هي «قرية هادئة تجمع في أحضانها جمال الرّيف وحداثة المدينة»١ وتقع جنوب مدينة السويداء بمسافة 5 كلم على الطريق التي تصل بين السويداء والقريّا على باحة جبليّة منبسطة تبلغ مساحتها12،730دونماً، تميل باتجاه الغرب ميلاً متموّجاً لطيفاً باتّجاه سهل حَوْران إلى الغرب منها، ويبلغ ارتفاعها من على مستوى سطح البحر 1040م، أمّا عدد سكانها فنحو أربعة آلاف وخمسمئة نسمة لكن العدد الفعلي للمقيمين فيها تنامى كثيراً عن الأصل بسبب النزوح إليها من العديد من قرى الجبل لقربها من السويداء مركز المحافظة وبؤرة الوظائف والأعمال والمهن، وبسبب الأزمة السورية منذ العام 2011.
تحدّها من الشمال أراضي السويداء، ومن الشرق أراضي بلدة سهوة بلاطة، ومن الغرب أراضي قرية كناكر ومن الجنوب الغربي أراضي بلدة عرى ومن الجنوب أراضي بلدة العفينة. وتبلغ مساحة مُخطّطها التنظيمي 3950 دونماً.
ولعلّ اسم القرية العربي مُسْتمد من غِناها القديم بالآبار/ الينابيع. فمن معنى الكلمة القاموسي؛ الرّسّ: البئر القديمة2. ويفيد الرحّالة حنا أبو راشد الذي أرّخ للجبل وأحداثه في كتابه «جبل الدروز ، حوران الدّامية، عام 1925»، أنّه وجد في بلدة رساس: «نبعان سايلان، تستفيد منهما بلدة جبيب بواسطة قناة…»3 (تقع جبيب في الجانب الشرقي من سهل حوران على مسافة نحو 14 كيلومتراً كلم إلى الغرب من رساس وكانت من ممتلكات دار إمارة جبل الدروز في بلدة عرى حينها). ويبدو أنّ رساس القديمة لم تُدرس آثاريًّا٤. عدد سكان البلدة الأصليين نحو 4500 نسمة، وهناك أكثر من ألفين وخمسمئة نسمة آخرين من الوافدين. وفي القرية الأولى بقايا عمران قديم تشهد عليه آثارٌ لمبان قديمة في دار آل الأطرش، وتتبع لها مزرعة «أمّ الشراشيح» إلى الشمال القريب منها، وقد وُجدت في تلك المزرعة آثار تعود لإنسان ما قبل التاريخ (أدوات صوّانية)، كما وجدت كِسَر فخّارية تعود لعصور لاحقة وآثار معبد وثني شُيِّد على أنقاضه مزار يحمل حاليّاً اسم النبي أيّوب5.
ومن الجدير ذكره أنّ قرية رساس كانت أوّل قرية تصلها المياه بواسطة الأنابيب بعد مدينة السويداء، منذ أربعينيّات القرن الماضي وكان مصدرها من مياه عين أمّ القصب الواقعة في أراضيها على مسافة نحو كيلو مترين ونصف من القرية. كان ذلك بتدبير من الأمير متعب الأطرش شيخ القرية وعمل جماعي إلزامي من قبل الأهالي بحيث وُزِّعَت المياه في ثلاثة طوالع وكانت مياهها تصب ليلاً ونهاراً بحيث يذهب الفائض عن حاجة الناس إلى الحدائق.