40 ألف طن من الكرز سنوياً. ويتم استهلاك أكثر من 90% من موسم الكرز في السوق المحلية من المستهلكين والصناعة التحويلية ويستورد لبنان كميات قليلة خلال فصل الشتاء من أسواق خارجية مثل أستراليا وتشيلي.
تتعرض زراعة الكرز إلى مخاطر عدة طبيعية وتجارية ويعتبر تقلب المناخ أحد المخاطر التي قد تؤثر على الموسم ولاسيما الأمطار في الوقت غير الملائم للشجرة إذ يمكن لهذه الأمطار أن تؤدي إلى تعطيل عملية التلقيح بواسطة النحل وإلى تعفن الأزهار والحبوب وتشقق الثمار الناضجة. كما يعتبر الصقيع أحد المخاطر التي تواجه زراعة الكرز خصوصاً في فترة ما بعد العقد حيث لا يمكن للكرز أن يتحمل حرارة تقل عن واحد تحت الصفر درجة مئوية. ويمكن للرياح القوية أن تتسبب بأضرار كبيرة كسقوط الثمار أو تشوهها خصوصاً إذا حصلت عند اقتراب موعد القطاف.
إن نجاح المزارعين اللبنانيين في عمليات التصدير وفتح الأسواق يتوقف على معرفتهم بالمعايير ومواصفات الجودة والتعليب التي تطبقها أسواق الاستيراد. ويتأثر الكرز بسرعة من جراء سوء التوضيب أو من جراء ارتفاع درجات الحرارة أثناء القطاف. لذلك يجب أن يقطف في الصباح في درجات حرارة معتدلة وأن يباع في فترة أقصاها يوم أو يومين. كما إن وجود دودة الكرز التي تظهر في معظم الأحيان بعد القطاف يؤدي إلى تلف كميات من المحصول في الأسواق.
المنافسة
تتركز المنافسة المحلية على مستوى النوعية والسعر وتاريخ الإنتاج وتسليمه إلى السوق. وبصورة عامة فإن الكرز المنتج في منطقة البقاع يصل إلى الأسواق قبل عشرة أيام من نضوج الكرز في المناطق الجبلية، وهذا الكرز ذو النوعية المتوسطة يباع عادة بأسعار مرتفعة. لكن بعد نضوج الكرز الجبلي ذي النوعية الجيدة في بداية شهر حزيران يحتل هذا الأخير المرتبة الأولى في الأسواق من حيث الجودة والسعر المرتفع

مرض الفيتوبلاسما الوبائي يدخل لبنان

مرض «الفيتوبلاسما» الوبائي دخل لبنان
وأشجار اللوز والدراق مهدّدة بالموت

المرض أصاب كروم العنب في إيطاليا وتركيا وجنوب أفريقيا
وظهوره في كروم الجولان إشارة إنذار للزراعة اللبنانية

يجب الانتباه إلى دور المشاتل وسلامة نصوبها
لأنها أسرع وسيلة لنقل المرض إلى كل لبنان

شجرة كرمة مصابة بمرض الفيتوبلاسما وهي محكومة بالموت
شجرة كرمة مصابة بمرض الفيتوبلاسما وهي محكومة بالموت

العيعيش المزارعون في لبنان أجواء قلق شديد وترقب بعد أن انتقل مرض الفيتوبلاسما Phytoplasma الوبائي إلى لبنان، وهو أحد أخطر الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة وغيرها، ولاسيما اللوز وأشجار الدراق وغيرها من اللوزيات. وقد تأكدت أنباء دخول هذا المرض إلى مناطق عدة من لبنان، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشجار وموتها، وهذا ما يثير القلق ويجعلنا نتوقع أن يتابع المرض انتشاره، وأن يشمل مع الوقت مناطق عدة من لبنان. فما هو مرض الفيتوبلاسما، وما هي أخطاره، وكيف يمكن الوقاية منه؟

الفيتوبلاسما هو مرض بكتيري يدخل عصارة النبات ويتكاثر ثم ينتشر عبرها الى كافة أجزاء الشجرة بما في ذلك الجذع والفروع والأوراق والأزهار، وتصيب هذه البكتيريا الخطرة الآن أصنافاً متزايدة من الأشجار لا تقتصر على اللوز أو الدراق أو غيرهما من اللوزيات، بل العديد من السلالات النباتية المثمرة أو البرية، وبصورة عامة فقد كان يعتقد أن باكتيريا الفيتوبلاسما منتشرة بصورة خاصة في المناطق الاستوائية، حيث تحدث أضراراً كبيرة لمحاصيل مثل الذرة وقصب السكر والمانغو والبابايا وشجر البن وجوز الهند ونخيل الزيت وغيرها، إلا أنه وربما بسبب التغيّر المناخي وارتفاع حرارة المناطق المعتدلة أو الباردة على الأرض، فإن أنواعاً مختلفة من بكتيريا الفيتوبلاسما بدأت تظهر في أوروبا وبلدان حوض البحر المتوسط، وأحد المحاصيل التي بدأت تتضرر بشدة من جراء هذا المرض هو محصول العنب في ايطاليا وفي تركيا، وكذلك الحمضيات وأحياناً الخضار، وقد انتقل المرض أخيراً إلى كروم عنب جنوب أفريقيا التي لم تعرفه في تاريخها، كما أنه انتشر في الجولان السوري المحتل في كروم العنب، وهذا ما يجعله قريباً من مناطق جنوب لبنان والبقاع الغربي، حيث يزرع العنب بكثافة في مناطق مثل راشيا أو في السهل.

أعراضه
أحد الاعراض التي تدلّ على وجود مرض الفيتوبلاسما في الشجرة هو ظهور الأزهار بلون أخضر فاتح وليس بلونها الزاهي المعتاد، ويعود ذلك إلى فقد الأزهار للجزيئات الملونة Pigments، وهذه الأزهار قد تكون عقيمة وغير قادرة على التحول إلى ثمار. العديد من الأشجار المصابة بالبكتيريا يحصل فيها خلل كبير في نمو الأغصان، والتي تنمو في كتل أو تجمعات كثيفة على أفرع تكاد تكون شبه عارية بتأثير الإصابة، ومن هنا تسمية المرض بـ “مكنسة الساحرة: لأن مجموعات الأغصان هذه تشبه الصورة الخيالية لمكنسة الساحرة في القصص والخرافات الشعبية في أوروبا.
لكن أحد أهم تأثيرات الفيتوبلاسما أنها تعطل عملية التمثيل الكلوروفيلي الذي تقوم عليه حياة النباتات واخضرارها، ولهذا فإن الأشجار المصابة تبدأ بالاصفرار التدريجي ويصبح لونها أقرب إلى البني الفاتح. وبالطبع، فإن عجز الشجرة عن تمثيل الكلوروفيل يؤدي إلى إضعافها وإلى موتها مع الوقت، وخلال تلك المدة فإن إنتاج الشجرة يتراجع بشدة بحيث تفقد أي قيمة اقتصادية، وهذا ما يجعل من الأفضل اقتلاعها بسرعة فور ظهور المرض وعدم الانتظار، وذلك خوفاً من أن تتحول الشجرة المصابة إلى قاعدة لنقل المرض إلى أشجار وسلالات أخرى من الأشجار المثمرة أو البرية.

شجرة نخيل البلح مصابة بمرض الفيتوبلاسما وقد جفت وتحول لونها من الأخضر إلى البني
شجرة نخيل البلح مصابة بمرض الفيتوبلاسما وقد جفت وتحول لونها من الأخضر إلى البني

أسبابه وعوامل انتشاره
سبب انتشار بكتيريا الفيتوبلاسما من شجرة إلى أخرى أو من بستان إلى آخر هو نقل العصارة النباتية المصابة بواسطة حشرات ماصة نطاطة مثل البسيليدا ويسمى “الفرفور الأبيض” (راجع الصورة)، فهذه الحشرة الماصة ليس فقط يمكنها نقل البكتيريا من شجرة الى أخرى، بل هي في حد ذاتها حاضنة للبكتيريا التي يمكنها أن تعيش داخلها وتتوالد بحرية.
ومن العوامل التي تساعد على إنتشار المرض زراعة نصوب مصابة، أو التطعيم بمطاعيم مصابة، أو تلوث مقص التقليم أو غيره من عدة العمل الحقلي أو بقايا جذور الأشجار المصابة في أرض المشتل من العام السابق.
رغم أن مرض الفيتوبلاسما ينتقل بواسطة الحشرات الماصة للعصارة النباتية، فإنه وفي عدد متزايد من حالات المرض التي تصيب أنواعاً جديدة من الأشجار أو المحاصيل، فإن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد واسطة النقل التي تنشر هذا المرض. كما أنه، وفي العديد من الدول النامية، فإن المرض غير معروف للمزارعين، لذلك، فإنهم عند ظهور أعراض اصفرار في الأوراق ناجمة عنه يعتقدون أن السبب عوامل أخرى فيزيائية فلا ينتبهون إلى حقيقة الإصابة وخطورتها.

طرق الوقاية
لا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن، وكل ما يمكن فعله هو محاولة منع انتشاره ومحاصرته، وذلك باتباع الخطوات التالية:
قلع الأشجار المصابة فوراً مع القسم الأكبر من جذورها وحرقها ثم طمرها في أماكن غير صالحة للزرع ولا تحوي مياهاً للري.
عدم غرس أشجار من مجموعة اللوزيات أو اللوز مكان الأشجار المقتلعة أو بالقرب منها لأن هذا المرض يبقى لسنوات عدة في التربة، خاصة في القسم المتبقي من الجذور الأرضية بعد قلع الأشجار.
أخذ المطاعيم من أشجار لا تحمل هذا المرض، وأخذ الغراس من مصدر موثوق.
تنظيم دورات إرشادية حول هذا المرض والتعرف عليه وكيفية التعامل معه.
إجراء مسح ميداني مفصل ودقيق من قبل خبراء بهدف تحديد مواقع وأماكن الأشجار المصابة، وربما وضع خارطة يتم تحديثها باستمرار لأماكن وجود الإصابات ومعدل تركزها في كل منطقة من لبنان.
مراقبة المشاتل المنتجة لأشجار اللوز واللوزيات في بداية نموها أواخر فصل الربيع أي عند ظهور الإصابة إن وجدت، علماً أنه وفي حال تكاثر الإصابات، فإن من الأفضل أن تحظر الدولة على المشاتل كلها التعامل بالأنواع المصابة من مصدر محلي حتى انجلاء الصورة وتبلور سياسة وطنية لاحتواء الوباء، لأن المشاتل هي أفضل وأسرع وسيلة لنقل المرض إلى جميع مناطق لبنان من خلال ما تبيعه من شتول للمواطنين.
التأكد من خلو المعدات الزراعية من المرض مثل أدوات التقليم والتطعيم والمحاريث ومعدات النكش.
في الختام، إن مرض الفيتوبلاسما خطير جداً نظراً لسرعة انتشاره المميت، ولأنه لا يزول بسهولة عندما يظهر ويستوطن. لذلك، فإننا ننتظر كخطوة وقائية على مستوى لبنان، أن تعلن وزارة الزراعة في وقت قريب عن القيام بقلع جميع أشجار اللوز والدراق (المريضة والسليمة) في أي منطقة تظهر فيها إصابات بنسبة مرتفعة (تزيد على 20 في المئة) مع حرق الاشجار المقتلعة في أماكن مخصصة، ومنع زراعة هذه الأصناف لأكثر من خمس سنوات في المناطق التي تثبت إصابتها.

نحن والأفاعي

نحن والأفاعي

قصة سوء تفاهم قديـــمة

في لبنان 25 صنفاً من الأفاعي ثلاث منها فقط سامة
والسامة منها لا تخرج إلا في الليل بحثاً عن فرائسها
الأفاعي مفيدة للزراعة بسبب دورها في الحدّ من القوارض

وهي عامل أساسي في التوازن البيئي في طبيعتنا الجبلية

الإنسان سيّد المخلوقات حباه الله تعالى بقدرات وسخّر له ما لا يحصى من الوسائل، بعضها مما يعينه على العيش وكسب الرزق، وبعضها الآخر مما ابتكرته مخيلته بهدف النيل من الكائنات الأخرى أو من أخيه الإنسان. هذا الإنسان القوي المسلح غالباً، الماكر في تعامله مع محيطه، قلما يهتم، وبسبب سلطانه على الأرض، بالتعرف عن قرب على المخلوقات البرية التي تعيش في جواره أو أدغاله أو بحاره. وقد أصبحت كل هذه المخلوقات صيداً مشروعاً له، وإن هو سعى الى معرفة شيء عنها فبهدف تعلم أفضل السبل للفتك بها وتسخيرها لوجوده المهيمن.
في بلادنا المشرقية أو ما يمكن أن نسميه بلاد الشام، فإننا قضينا منذ زمن طويل على السباع والدببة، ومعظم أصناف الذئاب هي في طور الانقراض، وقد خلت الساحة لساكني هذه المنطقة ليتمتعوا بمواردها الطبيعية من دون خوف كبير.
وبالطبع، إذا قارنا الأمن الكبير الذي نعيشه في طبيعة بلادنا بما يتعرض له سكان العديد من البلدان في أفريقيا أو آسيا أو حتى الولايات المتحدة من هجمات الوحوش، لأدركنا أننا في نعمة لا تقدر. ومن أكبر النعم أنه يمكنك السير في الجبال وقطع الأودية حتى في الليل من دون رهبة أو خوف. ربما بسبب غياب الحياة البرية عن بلادنا أصبحنا لا نعرف إلا القليل عنها. ومن أبرز مظاهر جهلنا بالحياة البرية في بلدنا موقف العداء المطلق للحيات والأفاعي وحالة الذعر التي تصيب الناس لمجرد أن يروا حية تسعى في الطبيعة، ناهيك بالحالات التي قد يصادفونها في منزلهم.
قليلاً ما يذكر أحدنا قصة عن حية أو أفعى إلا ونهاية تلك القصة معروفة: قتلت الحية المسكينة شرّ قتلة، وقد يتم إلى ذلك عرضها في الشارع وسط تهليل أولاد الحي وحماسهم. بالطبع الحية ليست وحدها الهدف الجاهز. فقد تعلمنا إطلاق النار على كل شيء يطير بجناحين حتى لو كان صقراً أو باشقاً أو نسراً أو بجعاً أو حتى وطواطاً، لا يهم، المهم هو القتل وبسط السيطرة على كل مخلوق يدفعه حظه العاثر لمحاولة العيش في جوارنا.

الصقر الصائد للحيات كان موجودا في لبنان لكنه اختفى أو يكاد – مصغرة

” في لبنان لا أحد يموت من لدغات الأفاعي وفي الهند يموت 11,000 شخص كل سنة بسبـب لدغاتها “

لماذا نخاف منها
السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذا الخوف بل هذا الرعب من مشهد الحيات؟ الجواب البسيط والمختصر: إنه الجهل المطبّق بحقيقتها وحقيقة دورها في التوازن الطبيعي، والله تعالى لم يخلق كائناً إلا وهناك حكمة من خلقه. أضف إلى ذلك أن الله كرم هذه البقعة من المشرق بأن أرسل فيها من الأفاعي والحيات ما لا يحمل السم إلا في حالات قليلة، وقد عرفت هذه الواقعة مرة عندما لدغت عقرب أحد العاملين في الأرض وقد قلقت على حال المسكين وأسرعنا به إلى المستشفى، لكنني لمزيد من الاطمئنان اتصلت بطبيب العائلة لأفاجأ به يُهوِّن عليّ الأمر، مؤكداً أننا في لبنان وفي سوريا وفلسطين محظوظون لأن بلادنا لا تحتوي على عقارب مميتة أو حتى أفاعٍ قاتلة، كما هي الحال في بلدان آسيوية أو أفريقية. وهو كان يعني بذلك أنه حتى الأفعى السامة في بلدنا ليست من السمّية بما يعرّض حياة الإنسان للخطر في ساعات قليلة، لأن سمّها هو مما يمكن معالجته في المستشفى أو العيادة. أما في بعض بلدان آسيا مثل سريلنكا أو الهند أو أفريقيا، فإن بعض الأفاعي هي من السمية بحيث لا يملك المصاب أكثر من 30 دقيقة لتناول المصل المضاد، وإلا فإنه سينفق ويموت شرّ موتة.
على الذين يخافون من الأفاعي في حياة لبنان البرية ويطاردون أي أفعى يرونها حتى ولو كانت صغيرة، أن يسألوا أنفسهم: متى كانت المرة الأخيرة التي سمعوا فيها بشخص لدغته أفعى في جوارهم أو في القرى المحيطة بقريتهم؟ عليهم أيضاً أن يسألوا: متى حصل أن مات أحد من سكان هذه البقاع من لدغة أفعى؟ الجواب على ذلك أن لدغات الأفاعي أو الموت بسبب إحداها في لبنان نادر الحدوث لدرجة أننا لم نسمع منذ سنوات طويلة عن حادثة من هذا النوع في منطقة الجبل كله. وقد تكون حصلت حوادث في الماضي بالتأكيد خصوصاً عندما كان الناس لا يملكون وسائل النقل، وعندما كانت المستشفيات غير موجودة إلا في مناطق معينة والأمصال المضادة لسموم الأفاعي غير معروفة. المفارقة الملفتة أن خطر التعرّض للدغة أفعى يكاد لا يذكر في لبنان إذا قارناه بخطر الموت على الطرق جرّاء حادث سيارة. وفي لبنان يموت كل سنة أكثر من 700 شخص من مختلف الأعمار، ويتعرض أكثر من 2000 لإصابات دائمة من جرّاء حوادث السيارات.
قلنا إننا محظوظون جداً في لبنان بسبب نوع الأفاعي التي خصنا الله بها. على سبيل المقارنة نذكر بعض الإحصاءات التي تنشر عن حوادث الموت بلدغات الأفاعي، والتي تبلغ حسب هيئات الصحة الدولية وبعض المؤسسات المهتمة أكثر من 100,000 كل عام خصوصاً في مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، بينما يتعرض 250,000 للإعاقة الدائمة جرّاء لدغات الافاعي. وفي الهند وحدها يموت سنوياً بلدغات الأفاعي السامة أكثر من 11,000 شخص، وهو عدد هائل لكنه يتكرر كل سنة حتى بات الموت بلدغة أفعى جزءاً من الحياة اليومية للفلاحين الهنود.

متى كانت آخر مرة رأيتم أفعي أفي طبيعتنا الساحرة
متى كانت آخر مرة رأيتم أفعي أفي طبيعتنا الساحرة

غير سامة في معظمها
قبل سنوات أجرت صحيفة الدايلي ستار اللبنانية حديثاً مهماً وشيقاً مع أستاذ البيولوجيا وخبير الزواحف في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور رياض صادق، وجاء الحديث ليقدم للمرة الاولى شرحاً علمياً من رجل مختص حول ظاهرة الأفاعي في لبنان، ودورها في الحياة البرية والتوازن البيئي. كشف الدكتور صادق يومها عن أن في لبنان 25 نوعاً من الأفاعي والحيات، ثلاثة أنواع منها فقط تعتبر سامة. ومن هذه الأجناس السامة، فإن واحدة تعيش في قمم الجبال العالية حيث لا توجد مناطق سكنية، أما الاثنتان الباقيتان فإنهما تخرجان في الليل لاصطياد فرائسهما من القوارض، وبالتالي، فإنه من غير المرجح أن يقع نظرنا عليها في وضح النهار. النتيجة الطبيعية لهذا الواقع أننا على الأرجح لن نصادف أفعى سامّة إلا في حالات قليلة في لبنان. وهذه الحقيقة قد تدهش الكثيرين ممن يعانون من رعب الأفاعي ولا يتحملون منظر أي منها بغض النظر عمّا إذا كانت هذه سامة أو غير مؤذية.
للذين قد يحتفظون بشكوكهم حول الأفاعي وخطرها، فإنه من المفيد الإشارة إلى ملتقى علمي عقد في بيروت في سنة 2011 بهدف البحث في سبل الاحتياط من لدغات الأفاعي والتعاطي الطبي معها. وقد ذكرت دراسة قدمت إلى الملتقى أن عدد حالات لدغ الأفاعي في لبنان بين منتصف سنة 2010 ومنتصف سنة 2011 بلغ 47 حالة، أكثرها (42 في المئة) في منطقة عكار. وجاء في الأبحاث المقدمة أن 21 من أصل الحالات الـ 47 التي تمّ تسجيلها أظهر فيها المصاب أعراض التقيؤ بينما شعر 15 في المئة من المصابين بأوجاع في البطن، وأظهر مصاب واحد فقط أعراض تسارع واضطراب دقات القلب. ولم تؤدِ أي من اللدغات إلى حالة وفاة، وعاد جميع المصابين إلى منازلهم، إما في اليوم نفسه بعد معالجتهم بمضاد التتانوس أو المصل المضاد للسم، وإما بعد إقامتهم أياماً في المستشفى بهدف النقاهة. وتم إدخال نحو 19 العناية الخاصة في المستشفيات إلا أن ذلك تمّ غالباً على سبيل الاحتياط وبهدف مراقبة استجابة المصاب للأمصال المضادة للسم. وقد شدّد المجتمعون على أن معظم الحيات والأفاعي في لبنان غير سامّة، وإن كان من الضروري توعية المواطنين بأساليب الاحتياط وبالإجراءات الخاصة التي يتعين اتباعها في الحالات الطارئة.
يذكر هنا أن لبنان لا ينتج حتى الآن الأمصال المضادة لسموم الأفاعي المحلية، وهو يستورد أكثرها من المملكة السعودية التي تملك أحدث مركز لمعالجة لدغات العقارب والأفاعي في الشرق الأوسط، وذلك بأمصال مضادة يتم تطويرها محلياً لتناسب أنواع الأفاعي والعقارب التي تعيش في أراضيها، كما يستورد لبنان جزءاً آخر من الأمصال من الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكان لبنان قبل ذلك يستورد الأمصال من بعض البلدان الأوروبية، إلا أنه تبين أن هذه الأمصال لا تناسب نوع الافاعي المنتشرة في لبنان مما كان يقلل من فعاليتها.
بصورة عامة، فإن انتشار وسائل النقل السريع والمستشفيات في مختلف مناطق لبنان ساهم في تقريب المسافة الزمنية بين المصاب بلدغة أفعى وبين أقرب مستشفى، وهو ما يساعد على معالجة المصابين بسرعة، وبالتالي إنقاذهم من مضاعفات اللدغة التي قد تكون خطيرة إذا تركت ساعات طويلة من دون معالجة. وهنا، فإن خبراء العناية الصحية بحالات لدغ الأفاعي ينصحون بعدم اللجوء إلى الأسلوب التقليدي، وهو محاولة إحداث جرح في مكان اللدغة وامتصاص الدم بالفم، وهم يشيرون بضرورة صرف الاهتمام إلى نقل المصاب بسرعة إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى، حيث يمكن أن يقدم له العلاج مجاناً، وعلى حساب وزارة الصحة. ويشير الخبراء إلى أن أسلوب فصد الدم قد يؤدي بعض الفائدة لكن لا يمكنه أن يستخرج كل السم الذي حقنته الأفعى، ولأن اللدغة قد تصيب شرياناً أو وريداً ولو صغيراً، وهو ما يسرّع انتشار السم في الجسم، والخطر هنا أن يعتقد المصاب أن عملية فصد الدم جعلته في منجى عن مضاعفات اللدغة فيهمل التوجه الى المستشفى لتلقي الإسعافات الأساسية، وهو ما قد يعرّض حياته للخطر.

 ” مستشفياتنا معظمها مجهّز بأمصال مضادة للسم وجميع المصابين يتلقون العلاج ويعودون إلى منازلهم “

الدور البيئي للأفاعي
الأفاعي – سامّة وغير سامّة- هي عامل مهم جداً في التوازن البيئي خصوصاً في الأرياف لأنها جزء من نظام الطبيعة وعامل أساسي في حماية المزارعين والزراعة من خطر انتشار القوارض ولا سيما فئران الحقل. اسأل أي مزارع متابع لما يجري في أرضه وهو سيخبرك عن الدور المهم الذي تلعبه الأفاعي في حماية حقله وزرعه من التدمير بسبب القوارض المنتشرة بالآلاف في البراري. لقد اختبرت شخصياً أهمية الأفاعي في التوازن البيئي عندما انتقلنا إلى منزلنا في أعلى الجبل في قريتي. وكنت قد بدأت، حتى قبل انتقالي إلى محل إقامتي الجديد في العمل، على استصلاح الأرض وغرس أشجارها وزرعها بمختلف أنواع المحاصيل البقولية والخضر، وقد أصبنا في السنوات الأولى بصدمة عندما بدأنا نرى الانتشار السريع لفئران الحقل، والتي حفرت جحوراً وأنفاقاً بالمئات في الأرض حتى باتت تلك الجحور حفراً صغيرة ظاهرة تغطي التربة في كل مكان. وتسبب ذلك بأذى للكثير من المزروعات والمحاصيل، ولم تنفع شتى أنواع السموم الباهظة الثمن في الحدّ من الفئران التي تتكاثر بسرعة كبيرة، خصوصاً إذا وجدت البيئة المساعدة.
لكن بعد سنتين، بدأنا نلاحظ أن عدد الجحور بدأ يخف، وكذلك الأضرار التي تصيب الزرع. وقد ترافق تراجع عدد الجحور والفئران بتزايد ملحوظ في عدد وأنواع الأفاعي التي اجتذبتها الفئران من البراري المحيطة فبدأت تتغذى عليها. وقد زادت عائلة الأفاعي في الأرض لدرجة أننا لم نعد نرى فيها الحفر إلا في أوقات البيات الشتوي للأفاعي، أي في عزّ الشتاء والبرد القارس، علماً أن الأفاعي تدخل في مرحلة بيات شتوي خلال فصل الشتاء، أما فأر الحقل فإنه يبقى نشطاً حتى في عزّ الشتاء لأنه يحتمي في جحوره وأنفاقه العميقة من البرد. قبل ذلك حاولنا الاستعانة بالقطط المنزلية كسلاح للحدّ من إنتشار الفئران لكن النمس إفترسها في وقت قصير، وتبيّن لنا لذلك أن خير ما يمكن أن نكافح به فئران الحقل والحراذين وغيرهما من القوارض إنما هي الأفاعي، وقد صدرت تعليمات للعاملين في الأرض بعدم التعرض لها تحت أي ظرف من الظروف، بل أننا أصبحنا نوزّع المياه في أوعية صغيرة لهذه الأفاعي لكي تتمكن من إرواء عطشها في البرية ولا تحتاج للإقتراب من المنازل.
نُذكِّر هنا بأن أكثر الأفاعي التي تنتشر في بريتنا ليست سامة، ولا تؤذي الإنسان، وقد لاحظنا وجود أجناس منها بألوان زاهية جميلة، فهناك أفعى حمراء وأخرى خضراء مع أصفر وأخرى صفراء مع بقع سوداء، وهناك أفعى بلون يميل إلى الأزرق مع الرمادي، ولم نجد في تصانيف الأفاعي المنشورة في لبنان ذكراً لها أو صوراً. وهناك الأفعى السوداء الكبيرة المعروف عنها أنها غير مؤذية وأنها تتغذى على كائنات عديدة أهمها القوارض. ونذكر أيضاً بأن الأفاعي التي يمكنك أن تراها في وضح النهار هي بصورة شبه مؤكدة غير سامّة لأن السامّة منها، وهي قليلة العدد، تخرج للصيد تحت جنح الليل لأنها تتبع القوارض التي تنشط بدورها في الليل أيضاً، ومعظم الأفاعي السامة مزودة بوسائل استشعار حرارية ويمكنها تتبع فريستها بواسطة تلك الحسّاسات من دون حاجة لرؤيتها.
هناك الذين يَشْكون من التكاثر الزائد للثعابين في الطبيعة الجبلية، لكن الواقع أنه لا توجد دراسات أو دلائل تشير إلى ذلك، لكن إذا كانت الحيات والثعابين قد تكاثرت فوق حد معين، فإن ذلك سيكون نتيجة لخلل آخر في التوازن البيئي بينها وبين أعدائها الطبيعيين، وعلى رأسهم بوصوي الحيّات الذي لم نعد نراه في أجوائنا وهو أبرز صائد للأفاعي. ومن الأعداء الطبيعيين للأفاعي الصقور والبواشق التي تكاد تندثر من أجواء لبنان بسبب الصيد الجائر والعشوائي، والقطط المنزلية والنمس وابن عرس والغرير والبوم المحلي الذي يصطاد ليلاً ويتغذى على القوارض، وقد يصطاد أيضاً الأفاعي والحيات. أضف إلى ما سبق أن الأفاعي السامّة تتغذى أحياناً على أنواع أخرى من الأفاعي غير السامّة.

جحور فأر الحقل أحد أشكال الأضرار التي يسببها للزراعة
جحور فأر الحقل أحد أشكال الأضرار التي يسببها للزراعة

دعوها تعمل لحسابنا
خلاصة الأمر أن علينا جميعاً أن نعيد النظر في موقفنا غير العقلاني والضارّ من الأفاعي، وأن نتحرر من عقدة الخوف غير المبرر التي تتحكم بنا تجاهها. وإن علينا بشكل خاص أن نتعلم كيف نتعايش معها فنترك لها أن تعيش في جوارنا، وأن تخدمنا بتخليصنا من القوارض والآفات التي تصيب زراعتنا، وقد يراها البعض جميلة ومن آيات الخلق ومعجزات الخالق، وهي فوق ذلك مخلوقات تعمل لحسابنا مثل الهرة أو كلب الحراسة أو أي حيوان أليف لكنها لا تكبّدنا أي تكلفة. أضف إلى ما سبق أنها كائنات خجولة وتخشى الإنسان، ولهذا، فإننا على الرغم من وجودها في جوارنا نادراً ما نراها في طريقنا بل نادراً ما نلمحها، لأنها إما أنها في شعاب البرية أو أنها مسترخية في مكان ظليل. إنها باختصار كائن مفيد وليست عدواً، بل إنها من مقومات أي مشروع زراعي أو بيئة طبيعية حتى في جوار المسكن،لأنها عامل أساسي من عوامل التوازن العضوي في بيئتنا الجبلية الجميلة.

أشهــر الأفاعــي في لبنـــان
أفاعٍ غير ســامّة

الأفعى السوداء
الأفعى السوداء

الأفعى السوداء

الاسم اللاتيني: Coluberjugularis
الحجم: اكبر أفعى في لبنان، قد يزيد طولها على المترين
اماكن تواجدها: منتشرة في لبنان في مناطق تصل الى ارتفاع 1000م. ولاسيما الأماكن الجافة المفتوحة، المروج، ضفاف الأنهر الصخرية، الحقول والأراضي الرطبة.
الطعام: القوارض، الطيور، الصيصان والسحالي.
علاقتها بالانسان: غير سامة لكنها تعض، مفيدة للزراعة من خلال دورها في السيطرة على القوارض.

الاسم العلمي: Dahl’s Whip Snake
الاسم اللاتيني: Colubernajadum
الحجم: اسطوانية الشكل، يصل طولها الى 140 سم.
اماكن تواجدها: تصل الى ارتفاع 1800م. الاماكن الصخرية الجافة الحرشية
الطعام: السحالي والحشرات
علاقتها بالانسان: غير مؤذية.

الاسم العلمي:Red Whip Snake
الاسم اللاتيني: Coluberrubriceps
الحجم: اسطوانية الشكل، يزيد طولها على المتر.
اماكن تواجدها: الى ارتفاع 1500م الأماكن الصخرية الجافة، وفي بعض الاحيان الاراضي الزراعية.
الطعام: السحالي والحشرات
علاقتها مع الانسان: غير سامة لكنها تعض وتتحرك بسرعة.

الإسم العلمي : Dwarf Snake
الاسم اللاتيني: Eirenislevantina
الحجم: كما يشير اسمها، فإنها حية قزمة أو صغيرة جداً بحيث يمكن حملها في الكف
اماكن تواجدها: حتى ارتفاع 1500م، في أماكن وبيئات طبيعية مختلفة.
الطعام: الحشرات وفقاريات أخرى
علاقتها مع الانسان:غير مؤذية

الإسم العلمي: Four-lined Rat Snake
الاسم اللاتيني: Elaphequatrolineata
الحجم: كبيرة الحجم يصل طولها الى 2 م.
اماكن تواجدها:تصل الى ارتفاع 2500 م. كما توجد بالقرب من المستنقعات والاماكن الصخرية والزراعية.
الطعام:القوارض الصغيرة، الطيور والبيض
علاقتها بالانسان:غير مؤذية للانسان بل مفيدة لأنها تأكل القوارض التي قد تسبب ضرراً كبيراً للزراعة.

الإسم العلمي: Montpellier Snake
الاسم اللاتيني: Malpolonmonspessulanus
الحجم: جسد اسطواني، رأس ضيق، يصل طولها الى 2 م.
اماكن تواجدها: الى ارتفاع 1500م. المساكن الجافة الصخرية قليلة الخضرة.
الطعام: السحالي، الثديات الصخرية والطيور.
علاقتها مع الانسان: تقتل فريستها بواسطة سمّها، لكن انيابها صغيرة وموجودة في نهاية فكها الاعلى، لذلك لا تؤثر كثيراً على الانسان.

الاسم العلمي: Dice Snake
الاسم اللاتيني: Natrix tessellate
الحجم: أفعى اسطوانية تصل الى 140 سم.
اماكن تواجدها: تصل الى رتفاع 2500م، تعيش في المناطق المائية أو بقربها
الطعام: غالباً الأسماك والضفادع.
علاقتها مع الانسان: غير مؤذية.

الاسم العلمي: Blunt-nosed Viper
Viperalebetina
الحجم: قوية البنية. يتراوح طولها ما بين 180-130سم.
اماكن تواجدها: تصل الى ارتفاع 2000 م. المروج والمراعي، المناطق الصخرية والآثار، حيوان ليليّ أغلب الاوقات.
الطعام: القوارض الصغيرة، الطيور، السحالي والافاعي.
علاقتها مع الانسان: سامة- يمكن لعضتها أن تكون قاتلة اذا لم تعالج، لكنها لا تهاجم اذا لم تستفز.

الاسم العلمي: Palestinian Viper
الاسم اللاتيني: Viperapalaestina
الحجم: كبيرة وقوية البنية ، يصل طولها الى 130 كحد أقصى.
اماكن تواجدها: غابات البلوط الخفيفة والبيئات الثانوية (التي صنعها الانسان) مثل البساتين والحقول والحدائق، تنشط غالباً في الليل.
الطعام: القوارض الصغيرة، الطيور والسحالي.
علاقتها مع الانسان: سامة- يمكن لعضتها أن تكون قاتلة إن لم تعالج.

كيف تميّز الأفعى السامة من غير السامة؟

للذين يأخذهم الخوف من مشهد الأفاعي بشرى يجب أن تخفف عنهم، والبشرى هي أن الله لم يخلق الافاعي السامّة بنفس شكل الافاعي غير السامّة، بل جعل لكل من النوعين علامات فارقة يمكن البحث عنها على الفور عند مشاهدة أفعى. وهذه العلامات من الوضوح بحيث يجب أن لا تخفى عن الأعين. ويمكن تلخيصها بالتالي:

الرأس المثلث الشكل للأفعى ذات الأجراس يظهر كونها سامة - مصغرة
الرأس المثلث الشكل للأفعى ذات الأجراس يظهر كونها سامة – مصغرة

1. شكل الرأس
إن جميع الافاعي السامة بإستثناء أفعى الكورال المائية لها رأس مثلث الشكل على شكل حربة السهم. أما رأس الافعى غير السامة فهو على الأغلب بيضاوي، وتوضيح ذلك في الرسمين التاليين:

2. شكل العين
جميع الأفاعي السامة تقريباً يأخذ بؤبؤ العين لديها شكل شق عمودي، أما الأفاعي غير السامة فإن البؤبؤ لديها مستدير كما يبدو في الرسمين التاليين:

غير سامـّة
غير سامـّة
العين المميزة لأفعى سامة - لاحظ أن البؤبؤ يتخذ شكل شق عمودي في العن وليس دائريا
العين المميزة لأفعى سامة – لاحظ أن البؤبؤ يتخذ شكل شق عمودي في العن وليس دائريا

 

 

 

 

 

 

 

3. عضو الاستشعار الحراري

عضو الاستشعار الحراري يوجد فقط في الأفاعي السامّة
عضو الاستشعار الحراري يوجد فقط في الأفاعي السامّة

جميع الأفاعي السامّة مزودة بجهاز للتتبع الحراري عن بعد، وهو على شكل ندبة بين العين وخيشومي الأنف. أما الأفاعي غير السامّة فلا توجد لديها تلك الخاصية.

 

الفروقات بين الأفعى السامة والأفعى غير السامة - رسم بياني
الفروقات بين الأفعى السامة والأفعى غير السامة – رسم بياني

 

 

4. شكل الذيل
ينتهي ذيل الأفعى السامّة بحلقات كاملة، بينما ينتهي ذيل الأفعى غير السامّة بصفين من الحراشف، كما هو موضح في الرسم البياني التالي.

زراعة الخضار الصيفية

زراعــــة الخضــــار الصيفيــــة

مصـدر غـــذاء طبيعـــي يحمـــي صحـــة الأســـرة
ومصـــدر دخـــل وفيـــر للمزارعيـــن المحترفيـــن

حذار التسميد الزائد لأنه يضعف المحصول ويسبب الآفات
ويؤدي أخيراً إلى تملح التربة وقتل الكائنات المفيدة فيها

الخضار خصوصاً العضوية وغير المطهية هي المصدر الأهم للفيتامينات والأملاح والانزيمات والمعادن والألياف الطبيعية

جميع أمراض الخضار لا تحتاج الى مكافحة كيميائية
لوجود بدائل مثل المكافحة اليدوية والبيولوجية والعضوية

زراعة الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامة التي تلعب دوراً أساسياً في الإقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، والقطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع. ويتوزّع الاهتمام بزراعة الخضار بين مزارعين صغار هدفهم تأمين حاجة البيت من الخضار الطبيعية التي لا تدخل في إنتاجها المبيدات والأسمدة الكيميائية أو هرمونات النمو، وهي أساليب باتت مع الأسف شائعة، وهناك المشاريع الزراعية الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونمات)، وهذه يستهدف أصحابها تأمين العيش أو دعم مداخيلهم بدخل إضافي يحصلون عليه من استثمار أرضهم، خصوصاً إذا توافرت لهم المياه. ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفاً أو تقليدياً، هذا الموضوع الذي يتطرق الى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

كانت زراعة الخضار في المناطق الجبلية حتى أربعينات القرن الماضي مقتصرة على الزراعة البيتية كجزء من الاقتصاد المنزلي الذي يشمل أحياناً تسمين الخراف أو تربية الدواجن، وكان الهدف سدّ حاجة سكان القرى الذين كان العمل في الأرض أسلوب حياتهم ومصدر عيشهم، أي أن الزراعة البيتية كانت جزءاً من حياة الكفاف التي طبعت اقتصاد الجبل، وقد حال دون التوسع فيها نقص المال والمعدات وعدم توافر المياه أو البنى التحتية مثل الطرق ووسائل النقل والخبرات اللازمة. لكن الزراعة لأغراض التجارة أو التسويق المحلي بدأت تتطور منذ منتصف القرن الماضي بسبب نمو المدن والقوة الشرائية للمقيمين فيها وتطور الاقتصاد عموماً، وقد اكتشف المزارعون تدريجياً الزراعة الحديثة ووجدوا فيها مصدر دخل وفير فبدأوا في تعلمها وإتقان فنونها. وقد نشأ عن ذلك تطور القطاع الزراعي في لبنان وتحوله إلى أحد أركان الاقتصاد، لا سيما وقد ذاعت في الدول العربية سمعة وجودة الإنتاج اللبناني. وزادت من قوة القطاع الزراعي خبرة اللبنانيين في استقدام أو تطوير أصناف جديدة مرغوبة من المستهلك اللبناني أو العربي، وتتمتع بخصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة الى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الخضار مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة. كما تطورت خبرة المزارعين في تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية، وبات ممكناً تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية، إضافة الى تصنيع المنتجات الغذائية، خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والإستهلاك الطازج.
عالم من التنوع
زراعة الخضار عالم واسع من التنوع، وهناك في لبنان محاصيل خضرية كثيرة شائعة تطلبها السوق والمزارع، وأهمها:

الفصيلة الباذنجانية تضم البندورة، البطاطا، الباذنجان، والفليفلة.
الفصيلة القرعية تضم الخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والقرع والقثاء، واليقطين.
الفصيلة الصليبية تضم الملفوف والقرنبيط واللفت والفجل، والبروكولي.
الفصيلة الخيمية تضم الجزر والبقدونس.
الفصيلة المركبة تضم الخس.
الفصيلة النرجسية تضم البصل والثوم والكراث.
الفصيلة الرمرامية تضم السلق، السبانخ، والشمندر السكري.
الفصيلة الخبازية تضم البامياء.

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب إختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى مدى توافر العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات أو زيادة إستهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم إمتصاص باقي العناصر.

أهمية الخضار كغذاء
تتصدّر الخضار على إختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية، إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية وإستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فإعتمدها في قوائم طعامه اليومي.
لذا، فزراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزء من الإحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءاً من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية، وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق.
وتزرع الخضار سنوياً حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل: البندورة، الملفوف، والبازيلا؛ ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل: القرنبيط، والبروكولي؛ أو أوراقها مثل: الخس، البقدونس، السلق، والرشاد؛ أو جذورها مثل: الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، والبطاطا الحلوة؛ أو أبصالها مثل: البصل، والثوم.

تقسيم النباتات
تصنّف علوم النبات أنواع الخضار إلى مجموعات تجمع بينها خصائص مشتركة، وذلك بهدف تسهيل فهم خصائص كل منها ومتطلباته، مع العلم إن النباتات التي تنتمي الى فصيلة واحدة لا تتشابه جميعها في الحاجات والعمليات الزراعية من تغذية وري ومكافحة… ولا في الإحتياجات البيئية من حرارة وتربة… وتقسّم هذه النباتات الخضارية الى مجموعات عدة بحسب الجزء الذي يستعمل للتغذية، وهي كالتالي:
1. خضر ورقية: وتشمل الخضار التي تؤكل أوراقها وتضم: الملفوف، الرشاد، الجرجير، السلق، السبانخ، الخس، البقدونس، الهندباء، الكرفس، الشمرة، البقلي، والكزبرة.
2. خضر ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في الهليون، أو ساقاً منتفخة كما في الكرنب، وإما ساقاً متحورة تحت سطح التربة مثل البطاطا، والقلقاس.
3. خضر جذرية: وتضم الخضار التي تؤكل فيها الجذور وتتضخم جذورها كما في الجزر، اللفت، البطاطا الحلوة، والشمندر.
4. خضر زهرية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية مثل: الأرضي شوكي، القرنبيط، والبروكولي.
5. خضر بصلية: وتضم الخضار التي تؤكل منها الأبصال سواء كانت هذه الأبصال ناتجة عن تضخم قواعد الأوراق كما في البصل؛ أو من تضخم براعم أبطية موجودة في قواعد الأوراق كما في الثوم.
6. خضر ثمرية: وتشمل الخضروات التي تؤكل ثمارها سواء أكانت ناضجة مثل: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر؛ أو غير ناضجة مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، الباذنجان، والبامية.
7. خضر بذرية: وتضم جميع الخضار التي تؤكل بذورها طازجة أو جافة كما في: الفاصولياء، الفول، الحمص، والبازيلاء.

النحل ضروري لتلقيح المحاصيل لكن المبيدات تهدّده بالزوال
النحل ضروري لتلقيح المحاصيل لكن المبيدات تهدّده بالزوال

الإحتياجات البيئية
تحتاج بعض أنواع الخضار الى تنشئة بذورها في مشاتل صغيرة سواء عبر وضع تلك البذور في أوعية خاصة أو وضعها في التربة مباشرة. بالنسبة للبذور الصغيرة مثل: البندورة، الخس، الفليفلة، والباذنجان، يتم بذرها قبل موعد الزرع بحسب النوع من 20 الى 45 يوماً في أتربة مشجّعة للإنبات، والتي تحوي عناصر غذائية، مثل التورب، مع تظليلها (بقطع من النيلون أو في البيوت الزجاجية إن وجدت) تنقل الشتول الصغيرة الى أوانٍ خاصة (صوانٍ أو كبايات صغيرة) لتسريع نموها مع إبقائها في الجو المظلل. بعد ذلك، تتم زراعتها في مكانها المعين عندما يصبح الجو ملائماً والأرض مهيئة. وتساعد هذه العملية في إستمرار النباتات في النمو مباشرة ومن دون الحاجة لتظليلها خاصة إذا كان الجو حاراً، مثل: البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الخس، والملفوف.
ملاحظة إن الشتول التي تقلع من المشتل لتزرع في الحقل تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي الى تأخيرها مدة أسبوع على الأقل لتبدأ بتكوين جذور حديثة ومن بعدها تبدأ في النمو. لهذا تحتاج الى تظليل بعد الزرع مباشرة.
الموقع: يجب أن يكون في مكان مكشوف لا تتجمع فيه الرطوبة التي تؤدي الى تكاثر وإنتشار الأمراض وغير معرضة للرياح الساخنة التي تؤدي الى تلف الأزهار وجفافها، قرب الموقع من الطريق لتقليل الكلفة، ووجود نبع ماء أو خزان لتجميع مياه الأمطار.
التربة: تحتاج نباتات الخضار الى تربة جيدة الصرف، عميقة ومفككة، وصالحة للزراعة، غنية بالمواد المعدنية الضرورية لها.
الحرارة: تنمو نباتات الخضار في حرارة معتدلة الى حارة نسبياً كونها من الخضار الصيفية. تتراوح درجات الحرارة ما بين 15 الى 33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد على 33 درجة مئوية، توقف نمو النباتات وتمنع عقد أزهارها، كما في إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب، مما يؤدي الى إنخفاض المردود الإقتصادي لهذه الزراعة.
الري: بشكل عام، جميع نباتات الخضار تحتاج الى ري ولكن بمعدلات مختلفة على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 لتراً من الماء في الاسبوع عند مرحلة جني المحصول. أما نبتة القثاء (مقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 لترات ماء أسبوعياً. إن الخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالماء والسماد وتعطي إنتاجاً ذات جودة وكمية عاليتين.
التسميد: تحتاج الخضار الى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيميائية. بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج الى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل: البقدونس، الخس، والرشاد، تحتاج الى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوطاس، كما أن الخضار التي تعطي ثماراً مثل: البندورة، البطيخ، واللوبياء، تحتاج الى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج الى الفوسفور أكثر في مرحلة الإزهرار، والى البوطاس في مرحلة نمو الثمار لزيادة حجمها ونضجها.

مخاطر التسميد الزائد
إن الإفراط في زيادة كميات الأسمدة الكيميائية للخضار يؤدي الى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وتلف الثمار في وقت قصير وترسبه في التربة كأملاح معدنية وقتل بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، والتي تساعد النباتات على إمتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للإمتصاص من قبل الجذور. مثلاً، يعطي الكثير من المزارعين لشتلة البندورة حوالي 100 غرام في الشهر من الأسمدة الكيميائية الذوابة (20-20-20 + عناصر صغرى) بينما تحتاج البندورة الى حوالي 30 غراماً من هذا السماد في الشهر ويقدم على دفعتين كل 15 يوماً.
أما الدونم الواحد فيحتاج بين 600 و1000 كلغ من الأسمدة العضوية المخمرة، والتي تؤدي دوراً كبيراً في تحسين خواص التربة والحفاظ على الرطوبة والحرارة. وهي الحاضن الطبيعي والأساسي للكائنات الحية الدقيقة والمساعد على تكاثرها، إضافة الى وجود بعض العناصر الغذائية فيه كالآزوت.
تهيئة الأرض قبل الزرع: تحرث الأرض حراثة أولى متوسطة بواسطة الجرار الذي يحمل السكك على عمق حوالي 40 سم مع إزالة الأعشاب البرية والحجارة إن وجدت التي تعيق العمليات الزراعية مثل الزرع، التسميد، الري، المكافحة، والقطاف، ثم حراثة سطحية على عمق 15 سم تقريباً بواسطة الفرامة أو العزاقة لتكسير الكتل الترابية ولتنعيم وتسوية سطح الأرض أو التربة. من المفضل أن تقسم الأرض الى خطوط متساوية أو أثلام أو مساكب لمعرفة سعة الأرض من الخضار المنوي زراعتها. بعد تقسيم الأرض، يوضع السماد العضوي في أماكن الزرع ويفضّل خلطه مع التراب لتحسين خواصها وإمداد النبات بالمواد الغذائية اللازمة، إضافة الى وضع محيط الجذور مفكك وسهل لتغلغلها بين حبيبات التراب. وأخيراً، تمدّد شبكة الري المعدّة خصيصاً لهذه الغاية ليتم بعدها الزرع حسب المسافات بين الشتلة والأخرى ومتوازية للنقاط الذي يمد الشتلة بالماء مباشرة اثناء عملية الزرع.

المكافحة العضوية تعتمد على الخل والحرّ القارس والثوم ومقطر الزعتر مع إمكان استخدام برش الصابون البلدي والكبريت الغروي والجنزارة

التعشيب: إن عملية العزق أو التعشيب هي من العمليات الهامة التي تحتاج اليها زراعة الخضار لأن الأعشاب تزاحم نباتات الخضار على الغذاء والماء، وتكون الناقل والحاضن لبعض الآفات الزراعية من أمراض وحشرات مشتركة ضارة، ومما يؤدي بالتالي الى إنخفاض الإنتاج.
المكافحة: تصاب نباتات الخضر بآفات عديدة تندرج تحت مجموعتين: الأمراض تسببها الفطريات، البكتيريا والفيروسات؛ والمجموعة الثانية تسببها الحشرات والعناكب، ومن المفضل أن تكون المكافحة متكاملة.
أهم الأمراض: اللفحة المتقدمة، اللفحة المتأخرة، الرمد، التبقع، الفوزاريوم، التبقع، والفيروسات. وهناك الحشرات الضارة مثل المن والذبابة البيضاء والدودة راعية الأوراق ودودة الثمار والدودة الخياطة والبسيلا، وهناك اخيراً العناكب مثل الأكاروز والحلم.
لا تحتاج جميع أمراض الخضار الى مكافحة كيميائية متخصصة بل نستطيع أن نقي الكثير من الخضار بواسطة المكافحة: الميكانيكية، البيولوجية، العضوية.
المكافحة الميكانيكية: أي يجب إزالة النباتات المصابة خاصة بالفيروس وحرقها، كما يجب إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة. يجب التقليل من الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خاصة في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع).
المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعية للآفات الضارة مثل أسد المن، أم علي سيري، المتوفرين بوفرة في الحقول التي لا تعامل كيميائياً.
المكافحة العضوية: منها ما يحضر منزلياً خاصة لمكافحة الحشرات من خل صابون التفاح (500 ملل) والفليفلة الحارة القارس (حوالي 50 غراماً) ومقطر القصعين أو الزعتر أو النعنع (50 غراماً) مع القليل من برش الصابون البلدي ويضاف كبريت غروي إذا كان الخضار مصاباً بأمراض فطرية. تضاف جميعها الى 20 لتر ماء وتخلط جيداً وترش على النباتات. والمكافحة العضوية أيضاً تتم بواسطة المبيدات العضوية المتوفرة في الصيدليات الزراعية منها الجنزارة وكبريت الزهرة. يخلط جيداً 1 كيلو كبريت الزهرة مع 200 غرام جنزارة (مادة نحاسية من مصدر موثوق)، ويتم تعفير هذا الخليط على النباتات في بداية نموها مثل الباذنجانيات، القرعيات والبقوليات. ويعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات والتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز الى أجزاء نبات الخضار لإمتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها. فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة، نوعاً ما، بين الآفة وجدار النبات. لكن، ينصح بعدم إستخدام الخليط في حرارة تزيد على 32 درجة مئوية، وفي الأيام التي تزداد فيها الرطوبة. وبعكس ما هو سائد ومعروف منذ القدم، يجب أن لا يكون التعفير باكراً على الندى لأنه يتجمع في أماكن حاملة للندى على أجزاء النبتة مما يؤدي الى حرقها وتبقى أجزاء غير محكمة بالكبريت مما يسمح بدخول الآفات. ومنذ سنوات عدة، بدأت تتوفّر في لبنان مبيدات عضوية متخصصة.
جني المحصول: تقطف ثمار الخضار عند مرحلة النضج تدريجياً التي تحدد باللون مثل: البندورة والبطيخ الأصفر؛ بالحجم مثل الكوسا، الخيار، واللوبياء؛ بعدد الأيام مثل البطاطا. والخضار الورقية تحدد بالحجم مثل الخس، البقدونس، والهندباء.
التوضيب والتسويق: من المفضل أن يتم فرز الخضار الثمرية حسب الحجم والنوعية ووضعها في عبوات صغيرة مكشوفة لأن هذا يساعد على تسويقها بوقت أسرع وبأسعار أعلى. يستحسن بيع الخضار الطازجة الى المستهلكين مباشرة.
التصنيع: هناك العديد من الخضار صالحة للتصنيع وبطرق وأشكال عدة:
صناعة المجففات: بعد تقطيع الثمار الكبيرة الى أجزاء صغيرة مختلفة الأشكال، مثل: البندورة، اللوبياء، البامية، والكوسا، توضع في الأجهزة المعدة للتجفيف أو في أماكن مظللة وقليلة الرطوبة ويجب أن لا تتعرض الى أشعة الشمس المباشرة، بالإضافة الى حمايتها من الغبار والشوائب التي تؤدي الى تلفها.
صناعة التوابل المجففة: بعد قطاف الثمار وتقطيعها أو قطع جزء من نباتات الخضر الورقية، تجفف في الظل لتصبح خالية من الرطوبة نوعاً ما، بعد ذلك يتم تنعيمها مثل: النعنع، الصعتر، المردكوش، والحبق؛ أو طحنها مثل: الفليفلة الحمراء، البصل، والثوم.
صناعة العصائر: الثمار الكبيرة والمشوهة في الشكل والتي لا تصلح الى التسويق وغير المصابة بأي مرض أو حشرة، يعمد الى عصرها وتقديمها طازجة كما في الجزر، والبندورة.
صناعة المخللات: الثمار التي لا تصلح للبيع أو التصدير، تغسل وتنظف وتعد الى تقطيعها وترتيبها في آوانٍ زجاجية وتوضع في محلول من الماء والملح عيار 1 ملح الى 7 أو 8 ماء تقريباً، كما في كبيس الخيار، القثاء، الفطر، الفليفلة، اللفت، القرنبيط، والجزر؛ أو تكبس في زيت الزيتون كما في الفليفلة الحرة، صعتر الخلاط، اللوبياء، والباذنجان المكدوس.
صناعة المربيات: تصنع من بعض أنواع الخضار المربيات، حيث تقطف الثمار بعد نضجها كما في اللقطين؛ وقبل النضج وهي في حجم صغير كما في الباذنجان.
صناعة المقطرات: إن بعض النباتات العطرية هامة جداً من حيث فائدتها الغذائية والطبية والإقتصادية للإنسان خاصة في مرحلة الإزهار مثل النعناع، والصعتر.
صناعة المركزات: إن بعض ثمار نباتات الخضار في غذائنا طازجة ومصنّعة، كما في البندورة، الفليفلة الحلوة والحارة؛ والثمار غير الصالحة لهذه الغاية تحضّر لتركيزها بعد غسلها وإزالة الشوائب منها، ثم تركز على حرارة الشمس أو النار مثل: رب البندورة، الكاتشب، ورب الفليفلة.

الري-بالنقطة-أكثر-الوسائل-فعالية-في-زراعة-الخضار
الري-بالنقطة-أكثر-الوسائل-فعالية-في-زراعة-الخضار
استنبات-شتول-الفليفلة-من-البذور
استنبات-شتول-الفليفلة-من-البذور

 

 

 

 

 

 

 

 

يرقة-أسد-المن-أكثر-أعداء-المن-شراهة-وفعالية
يرقة-أسد-المن-أكثر-أعداء-المن-شراهة-وفعالية

 

الدورة الزراعية
تعني “الدورة الزراعية” عدم زراعة محصول الخضار نفسه أكثر من موسم في المكان نفسه. ويفضّل إتباع دورة زراعية ثلاثية أي كل ثلاث سنوات من فصائل مختلفة. مثلاً: تزرع الأرض في الموسم الأول بنبات الخيار الذي يتبع الفصيلة القرعية. في الموسم القادم، تزرع نباتات اللوبياء التي تنتمي للفصيلة البقولية. وفي الموسم الثالث، تزرع بنباتات البندورة التي تتبع فصيلة الباذنجانيات. لأن نباتات الخضار التي تنتمي للفصيلة الواحدة تحتاج تقريباً الى العناصر الغذائية نفسها، ولكن بكميات ونسب مختلفة وتحمل بعض الأمراض مثل: الرمد، اللفحة؛ والحشرات المشتركة مثل: الدودة الخياطة، المن الأخضر، الذبابة البيضاء؛ وتطفل عليها النباتات المتطفلة نفسها مثل الهالوك (الجعفيل) التي تنمو على جذورها ولا تسمح بمرور إلا القليل من الغذاء الى القسم الموجود فوق سطح التربة من النبتة مما يؤدي الى هلاكها.

تأصيل نباتات الخضار
إن تأصيل النبات يستوجب الأخذ في الإعتبار عوامل عدة هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحملها للعطش، وأيضاً مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار، بالإضافة الى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم، هذا في الخضار الثمرية أما في الخضار الدرنية، فتجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتزرع في الموسم القادم كما في البطاطا. تجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، والباذنجان.

القمح

«كثرة الأيادي في الحصيدة غنيمة»

موسم القمح عرس القرية الذي غاب

من الحرث إلى الزرع فالحصاد فالدرس فالتذرية والجمع
سلسلة نشاطات كانت تجمع القرية وتؤمن الفلاح غائلة الأيام

عرف الريف اللبناني زراعة القمح بإعتبارها أحد أهم مقومات الحياة والنشاط الاقتصادي. وكان لا بدّ لكل منزل أن يمضي معظم أشهر السنة على ما يمكن خزنه من مؤونة القمح والشعير في “الكواير”، وهي جرار كبيرة مستديرة ومصنوعة من الصلصال والقش بهدف الحفاظ على القمح في حالة جيدة طيلة العام.
وكانت زراعة القمح مسؤولية كل بيت لكن كان يشترك فيها أحياناً عدد من الفلاحين الذين يتعاونون في الزرع، ثم في الحصاد، ثم في درس القمح وتنقيته وهو ما يدلّ عليه المثل الشعبي “كثرة الأيادي في الحصيدة غنيمة”، وكان الموسم يبدأ قبل هطول الأمطار، إذ يقدم المزارعون على حراثة الأرض في ما كان يسمى “التعفير”، أي إعداد التربة لتصبح قادرة على امتصاص أكبر كمية ممكنة من المياه في موسم الأمطار، وذلك لاعتقاد المزارع من خلال الخبرة المتوارثة أن امتصاص الأرض للمياه الكثيرة يساعد على حفظ الرطوبة ويمدّ نباتات القمح بالرطوبة اللازمة في فترة النمو عندما يتوقف المطر أو يقلّ هطوله في أواخر الربيع وقبل نضج السنابل.
وبعد أن ترتوي الأرض، يعود المزارعون الى حقولهم ليبدأ موسم الحراثة وبذر القمح في التربة. ويكون البذار عادة من قمح جرى الاحتفاظ به من موسم العام الماضي على أن يكون مأخوذاً من السنابل الجيدة، وذلك للحصول على أفضل إنتاج في الموسم التالي. وكان يتم مزج القمح أثناء البذر بمادة تُعرف بالجنزارة كي يبقى في الحقل دون أن تسحبه الفئران والنمل.
عندما ينبت القمح خلال فصل الربيع وتصبح السنبلة فوق سطح الأرض بسنتمترات عديدة تبدأ عملية التعشيب، أي إزالة الأعشاب الضارة، لاسيما الشوك من بين القمح كي تسهل عملية الحصاد. وعند حلول آخر شهر حزيران وبداية شهر تموز تكون حقول القمح قد اصفرّت والسنابل نضجت فيبدأ موسم الحصاد، وهو موسم كان أشبه بعرس أو احتفال حقيقي لأهل القرية شيباً وشباناً.

الحصاد
يعتبر الحصاد من أهم نشاطات الموسم بعد انتظار نضج القمح، وهو غالباً نشاط جماعي يقوم به الفلاحون صفوفاً فيكون كل فلاح أو حصاد مسؤولاً عن إمّان أو قطاع طويل يمتد أمامه في الحقل، وتبدأ عملية الحصاد بعمل متزامن بين الحصّادين الذين يتقدمون في الحقل ويعمدون إلى جمع القمح في حزم يتركونها خلفهم، فيأتي آخرون ويجمعونها أغماراً وحزماً، ثم حملات تنقل على ظهر الدواب أو الناس الى البيدر وتترك هناك زمناً قصيراً الى أن تجف وتصبح جاهزة للدرس.
البيدر
اللفظة آرامية bet draya أي مكان التذرية. والبيدر مكان لدرس حزم القمح بهدف تنعيمها وسحنها إلى خليط ناعم يضم التبن والقمح تمهيداً لفصلهما وجمع كل منهما في أكياس مستقلة. وعادة كان الفلاحون يختارون أرضاً رصفتها الطبيعة بالبلاط الأملس وكانوا أحياناً يكملون ما يجدونه في الطبيعة من خلال عملية رصف إضافية تستكمل بناء أرض البيدر التي يجب أن تكون صلبة لتساهم في تسهيل عملية سحن خليط القمح والتبن تحت المورج.
وفي حال تعذّر وجود بلاطة طبيعية، فإنه كان على الفلاح أن ينتقي قطعة أرض قريبة من حقول القمح ويسهل وصول الماشية إليها، ويجب أن تكون قطعة مستوية، ممهدة، معرّضة لمهب النسيم، فلا تكون في منخفض ولا في مكان يُصَدّ عنه النسيم. ولذا تجد أن البيدر يقع على هضبة من الأرض، معرّضة للشمس والهواء، ويفضل أن تكون هناك أشجار ظليلة مثل السنديان أو الملول أو البطم أو تينة عظيمة أو جوزة بالقرب منه، ما يوفّر للعاملين مكاناً ظليلاً لأخذ قسط من الراحة أو تناول الطعام خلال عملية الدرس.
ولا يحتاج بناء البيدر الى عناء كبير أو نفقات، وهو عادة رقعة مستديرة ممهدة تحيط بها دائرة من حجارة غشيمة. ومن أجل تأمين قساوة مثلى للأرض يتم عادة حدلها قبل فصل الدراسة. ويفضّل أن ينمو فيها عشب التيِّل (والبعض يسمونه تيّول)، الذي يمسك وجه الارض مسكاً شديداً. ويجب أن يتوافر بالقرب من البيدر منبسط تعرّم فيه أكداس الحبوب. رغم أن البيدر يكون عادة ملكاً لمزارع، فإن كثيرين يشتركون في دراسة حبوبهم عليه، لقاء أجر زهيد على شكل كمية بسيطة من القمح أو التبن، أو أحياناً من دون مقابل.

المورج
المورج هو آلة درس القمح وهو كناية عن لوحين أو ثلاثة ألواح من خشب الصنوبر العتيق الملقش. يقطعون جذع الصنوبر الى قطع طولها قرابة مترين، وينشرونها الى ألواح سميكة 7-6سنتمترات وعرضها قطر الشجرة، 50-40سنتيمتراً، ثم أنهم يحفرون في أسفل اللوح نقراً يدخلون فيها قطعاً من حجر الصوان، أو الحجر البركاني، وبعضهم يضعون قطعاً من الحديد ذات وجه خشن أو مسنن لكي يقطع القش الى قطع صغيرة: تبن.
يسمون مقدار القمح، الذي يدرسونه دفعة واحدة “طرحة” أو “فلشة”. وكبر الطرحة أو صغرها يتوقّف على حجم البيدر. ولكن المعدل 4 أو 5 أحمال من القش، ثم أنهم يربطون المورج الى زوج ثيران أو إلى بغل ويجلس صبي، أو فتاة صغيرة (وهو عمل محبّب عند أطفال القرية) وتأخذ الثيران بتدوير المورج على أكوام سبلات القمح الى أن تتكسر هذه إلى خليط ناعم يضم حبات القمح التي تكون قد خرجت من السنبلة، ومن التبن هو نتاج سحن سيقان القمح بفعل دوران المورج وعمل الأحجار الصوانية. وكانوا يضعون على أفواه البقر كمامات، ويسمونها بلانة لكي لا تأكل السنابل. وعلى السائق أن ينتبه الى إفراز البقر، فيتلقى الإفراز برفش معد أمامه.

درس القمح
درس القمح

التذرية
تعتبر عملية تذرية القمح الفصل الأخير في موسم الحصاد وجمع الغلة، ذلك أن عملية درس القمح ينتج عنها خليط من حبات القمح الغارقة في أكوام التبن والقش التي نجمت عن عملية الدرس. وتتم عملية التذرية بواسطة مذاري (جمع مذراة) هي عبارة عن رأس من أربعة أو خمسة أصابع مدببة وطويلة منضودة على شكل كف وتشدها عادة أربطة من الجلد الحيواني ويتم تثبيتها بمسامير من الخشب. ويتم ربط كف المذراة بعصاً طويلة من خشب ويراعى في المذراة أن تكون من خشب قاسٍ وخفيف في آن، بحيث لا يشعر المزارع بالإرهاق من استخدامها.
ينتظر المزارعون يوماً يهب فيه نسيم أو هواء خفيف ويبدأون التذرية برفع أكوام الحنطة والقش بواسطة المذراة، وينتج عن ذلك دفع الهواء للتبن وهو أخف وزناً بعيداً إلى ناحية يتجمع فيها بفعل هبوب الهواء وسقوط حبوب القمح وهي أثقل وزناً في دائرة التذرية. ومع الوقت واستمرار التذرية يستمر فصل التبن عن القمح بحيث يتجمع التبن في الناحية التي يدفع الهواء باتجاهها ويتجمع القمح في وسط البيدر تحت المذاري ليشكل كوماً مستقلاً. ومع استكمال عملية الفصل بين التبن والحنطة يأتي المزارعون بأكياس لتعبئة كل منتج على حدة ونقله إلى المنازل ليتم حفظه طيلة العام.
وغالباً ما يتبع جمع القمح عمليات تنظيف إضافية عبر غسله مراراً بالماء، ورفع كل الشوائب التي قد تكون خالطته خلال عملية الدرس والجمع مثل البحص الصغير أو الزوان أو الأتربة وغيرها، وهو ما يسمى عملية “التصويل”، ويتم فلش القمح “المصوّل” على الأسطح في أيام مشمسة، ويبقى هناك أياماً عدة يتم فيها تقليبه باستمرار إلى أن يجف ويصبح صالحاً للخزن ونقله إلى المطحنة.
ويتم عادة استخدام جزء من محصول القمح لصنع البرغل، فيعمد المزارع إلى سلق القمح في دسوت كبيرة أو براميل لمدة ساعتين أو أكثر إلى أن “يفقش” الحب ويصبح ناضجاً لرفعه من الدست وفلشه على الأسطح ليجف تمهيداً لأخذه إلى المطحنة. وفي المطحنة يتم جرش القمح المسلوق والمجفف إلى برغل خشن وبرغل ناعم وبرغل وسط، ولكل من أنواع البرغل هذه استخداماته لدى ربة المنزل.

التين

زراعة الخضار الصيفية

مصدر غذاء طبيعي يحمي صحة الأسرة
ومصدر دخل وفير للمزارعين المحترفين

حذار التسميد الزائد لأنه يضعف المحصول ويسبب الآفات
ويؤدي أخيراً إلى تملح التربة وقتل الكائنات المفيدة فيها

الخضار خصوصاً العضوية وغير المطهية هي المصدر الأهم للفيتامينات والأملاح والانزيمات والمعادن والألياف الطبيعية

جميع أمراض الخضار لا تحتاج الى مكافحة كيميائية
لوجود بدائل مثل المكافحة اليدوية والبيولوجية والعضوية

زراعة الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامة التي تلعب دوراً أساسياً في الإقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، والقطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع. ويتوزع الاهتمام بزراعة الخضار بين مزارعين صغار هدفهم تأمين حاجة البيت من الخضار الطبيعية التي لا تدخل في إنتاجها المبيدات والأسمدة الكيميائية أو هرمونات النمو، وهي أساليب باتت مع الأسف شائعة، وهناك المشاريع الزراعية الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونمات)، وهذه يستهدف أصحابها تأمين العيش أو دعم مداخيلهم بدخل إضافي يحصلون عليه من استثمار أرضهم، خصوصاً إذا توافرت لهم المياه. ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفاً أو تقليدياً، هذا الموضوع الذي يتطرق الى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

كانت زراعة الخضار في المناطق الجبلية حتى أربعينات القرن الماضي مقتصرة على الزراعة البيتية كجزء من الاقتصاد المنزلي الذي يشمل أحياناً تسمين الخراف أو تربية الدواجن، وكان الهدف سد حاجة سكان القرى الذين كان العمل في الأرض أسلوب حياتهم ومصدر عيشهم، أي أن الزراعة البيتية كانت جزءاً من حياة الكفاف التي طبعت اقتصاد الجبل، وقد حال دون التوسع فيها نقص المال والمعدات وعدم توافر المياه أو البنى التحتية مثل الطرق ووسائل النقل والخبرات اللازمة. لكن الزراعة لأغراض التجارة أو التسويق المحلي فقد بدأت تتطور منذ منتصف القرن الماضي بسبب نمو المدن والقوة الشرائية للمقيمين فيها وتطور الاقتصاد عموماً، وقد اكتشف المزارعون تدريجياً الزراعة الحديثة ووجدوا فيها مصدر دخل وفير فبدأوا في تعلمها وإتقان فنونها. وققد نشأ عن ذلك تطور القطاع الزراعي في لبنان وتحوله إلى أحد أركان الاقتصاد، لا سيما وقد ذاعت في الدول العربية سمعة وجودة الإنتاج اللبناني. وزادت من قوة القطاع الزراعي خبرة اللبنانيين في استقدام أو تطوير أصناف جديدة مرغوبة من المستهلك اللبناني أو العربي، وتتمتع بخصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة الى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الخضار مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة. كما تطورت خبرة المزارعين في تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية، وبات ممكناً تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية، إضافة الى تصنيع المنتجات الغذائية، خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والإستهلاك الطازج.

عالم من التنوع
زراعة الخضار عالم واسع من التنوع، وهناك في لبنان محاصيل خضرية كثيرة شائعة تطلبها السوق والمزارع، وأهمها:

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب إختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى مدى توافر العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات أو زيادة إستهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم إمتصاص باقي العناصر.

أهمية الخضار كغذاء
تتصدر الخضار على إختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية، إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية وإستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فإعتمدها في قوائم طعامه اليومي.
لذا، زراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزء من الإحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءاً من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية، وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق.
وتزرع الخضار سنوياً حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل: البندورة، الملفوف، والبازيلا؛ ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل: القرنبيط، والبروكولي؛ أو أوراقها مثل: الخس، البقدونس، السلق، والرشاد؛ أو جذورها مثل: الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، والبطاطا الحلوة؛ أو أبصالها مثل: البصل، والثوم.

تقسيم النباتات
تصنف علوم النبات أنواع الخضار إلى مجموعات تجمع بينها خصائص مشتركة، وذلك بهدف تسهيل فهم خصائص كل منها ومتطلباته، مع العلم إن النباتات التي تنتمي الى فصيلة واحدة لا تتشابه جميعها في الحاجات والعمليات الزراعية من تغذية وري ومكافحة… ولا في الإحتياجات البيئية من حرارة وتربة… وتقسم هذه النباتات الخضارية الى مجموعات عدة بحسب الجزء الذي يستعمل للتغذية، وهي كالتالي:
1. خضر ورقية: وتشمل الخضار التي تؤكل أوراقها وتضم: الملفوف، الرشاد، الجرجير، السلق، السبانخ، الخس، البقدونس، الهندباء، الكرفس، الشمرة، البقلي، والكزبرة.
2. خضر ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في الهليون، أو ساق منتفخة كما في الكرنب، وإما ساقا متحورة تحت سطح التربة مثل البطاطا، والقلقاس.
3. خضر جذرية: وتضم الخضار التي تؤكل فيها الجذور وتتضخم جذورها كما في الجزر، اللفت، البطاطا الحلوة، والشمندر.
4. خضر زهرية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية مثل: الأرضي شوكي، القرنبيط، والبروكولي.
5. خضر بصلية: وتضم الخضار التي تؤكل منها الأبصال سواء كانت هذه الأبصال ناتجة عن تضخم قواعد الأوراق كما في البصل؛ أو من تضخم براعم أبطية موجودة في قواعد الأوراق كما في الثوم.
6. خضر ثمرية: وتشمل الخضروات التي تؤكل ثمارها سواء أكانت ناضجة مثل: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر؛ أو غير ناضجة مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، الباذنجان، والبامياء.
7. خضر بذرية: وتضم جميع الخضار التي تؤكل بذورها طازجة أو جافة كما في: الفاصولياء، الفول، الحمص، والبازلاء.

الإحتياجات البيئية
تحتاج بعض أنواع الخضار الى تنشئة بذورها في مشاتل صغيرة سواء عبر وضع تلك البذور في أوعية خاصة أو وضعها في التربة مباشرة. بالنسبة للبذور الصغيرة مثل: البندورة، الخس، الفليفلة، والباذنجان، يتم بذرها قبل موعد الزرع بحسب النوع من 20 الى 45 يوماً في أتربة مشجعة للإنبات، والتي تحوي عناصر غذائية، مثل التورب، مع تظليلها (بقطع من النيلون أو في البيوت الزجاجية إن وجدت) تنقل الشتول الصغيرة الى أوانٍ خاصة (صوانٍ أو كبايات صغيرة) لتسريع نموها مع إبقائها في الجو المظلل. بعد ذلك، تتم زراعتها في مكانها المعين عندما يصبح الجو ملائماً والأرض مهيئة. وتساعد هذه العملية في إستمرار النباتات في النمو مباشرة ومن دون الحاجة لتظليلها خاصة إذا كان الجو حاراً، مثل: البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الخس، والملفوف.

ملاحظة إن الشتول التي تقلع من المشتل لتزرع في الحقل تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي الى تأخيرها مدة أسبوع على الأقل لتبدأ بتكوين جذور حديثة ومن بعدها تبدأ في النمو. لهذا تحتاج الى تظليل بعد الزرع مباشرة.

الموقع: يجب أن يكون في مكان مكشوف لا تتجمع فيه الرطوبة التي تؤدي الى تكاثر وإنتشار الأمراض وغير معرضة للرياح الساخنة التي تؤدي الى تلف الأزهار وجفافها، قرب الموقع من الطريق لتقليل الكلفة، ووجود نبع ماء أو خزان لتجميع مياه الأمطار.
التربة: تحتاج نباتات الخضار الى تربة جيدة الصرف، عميقة ومفككة، وصالحة للزراعة، غنية بالمواد المعدنية الضرورية لها.
الحرارة: تنمو نباتات الخضار في حرارة معتدلة الى حارة نسبياً كونها من الخضار الصيفية. تتراوح درجات الحرارة ما بين 15 الى 33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد على 33 درجة مئوية، توقف نمو النباتات وتمنع عقد أزهارها، كما في إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب، مما يؤدي الى إنخفاض المردود الإقتصادي لهذه الزراعة.
الري: بشكل عام، جميع نباتات الخضار تحتاج الى ري ولكن بمعدلات مختلفة على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 ليتراً من الماء في الاسبوع عند مرحلة جني المحصول. أما نبتة القثاء (مقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 ليترات ماء أسبوعياً. إن الخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالماء والسماد وتعطي إنتاجاً ذات جودة وكمية عاليتين.
التسميد: تحتاج الخضار الى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيميائية. بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج الى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل: البقدونس، الخس، والرشاد، تحتاج الى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوطاس. كما أن الخضار التي تعطي ثماراً مثل: البندورة، البطيخ، واللوبياء، تحتاج الى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج الى الفوسفور أكثر في مرحلة الإزهرار، والى البوطاس في مرحلة نمو الثمار لزيادة حجمها ونضجها.

تين-مجفف--تركي-في-الغالب
تين-مجفف–تركي-في-الغالب

مخاطر التسميد الزائد
إن الإفراط في زيادة كميات الأسمدة الكيميائية للخضار يؤدي الى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وتلف الثمار في وقت قصير وترسبه في التربة كأملاح معدنية وقتل بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، والتي تساعد النباتات على إمتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للإمتصاص من قبل الجذور. مثلاً، يعطي الكثير من المزارعين لشتلة البندورة حوالي 100 غرام في الشهر من الأسمدة الكيميائية الذوابة (20-20-20 + عناصر صغرى) بينما تحتاج البندورة الى حوالي 30 غراماً من هذا السماد في الشهر ويقدم على دفعتين كل 15 يوماً.
أما الدونم الواحد فيحتاج بين 600 و1000 كلغ من الأسمدة العضوية المخمرة، والتي تؤدي دوراً كبيراً في تحسين خواص التربة والحفاظ على الرطوبة والحرارة. وهي الحاضن الطبيعي والأساسي للكائنات الحية الدقيقة والمساعد على تكاثرها، إضافة الى وجود بعض العناصر الغذائية فيه كالآزوت.
تهيئة الأرض قبل الزرع: تحرث الأرض حراثة أولى متوسطة بواسطة الجرار الذي يحمل السكك على عمق حوالي 40 سم مع إزالة الأعشاب البرية والحجارة إن وجدت التي تعيق العمليات الزراعية مثل الزرع، التسميد، الري، المكافحة، والقطاف. ثم حراثة سطحية على عمق 15 سم تقريباً بواسطة الفرامة أو العزاقة لتكسير الكتل الترابية ولتنعيم وتسوية سطح الأرض أو التربة. من المفضل أن تقسم الأرض الى خطوط متساوية أو أثلام أو مساكب لمعرفة سعة الأرض من الخضار المنوي زراعتها. بعد تقسيم الأرض، يوضع السماد العضوي في أماكن الزرع ويفضل خلطه مع التراب لتحسين خواصها وإمداد النبات بالمواد الغذائية اللازمة، إضافة الى وضع محيط الجذور مفكك وسهل لتغلغلها بين حبيبات التراب. وأخيراً، تمدد شبكة الري المعدة خصيصاً لهذه الغاية ليتم بعدها الزرع حسب المسافات بين الشتلة والأخرى ومتوازية للنقاط الذي يمد الشتلة بالماء مباشرة اثناء عملية الزرع.
التعشيب: إن عملية العزق أو التعشيب هي من العمليات الهامة التي تحتاج اليها زراعة الخضار لأن الأعشاب تزاحم نباتات الخضار على الغذاء والماء، وتكون الناقل والحاضن لبعض الآفات الزراعية من أمراض وحشرات مشتركة ضارة، ومما يؤدي بالتالي الى إنخفاض الإنتاج.
المكافحة: تصاب نباتات الخضر بآفات عديدة تندرج تحت مجموعتين: الأمراض تسببها الفطريات، البكتيريا والفيروسات؛ والمجموعة الثانية تسببها الحشرات والعناكب. ومن المفضل أن تكون المكافحة متكاملة.
أهم الأمراض: اللفحة المتقدمة، اللفحة المتأخرة، الرمد، التبقع، الفوزاريوم، التبقع، والفيروسات. وهناك الحشرات الضارة مثل المن والذبابة البيضاء والدودة راعية الأوراق ودودة الثمار والدودة الخياطة والبسيلا، وهناك اخيراً العناكب مثل الأكاروز والحلم.
لا تحتاج جميع أمراض الخضار الى مكافحة كيميائية متخصصة بل نستطيع أن نقي الكثير من الخضار بواسطة المكافحة: الميكانيكة، البيولوجية، العضوية.
المكافحة الميكانيكية: أي يجب إزالة النباتات المصابة خاصة بالفيروس وحرقها، كما يجب إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة. يجب التقليل من الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خاصة في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع).
المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعية للآفات الضارة مثل أسد المن، أم علي سيري، المتوفرين بوفرة في الحقول التي لا تعامل كيميائياً.
المكافحة العضوية تعتمد على الخل والحرّ القارس والثوم ومقطر الزعتر مع إمكان استخدام برش الصابون البلدي والكبريت الغروي والجنزارة
المكافحة العضوية: منها ما يحضر منزلياً خاصة لمكافحة الحشرات من خل صابون التفاح (500 ملل) والفليفلة الحارة القارس (حوالي 50 غراماً) ومقطر القصعين أو الزعتر أو النعنع (50 غراماً) مع القليل من برش الصابون البلدي ويضاف كبريت غروي إذا كان الخضار مصاباً بأمراض فطرية. تضاف جميعها الى 20 ليتر ماء وتخلط جيداً وترش على النباتات. والمكافحة العضوية أيضاً تتم بواسطة المبيدات العضوية المتوفرة في الصيدليات الزراعية منها الجنزارة وكبريت الزهرة. يخلط جيداً 1 كيلو كبريت الزهرة مع 200 غرام جنزارة (مادة نحاسية من مصدر موثوق). ويتم تعفير هذا الخليط على النباتات في بداية نموها مثل الباذنجانيات، القرعيات والبقوليات. ويعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات وتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز الى أجزاء نبات الخضار لإمتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها. فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة، نوعاً ما، بين الآفة وجدار النبات. لكن، ينصح بعدم إستخدام الخليط في حرارة تزيد على 32 درجة مئوية، وفي الأيام التي تزداد فيها الرطوبة. وبعكس ما هو سائد ومعروف منذ القدم، يجب أن لا يكون التعفير باكراً على الندى لأنه يتجمع في أماكن حاملة للندى على أجزاء النبتة مما يؤدي الى حرقها وتبقى أجزاء غير محكمة بالكبريت مما يسمح بدخول الآفات. ومنذ سنوات عدة، بدأت تتوفر في لبنان مبيدات عضوية متخصصة.
جني المحصول: تقطف ثمار الخضار عند مرحلة النضج تدريجياً التي تحدد باللون مثل: البندورة والبطيخ الأصفر؛ بالحجم مثل الكوسا، الخيار، واللوبياء؛ بعدد الأيام مثل البطاطا. والخضار الورقية تحدد بالحجم مثل الخس، البقدونس، والهندباء.
التوضيب والتسويق: من المفضل أن يتم فرز الخضار الثمرية حسب الحجم والنوعية ووضعها في عبوات صغيرة مكشوفة لأن هذا يساعد على تسويقها بوقت أسرع وبأسعار أعلى. يستحسن بيع الخضار الطازجة الى المستهلكين مباشرة.
التصنيع: هناك العديد من الخضار صالحة للتصنيع وبطرق وأشكال عدة:
صناعة المجففات: بعد تقطيع الثمار الكبيرة الى أجزاء صغيرة مختلفة الأشكال، مثل: البندورة، اللوبياء، البامية، والكوسا، توضع في الأجهزة المعدة للتجفيف أو في أماكن مظللة وقليلة الرطوبة ويجب أن لا تتعرض الى أشعة الشمس المباشرة، بالإضافة الى حمايتها من الغبار والشوائب التي تؤدي الى تلفها.
صناعة التوابل المجففة: بعد قطاف الثمار وتقطيعها أو قطع جزء من نباتات الخضر الورقية، تجفف في الظل لتصبح خالية من الرطوبة نوعاً ما، بعد ذلك يتم تنعيمها مثل: النعنع، الصعتر، المردكوش، والحبق؛ أو طحنها مثل: الفليفلة الحمراء، البصل، والثوم.
صناعة العصائر: الثمار الكبيرة والمشوهة في الشكل والتي لا تصلح الى التسويق وغير المصابة بأي مرض أو حشرة، يعمد الى عصرها وتقديمها طازجة كما في الجزر، والبندورة.
صناعة المخللات: الثمار التي لا تصلح للبيع أو التصدير، تغسل وتنظف وتعد الى تقطيعها وترتيبها في آوانٍ زجاجية وتوضع في محلول من الماء والملح عيار 1 ملح الى 7 أو 8 ماء تقريباً، كما في كبيس الخيار، القثاء، الفطر، الفليفلة، اللفت، القرنبيط، والجزر؛ أو تكبس في زيت الزيتون كما في الفليفلة الحرة، صعتر الخلاط، اللوبياء، والباذنجان المكدوس.
صناعة المربيات: تصنع من بعض أنواع الخضار المربيات، حيث تقطف الثمار بعد نضجها كما في اللقطين؛ وقبل النضج وهي في حجم صغير كما في الباذنجان.
صناعة المقطرات: إن بعض النباتات العطرية هامة جداً من حيث فائدتها الغذائية والطبية والإقتصادية للإنسان خاصة في مرحلة الإزهار مثل النعناع، والصعتر.
صناعة المركزات: إن بعض ثمار نباتات الخضار في غذائنا طازجة ومصنعة، كما في البندورة، الفليفلة الحلوة والحارة؛ والثمار غير الصالحة لهذه الغاية تحضّر لتركيزها بعد غسلها وإزالة الشوائب منها، ثم تركز على حرارة الشمس أو النار مثل: رب البندورة، الكاتشب، ورب الفليفلة.

الدورة الزراعية
تعني “الدورة الزراعية” عدم زراعة محصول الخضار نفسه أكثر من موسم في المكان نفسه. ويفضل إتباع دورة زراعية ثلاثية أي كل ثلاث سنوات من فصائل مختلفة. مثلاً: تزرع الأرض في الموسم الأول بنبات الخيار الذي يتبع الفصيلة القرعية. في الموسم القادم، تزرع نباتات اللوبياء التي تنتمي للفصيلة البقولية. وفي الموسم الثالث، تزرع بنباتات البندورة التي تتبع فصيلة الباذنجانيات. لأن نباتات الخضار التي تنتمي للفصيلة الواحدة تحتاج تقريباً الى العناصر الغذائية نفسها، ولكن بكميات ونسب مختلفة وتحمل بعض الأمراض مثل: الرمد، اللفحة؛ والحشرات المشتركة مثل: الدودة الخياطة، المن الأخضر، الذبابة البيضاء؛ وتطفل عليها النباتات المتطفلة نفسها مثل الهالوك (الجعفيل) التي تنمو على جذورها ولا تسمح بمرور إلا القليل من الغذاء الى القسم الموجود فوق سطح التربة من النبتة مما يؤدي الى هلاكها.

تأصيل نباتات الخضار
إن تأصيل النبات يستوجب الأخذ في الإعتبار عوامل عدة هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحملها للعطش، وأيضاً مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار، بالإضافة الى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم، هذا في الخضار الثمرية أما في الخضار الدرنية، فتجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتزرع في الموسم القادم كما في البطاطا. تجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، والباذنجان.

(1)مرشد زراعي وناشط بيئي

أصناف-التين-عديدة-جدا-وهنا-أحد-أصناف-التين-الأسود---2
أصناف-التين-عديدة-جدا-وهنا-أحد-أصناف-التين-الأسود—2م

بيئة و إرشاد زراعي

دليـل المـزارع إلــى التسميد العضوي ما هي الأسمدة العضوية ومصادر الحصول عليها طريقة إنتاج السماد العضوي وتخميره وتخزينه ما هي الآثار المباشرة …

الفريز الجميلة اللذيذة المفيدة زينة للحديقة.. ولطبق الضيافة زراعة الفريز سهلة، منتجة لا تحتاج إلى جهد تحب التربة الخصبة والرطوبة والضوء مضار …

غش العسل

غشّ عسل النحل صناعة رائجة عالمياً.. ومحلياً معلومات لا بدّ منها لفهم خصائص العسل الطبيعي وتمييزه عن العسل المغشوش الذي يملأ الأسواق …

شجرة الكرز الكريمة

شجــرة الكـــرز الكريمــة محاصيـل لـ 100 عــام وتكلفــة قليلــــــة متطلباتها الضوء والتربة العميقة والتسميد وتزرع بعلية لكن الري بعد العقد يزيد إنتاجها …

مرض «الفيتوبلاسما» الوبائي دخل لبنان وأشجار اللوز والدراق مهدّدة بالموت المرض أصاب كروم العنب في إيطاليا وتركيا وجنوب أفريقيا وظهوره في كروم …

نحن والأفاعي

نحن والأفاعي قصة سوء تفاهم قديـــمة في لبنان 25 صنفاً من الأفاعي ثلاث منها فقط سامة والسامة منها لا تخرج إلا في …

زراعــــة الخضــــار الصيفيــــة مصـدر غـــذاء طبيعـــي يحمـــي صحـــة الأســـرة ومصـــدر دخـــل وفيـــر للمزارعيـــن المحترفيـــن حذار التسميد الزائد لأنه يضعف المحصول ويسبب الآفات …

القمح

«كثرة الأيادي في الحصيدة غنيمة» موسم القمح عرس القرية الذي غاب من الحرث إلى الزرع فالحصاد فالدرس فالتذرية والجمع سلسلة نشاطات كانت …

التين

زراعة الخضار الصيفية مصدر غذاء طبيعي يحمي صحة الأسرة ومصدر دخل وفير للمزارعين المحترفين حذار التسميد الزائد لأنه يضعف المحصول ويسبب الآفات …

أكبر معرض

من لم يستكشفها فهو محروم أكبر معرض على الطبيعة للتنوع الهائل في بيئة الجبل تتمتع محمية أرز الشوف بامتداد شاسع يجعلها تغطي …

محمية

محمية أرز الشوف الطبيعية واحة في صحراء التآكل البيئي نجـــــــاح أكبـر محميّة طبيعيـة في لبنان حفّز على إنشاء المحميات في بقية المناطق …

قلعة نيحا

من أبـــرز معالــم محميــة أرز الشــوف قلعــة شقيــف فــي نيحــــا حصــن منيــع لــه تاريــــخ حـــررها صــلاح الــدين مــن الصليبييــــن واحتفــــظ بهــا العثمانيــــون …